اعتبر تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية أن موجة الاحتجاجات التي تشهدها مدن مغربية منذ أواخر سبتمبر ، والتي يقودها ما يُعرف ب"جيل زد"، تمثل تحدياً غير مسبوق للسلطات، بعدما فشلت رهانات النظام على البطولات الرياضية الكبرى مثل تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 في تهدئة التوترات الاجتماعية. ويرى الباحث في الشأن المغربي تييري ديسرو، في حديث مع الصحيفة، أن هذه الاحتجاجات تختلف عن "حراك 20 فبراير" عام 2011، إذ تضم فئة شابة جداً، بعضها من القاصرين، وتنشط خارج الأطر الحزبية والنقابية التقليدية، معتمدة على منصات رقمية مثل Discord للتنظيم والتعبئة بعيداً عن أعين السلطات.
وأشار ديسرو إلى أن "الملك محمد السادس يبقى المرجع الأساسي في خطابات المحتجين"، في وقت تتعرض فيه الحكومة، برئاسة رجل الأعمال عزيز أخنوش، لانتقادات واسعة باعتبارها رمزاً ل"الاقتصاد الريعي". وأضاف أن "غياب قوى سياسية قادرة على لعب دور الوسيط يجعل القصر في مواجهة مباشرة مع الشارع". ويؤكد التقرير أن الغضب الشعبي تغذيه عوامل متعددة، أبرزها التفاوت الاجتماعي وتراجع خدمات الصحة والتعليم، مقابل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرياضية. كما ساهمت حالات مثيرة للجدل، مثل وفاة نساء حوامل في مستشفى عمومي بأكادير، في تأجيج مشاعر السخط. وبحسب الصحيفة، فإن هذا الجيل، الذي لا يحمل ذاكرة "سنوات الرصاص" ولا تجربة الانفتاح السياسي في بداية عهد محمد السادس، "يتحرك بدافع رفض الإقصاء والشعور بانسداد الأفق"، مما يطرح، وفق ديسرو، سؤالاً مركزياً حول قدرة الدولة على الاستجابة بمبادرات رمزية قوية، مثل تغيير حكومي أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.