عشية لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفه ب"البناء". وأعلن ترامب بعد المكالمة أنه سيلتقي بوتين في العاصمة المجرية بودابست في وقت لاحق، لمناقشة إمكانية وضع نهاية للحرب في أوكرانيا، دون تحديد موعد دقيق للقاء. وأكد ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" أن المكالمة أحرزت "تقدما كبيرا"، مشيرا إلى تنظيم اجتماع أولي لكبار مستشاريهما الأسبوع المقبل بقيادة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من جانب الولاياتالمتحدة، على أن يتبعه لقاء مباشر بين الرئيسين في بودابست لمراجعة سبل إنهاء الحرب غير المشرفة بين روسياوأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، شدد مستشار الكرملين يوري أوشاكوف على أن بوتين أبلغ ترامب بأن تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز توماهوك الأمريكية سيضر بعملية السلام وبالعلاقات الروسية الأمريكية. وأضاف أوشاكوف أن القمة المرتقبة ستسبقها مكالمة هاتفية بين وزيري الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف، وأن مبادرة المكالمة الأخيرة كانت روسية. وتأتي هذه التطورات في ظل توتر مستمر بين الأطراف، حيث أبدى ترامب في الأشهر الأخيرة انزعاجه من تجاهل بوتين دعواته لوقف إطلاق النار، في حين زاد تعاطفه مع أوكرانيا التي تواجه الغزو الروسي منذ 2022، بعد أن كان يحمل زيلينسكي في السابق مسؤولية التصعيد. وستتركز المحادثات في القمة على إمكانية تزويد كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، والتي يمكن أن تجعل مدنا روسية كبرى ضمن مدى نيران أوكرانيا. ورغم ذلك، أشار ترامب إلى أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها "استنفاد" مخزونها من صواريخ توماهوك، مؤكدا أنها مطلوبة أيضا لأغراض دفاعية داخل البلاد، مضيفا "لا أعرف ما الذي يمكننا فعله" في حال استمرار الطلب الأوكراني. ويأتي هذا في وقت كثفت فيه روسيا ضرباتها على البنية التحتية لأوكرانيا، حيث استهدفت شبكة الكهرباء ومرافق الغاز بأكثر من 300 طائرة مسيرة و37 صاروخاً خلال الليل، في أحدث موجة من الهجمات مع اقتراب الحرب من عامها الرابع. و يذكر أن لقاء ترامب مع زيلينسكي في واشنطن سيشهد طلب الأخير رسميا نشر صواريخ توماهوك في أوروبا، في حين يسعى الطرفان الأمريكي والروسي إلى إيجاد إطار تفاوضي قد يمهد لتخفيف النزاع المتصاعد بين موسكو وكييف.