بدعوة من نظيره رئيس برلمان دولة المجر، يقوم الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، بزيارة عمل لدولة المجر تتخللها مجموعة من اللقاءات الرسمية مع مسؤولين بالحكومة والبرلمان الهنغاري. وفي هذا الإطار استقبل الحبيب المالكي رفقة سفيرة المملكة كريمة القباج، يوم الثلاثاء الماضي، من طرف «سندور بينتر» وزير الداخلية المجري، وخلال هذا اللقاء رحب الوزير بالزيارة وأكد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيدا بالتعاون الذي يجمعهما وبالإمكانيات المتاحة لتعزيزه في مجموعة من المجالات، وخاصة في المجال الأمني والجمارك وتدبير المياه والهجرة، وأعرب وزير الداخلية عن حماس وانفتاح حكومة بلاده على التعاون والشراكة مع المغرب في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. من جهته، أكد رئيس مجلس النواب على متانة العلاقات بين البلدين، وعلى أهمية تقويتها في مختلف الميادين. وأشار المالكي إلى أهمية التعاون بين البلدين في المجال الأمني وفي التصدي لظاهرة الإرهاب، مبرزا الدور الذي يقوم به المغرب، الذي يتميز بموقعه الجيواستراتيجي القريب من أوربا من جهة، وباعتباره بوابة إفريقيا من جهة أخرى، وذلك بنهجه لسياسة استباقية تعتبر استقراره من استقرار جيرانه والعكس صحيح، كما أكد المالكي أن الإسلام بريء من الأعمال الإرهابية، وأن الإسلام المعتدل الذي تنهجه المملكة هو عامل استقرار سياسي ومؤسساتي بالمغرب، مشددا على ضرورة تعاطي المجتمع الدولي مع ظاهرة الهجرة بتبني سياسات بعيدة المدى تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. وأكد المالكي أن المغرب مثل المجر يعطي أولوية لمسألة تدبير المياه، مذكرا بسياسة السدود التي أطلقها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، كما بسط رئيس مجلس النواب بالمناسبة الورش الكبير للامركزية والجهوية الموسعة الذي انخرطت فيه المملكة، ودعا في هذا السياق إلى تشجيع التعاون والتوأمة بين المدن المغربية والمجرية ذات الصفات والاهتمامات المتقاطعة والمشتركة. بعد ذلك تم استقبال الوفد المغربي من طرف زلتان بالوك، وزير الموارد البشرية بالحكومة المجرية، والذي تشرف وزارته على عدد من القطاعات الحيوية كالصحة، والتعليم، والثقافة، والرياضة، والمجال الاجتماعي. خلال هذا اللقاء، أكد المالكي على أهمية التعاون في القطاعات التي تدخل في اختصاص الوزارة، مشيرا على الخصوص، إلى مجال الثقافة والرياضة، وهما المجالان اللذان يبنيان شخصية الطفل ويشكلان مجالا متميزا للتعاون بين البلدين. وأشاد رئيس مجلس النواب بجهود السلطات الهنغارية في توفير منح للطلبة المغاربة الذين يستكملون دراستهم بهنغاريا، معربا عن الأمل في قبول عدد أكبر من الطلبة المغاربة نظرا لما يتميز به البحث العلمي المجري ولريادته في عدد من المجالات. كما استقبل لاسزالو كوفير، رئيس الجمعية العمومية الوطنية المجرية، أول أمس الأربعاء، رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي رفقة سفيرة المملكة المغربية بدولة المجر كريمة القباج. وخلال هذا اللقاء عبر لاسزالو عن سعادته باللقاء واعتبر أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الطرفين، سواء على مستوى المسار التاريخي ومستقبل العلاقات، وهو ما يجب، حسب رئيس مجلس الجمعية العمومية الوطنية، أن يدعم الشراكة والتعاون الثنائي ما بين البلدين، واعتبر لاسزالو كوفير أن الانفتاح على المغرب هو نجاح بالنسبة للمجر، المغرب الذي يعتبره المجريون وجهة للسلم والأمان، كما ذكر بالزيارة التي قام بها إلى المملكة المغربية مؤخرا وما لمسه من حفاوة الاستقبال والإعجاب الكبير بالمغرب، ودعا إلى مواصلة التنسيق من خلال العمل البرلماني الديناميكي وتشجيع مجموعة الصداقة المجرية المغربية من أجل تقوية العمل المشترك وفق أهداف محددة. من جهته، شكر الحبيب المالكي حرارة الاستقبال وحفاوته التي تؤكد عمق وحرارة العلاقة والصداقة بين مسؤولي وشعبي البلدين، وهي العلاقة الدبلوماسية التي تمتد على مدى ستين سنة تقريبا، وذكر الرئيس بالقيم والمشترك الثقافي الذي يتقاسمه البلدان، كما ثمن رئيس مجلس النواب المجهودات الكبيرة التي يقوم بها المسؤولون المجريون من أجل رفعة البلاد وتطورها، وفِي جانب الشراكة والانفتاح الثنائي أكد الحبيب المالكي على الرغبة الأكيدة من أجل تطوير الشراكة والتبادل في جانب التجربة التشريعية بين المجلسين، ودعم مختلف لجان المجلسين التشريعيين من أجل الانفتاح والاستفادة من بعضهما البعض وفق الخصوصيات الهوياتية لكل بلد، كما ثمن عزم مجموعة الصداقة المجرية المغربية بالجمعية العامة زيارة نظيرتها المغربية، وأكد رئيس مجلس النواب على انفتاح المؤسسة التشريعية المغربية أمام نظيرتها المجرية خدمة لمصالح بلديهما.
