أسرة الأمن الوطني بالناظور تحتفل بالذكرى ال68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني    الملك محمد السادس يرفض محاولات تهجير الفلسطينيين ويدين "الأعمال الانتقامية" بغزة    الداخلة.. الاحتفاء بالذكرى ال 68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني    تسرب للغاز يخنق عشرات التلاميذ بمؤسسة تعليمية بالبيضاء    استخراج جثة دفنت منذ أيام في الحسيمة ونقلها إلى الدار البيضاء لهذا السبب    "إعلان البحرين" يُشيد بأدوار المغرب في لجنة القدس وأزمة ليبيا والتصدي للإرهاب    موظفو الجماعات الترابية ينسحبون من الحوار مع وزارة الداخلية    القمة العربية تدعو إلى نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لحين تنفيذ حل الدولتين    ميارة يشيد بالشراكة المغربية البرتغالية    سعر الذهب يتراجع بعد مكاسب الدولار    الملك محمد السادس: الأعمال الانتقامية في غزة تتعارض مع القانون الدولي    محمود عباس يتهم حماس ب"توفير ذرائع" لإسرائيل لتهاجم قطاع غزّة    مقترح "إلغاء الفار" ينتظر تصويت الأندية الانجليزية    برئاسة المغرب .. مجلس حقوق الإنسان الأممي يرفض الإعادة القسرية للمهاجرين    ميناء طنجة.. تراجع كمية مفرغات الصيد البحري بنسبة 30% حتى متم أبريل    تقرير: إحداث أزيد من 42 ألف مقاولة ذات شخصية معنوية نشطة بجهة الشمال    بسبب عدم الامتثال.. شرطي مرور يشهر سلاحه والسلطات تحقق    المغاربة أكثر العمال الأجانب مساهمة في نظام الضمان الاجتماعي بإسبانيا    طقس الجمعة.. أمطار ضعيفة و متفرقة وتشكّل سحب بالشمال وحرارة بالجنوب    المغرب يثير من جديد موضوع استقلال الشعب القبايلي في الامم المتحدة    القمة العربية: الملك محمد السادس يعتبر محاولة إسرائيل فرض واقع جديد في غزة "أمرا مرفوضا"    على هامش تكريمه.. البكوري: مهرجان الريف يسعى لتقريب الإبداعات الناطقة بالأمازيغية إلى الجمهور التطواني    عائلات "مغاربة ميانمار" تحتج بالرباط .. وناجية تكشف تفاصيل "رحلة الجحيم"    هذه حجم الأموال التي يكتنزها المغاربة في الأبناك.. ارتفعت بنسبة 4.4%    وفاة الفنان أحمد بيرو أحد رواد الطرب الغرناطي    "حماة المال العام" يستنكرون التضييق على نشاطهم الفاضح للفساد ويطالبون بمحاسبة المفسدين    أخنوش يتباحث مع رئيس الحكومة اللبنانية    هذه العوامل ترفع خطر الإصابة بهشاشة العظام    إطلاق مجموعة قمصان جديدة لشركة "أديداس" العالمية تحمل اللمسة المغربية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    تصفيات مونديال 2026: الحكم المغربي سمير الكزاز يقود مباراة السنغال وموريتانيا    بعثة نهضة بركان تطير إلى مصر لمواجهة الزمالك    كأس العرش.. مولودية وجدة يضرب موعدًا لمواجهة الرجاء في النصف النهائي    السعودية تطلق هوية رقمية للقادمين بتأشيرة الحج    إيقاف مسؤول بفريق نسوي لكرة القدم ثلاث سنوات بسبب ابتزازه لاعباته    يوفنتوس يتوّج بلقب كأس إيطاليا للمرّة 15 في تاريخه    مانشستر سيتي يهدد مشاركة جيرونا التاريخية في دوري الأبطال    ظاهرة "أسامة المسلم": الجذور والخلفيات...    الاستعادة الخلدونية    المغربي محمد وسيل ينجح في تسلق أصعب جبل تقنيا في سلوفينيا    العسري يدخل على خط حملة "تزوجني بدون صداق"    وزارة "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    "أديداس" تطلق قمصانا جديدة بلمسة مغربية    كلاب ضالة تفترس حيوانات وتهدد سلامة السكان بتطوان    من أجل خارطة طريق لهندسة الثقافة بالمغرب    أشجار عتيقة تكشف السر الذي جعل العام الماضي هو الأشد حرارة منذ 2000 عام    مدريد في ورطة بسبب الإمارات والجزائر    أكاديمية المملكة تُسائل معايير تصنيف الأدباء الأفارقة وتُكرم المؤرخ "هامباتي با"    محكي الطفولة يغري روائيين مغاربة    زيلنسكي يلغي زياراته الخارجية وبوتين يؤكد أن التقدم الروسي يسير كما هو مخطط له    "تسريب أسرار".. تفاصيل إقالة وزير الدفاع الروسي    المشروع العملاق بالصحراء المغربية يرى النور قريبا    زعيم المعارضة في إسرائيل: عودة الرهائن أهم من شن عملية في رفح    ما حاجة البشرية للقرآن في عصر التحولات؟    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتحاريات .. يقتلن الأحياء من أجل الأنس مع الشهداء

متشحات بالسواد , يتسللن بين الحشود البشرية التي تستبعد أن ينبعث الموت من جسم أنثى ,يضغطن على الحزام الناسف الذي يمنطق وسطهن, وباسم الدين يتفجر الجسد وتنتشر بقايا أجساد عباد الله بالعشرات , لتمتلئ الأرض بالأرامل والأيتام والتكالى.لماذا يتطاير كل هذا الموت من تحت العباءات , وتحول النساء اجسادهن إلى قنابل موقوتة.
نجحت التنظيمات المتشدّدة في العالم الاسلامي, في خلق جيل من الانتحاريات يرتدين الأحزمة الناسفة ليفجّرن أنفسهن وسط الحشود، بدوافع طوباوية في الكثير من الأحيان ,منها الأنس مع الشهداء . ظاهرة أضحت عربية خالصة وفي ارتفاع مع ظهور التيارات الإسلامية المتشددة الداعية للجهاد, حيث أصبحت العراق منذ 2003 ساحة خصبة لتفريخ الانتحاريات ، وازدادت عمليات استقطاب هذه، كما تضاعف عدد من قمن بتنفيذ عمليات انتحارية، وتؤكد مصادر أمنية أن تنظيم القاعدة هو من ينشط في تجنيد الانتحاريات، بدوافع الخروج من قفص الجسم المادي و التحرك نحو مقام الشهود الإلهي, ، بعدما وجدت هذه الظاهرة مكانا لها في افغانستان والشيشان، يمارسها أفراد اختاروا حالة من الموت للبقاء أحياء مع الشهداء بدلا من الموت ، بحسب شهادات الكثير منهم .
حيث عمد تنظيم القاعدة لغسل ادمغة الكثير من النساء اللواتي اعتبرن لحظة الموت هذه ، فرصة الخلاص من الحياة الدنيا ولقاء الانبياء والصالحين في الاخرة بحسب عقيدة القاعدة في هذا الشأن ,ولأن المنظمات الإرهابية تعي جيداً هذه التشكيلة من الدوافع الفردية والجماعية للانتحاريين والانتحاريات، فإن تكتيكات التجنيد التي تستهدف النساء على الخصوص تشمل حججاً متعددة، ومتناقضة أحياناً، مثل الدعوة لمشاركة متساوية ومتكافئة بين الجنسين، والانتقام والقومية والدين.
يمارسن نكاح الجهاد قبل
الإقدام على تفجيرأنفسهن
تروي امرأة انتحارية أن هناك أكثر من 50 امرأة مسلّحة كنّ مشاريع جاهزة للانتحار بتفخيخ انفسهن وتفجيرها وسط الجمهور في العراق, حيث يشرف تنظيم القاعدة على تدريبهن وتمويلهن وتزويجهن قسراً من المقاتلين .و كشفت اعترافات المنتميات الى التنظيمات المتطرفة، ان الكثير منهن مارسن (نكاح الجهاد) قبل الإقدام على الانتحار بتفجير النفس او بالقتال في المعارك ، وهو ما يحدث الان في سوريا أيضا .
وأغلب النساء اللاتي قاتلن في صفوف القاعدة في العراق مارسن الجنس مع مسلّحين بحسب اعترافاتهن ، بل ان بعضهن خلّف اطفالاً صاروا مجهولي المصير بعد مقتل ابائهم وأمهاتهم في المعارك و اعمال التفخيخ . والسعودية من بين الدول التي تكثر فيها التنظيمات المتطرفة, وتعد أيضا بيئة ملائمة لتربية وتنشئة الإنتحاريات.
فما هي الدوافع التي تحرك النساء الانتحاريات إذن؟
الدوافع في جميع الأمكنة دينية بالدرجة الأساس, تهدف إلى إسقاط نظام الحكم غير الشرعي دينياً وإقامة إمارات إسلامية بعد طرد (المحتل) ، واغلب هذه الدوافع يسوقها محرك ( الموت العرفاني) الذي يسيطر فيه الفرد على الغرائز و الخلجات ، حيث أُوصِي الإنسان أن يميت نفسه قبل أن يموت ، كما يردد الانتحاريون . أغلب الإنتحاريات هن جزء من تنظيم القاعدة بخلفيته السلفية المتطرفة مذهبيا، التي تؤمن بأن التطوع للشهادة لا يشكل ألماً ومعاناة بل امتيازاً جديراً بالتكريم .
وكل ذلك يجري بموجب فتاوى تشرّع تلك الأعمال ، اذ تعتبر أوامر إلهية حتى فيما يتعلق بالمتعة الجنسية .وقد دفع والي بغداد مناف الراوي إلى تفجير زوجته الثانية بحزام ناسف تحكم به عن بعد لتسبب بمقتل وجرح العشرات . وابرز الإنتحاريات كانت زوجة أمير تنظيم القاعدة ابو مصعب الزرقاوي، الذي قُتِل عام 2007 ، حيث كانت تشرف على عدد من الإنتحاريات في ذلك الوقت ، حاولن تفجير تجمعات للقوات الأمنية .
95 في المئة من الهجمات التي نفذتها النساء الانتحارية حدثت في إطار أعمال مسلحة ضد قوات احتلال أجنبية، وهو ما يشير إلى أن المنطق الاستراتيجي الرئيسي، على مستوى عام، هو تحقيق مطالب أو مكاسب لفائدة المجموعة الإثنية التي تنتمي إليها الانتحاريات. وعليه، فإن الدافع الفردي الرئيسي بالنسبة لكل من الانتحاريين والانتحاريات هو تشكيلة من التظلمات الفردية. ويوضح الباحث النفسي عصام الجبوري، إن الدافع الغرائزي (الجنسي) قبل الدافع (الايماني) هو الذي يوقِع بعض النساء في حبائل الجماعات المتطرفة, اذ تعيش المرأة في تلك البيئة أجواء طقوس خاصة ، يُنْبَذُ فيها الجسدُ باعتباره مادة فانية ويبذل أمام (المجاهد) الذي يتوق إلى الخلود الأبدي بالاستشهاد ، ووفق ذلك, فإن منح الشهوة الجسدية له ، يعد واجبا دينيا ، بعدما تقرر أن هذا الجسد الأنثوي يجب أن يتلاشي عبر عملية تفجير ، وصولا إلى الجنة الموعودة .
جزء من الانتحاريات نساء نبذهن المجتمع لأسباب ما وعانين الغبن والاضطهاد من المجتمع او الاهل او الزوج حتى ضاقت بهن الدنيا ولذا يبحثن التخلص من هذه الحياة . بالاضافة الى انعدام الامل في حياتهن المعقدة . يقتنعن بأن الجنة مصانة لهن والانتحار هو صك غفران لكل ما قمن به سابقا .أيضا يلعب الفقر دورا كبيرا, فالمرأة التي تعاني العوز ينعكس عليها الشؤم وضياع الامل بمستقبل افضل .
وقال الزعيم السني الشيخ عادل الفهداوي: «إذا كانت الحالة النفسية للمرأة سيئة، فإنهم يحاولون إقناعها بأنها ستذهب إلى الجنة.. وكل الفتيات الانتحاريات جئن من أسر إرهابيين، وتم تجنيدهن وإقناعهن بذلك.»
وحسب مستشار في وزارة الدفاع, فإن استخدام النساء فيه نوع من « القيمة الدعائية أكثر من القيمة الميدانية» فمن خلال استخدام النساء تريد القاعدة ، أن تشعر الرجال بالعار «النساء تقاتل والرجال غافلون عن الحرب. « ممكن جدا اثارة شهامة الرجولة . فبعد تنفيذ الانتحارية البلجيكية موريل ديغوك لعملية انتحارية نشر موقع انترنيت على رسالة موقعة من الزرقاوي وجه في نهايتها سؤالاً «ألم يعد هناك رجال بحيث أصبح علينا تجنيد النساء؟ أليس من العار على أبناء أمتي أن تطلب أخواتنا القيام بعمليات انتحارية بينما ينشغل الرجال بالحياة؟» الرجال يجندون النساء ، وهم الذين يدربوهن ، ويدفعوهن للقيام بالاعمال الانتحارية . ويفسر سبب استخدام النساء بأنهن «غير مشكوك بأمر قيامهن بهكذا نوع من العمليات ولا يخضعن للتفتيش، وهذا يجعل استخدامهن «أسهل من الرجال.»
فتوى القرضاوي: من حق الأخوات الملتزمات
أن يساهمن في خط الشهادة
تعد فتوى يوسف القرضاوي حول مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية , محرضا أساسيا للنساء بأن يقمن بعمليات انتحارية طلبا للاستشهاد في سبيل الله ونيل الجنة حسب فتوى الشيخ التي يقول فيها:
«المنتحر يائس من الحياة بسبب فشل ما، ويريد أن يتخلص من حياته، أما الاستشهاد فهو عمل من أعمال البطولة .. ومعظم علماء المسلمين يعتبرونه من أعظم أنواع الجهاد.وعندما يكون الجهاد فرض عين, كأن يدخل العدو بلداً من البلدان، تطالب المرأة بالجهاد مع الرجل جنباً إلى جنب، وقال الفقهاء: إذا دخل العدو بلداً وجب على أهله النفير العام، وتخرج المرأة بغير إذن زوجها والولد بغير إذن أبيه والعبد بغير إذن سيده والمرؤوس بغير إذن رئيسه, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ولأن العام يتقدم على الخاص. فإنه إذا تعارض حق الأفراد وحق الجماعة يتقدم حق الجماعة لأنه لتحقيق مصلحة الأمة، لذلك أنا أرى أن المرأة تستطيع أن تقوم بدورها في هذا الجهاد بما تقدر عليه، وقد يستطيع المنظمون لهذه العملية الجهادية أن يوظفوا بعض النساء المؤمنات في هذه القضية، وقد تستطيع المرأة أن تصل إلى ما لا يصل إليه الرجال.أما قضية المَحْرَمْ، فنحن نقول أن المرأة تسافر إلى الحج مع نساء ثقات وبدون محرم، ما دام الطريق آمناً.. فلم تعد المرأة تسافر في البراري والصحاري بحيث أنه يُخشى عليها .. فهي تسافر في القطار أو الطائرة.أما قضية الحجاب فإنها تستطيع أن ترتدي قبعة بحيث تغطي شعرها .. حتى عند اللزوم لو افترض أن تحتاج في اللحظات الحرجة أن تنزع الحجاب لتنفذ العملية، فهي ذاهبة لتموت في سبيل الله، وليست ذاهبة لتتبرج وتعرض نفسها، فهل نخاف عليها من السفور ونزع الحجاب، فالقضية محلولة وليس فيها أي مشكلة.وأنا أرى أن من حق الأخوات الملتزمات أن يكون لهن حظ ودور في الجهاد، ولهن أن يساهمن في خط الشهادة».
الانتحاريات في المغرب ..
قنابل كامنة
لا يستبعد أحد أن بلادنا بعيدة عن هذا التنظيم , فالمرأة في المغرب شديدة الالتزام بالأفكار التي تؤمن بها حد الموت ,وقد أثبتت بعض الأحداث أن بعض المغربيات استمتن في القيام بعمليات انتحارية , مثل مليكة العرود , والتوأم سناء وإيمان الغريس, ومحاولات لمغربيات تسللن للعراق ليفجرن أنفسهن هناك بهدف الاستشهاد , ولا أحد يتكهن بما يطبخ في الأقبية والمجالس الخاصة التي أصبحت تجد في النساء الهدف السهل والملتزم للنشر والتنفيذ.
مليكة العرود
«أسطورة القاعدة الحية»
وصفت مصادر أمنية بلجيكية, المغربية مليكة العرود ابنة مدينة طنجة بأنها «أسطورة حية» بالنسبة للقاعدة، هي أرملة عنصر من القاعدة كان قد ساعد على اغتيال القيادي في «تحالف الشمال» المعارض لطالبان، أحمد شاه مسعود، قبل هجمات 11 شتنبر بيومين, ألقي عليها القبض وهي تحاول تنفيذ عملية انتحارية تهدف ضرب تهديدات محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسيل، مع الإشارة إلى أن أجهزة الأمن البلجيكية كان لديها 24 ساعة فقط للتحرك و إلقاء عليها القبض .وكانت مليكة العرود قد ظهرت في لقاء مع شبكة CNN ، وصفت خلاله «الحب» الذي كانت تشعر به هي وزوجها الراحل تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.»وقالت العرود آنذاك: «يشعر معظم المسلمين بحب بن لادن.. لقد كان هو الرجل الذي وقف في وجه العدو الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحبه لأجل ذلك.»ووصفت ما تشعر به بعد موت زوجها بالقول: «أن تكون المرأة زوجة شهيد، فهذا بالفعل ذروة الإسلام.»
سناء وإيمان
.. «الانتحاريات الكامنات»
قصة إيمان وسناء لغريس, قصة استغلال بشعة لظروف قاسية لقاصرتين باسم الدين, لم تكن الفتاتان تعلمان أن واقعهما البئيس سيقودها ليدونا في سجل الانتحاريات, كل ما كانتا تحلمان به حالة من الاستقرار النفسي والمادي, بعدما طردتهما الأم والعائلة ونبذهما المجتمع.
نشأت الطفلتان في بيت قصديري مع أم كانت تتعاطى الدعارة والمخدرات , لم تتمكن من إثبات نسب التوأمين , فعاشتا بدون أب , تطوعت العائلة لانتشالهما من هذا الوسط الموبوء , احتفظ الجد بواحدة وأٍرسلت الأخرى إلى بيت الخالة لتشتغل هناك كخادمة, لكن طالعها الأسود لازمها , فتعرضت للاغتصاب من طرف ابن خالتها, ومن تعنيف قوي من خالتها فهربت لتلتحق بأختها , ويخرجان معا للشارع الذي احتضنهما ورسم لهما طريقا آخر في حياتهما أدى بهما هذه المرة للسجن. حيث تصيدت أيادي إرهابية هذان الوجهان الطفوليان, مستغلة ظروفهما, وعرضتهما لغسل دماغي في مسجد النور بالرباط , حيث تم تحريضهما ضد من تسبب لهما في هذا الوضع, وبأحقيتهما في الانتقام من المجتمع, لينعما بالجنة الأبدية التي يجدان فيها كل ما افتقداه في حياتهما, مارستا التسول بغرض جمع أموال وتسخيرها لأعمال إرهابية طبقا لتوجيه الأشخاص الذين جندوهما واحتملتا من أجل ذلك قسوة الشارع التي ربما كانت أقل وطأة من قسوة أمهما وواقع العيش من دون أب. كانت مجموعة ارهابية تحرك خيوط لعبة قدرة وتستعمل الفتاتين القاصرتين في القيام بعمليات إرهابية تتمثل بالإضافة إلى تفجير مقر البرلمان وسوق ممتازة بالعاصمة الرباط, و اغتيال شخصيات عمومية نافذة في المجتمع من بينهم وزراء وبرلمانيون وضباط. وضبطت بحوزتهما منشورات تمس شخص الملك وتحرض على الإرهاب. وكذلك هاتفا نقالا يحتوي على أرقام هاتفية لمتطرفين ويتضمن رسائل قصيرة يشيد بعضها بابن لادن وتنظيم القاعدة.
وقد أدانت العدالة الأختين اللتين كان عمرهما 16 سنة, شهر سبتمبر من سنة 2003 بخمس سنوات حبسا نافذا مع تمتيعهما بظروف التخفيف وبوضعهما بالجناح الخاص بالأحداث بعدما وجهت إليهما تهمة تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، جمع وتدبير أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية، المس بالمقدسات والتسول.
محاكمة القاصرات اللواتي وصفتهن الصحافة ب»الانتحاريات الكامنات» لم تكن سياسية بقدر ما كانت اجتماعية وارتبطت أساسا بالظروف الاجتماعية القاسية التي ذاقت خلالها الفتيات كل العذابات. وربما يكون القضاة في معالجتهم لهذا الملف تناولوا هذا الجانب أكثر من غيره, وهذا ما حذا بهم لتمتيعهما بأقصى ظروف التخفيف خلافا لما طالب به المدعي العام, مما أثار ارتياح أحد محامي الشقيقتين لما أسماه «تساهلا» من قبل هيئة القضاء التي مثلتها أربع قاضيات إلى جانب الرئيس. أحد المحامين ممن حضروا مجريات المحاكمة التي كانت سرية لم يحتمل الاستمرار في الاستماع إليهما على حد قوله وقال «إنهن ضحايا الإرهاب الفكري ولا يمكن التعامل مع طفلات صغيرات مثلهن كمتهمات».
كانت إيمان بوجهها الطفولي حسب ما نقل خلسة عن أجواء المحاكمة تبتسم وهي تتوجه بالحديث للقاضي وكأنها لم تكن تعي جيدا جسامة الملف الذي تتابع به. لا تعرفان معنى «ديمقراطية» التي انتقدنها في المنشورات التي وزعنها في الأحياء الراقية في العاصمة الرباط. ولا تعرفان أيضا معنى «برلمان» ولا مكانه رغم أنهما صرحتا أنهما فكرتا في تفجيره يوما ما. كانا يرددان أفكارا كبيرة شحنت بها رؤوسهما الصغيرة وحفظنها عن ظهر قلب دون أن يفهما معناها، من قبل أشخاص ربما أبدوا اهتماما بهما بسد جوعهن وشراء كسوة لهن أكثر من أمهن التي لم تكن تتورع في طردهن من البيت ليلا كي تتمكن من استقبال شخص غريب لممارسة البغاء معه.
الأختان التوأم سناء وإيمان لغريس , شملهما عفو ملكي فرحتا به كثيرا واعترفتا أخيرا أن الجهل والفقر كانا عاملين مؤثرين دفعهما إلى الانسياق وراء الأفكار المتطرفة، ولم تنفيا أن حداثة سنهما كذلك أطمعتا فيهما المجموعات الإرهابية التي عمدت إلى استغلال ذلك وتسخيرهما لتنفيذ مشاريعها التخريبية.
هناك اليوم في المغرب أكثر من إيمان وسناء , يعشن نفس الظروف والأزمات الاجتماعية والنفسية, وهناك اليوم أيضا انتشار واسع لتيارات متشددة , تنشر هنا وهناك أفكارا كتلك التي تنشر في العراق وأفغانستان ..., دعوات التكفير تنشر في المساجد والجامعات وعلى شبكات الانترنيت الواسعة التي لا يضمن أحد التحكم فيها , فهلا عملت الجهات المعنية بحمايتنا , وفطن المجتمع بكل أطيافه لتجفيف المنابع التي يتصيد فيها الفكر الإرهابي ضحاياه . حتى لا يتكرر ما جرى ويجري الآن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.