حزب فدرالية اليسار يستنكر إقصاءه من مشاورات وزارة الداخلية مع الأحزاب    جلالة الملك يدشن ويزور عددا من المشاريع الكبرى المندرجة في إطار إعادة هيكلة وتطوير المركب المينائي للدار البيضاء    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    فوزي لقجع يستقبل رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بيدرو بروينسا للحديث عن مونديال 2030    ميناء الحسيمة يسجل ارتفاعا في عدد المسافرين خلال عملية مرحبا 2025    العقوبات البديلة بالمغرب .. هذا تسهر منصة على تنفيذ المراقبة الإلكترونية    المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بتحديد مبلغ التعويضات الممنوحة لأعضاء لجنة التقييم والانتقاء ولجنة تنظيم جائزة اتفاقيات الشغل الجماعية    مقتل أربعة ضباط إسرائيليين في غزة        شيرين وحسام حبيب يقضيان عطلة في "ماربيا"    البحرين تواجه "أسود الأطلس" بالرباط    توقيف حكم مباراة اتحاد طنجة وحسنية أكادير بسبب الأخطاء التحكيمية    آسية رزيقي تواصل التنافس بطوكيو    الخطوط المغربية تدشن خطا جويا جديدا مباشرا بين الدار البيضاء ونجامينا    قتيلان في إطلاق نار عند معبر اللنبي بين الضفة الغربية والأردن    امطار مرتقبة بالريف وشرق الواجهة المتوسطية    الأرصاد الجوية توصي بزيادة الحذر    ترويج الكوكايين والأقراص المهلوسة بالعرائش يطيح بشخصين    رغم حضور لطيفة رأفت .. محاكمة "إسكوبار الصحراء" تتأجل إلى أكتوبر    القوات المسلحة الملكية تكرم ثلة من متقاعديها بالمنطقة الجنوبية    المغرب يقتحم سوق الهيدروجين الأخضر ويعزز موقعه كمركز عالمي للطاقة النظيفة    مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يكشف عن لجنتي تحكيم دورته الثلاثين    إسرائيل تجمد تمويل مكافآتها السينمائية الرئيسية بسبب فيلم «مؤيد للفلسطينيين»    الفنان مولود موملال: جمالية الغناء الأمازيغي وفاعليته التوعوية    تسجيل 480 حالة إصابة محلية بحمى "شيكونغونيا" في فرنسا    الكشف عن لوحة جديدة لبيكاسو في باريس    "مجلس حقوق الإنسان" يطالب بحرية التعبير الرقمي وحماية المواطنين من دعاوى التشهير الحكومية        350 شخصية من عالم الدبلوماسية والفكر والثقافة والإعلام يشاركون في موسم أصيلة الثقافي الدولي    رئيس شبكة الدفاع عن الحق في الصحة: معدلات وفيات الأطفال والمواليد الجدد في المغرب ما تزال مرتفعة    العباس يطمئن رؤساء أندية الشمال: التصويت سري لاختيار رئيس شاب جديد أو التجديد لمعمِّر قديم    ابتكارات وتقنيات جديدة تتصدر فعاليات مؤتمر الأمن العام في الصين.    لماذا ‬رحبت ‬قمة ‬الدوحة ‬بقرار :‬    اجتماع ‬اللجنة ‬الوزارية ‬لقيادة ‬إصلاح ‬منظومة ‬الحماية ‬الاجتماعية    دي ‬ميستورا ‬بالجزائر ‬قبل ‬التوجه ‬الى ‬باريس ‬بحثا ‬عن ‬مواقف ‬متقاطعة ‬    النفط يتراجع وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وتخمة المعروض    بوسليم يقود مواجهة الوداد واتحاد يعقوب المنصور    زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب شمال جزيرة "سولاويزي" الإندونيسية    تقرير: الفقر المطلق يتضاعف في المدن رغم احتفاظ القرى بثلث فقراء المغرب        الولايات المتحدة.. ترامب يعلن تصنيف حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة منظمة إرهابية    ارتفاع نفقات سيارات الدولة يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق العمومي    مصادر: ميسي يمدد العقد مع ميامي    أكثر من 200 مليون دراجة هوائية في الصين            عمدة بينالمدينا الإسبانية يكرم شخصية مغربية تقديراً لنجاح مبادرات ثقافية    الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    آلام الرقبة قد ترجع إلى اختلال وظيفي في المضغ        قهيوة مسائية بطنجة رفقة الفنان فؤاد الزبادي    ألمانيا تقلق من فيروس "شيكونغونيا" في إيطاليا    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصاعد الأزمة بين روسيا وبريطانيا بعد تبادل طرد الدبلوماسيين

قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت بريطانيا بأنه يتعين عليها سحب "ما يزيد قليلا عن 50" آخرين من الدبلوماسيين والفنيين العاملين في روسيا مع تفاقم الأزمة بين موسكو والغرب بسبب تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا.
وفي تطور آخر طلبت موسكو توضيحا رسميا لتفتيش طائرة ركاب روسية في لندن وقالت إنها قد تحتفظ بحق اتخاذ إجراء مماثل تجاه شركات الطيران البريطانية في روسيا. وقالت بريطانيا إن التفتيش إجراء روتيني.
في الوقت نفسه نصحت روسيا مواطنيها بالتفكير مليا قبل السفر إلى بريطانيا محذرة من أنهم قد يكونوا عرضة لتحرش السلطات بهم.
وطردت عدة بلدان أكثر من 100 دبلوماسي روسي منهم 23 دبلوماسيا من بريطانيا نفسها ردا على هجوم في الرابع من مارس آذار الجاري استهدف الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري الإنجليزية.
وتقول لندن إن موسكو مسؤولة عن تسميم سكريبال في أول استخدام معروف لغاز أعصاب له استخدامات عسكرية على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتنفي روسيا ذلك بشكل قاطع وتقول إن الاتهامات جزء من مخطط غربي واضح لتخريب العلاقات بين الشرق والغرب وعزل موسكو.
كانت روسيا قد ردت بالمثل بالفعل على بريطانيا وطردت 23 من دبلوماسييها. واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني لوري بريستو أمس الجمعة وأبلغته بأن أمام لندن شهرا لخفض حجم بعثتها الدبلوماسية في روسيا إلى نفس مستوى البعثة الروسية في بريطانيا. وطردت أيضا 59 دبلوماسيا من 23 دولة أخرى لدعمها بريطانيا.
ووصفت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية الخطوة الروسية بالمؤسفة وقالت إن الوزارة تدرس عواقب هذه الإجراءات. ولم تذكر عدد الدبلوماسيين الموجودين في روسيا الذين سيتأثرون بالقرار بينما تقول السفارة البريطانية في موسكو إنها لا تعلن أعداد العاملين.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم السبت لرويترز إن ذلك يعني أنه يتعين على بريطانيا خفض عدد دبلوماسييها "بما يزيد قليلا عن 50" بالإضافة إلى الدبلوماسيين الثلاثة والعشرين الذين عادوا إلى بلادهم بالفعل.
وأضافت "طالبنا بالتكافؤ. يزيد عدد الدبلوماسيين البريطانيين على نظرائهم الروس بمقدار 50″.
*تحذير سفر روسي
في وقت لاحق نشرت وزارة الخارجية الروسية قائمة من 14 سؤالا أرسلتهم سفارتها في لندن إلى وزارة الخارجية البريطانية بشأن القضية اليوم السبت. وشملت القائمة أسئلة حول سبب عدم منح روسيا حق تقديم المساعدة القنصلية لأسرة سكريبال بعد الواقعة وحول دور فرنسا في التحقيقات.
وفي إجراء يسلط الضوء على مدى خطورة الأزمة الدبلوماسية، نصحت السفارة الروسية أيضا مواطنيها بالتفكير مليا قبل التوجه إلى بريطانيا، محذرة من تنامي الشعور المعادي لروسيا واحتمال تعرض السلطات هناك لمواطنيها، بما في ذلك خطر دس أشياء في أمتعتهم.
وقالت السفارة للآباء الذين يخططون لإرسال أبنائهم لدراسة اللغة الإنجليزية في بريطانيا على وجه الخصوص إن عليهم أن يفكروا بجدية في مدى أهمية مثل تلك الرحلات".
كما أصدرت تحذيرات مشابهة لمشجعي كرة القدم الروسية الذين يخططون لزيارة بريطانيا والروس الذين يشتبهون في احتمال أن يكون لدى السلطات البريطانية مشاكل معهم.
وقالت السفارة في بيان "لا يمكننا استبعاد زيادة تركيز وكالات إنفاذ القانون وأجهزة المخابرات البريطانية على حاملي جواز السفر الروسي".
في الوقت نفسه طالبت وزارة النقل الروسية بريطانيا بتفسير سبب تعرض طائرة ركاب روسية تتبع شركة إيروفلوت للتفتيش في مطار هيثرو يوم الجمعة فيما وصفته السفارة الروسية في لندن بأنه "استفزاز سافر".
وقالت السفارة "بعد انتهاء التفتيش، رفض الموظفون البريطانيون تقديم أي وثيقة مكتوبة تحدد أسباب إجراءاتهم والأسس القانونية التي استندت إليها تلك الإجراءات ونتائجها" مختتمة قولها بأن الإجراء "أ جري في إطار سياسة عداء" الحكومة البريطانية تجاه روسيا، وهو ما نفته بريطانيا.
وقال وزير الأمن البريطاني بن والاس في بيان مكتوب "تفتيش الطائرات من جانب قوة الحدود إجراء روتيني لحماية بريطانيا من الجريمة المنظمة ومن يحاولون جلب مواد ضارة مثل المخدرات أو الأسلحة النارية إلى البلاد".
وقالت السفارة الروسية إن منطق والاس "يصعب فهمه" وإنه لم يؤد إلا إلى تعزيز شكوكها بشأن الواقعة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم إنها تدرس السماح بزيارة يوليا سكريبال في إطار شروط دخول قنصلية مشيرة إلى أن صحتها تتحسن في المستشفى ولم تعد في حالة حرجة.
وقالت السفارة الروسية إنها تواصلت مع فيكتوريا سكريبال ابنة عم يوليا.
وأضافت "بعد تلقي تأكيد بأن حالة يوليا سكريبال تتحسن وأنها أصبحت قادرة على التواصل قالت إنها ترغب في الذهاب إلى لندن لزيارة ابنة عمها".
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نقلا عن مصادر أمس الجمعة إن يوليا "واعية وتتكلم" وهو عامل قد يؤثر على التحقيق بشأن كيفية تعرضها مع والدها للتسميم.
ووحدت واقعة التسميم التي حدثت على الأراضي البريطانية الكثير من دول الغرب في اتخاذ إجراء ضد ما تعتبره سياسات عدائية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. شمل ذلك الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب الذي كان بوتين يأمل أن يؤدي انتخابه إلى تحسين العلاقات بين البلدين.
وقائع الطرد
وصدرت أوامر لاكثر من 150 دبلوماسيا روسيا بمغادرة الولايات المتحدة ودول اوروبية واخرى في حلف شمال الاطلسي وغيرها من الدول في اجراء منسق تضامنا مع بريطانيا على خلفية تسميم سكريبال.
والجمعة طردت روسيا دبلوماسيين من 23 دولة — معظمها في الاتحاد الاوروبي — ردا على دول الغرب، وذلك في عمليات طرد متبادل للدبلوماسيين هي الاكبر من نوعها في التاريخ الحديث.
وفي ما يلي قائمة محدثة حتى السبت بالدول المعنية بالخلاف الدبلوماسي وعدد الدبلوماسيين المطرودين بالفعل او الذين تم ابلاغهم بضرورة الرحيل.
أمرت واشنطن بطرد 60 موظفا في البعثات الروسية في ارجاء البلاد وفي بعثة روسيا في الأمم المتحدة كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل بسبب قربها من قواعد غواصات أميركية ومصنع تديره شركة بوينغ العملاقة.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز ان واشنطن وحلفاءها يتصرفون "ردا على استخدام روسيا لسلاح كيميائي عسكري على أراضي المملكة المتحدة".
وبدأ الدبلوماسيون الروس الذين طردتهم الولايات المتحدة بمغادرة السفارة الروسية في واشنطن السبت.
وشوهد نحو خمسين رجلا وامرأة وطفلا يغادرون حرم السفارة عصرا في حافلة زرقاء.
أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء طرد سبعة دبلوماسيين روس ورفض اعتماد ثلاثة آخرين، جميعهم في مقر الحلف في بروكسل.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي إن "هذا الامر سيوجه رسالة واضحة الى روسيا بان هناك عواقب لسلوكها غير المقبول والخطير".
واعلن ستولتنبرغ ايضا ان الحد الاقصى لحجم البعثة الروسية الى حلف الاطلسي سيخفض ايضا بنسبة الثلث من 30 الى 20 فردا.
قررت ثماني عشرة دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي طرد دبلوماسيين روس في حملة منسقة تضامنا مع بريطانيا بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك إنه "ليس من المستبعد اتخاذ تدابير اضافية في الايام والاسابيع (المقبلة) تتضمن عمليات طرد جديدة".
واصدرت دول الاتحاد ال28 بيانا قالت فيه انها توافق على ترجيح وقوف روسيا وراء تسميم الجاسوس سكريبال وابنته في مدينة سالزبري الانكليزية، وأمرت باستدعاء سفير الاتحاد في موسكو.
وأعلنت كل من المانيا وفرنسا وبولندا طرد اربعة دبلوماسيين، بينما طردت جمهورية تشيكيا وليتوانيا ثلاثة دبلوماسيين، فيما طردت ايطاليا واسبانيا والدنمارك وهولندا دبلوماسيين اثنين، في حين طردت بلجيكا وكرواتيا واستونيا وفنلندا والمجر وايرلندا لاتفيا ورومانيا والسودي دبلوماسيا واحدا .
واعلنت بلغاريا ولوكسمبورغ ومالطا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا استدعاء سفرائها في موسكو للتشاور لكن بحلول بعد ظهر السبت لم تطرد اي منها اي دبلوماسي روسي.
اعلنت اوكرانيا طرد 13 دبلوماسيا روسيا، مشيرة الى انها اتخذت هذا القرار "في اطار التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا الاطلسيين وبالتنسيق مع بلدان الاتحاد الاوروبي"، كما قال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في تصريح وزعه جهازه الاعلامي.
وأكد بوروشنكو أن "الخطوة المقبلة ستكون زيادة الثمن الذي على موسكو دفعه لقاء جرائمها الدولية بما فيها تعزيز العقوبات الفردية والمالية والاقتصادية".
وطردت كندا 4 دبلوماسيين روس ووصفت الهجوم بغاز الاعصاب "بالعمل الخسيس والمتهور"، فيما أمرت استراليا دبلوماسيين روسيين اثنين بمغادرة اراضيها.
وطردت مولدافيا ثلاثة دبلوماسيين روس، في حين طردت البانيا اثنين. واكتفت مقدونيا ومونتينيغرو والنروج بطرد دبلوماسي واحد.
و أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده ستطرد 60 دبلوماسيا أميركيا وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ.
واتهم لندن "باجبار الجميع على اتباع مسار معاد لروسيا".
وافادت مراسلة وكالة فرانس برس في سان بطرسبورغ ان عملية اخلاء القنصلية الاميركية في المدينة بدأت السبت اثر قرار السلطات الروسية.
ومنذ الصباح، توالى وصول الشاحنات الى امام مبنى القنصلية الواقع في وسط ثاني المدن الروسية لنقل محتويات المبنى فيما ازيل العلم الاميركي عنه.
قبة جديدة في العلاقات
بين ترامب وبوتين
مع أن دونالد ترامب وافق على أكبر عملية طرد دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة إلا أن هذا القرار التاريخي قد لا يعني توقف العلاقات بين الرئيس الاميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وصادق قطب الاعمال السابق على طرد 60 "جاسوسا" في "اكبر عملية" طرد دبلوماسيين روس في تاريخ الولايات المتحدة، وعلى اغلاق القنصلية الروسية في سياتل (شمال غرب) اذ اعتبرت قريبة جدا من مصانع شركة بوينغ للطائرت، بحسب مسؤول رفيع في الحكومة.
للوهلة الاولى، يبدو وكأن ترامب بدل موقفه جذريا بهذا القرار الذي يبدو أنه يندرج في سياق الردود الغربية على عملية تسميم عميل روسي سابق في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن سعى منذ توليه مهامه الى التقارب مع الكرملين رغم اتهامات التواطؤ بين فريقه الانتخابي وموسكو لتعزيز حظوظه بالفوز في الاقتراع الرئاسي في 2016.
وكانت الادارة الاميركية فرضت مؤخرا عقوبات على عدد من المسؤولين الروس لاتهامهم بشن حملة تضليل على نطاق واسع انطلاقا من روسيا.
وشدد مقربون من الرئيس على ان القرار يعود الى ترامب وانه شارك في كل مراحل العملية، وذلك ادراكا منهم لمدى نفور الرأي العام من أي تقارب بين الرئيسين.
الا ان سيد البيت الابيض لم يشر الى قراره على تويتر الاثنين وكانت المتحدثة باسمه سارة ساندرز من شدد على ضرورة ان تغير موسكو "موقفها" اذا ارادت تحسنا في علاقاتها مع واشنطن.
لكن ما يشفع لترامب هو ان عددا من اسلافه اساؤوا التقدير حول بوتين.
ويقر معاونو باراك اوباما ايضا بان الرئيس السابق الذي "اعاد اطلاق" العلاقات بين البلدين في 2009 لم يدرك الا بعد مرور وقت طويل ان مصالح بوتين لا تتطابق بالضرورة مع مصالح روسيا.
ويقول بعض المراقبين ان الرسائل التي يوجهها ترامب منذ 14 شهرا مختلفة كثيرا عن تلك الصادرة عن ادارته.
ففي وقت يندد مسؤولون أميركيون بانتظام بالانتهاكات الروسية لحدود الدول المنطقة في اشارة الى شبه جزيرة القرم واوكرانيا، ويطمئن وزير الدفاع جيم ماتيس حلفاء واشنطن القلقين ازاء تراجع واشنطن عن التزاماتها، يعتمد ترامب لجهة مهادنة بشكل عام ازاء نظيره الروسي.
وبرر ترامب قيامه بتهنئة بوتين على اعادة انتخابه في 18 مارس بان "اقامة علاقة جيدة مع روسيا (ودول أخرى) أمر جيد وليس سيئا"، مضيفا "يمكنهم مساعدتنا على حل مشاكل مع كوريا الشمالية وسوريا وأوكرانيا وتنظيم الدولة الاسلامية وايران وحتى سباق التسلح القادم".
وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" ان ترامب تجاهل آنذاك تحذيرات مستشاريه خصوصا مذكرة كتب عليها باحرف عريضة "عدم التهنئة".
ويدافع ترامب منذ زمن عن تقارب مع موسكو. فقد أكد في ديسمبر 2017، ان التعاون بين اجهزة الاستخبارات الروسية والاميركية اتاح تفادي سقوط "الاف" الضحايا من خلال افشال مخطط لتنفيذ اعتداء في سان بطرسبورغ وان بوتين شكره على "المعلومات التي نقلتها وكالة الاستخبارات المركزية +سي آي ايه+" الى روسيا.
كما اثار ترامب الاستغراب عندما تباحث مع بوتين في يوليو 2017 في اقامة مركز "للامن المعلوماتي" لتفادي القرصنة الانتخابية، بينما كان التحقيق حول التدخل الروسي في 2016 يتسع نطاقه.
وبرر ترامب فشل اسلافه مع بوتين بعدم حصول "انسجام" بينهم. لكن هذا التناغم له حدود على ما يبدو خصوصا في ما يتعلق باجراءات الرد التي توعدت روسيا باتخاذها بعد طرد دبلوماسييها.
وتساءلت السفارة الروسية في واشنطن على تويتر متوجهة الى ترامب "اي قنصلية اميركية ستغلقون في روسيا لو كان القرار يعود اليكم؟".
الموقف الأمريكي تصلب شيئا فشيئا
ربما بدت أكبر عملية طرد للدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة وكأنها تصعيد كبير من جانب واشنطن تجاه موسكو غير أن تهيئة الوضع لموقف أمريكي أكثر عداء بدأت تتبلور شيئا فشيئا منذ شهور على مرأى ومسمع من الجميع.
ورغم أن نبرة الرئيس دونالد ترامب الاسترضائية تجاه موسكو احتلت عناوين الصحف فقد اتخذ مسؤولون في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والبيت الأبيض سلسلة من القرارات غير الملفتة للأنظار خلال العام الأخير بهدف التصدي لروسيا في مختلف أنحاء العالم من أفغانستان إلى كوريا الشمالية إلى سوريا.
ففي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في مارس آذار خططا لتزويد أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات لحمايتها من الانفصاليين المدعومين من روسيا في الشرق الأوكراني. وكان الرئيس السابق باراك أوباما قد امتنع عن أخذ هذه الخطوة خشية استفزاز موسكو.
وفي سوريا قتلت القوات الأمريكية الشهر الماضي وأصابت ما يصل إلى 300 من العاملين لحساب شركة خاصة للتعاقدات العسكرية تربطها صلات بالكرملين بعد أن هاجموا قوات أمريكية وقوات تدعمها واشنطن.
وبكل حزم ربط البيت الأبيض بين روسيا والهجمات التي سقط فيها مئات المدنيين قتلى في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا.
وصورت وثائق سياسية عليا من البيت الأبيض والبنتاجون تم الكشف عنها في يناير كانون الثاني روسيا في صورة العدو الذي عاد ليحتل الصدارة في تخطيط الأمن القومي الأمريكي.
حدث كل ذلك قبل أن تعلن الولايات المتحدة يوم الاثنين أنها ستطرد 60 دبلوماسيا روسيا لتنضم بذلك إلى حكومات في مختلف أنحاء أوروبا في معاقبة الكرملين على اعتداء بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا إذ اجتمعت هذه الدول على تحميل موسكو مسؤوليته.
ونفت روسيا أي دور لها في ذلك الهجوم.
إلا أنه لم يتضح بعد إعلان قرار الطرد يوم الاثنين ما إذا كان ترامب يعمل على تدعيم الموقف الأمريكي الأكثر تشددا الذي أسس له مستشاروه وجنرالاته أم أنه أذعن له فحسب.
وسعى معارضو ترامب لتصويره على أنه طرف مغلوب على أمره في أي نهج متشدد تجاه روسيا وذلك رغم أن مسؤولا كبيرا بالإدارة الأمريكية وصفه بأنه مشارك "منذ البداية" في عملية طرد الدبلوماسيين الروس.
وقال النائب الأمريكي آدم سميث أرفع الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب "أمر محير كيف توصل إلى هذا القرار كرها عنه".
ومع ذلك تتعارض تصرفات إدارة ترامب مع إحساس واسع النطاق، غذاه الرئيس نفسه بتصريحاته، بأنه خفف من غلواء الموقف الأمريكي إزاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط التحقيق الأمريكي في تدخل موسكو في انتخابات الرئاسة لعام 2016.
ورغم الأفعال ذات الطابع المتشدد يحذر خبراء من أن تباين الرسائل قد يهدم استراتيجية واشنطن لردع السلوك العدواني لدى موسكو.
وقال أندرو وايس الخبير في الشأن الروسي بمؤسسة (كارنيجي إنداومنت فور انترناشيونال بيس) "الإشارات الصادرة عن أمريكا يضعفها غياب جدية ترامب فيما يتعلق بروسيا".
ويوم الثلاثاء الماضي فحسب هنأ ترامب بوتين على إعادة انتخابه الأمر الذي كان سببا في انتقادات حادة من بعض الجمهوريين.
إلا أنه في علامة أخرى على تباين الرسائل عين ترامب بعد يومين جون بولتون، أحد الصقور المتشددة من روسيا، في منصب مستشار الأمن القومي. * الدوامة
رغم أن الهجوم بغاز الأعصاب كان هو الشرارة الرسمية وراء قرارات الطرد الأمريكية فقد شدد مسؤولون من إدارة ترامب على أن من الضروري عدم النظر إليه بمعزل عن الظروف المحيطة مستشهدين بسلسلة من تصرفات موسكو العدوانية والمتسببة في زعزعة الاستقرار.
ففي أفغانستان اتهم أكبر القادة الأمريكيين على الأرض روسيا مرة أخرى الأسبوع الماضي بتسليح مقاتلي طالبان.
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية قال ترامب نفسه لرويترز في يناير كانون الثاني إن روسيا تساعد بيونجيانج على تفادي عقوبات الأمم المتحدة.
وقبل أقل من أسبوعين فرضت إدارة ترامب أول عقوبات على روسيا بسبب التدخل في الانتخابات والهجمات الالكترونية رغم أنها أحجمت عن معاقبة أباطرة الأعمال المقربين من بوتين.
ويتوقع مسؤولون وخبراء أمريكيون على نطاق واسع أن تتدهور العلاقات أكثر من ذلك على الأقل في الأجل القريب ويحذرون من أن خطوات روسيا المقبلة قد تتجاوز مجرد الرد بطرد دبلوماسيين أمريكيين.
وقال ماثيو روجانسكي الخبير في شؤون روسيا بمركز ويلسون للأبحاث في واشنطن "خطر التصعيد لا يأتي فقط من قرارات المعاقبة واحدا بواحد" مشيرا إلى إمكانية اتخاذ خطوات أكثر عدوانية في مجالات من الشرق الأوسط إلى عالم الانترنت.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة ترامب ستسعى لتجنب قطيعة كاملة في العلاقات الثنائية. وقال أحد المسؤولين إن التعاون الروسي لا يزال مطلوبا لمعالجة قضايا دبلوماسية شائكة مثل كوريا الشمالية وإيران.
تجنيدالمطرودين؟
قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن الاستخبارات الأمريكية تحاول تجنيد الدبلوماسيين الروس الذين طردتهم واشنطن تضامنا مع بريطانيا على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا. وقال أنطونوف، وفقا لقناة (روسيا اليوم)، "نحن على علم بنهج الاستخبارات الأمريكية، ومحاولاتها إقامة علاقات مباشرة مع دبلوماسيينا، تمهيدا لدفعهم إلى خيانة بلادهم". وأشار أنطونوف، إلى أنه تم رصد محاولات عديدة من الاستخبارات الأمريكية لتجنيد الدبلوماسيين الروس، مشيرا إلى أنه أبلغ موسكو بذلك. وكانت الولايات المتحدة أعلنت 26 مارس الجاري طرد 60 دبلوماسيا روسيا وإغلاق القنصلية الروسية في مدينة سياتل، وذلك تضامنا مع بريطانيا التي تتهم موسكو بتسميم العميل البريطاني السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا مطلع الشهر الجاري في مدينة سالزبوري البريطانية...
حملة "اشمئزاز" دولية
تواجه موسكو "موجة اشمئزاز عالمية" بسبب الهجوم بغاز اعصاب على جاسوس روسي سابق، وفق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وصدرت تصريحات جونسون بعد ان ذكرت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية الاربعاء ان العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته اللذين تحمل لندن موسكو مسؤولية تسميمهما في الرابع من مارس، تعرضا لغاز الاعصاب السام للمرة الاولى في منزلهما وكان تركيز الغاز الاكثر قوة عند مدخل المنزل.
وقال جونسون في كلمة في لندن الاربعاء ان "الكرملين اساء تقدير قوة المشاعر الدولية (…) وعمليات الطرد هذه تمثل لحظة تبلور هذه المشاعر".
واضاف "عندما تستنزف سنوات الغضب والاستفزاز الصبر الجماعي وتوصلها الى نقطة عدم التحمل، فإن دولا حول العالم ومن ثلاث قارات مستعدة لأن تقول هذا يكفي".
وقالت الشرطة البريطانية ان نحو 250 من محققي مكافحة الارهاب يتولون التحقيق في القضية وان هذا قد يستمر اشهرا .
وتم تحديد نحو 500 شاهد عيان، كما تقوم الشرطة بفحص اكثر من خمسة الاف ساعة من تسجيلات الفيديو على كاميرات الامن.
قال دين هايدن رئيس شرطة مكافحة الشغب "في هذه المرحلة من التحقيق، نعتقد ان سكريبال وابنته تعرضا لغاز الاعصاب للمرة الاولى عند الباب الامامي" لمنزله.
واضاف "الخبراء وجدوا ان التركيز الاقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل". واضافت انه "عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الاسابيع الاخيرة ولكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل".
وعزل المحققون مقعدا عثر على سكريبال وابنته فاقدي الوعي عليه وحانة ومطعما كانا قد قاما بزيارتهما وكذلك قبر زوجة الجاسوس السابق.
وذكرت صحيفة ديلي تلغراف ان هذا الكشف "يكثف عملية البحث عن مرتكبي الهجوم، ويزيد الضغوط على الكرملين" ويعرض للخطر أي شخص زار منزل سكريبال.
واعلن مراسل البي بي سي للشؤون الامنية غوردون كوريرا العثور على التركيز الاقوى للمادة السامة في يد باب منزل سكريبال، وربما تم تثبيته بواسطة مادة خاصة.
ويفسر ذلك سبب وجود غاز الاعصاب في سيارة سكريبال او في المطعم حيث تناولا الطعام.
وقال هايدن ان الخطر على عامة الناس منخفض.
وقد خرج ضابط توجه الى موقع الهجوم، من المستشفى بعد تليه العلاج.
وكان ممثلون عن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وصلوا في 20 آ مارس الى بريطانيا للقاء الخبراء في المختبر العسكري لبورتن داون قرب سالزبري ومن الشرطة البريطانية. وسيفحصون العينات التي جمعها الخبراء البريطانيون.
رأت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء ان معالجة بريطانيا لمسالة الاعتداء على سكريبال "يوحي بتورط محتمل للاستخبارات البريطانية" متهمة لندن بشن حملة عليها.
وحصلت بريطانيا على دعم حلف شمال الاطلسي بينما قامت 18 دولة من الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول بطرد دبلوماسيين روس بسبب الهجوم.
وطردت موسكو 23 دبلوماسيا بريطانيا ردا على خطوة مماثلة اتخذتها لندن، ويتوقع ان تتخذ خطوات مشابهة بحق دول اخرى.
وفي مكالمة هاتفية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اتفقت الزعيمتان على "ضرورة مواصلة العمل معا لمواجهة العدوان الروسي المتزايد"، بحسب بيان الحكومة البريطانية.
من ناحية اخرى ستقوم لجنة برلمانية بالتحقيق في اموال مشبوهة دفعت في عقارات بريطانية بقيمة 880 مليون جنيه استرليني (1,25 مليار دولار) اشتراها رعايا روس.
وذكرت لجنة الخزانة انها ستحقق في حجم الجرائم الاقتصادية في بريطانيا بعد مزاعم بأن بريطانيا – خصوصا في سوق العقارات في لندن" اصبح "المقصد المفضل" لغسيل الاموال.
ويأتي ذلك بعد ان اظهرت ارقام مجموعة الشفافية الدولية ان عقارات بقيمة 4,4 مليار جنيه استرليني ربما تم شراؤها بثروة مشبوهة، وأكثر من خ مس هذه العقارات التي تقدر قيمتها بنحو 880 مليون جنيه استرليني اشتراها الروس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.