رحيل مؤرخ المملكة … عبد الحق المريني يُسدل الستار على حقبة من التاريخ الرسمي للمملكة    المغرب يصحح الانزياحات المفاهيمية داخل الأمم المتحدة    بيان جديد لهيئة رئاسة الأغلبية الحكومية    "مكتب القطارات" يطلق برنامجا خاصا لنقل المسافرين خلال عيد الأضحى ب237 رحلة إضافية    الذهب يتراجع بعد اقترابه من أعلى مستوى في أربعة أسابيع    مجموعة "أكديطال" تضع حجر الأساس لأول مستشفى لها في دبي    بوانو: الحكومة صرفت 61 مليارا على القطيع دون نتيجة وينبغي محاسبتها على حرمان المغاربة من الأضحية    "الأمم المتحدة": مهاجمة إسرائيل للمدنيين بغزة ترقى إلى جرائم حرب    ألمانيا.. السجن مدى الحياة لسوري قاتل دعما لحكم الأسد بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية    35 ألف متفرج و520 كاميرا مراقبة.. مركب فاس جاهز لاستضافة المباريات الدولية    مروان سنادي: حققت حلمي بارتداء القميص الوطني وعندما سمعت اسمي ضمن اللائحة شعرت بفرح كبير    تصريحات نارية للاعبين والطاقم التقني للمنتخب التونسي قبل مواجهة المغرب    توقيف 6 أشخاص بينهم قاصرون بسبب سياقة متهورة ورفض الامتثال للشرطة    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    2769 حالة غش في امتحانات البكالوريا وإعلان النتائج في 14 يونيو    مصر.. وفاة الفنانة سميحة أيوب عن عمر 93 عاما    وفاة الفنانة سميحة أيوب "سيدة المسرح العربي" عن عمر 93 عاماً        الصحراء المغربية.. لامي يجدد أمام البرلمان البريطاني دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي    الوزيرة بنعلي: المغرب يدخل عهد السيادة البيئية عبر استراتيجية 2035    المغرب والبيرو يجددان التزامهما بتقوية العلاقات البرلمانية    سقوط حكومة هولندا ووفيلدر يغادر الائتلاف    سلطات طنجة تمنع محلات تجارية من بيع لحوم أضاحي العيد    قبل ‬عيد ‬الأضحى.. ‬التهافت ‬على ‬شراء ‬اللحوم ‬رفع ‬أسعارها ‬بشكل ‬غير ‬مسبوق    بعض عرب يقودهم غراب    وفاة عملاقة المسرح العربي سميحة أيوب عن سنة ناهز ال 93 عاماً    نقابيو ‬شركة ‬‮«‬سامير‮»‬ ‬يصعدون ‬من ‬جديد ‬    المغرب يشهد تأسيس 29 ألف شركة في 3 أشهر.. والشرق يقتحم نادي الجهات الصاعدة    بودن ل"القناة": دعم بريطانيا للحكم الذاتي منعطف مفصلي في مسار قضية الصحراء المغربية    السينما المغربية تتألق في مهرجان روتردام    الساحة الفنية العربية تفقد سيدة المسرح الفنانة المصرية سميحة أيوب    "رهان" ديمبلي مع أصدقائه يكسبه ساعة بقيمة نصف مليون يورو    الناخب والمدرب الوطنيين لحسن واسو وجواد خويا يحرزان أعلى شهادة يمنحها الاتحاد الدولي للمواي طاي إيفما    كيوسك الثلاثاء | الاعتراف المتبادل لرخص السياقة بين المغرب وإيطاليا يدخل حيز التنفيذ    الإجهاض السري يوقف زوجين في تيكوين    محكمة بريطانية تدين طالب لجوء ملحد أحرق المصحف في لندن    مقتل 3 جنود إسرائيليين في قطاع غزة    أمريكا تبدأ تقليص قواتها في سوريا    اتحاد جزر القمر يجدد تأكيد دعمه الكامل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي    وفاة "سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب    هانزي فليك مدرب برشلونة يظفر بجائزة الأفضل في الدوري الإسباني    كأس العالم للأندية: تشلسي يدعم صفوفه بالبرتغالي إيسوغو    قائد الملحقة الإدارية الرابعة بطنجة يشرف على حملة ضد حراس السيارات بتنسيق مع الدائرة الأمنية الثانية    المغرب يطلق أكبر مشروع لتحديث حافلات النقل الحضري    الفيفا يكشف عن شعار النسخ الخمس القادمة لمونديال السيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    بوصوف يكتب: إجماع مغاربة العالم على عدم تأدية شعيرة الذبح... تضامن راقٍ يعكس وعيًا جماعيًا نادرًا    انطلاق اشغال الملتقى الاول للمكتبات الوطنية العربية    الناقد المغربي حميد لحمداني يفوز بجائزة العويس الثقافية    "وقفات مع العشر".. عنوان حلقة جديدة من برنامج "خير الأيام" عبر يوتيوب    السعودية: إخراج أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بدون تصريح    محمد الأمين الإسماعيلي في ذمة الله    الاتحاديات والاتحاديون سعداء بحزبهم    السعودية.. إخراج أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بدون تصريح    السجائر الإلكترونية المستخدمة لمرة واحدة تهدد الصحة والبيئة!    معهد للسلامة يوصي بتدابير مفيدة لمواجهة حرارة الصيف في العمل    البرازيل تحقق في 12 إصابة جديدة مشتبه بها بإنفلونزا الطيور    العثور على "حشيش" في مكونات حلوى أطفال شهيرة في هولندا    مخترع حبوب الإجهاض الطبي يغادر دنيا الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين يفضح الدعم البريطاني أنياب الإنكار الجزائري
نشر في المغرب 24 يوم 01 - 06 - 2025

في ردّ فعل لم يخرج عن المألوف، أعربت الجزائر عن أسفها لموقف المملكة المتحدة التي اعتبرت مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007، أساسًا جديًا وواقعيًا لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية.
هذا الأسف الجزائري، الذي بات يتكرر مع كل مكسب دبلوماسي يحققه المغرب، يعيد إلى الواجهة التناقض الكبير بين ما تدّعيه الجزائر من حياد، وما تمارسه فعليًا من انخراط مباشر في ملف الصحراء المغربية.
هذا التناقض المتكرر يعيد إلى الواجهة سؤالًا منطقيًا وبسيطًا : إذا لم تكن الجزائر طرفًا، فلماذا تتصرف كأنها كذلك؟ ولماذا تسارع للاحتجاج على كل تطور دبلوماسي لصالح المغرب في هذا الملف؟ ولماذا تدخل في صراعات دبلوماسية مفتوحة مع دولٍ سيادية اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه، كما حصل مع إسبانيا وألمانيا وحتى مع دول إفريقية ولاتينية؟
حياد مُعلن .. وتورط فعلي
الجزائر تدّعي منذ عقود أنها مجرد بلد جار وليست طرفا، غير أن الواقع يناقض هذا الخطاب.
فهي الممول الأول والمضيف الرسمي لجبهة "البوليساريو" فوق أراضيها، بما في ذلك قياداتها ومخيماتها ومؤتمراتها، والمحرك السياسي والدبلوماسي للملف في المحافل الدولية، من خلال لوبيات ومذكرات رسمية وبيانات صادرة عن وزارة خارجيتها، ولطرف المعرقل لأي حل واقعي أو تفاوضي، عبر رفضها المشاركة في المسلسل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة إلا بصفة مراقب، رغم أن قرارات مجلس الأمن تُشير بوضوح إلى دورها الأساسي في النزاع.
معايير مزدوجة في التعامل مع المنتظم الدولي
حينما اعترفت الولايات المتحدة، سنة 2020، بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، اختارت الجزائر الصمت المطبق، وامتنعت عن مهاجمة القرار الأميركي أو الدخول في أزمة دبلوماسية مع واشنطن، إدراكًا منها لميزان القوة واختلاف المعايير.
لكنها بالمقابل، لم تتردد في استدعاء سفرائها وتجميد علاقاتها مع دول أوروبية، بل والدخول في حملات إعلامية عدائية، بسبب مواقف مماثلة أقل وزنًا من قرار واشنطن.
هذا السلوك يُظهر أن الجزائر لا تعترض على المواقف في حد ذاتها، بل على هوية من تصدر عنه، فهي تهاجم الدول متى اعتقدت أن بإمكانها التأثير عليها أو الضغط عليها، بينما تلوذ بالصمت أمام قوى كبرى لا تستطيع تحديها.
احتجاج دائم على نجاحات المغرب
المفارقة الكبرى تكمن في أن الجزائر تدّعي "أنها ليست طرفا"، لكنها لا تُفوّت أي فرصة للاحتجاج كلما حقق المغرب تقدمًا دبلوماسيًا في ملف وحدته الترابية.
هذا السلوك الانفعالي المتكرر يطرح تساؤلات جوهرية:
هل من الطبيعي أن "يتأسف" بلد غير معني مباشرة بنزاع إقليمي على موقف سيادي لدولة أخرى؟ ولماذا ينزعج النظام الجزائري من الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء إن لم يكن يرى في هذه القضية ملفًا استراتيجيًا داخليًا؟
التناقض الذي يفضح الموقف
إن المواقف الجزائرية المتضاربة، بين ادعاء الحياد والسلوك العدائي النشط، تؤكد أن الجزائر ليست فقط طرفًا في النزاع، بل إنها الطرف الأكثر تورطًا في تغذيته وإطالته.
فالدبلوماسية الجزائرية لا تتحرك بحيادية، بل تعمل جاهدة على عرقلة أي حل لا يتماشى مع أجندتها الإقليمية.
وإذ يمضي المغرب، بثقة، في ترسيخ شرعية سيادته على صحرائه عبر الآليات الأممية والمبادرات الواقعية، تبقى الجزائر أسيرة موقف متصلب تجاوزه الزمن، وتناقضات صارخة لا يمكنها الاستمرار في إخفائها خلف شعارات "الحياد" أو "الدعم الإنساني".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.