عودة المغاربة العالقين في الجزيرة الخضراء إلى إيطاليا بعد استحالة دخولهم إلى المغرب .. المغاربة العالقون في سبتة المحتلة يعودون إلى إسبانيا

أكدت مصادر إعلامية إسبانية أنه تم التوصل مساء أول أمس الأحد إلى حل لمشكلة المغاربة العالقين بمدينة الجزيرة الخضراء، بعد إقناعهم بالعودة من حيث أتوا بسبب استحالة توجههم نحو المغرب بعد إغلاق الحدود بين البلدين منذ الجمعة الماضي.
وكانت ثلاث حافلات تقل مواطنين مغاربة قدمت يوم السبت من إيطاليا إلى الجزيرة الخضراء، بنية التوجه بحرا إلى المغرب، إلا أنهم عند وصولهم فوجئوا بأن قرار إغلاق الرحلات البحرية بين البلدين قد دخل حيز التنفيذ، كما هو الحال بالنسبة للرحلات الجوية.
ورفضت البواخر الإسبانية التي تؤمن رحلات بين الجزيرة الخضراء وسبتة المحتلة السماح لهم بالركوب، حيث أكدت مصادر إسبانية أنها توصلت بإشعار من السلطات الإسبانية، بالسماح فقط لمن يتوفرون على إقامة بسبتة المحتلة التوجه إلى هناك، بعد أن تمكن عشرات المغاربة قبل ذلك من الوصول إلى المدينة السليبة ليصبحوا بدورهم عالقين هناك بعد إغلاق الحدود المصطنعة.
وشهدت الجزيرة الخضراء حالة استنفار قصوى خصوصا بعد أن أقرت إسبانيا حالة الطوارئ في عموم البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا ، بما في ذلك من إجراءات تحد إلى شكل كبير من التواجد في الشوارع.
وسعى عمدة الجزيرة الخضراء إلى إيجاد بديل لإيواء المغاربة الذي علقوا بالمدينة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، كما أجرى عدة اتصالات مع التمثيلية الدبلوماسية المغربية بالجار الشمالي الذي دخلت على الخط لإيجاد حل للمشكلة، خصوصا أن حافلات أخرى قادمة من إيطاليا وفرنسا كانت متوجهة إلى الجزيرة الخضراء، تقل مغاربة يريدون بدورهم عبور المتوسط باتجاه المغرب.
وتفاديا لزيادة عدد المغاربة العالقين بالجزيرة الخضراء، قام الحرس المدني الإسباني باعتراض طريق خمس حافلات كانت متوجهة إلى الجزيرة الخضراء وأمرتها بالعودة من حيث أتت، إلى فرنسا وإيطاليا.
وبالموازاة مع ذلك تم فتح مفاوضات مع العالقين بالجزيرة الخضراء انتهت بإقناعهم بالعودة إلى إيطاليا، بسبب استحالة عبورهم إلى المغرب، وهو الحل الذي قبلوه في الأخير.
وتفاديا لمشاكل مماثلة، اتجهت سفارة المغرب في إسبانيا نداء إلى كل المغاربة المتواجدين بإسبانيا من أجل الالتزام التام بالإرشادات والإجراءات الحازمة المعتمدة من طرف السلطات الصحية المختصة بمكان تواجدهم والتي تحثهم على المكوث بمنازلهم وأماكن إقامتهم السياحية وكذا تفادي التجمهر وكل مسببات انتشار الفيروس وذلك حفاظا على سلامتهم وحماية لهم ولذويهم من الوباء .
وقال بلاغ لسفارة المغرب بمدريد إنه في ظل الأوضاع الحالية التي فرضها انتشار جائحة فيروس كورونا والتي أدت بالسلطات الاسبانية لإعلان حالة الطوارئ الوطنية لإنقاذ الأرواح وفي إطار تعليق الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين بتنسيق بين المغرب وإسبانيا ” تتوجه سفارة المملكة المغربية إلى كل المغاربة المتواجدين باسبانيا لتلفت عنايتهم إلى أننا نواجه ظروفا صعبة ذات تداعيات استثنائية جدا تتطلب منا جميعا قدرا وافرا من التفهم والمسؤولية والحفاظ على مستوى عالي من الحذر إلى حين تجاوز هذه المحنة لاسيما وأنه من المتوقع أن يتفاقم الوضع مستقبلا من الإصابة بعدوى الفيروس التي تسبب أمراضا وخيمة قد تؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات ” .
وأضاف البلاغ أن السفارة ” تتوجه في هذا السياق بالشكر المسبق إلى كل المغاربة المتواجدين حاليا بإسبانيا وكذا المغاربة الذين قبلوا بالعودة إلى الوطن بعد أن قدموا إلى ميناء الجزيرة الخضراء على تفهمهم للطابع الاستثنائي للظرف الذي يفرضه انتشار وباء كورونا المستجد ” .
كما أكدت سفارة المغرب بإسبانيا أنها قامت بتنسيق مع مختلف قنصليات المملكة المغربية بإسبانيا بإحداث خلايا لتتبع أحوال المواطنات والمواطنين المغاربة ولهذا الغرض تم وضع أ رقام هاتفية خاصة رهن إ شارتهم للاتصال بها عند الحاجة .
وبخصوص المواطنات والمواطنين المغاربة الذين فاجأتهم تداعيات جائحة كورونا وهم في جولة سياحية بالديار الإسبانية شدد البلاغ على أن السفارة تعمل بتنسيق مكثف مع السلطات الإسبانية والسلطات المغربية من اجل إيجاد الحلول المناسبة لوضعيتهم إلى حين اجتياز هذه الظروف الصعبة .
وفي سبتة المحتلة حيث وجد عشرات المغاربة أنفسهم عالقين هناك، تمكنت السلطات من إقناعهم بالعودة من حيث أتوا، وفي هذا الإطار ذكرت مصادر إعلامية أن المغاربة توجهوا إلى الجزيرة الخضراء، للعودة من هناك إلى المدن التي يقيمون بها، في انتظار تجاوز هذه الأزمة العالمية.