أخنوش يصدر منشورا لتفعيل الاتفاقات الاجتماعية والحث على انتظام الحوارات القطاعية    نيويورك تايمز: الصين تطرق أبواب المغرب باستثمارات ضخمة.. بوابة إلى أوروبا ورهان على المستقبل الصناعي    الحرب في كاشمير: من المستفيد الأول؟    النجم المصري محمد صلاح يتوج بجائزة لاعب العام في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في مسيرته    إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات وأبادت 2200 عائلة وارتكبت نحو 12 ألف مجزرة في غزة    رئيس موريتانيا يستقبل راشيد العلمي    تطورات فاجعة فاس.. الحصيلة ترتفع وخمسة ضحايا من أسرة واحدة    ناصر الزفزافي يغادر السجن "مؤقتا"    محمد السادس في رسالة للبابا ليو الرابع عشر: المغرب أرض التعايش الأخوي بين الديانات التوحيدية    توقيف مروج مخدرات في محيط المؤسسات التعليمية بشفشاون    حملة مشتركة لتحرير الملك العمومي بميناء الحسيمة (صور)    مع اقتراب الصيف.. وكالة تحذر من السباحة في سدود جهة طنجة تطوان الحسيمة    ليبيريا تسعى للاستفادة من تجربة ميناء طنجة المتوسط    لطيفة رأفت تدخل على خط قضية "إسكوبار الصحراء".. والناصري يواجه اتهامات بالوثائق    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    ضواحي طنجة.. رجل أعمال أجنبي يحصل على 2 مليار سنتيم لمفرخة أسماك لم ترَ النور    تراجع عجز السيولة البنكية ب 9,28 في المائة من 1 إلى 7 ماي    افتتاح الجناح المغربي في المعرض الدولي للعمارة بينالي البندقية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    نواكشوط: المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي ينطلق برؤية تكاملية وتنموية جديدة    مجموعة برلمانية تدعو إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة ومندمجة خاصة بالذكاء الاصطناعي    السعودية تشارك في معرض الدوحة للكتاب ب 10 آلاف إصدار دعوي وتوعوي    باير ليفركوزن يعلن رحيل تشابي ألونسو نهاية الموسم    أخبار الساحة    ألونسو يعلن الرحيل عن ليفركوزن بعد موسم تاريخي بلا هزيمة    تحريض على القتل الممنهج والإعدام يورط هشام جيراندو في قانون الإرهاب    بنعلي: المغرب أحدث رسميا ثماني محميات بحرية موزعة على طول سواحله المتوسطية والأطلسية    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار    الصويرة تحتضن الدورة الثالثة من المعرض الوطني للنزعة الخطوطية    بعد تتويجه بجائزة أحسن ممثل.. البخاري: المسار مستمر رغم المكائد    علاء اللامي يكتب: ردا على المقولة المتهافتة «فوز مرشح ترامب» لباباوية الفاتيكان    مهرجان ربيع الشعر الدولي بآسفي في دورته الثالثة يكرم محمد الأشعري    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    "نقابة FNE" تكشف تفاصيل الحوار    نائبة أخنوش تعتذر عن إساءتها لساكنة أكادير.. وممثل ال "العدالة والتنمية" في أكادير يطالب "الرئيس الغائب" بتحمل مسؤليته    كوسومار تستهدف 600 ألف طن سكر    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    أجواء معتدلة غدا السبت والحرارة تلامس 30 درجة في عدد من المدن    بدء منتدى برلماني موريتاني مغربي    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    مباحثات حول هدنة في غزة جرت هذا الأسبوع مع الوسطاء    منتدى البحر 2025: رهانات حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري محور نقاش بالجديدة    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجاة بلقاسم .. المغاربة يعلقون على وزيرتهم في التعليم ...بفرنسا
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 06 - 09 - 2014

1 . إلى أي يحد يعتبر تعيين وزيرة من أصول غير فرنسية انتصارا للهجرة الإيجابية ؟
2 . ما مدى صحة الرأي القائل إن التعيين مجرد لفتة لتحسين صورة فرنسا بعد انتكاسة اليسار بها ؟
3 . هل للحملة العنصرية الشرسة لليمين الفرنسي وتوابعه على تعيين الوزيرة بلقاسم علاقة بأصولها المغربية فقط ؟
4 . وكيف نصدق أن التعيين هو تثبيت لتبعية مستعمرات فرنسا للزعيم الأوروبي ؟
5 . هل لمواقف بلقاسم الجريئة من فلسفة مقاربة النوع في البيداغوجية والديداكتيك التربوي الفرنسي دور في إذكاء نار العنصرية ضدها ؟
6 . لماذا ينشغل الناس بإذكاء آلة النقد قبل معرفة أسلوب وتدبير المسؤول السياسي ؟
7 . هل كان المغرب سيقبل بتعيين أجنبية على رأس إحدى وزاراته؟
8 . إلى أي مدى ينسجم قرار الحكومة الفرنسية مع رئيس الحكومة المغربي الذي عبر ذات مرة أن مكان المرأة الطبيعي هو المنزل وأولادها كما جاء على لسان السيد بنكيران رئيس الحكومة
9 . وهل حقا بلقاسم هي الحل المناسب لتحسين القطاع التعليمي المهيكل أصلا والرقي به من حسن إلى أحسن ؟
10 . وما الإكراهات المتوقع أن تعيق طريق لوزيرة الشابة في تدبير سياسة فرنسا التعليمية وتحقيق تطلعات حوالي 12 مليون طالب و 840 ألف أستاذ في الهيكلة والإصلاح ، ومعها تطلعات الشعبين الفرنسي و المغربي؟
11 .وأخيرا هل التعيين مجرد خلق توازن شكلي، أم لترسيخ ثقافة الاحترام التام لمبدإ التكامل، انسجاما مع القولة الحقوقية الشهيرة « دون المرأة لا تستسيغ معادلة البشر»..
أسئلة كثيرة وغيرها تفجرت عقب تعيين نجاة بلقاسم، فرنسية مولودة بالمغرب، في منصب وزيرة التعليم في فرنسا يوم الثلاثاء، لتكون بذلك أول سيدة تشغل هذا المنصب، وأصغر من شغله على الإطلاق، حيث إن عمرها لم يتجاوز ال37 عامًا بعد. وشغلت نجاة قبل ذلك منصب وزيرة حقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية، وتحمل الوزيرة التي أثار جمالها وأناقتها المجتمع الفرنسي، أصولا عربية حيث إنها من مواليد المملكة المغربية. وتسبب تعيينها في هذا المنصب في حالة من الجدل في الأوساط الفرنسية، خاصة لصغر سنها، ولقربها من الرئيس الحالى فرانسو هولاند، فضلا عن كفاءتها وحنكتها السياسية وامتلاكها لمواصفات الحكامة والتدبير الجيد ، فقد ذهب البعض إلى أن أناقة الوزيرة الفرنسية وجمالها ربما يكونان السبب الحقيقى في توليها حقيبة التعليم في الحكومة الجديدة.
إلى ذلك، لم تتوقف التعاليق الشديدة الموغلة في العنصرية، وتواصلت حملة الانتقادات، وتركزت مجمل التعاليق حول النيل من مصداقية الوزيرة بلقاسم فقط لأنها مغربية، حملة الانتقادات تأتي، حسب المتتبعين للشأنين السياسي والتربوي ببلد الانوار، بسبب مواقفها الجريئة حول المناهج المدرسية والمساواة بين الرجل والمرأة ومسألة «النوع» أو»الجندر» ، حيث شن المحافظون هجوما عنيفا منذ تعيينها وزيرة للتعليم، معتبرين أن الوزيرة « صاحبة أيديولوجيا هدامة أي «نظرية الجندر»، التي تدافع عنها نجاة بلقاسم، والتي ترتكز في جوهرها العمل على هدم الهوة بين الاطفال الذكور والإناث في المدرسة الفرنسية» الملف التربوي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» استقصى آراء عدد من الفاعلين والناشطين في المجال، واستمع إلى آرائهم بهذا الخصوص في الورقة التالية :
الدكتور حبيب نصري :
إن تعيين وزيرة على رأس الهرم الوزاري التربوي بفرنسا، وهي من أصول مغربية، برأي د.حبيب نصري مدير مهرجان خريبكة الوثائقي، هو انتصار للهجرة الايجابية والناجحة، لاسيما في زمن معاداة الهجرة، وترويج صورة الإفريقي والعربي المهاجر السري و»غير المحترم» للقوانين الخ.
ويعتقد الأستاذ الجامعي والخبير التواصلي أن التعيين في هذه المرحلة الدقيقة بالذات يشكل خطابا سياسيا فرنسيا في زمن تدني صورة اليسار السياسي الفرنسي ... صورة / خطاب «تسويقي» أيضا . فالسياسة في نهاية المطاف، وكما يمكن أن نتفق أونختلف، « لعبة» تقتضي فهم تشفيرها وما تنهض عليه.
إن تفكيك هذه الرسالة السياسية بلغة ما، يؤكد أستاذ العلوم الإنسانية يفضي إلى خلاصة حاسمة هي أن السيدة الوزيرة «المغربية» تبقى خطابا نافعا لنفسها ولبلدها فرنسا التي ترعرعت سياسيا فيه، وأيضا لوطنها الأم باعتباره من الصعب محوه من ذاكرتها وهويتها وعمق وجدانها. لقد تأكد اليوم، والكلام للدكتور حبيب نصري، وعلى نحو عال من الجدية، أنه من الممكن في بلد مثل فرنسا أن يمسك المهاجر بفرص سياسية متعددة نافعة في الدرجة الأولى لهذا البلد...
لكن، هل من الممكن، أيضا، أن نقرأ في الأمر رسالة من تحت الماء « لجر» الدول التي كانت تستعمرها فرنسا إلى تعميق التبعية السياسية التربوية بأدوات من بني جلدة هذه الدول؟ في جميع الحالات، يستعين السياسي بكل الأدوات الممكنة، لتحسين صورته وتقديم الأفضل، لاسيما حينما يشعر بهزة أو ضربات كبرى تكاد تسقطه.»
و فيما اعتبرت النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض» نادين مورانو « تعيين نجاة فالو بلقاسم على رأس وزارة التربية هو بمثابة « استفزاز» واضح وصريح للمعارضة، انتقد النائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، إريك سيوتي تعيين فالو بلقاسم في وزارة التربية انطلاقا من كونها تتبنى حسب رأيه «إيديولوجية سياسية خطيرة» قد تخلق انقسامات ومشاكل بين فئات المجتمع الفرنسي «. يشار إلى أن بلقاسم من المدافعات عن « الجندر «، أي «نظرية النوع» التي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا، كما أنها من اللواتي قاومن بشدة القانون الذي يمنع ارتداء البرقع في الأماكن العامة، لكن الكثير من المتتبعين لا يخفون الجذر العنصري لهذه التعليقات، ويعتبرونها حملة عنصرية شرسة ضد نجاة بلقاسم، ويؤكدون أن الوزيرة الفرنسية تمتلك مواصفات الحكامة والتدبير الجيد للقطاع، أكيد أن وزارة التعليم بفرنسا حساسة، لكن المنتقدين يركزون على أصولها، ومن الحكامة أن وزيرة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي لم تعر أي اهتمام لطبيعة هذه الانتقادات، حيث ردت بالقول على إحدى القنوات التلفزية بأن «الجدل غير المفيد والنقاشات العقيمة، لن يكون لها مكان في وزارة التربية الوطنية».
 الدكتورة وفاء شاكر :
وفاء شاكر « يجب أن نكف عن طرح سؤال « لماذا لا تكون المرأة في مرحلة ما أفضل شخص لهذا المنصب أو ذلك ؟ اليوم أصبح المتمدن العالم يرتدي نظارات ثلاثية الأبعاد تسلط الضوء على المهارات والعمل و التزام والجدية خارج قضبان النوع ، وبذلك يتأكد أن العالم سيكون أفضل مستقبلا، ليس لمجرد خلق توازن شكلي، بل لترسيخ ثقافة الاحترام التام لمبدإ التكامل، إذ دون المرأة لا تستسيغ معادلة البشر، أو العكس بالعكس. 
وتعتبر رئيسة مصلحة محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بأكاديمية فاس بولمان، وصول امرأة مرة أخرى إلى منصب المسؤولية ببلاد موليير مثيرا للجدل خارج الحدود، بحيث باتت آلة النقد تشتغل بلا هوادة، حتى قبل أن يعرف العالم والفرنسيون أسلوب عمل السيدة الوزيرة بلقاسم.
ولحسن الحظ، تضيف السيدة وفاء شاكر، أن في كل بلد هناك أشخاص يؤمنون بالكفاءة كاختصاص يميز الأفراد بغض النظر عن النوع. وقالت إن المغرب عرف تجارب مماثلة، نستطيع استحضار اسم الوزيرة السابقة للصحة السيدة ياسمينة بادو، السيدة الصقلي، أو وزيرة الشباب والرياضة، نوال المتوكل.. لقد حظيت المرأة في التدبير الحكومي المغربي بمناصب ومسؤوليات سامية ظلت زمنا طويلا ملكية حصرية للرجل، وبناء على ذلك، نحن لا نستطيع أن نقول إن بهكذا تعيين سيتم حل قضية المساواة بين الجنسين، ولكننا كبلد سائر في طريق النموو نحاول أن نرسم طريقا واضحا في هذا الاتجاه، على الرغم من طبيعة الموروث الثقافي والمحرمات والتقييمات الخاطئة حول دور المرأة انطلاقا من بعض المعتقدات الدينية. 
وفي النهاية، يبقى اختيار السيدة بلقاسم الاختيار الذي يكرم جميع المغاربة، ويمرر رسالة قوية إلى جميع المسؤولين الحكوميين في كيفية تدبير الإدارة وانتقاء الكفاءات التدبيرية.
الدكتور مصطفى شميعة :
لكن الدكتور مصطفى شميعة، رئيس فرع فاس للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، سيتحدث عن تعيين ابنة ابن شيكر المغربية الريفية نجاة بلقاسم على رأس قطاع التربية والتكوين بفرنسا، في سياق لا يمكن عزله عن توجه سياسي تنويري ما فتئت الدولة الفرنسية تقره في كافة هياكل الدولة ومفاصلها المؤسساتية ومرافقها الإدارية، وهو توجه، يضيف رئيس الجمعية المغربية للغة العربية، «مبني على أسس العلمانية والعقلانية والمساواة بين الأجناس والأعراق وإقرار عملي بالإيمان بأحقية الاختلاف بين الأنواع البشرية، وتأكيد على مبدإ الكفاءة التدبيرية للمؤسسات، المبنية على قيم العدالة و الشفافية والديمقراطية بغض النظر عن أصول الإنسان ومنبعه.
وهو من جهة أخرى لا يكتفي بالقول أن في ذلك مفخرة لكل المغاربة أينما وجدوا في العالم، بل يشدد على أن تعيين هذه المرأة على رأس وزارة ذات أهمية سياسية واجتماعية خاصة بدولة متقدمة كفرنسا التي لها وزنها في الاتحاد الأوروبي والعالم، رسالة غير مباشرة للكل، تقول إن أبناء هذا الشعب قادرون على الوصول إلى مراكز القيادة الحكامية الحقيقية الدولية، ليس تراضيا أو بناء على فلسفة توافقية، بل استنادا إلى كفاءاتهم في تدبير الملفات ذات الحساسية السياسية والأيديولوجية المفرطة
ويخلص، صاحب 5 إصدارات في مجال الحكامة والتدبير الإداري، أن وجود نجاة بلقاسم على رأس الإدارة التربوية الفرنسية هو اعتراف مزدوج من لدن قادة فرنسا بالحضور الفاعل والمؤثر للكفاءة المغربية التي لا تجد، للأسف، من يحتضنها ببلادها، وهي أيضا دليل ملموس غلى توجه الدولة للانفتاح على كل الأقليات والأعراق.
لكن ثمة سؤال يشدد الدكتور شميعة على طرحه « والذي يجد مبرره من عملية تعيين بلقاسم نفسها، هل كان المغرب سيقبل بتعيين أجنبية على رأس إحدى وزاراته؟ هل كان المجتمع المغربي بأطيافه الدينية والسياسية سيستسيغ قبول مسيحية على رأس وزارة التربية والتكوين،؟ أكيد ستقوم الدنيا ولن تقعد، لأن الأمر سيمس - في نظر الطبقة المحافظة - سيادة الدولة الدينية، وهو ما يعكس اختلالا في الفهم العلمي لمفهوم الكفاءة التدبيرية التي لا تعترف بالقناعات الدينية للأشخاص، بقدر اعتمادها على العقلنة والحنكة والحكامة، وهذا دليل على أننا في حاجة ماسة إلى حلحلة بعض مسلماتنا الفكرية، وإعادة النظر في بعض الثوابت التي نؤسس عليها القناعات التدبيرية بالمغرب، وخاصة في المجال التربوي.»
فاطمة لكعوب ناشطة
في النسيج المدني
وترى أستاذة اللغة الفرنسية فاطمة لكعوب أن للمرأة كما للرجل حق العمل و الولوج الى ميدان العمل السياسي و الاجتماعي و التنموي للاستفادة من كل خبراتها و طاقاتها في سبيل تنمية المجتمع و تطويره. لان المرأة ليست كثريا لتزيين المنزل، كما جاء على لسان السيد بنكيران رئيس الحكومة. وجودها كأنثى لا يقتصر على تربية الأطفال و تلبية حاجيات الزوج و البيت. لا فرق بينها و بين الرجل. فهي كذلك تملك عناصر القوة و النجاح في كل الميادين. رغم أنها تتعرض لكثير من الضغوطات التي تحاول إسقاطها. فعلى ضوء هذا، أقول إن السيدة نجاة بلقاسم ذات 37 حولا ومن أصول مغربية عندما اختيرت وزيرة التربية في فرنسا، فهذا يعني أن هذا المنصب يتناسب مع إيمانها بالقيم التربوية.لأن مسالة القيم تتصل بمصداقية الانسان في كونه عنصرا صالحا للمجتمع. فهنيئا للمرأة بصفة عامة و المرأة المغربية بصفة خاصة بالسيدة الوزيرة نجاة بلقاسم.
نهى الكاو: المرأة المغربية ورهانات التعليم بفرنسا
في سابقة هي الأولى من نوعها، تنصب امرأة مغربية على رأس الوزارة الوصية على القطاع .بعد حكومته المنتهية ولايتها ، عين رئيس الوزراء السابق مانويل فالس المغربية نجاة فالو بلقاسم كوزيرة للتربية الوطنية والتعليم العالي وللمرة الأولى في تاريخه يمنح بلد متقدم كفرنسا منصبا حساسا كقطاع التعليم ليد امرأة مغربية، خصوصا وأن القطاع ليس بالسهل أو الهين، ويضم أكثر من 12 مليون طالب و 840 ألف أستاذ، الأمر الذي يتطلب مجهودات مضاعفة للنهوض به القطاع ، إلا أن التعيين الجديد للوزيرة المغربية الشابة أعاد شيئا من الاطمئنان للنفوس خصوصا بعدما أبانت عنه من كفاءة عندما كانت تشغل قبل هذا منصب وزيرة لحقوق المرأة و الناطقة الرسمية باسم حكومة جان مارك ايرولت. فهل حقا بلقاسم هي الحل المناسب لتحسين القطاع والرقي به من حسن إلى أحسن ؟ أم أن لوزيرة الشابة ستعوقها إكراهات أكبر من تطلعاتها وتطلعات الشعبين الفرنسي و المغربي؟
مقاربة النوع في المنظومة التربوية ببلادنا أسئلة وعقبات
من ناحية ثانية، شكل موضوع مقاربة النوع كأحد مرتكزات الإنصاف في الفضاء المدرسي محورا للاشتغال الورشي في إطار دورات تكوينية لتقوية قدرات أعضاء الفرق الجهوية المكلفة بتدبير النوع بفاس تحت إشراف وزارة التربية الوطنية وبدعم من الاتحاد الأوروبي برسم الموسم الدراسي 2013-2014 حيث اجتهدت كل أكاديمية من الأكاديميات الأربع المستفيدة من الدورة في ترصيد عوامل التعثر الدراسي و أسبابه « انطلاقا من معطيات تهم واقع تمدرس الفتاة» محددة انعكاساته السلبية على الحياة الاجتماعية للأسرة و المجتمع . 
و نبه المتدخلون إلى أهمية توحيد الخطاب والمرجعيات خاصة أن للمغرب مجموعة من الالتزامات الدولية التي يتعين على البلد ملائمة قوانينه وتشريعاته معها ،سيما وأن مقاربة النوع الاجتماعي مقاربة حقوقية تنموية تدرس طبيعة الأدوار والعلاقات وتسعى إلى إعادة إنتاج أدوار - رجل امرأة - فتاة ولد - في سياق محاور ثلاثية الأبعاد تتراوح بين الانجابي والانتاجي والجماعي في أفق الوصول الى مجتمع أكثر عدالة بين رجاله ونسائه 
وذكرت المؤطرة بتبني الوزارة لاستراتيجية مقاربة النوع ،مستعرضة كرونولوجيا اندماج المغرب في إطار مقاربة شمولية مبرزة أن مقاربة النوع تهدف إلى طرح موضوع العلاقة بين الجنسين على مستوى العلاقات و الأدوار الاجتماعية بموضوعية علمية تهدف إلى تجاوز عنصر التمييز موضحة أن إقصاء المرأة عن الإسهام بدور اجتماعي مماثل للرجل في تنمية المجتمع و تقدمه له تأثير سلبي على المرأة كنصف المجتمع الإنساني.
وأبرزت خديجة الرباحي أن الوصول إلى الحق ليس هدفا في حد ذاته بل الوصول إلى الحق بطرق عادلة هو المطلوب اليوم ، وفي السياق ذاته استعرضت المؤطرة سيرورة الاصلاحات التي عرفها المغرب منذ 92 حتى 2011 مؤكدة أن البلاد تسير في الاتجاه السليم مستشهدة بالتطور الذي يشهده المغرب في مجال السياسة العمومية وهي تدابير نوعية من شأن تفعيلها على نحو مندمج وتحصينها ومأسستها إعادة النظر في طبيعة العلاقات والأدوار 
و في محور الحاجيات العملية المرتبطة بالتدبير اليومي قارب المتدخلون موضوع أهمية تقريب كل من مؤسستي الإدارة الحضانة من المواطن مع تكثيف تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية في مجال الصحة والمطالبة بتأهيل البنيات التحتية وتزويدها بالمرافق الصحية وكذا مختلف الوسائل المساعدة على تكريس مبدأ المساواة 
ليتضح للجميع أن الإنصاف بين الجنسين لا يمكن أن يتحقق دون استحضار إشكالية النوع الاجتماعي ليس في الخطاب والواقع التربويين أي في النصوص الرسمية التي توجه المنظومة التربوية ، وإنما في المقررات و الكتب المدرسية وفي توفير الإمكانيات اللوجستية اللازمة من أطر وفضاءاتومرافق...وأخيرا تدبير وأجرأة الخطاب على مستوى الممارسة الصفية و التفاعلات بين المتعلمين و المتعلمات في الفصول الدراسية و الفضاء المدرسي بشكل عام من قبل النخبة التي يشكل قطاع التعليم أحد أبرز رهانتها في التطوير وإعادة إنتاج العلاقات والأدوار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.