يبدو أن الدبلوماسية المغربية دخلت مرحلة جديدة من الإبداع بقيادة النائب البرلماني ورئيس جماعة القصر الكبير محمد السيمو، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الحزب الذي لا يملّ من التذكير بأنّ منتخبيه "من الكفاءات". لكن هذه المرة، الكفاءة اتخذت طابعًا فريداً، فبدل الوثائق والمذكرات واللقاءات الرسمية، جاء السيمو ليقنع سفراء الدول بوجبة "البيصارة"! في خرجة طريفة داخل قبة البرلمان، روى السيد النائب بفخر أن سفير الباراغواي أعلن دعمه الصريح لمغربية الصحراء بعد أن تناول طبقا سخياً من البيصارة في منزله. نعم، يبدو أن البصارة صارت سلاحاً دبلوماسياً فعالاً لا يقل نجاعة عن المذكرات الرسمية أو اللقاءات في نيويورك! ولم يتوقف الأمر عند الباراغواي، بل كشف السيمو أن سفراء البرتغال زاروه ست مرات، ربما لتجديد الولاء، أو لتجديد طبق البيصارة. ست زيارات تكفي لتجعل القصر الكبير مرجعًا دبلوماسيًا جديدًا في العلاقات المغربية البرتغالية، وربما قريبًا "مقرًا دائماً لمنتدى البيصارة من أجل الوحدة الترابية". هذه التصريحات، التي أدهشت النواب الحاضرين أكثر من مشروع قانون المالية نفسه، تطرح سؤالاً بسيطًا، هل هذه هي الكفاءات التي يتحدث عنها حزب أخنوش؟ ربما على السيد بوريطة التفكير في إنشاء "وزارة القُدرة المطبخية الموازية"، يرأسها السيمو نفسه، وتُعتمد في المحافل الدولية بدل البروتوكول الدبلوماسي. وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لسيمو، صاحب أول مبادرة من نوعها في العالم، تحويل البيصارة إلى أداة دفاع عن الوحدة الترابية. وإذا استمرت "الكفاءات" بهذا الإيقاع، فربما سنشهد قريبا مفاوضات "الحريرة من أجل القدس"، أو "الكسكس من أجل المناخ"!