على حائط ريش أم كلثوم تمسك الحياة بغمازتيها وتغسل الكراسي الخضر بمنديلها من الضجر. بينما الأرجيلات يتشظى جمرها كالمواويل على رصيف يهيئ نفسه لوداع. على جانب آخر دنقل . . يتابع العابرين بصمت طويل ويردد : مازالت دموعك رطبة على قميصي يا زرقاء اليمامة فتتفتح من سأم الظهيرة بكامل ذاكرتها زهرة البستان لتزوق وجه المدينة مثل أغنية ذاب عطرها ولم تعد صالحة لجلسة أخرى. على الطاولة ، قلبي غيمة تتمزق وعيناه تأخذني إلى ما وراء الكلام بينما الأشياء ما انفكت تفقد أشياءها. أيها الرب . . لقد خلقت الكون في سبعة أيام لكن هل تكفي سبع ليال كي نحسن الحب ونكمل قصائدنا المؤجلة ؟ مثل حمامة حطت من سفر بعيد النادل النوبي يقطع دون أن يدري حوارنا الصامت بابتسامة باهتة : كيف هي قهوتك سيدتي ؟ هي بطعم قبلاته ، عميقة وساخنة فناجينكم واهنة وقلبي اللحظة أضيق من عاصفة. ينظر إلى أصابعنا التي تحولت إلى عش ويغادر لكن ما العش دون شجرة أيتها الغابة ؟ سماء هي شجرة الأكاسيا التي أمامنا ونحن الظلال فمن أين آتي بقصيدة بيضاء الليل القابل مسمار وجسدي حائط ؟ وكيف أحتفظ بماء العشب أنت امرأة عاقر وهذا الغياب منجل ؟ كيف لا أتجلى فيك دمك الذي يجف الآن دمي ؟ كيف أتسلقك كي أقطع عنق المسافة ويدك الراجفة الآن تذكرة إلى الجحيم ؟ الآن عرفت بأن الجحيم يد ستلوح بعد سيجارتين وقبلة في الهواء مالحة.