تبرز مدينة طنجة، هذه الأيام، كواحدة من أكثر المدن المغربية استعدادًا لاستقبال فعاليات كأس أمم إفريقيا 2025، بعد سلسلة من الأوراش الكبرى التي شهدتها في زمن قياسي، بفضل المواكبة الدقيقة والصرامة الإدارية التي أبداها والي جهة طنجة–تطوان–الحسيمة، يونس التازي، منذ انطلاق التحضيرات. لم تكن عملية تجهيز المدينة مجرد إصلاحات سطحية، بل كانت رؤية شمولية لإعادة تأهيل البنية التحتية وتعزيز جاذبية المدينة، سواء بالنسبة للوفود الرياضية أو آلاف المشجعين المتوقع توافدهم. فقد شهدت طنجة خلال الشهور الماضية دينامية غير مسبوقة، همّت توسيع الطرقات الرئيسية، وإعادة تعبيد محاور حيوية كانت تعرف ضغطاً مرورياً كبيراً، إلى جانب إطلاق أشغال تحسين مداخل المدينة بشكل يليق ببوابة كبرى للمغرب نحو أوروبا. كما تواصلت عمليات تجديد الإنارة العمومية والرفع من معايير السلامة الطرقية، مع إحداث وتشغيل مرافق جديدة في مختلف الأحياء، فضلاً عن إعادة ترتيب الفضاءات الخضراء وصيانة الحدائق والساحات العمومية لضمان مظهر حضاري يعكس مكانة المدينة. وفي الجانب الرياضي، نالت محيطات الملعب الكبير لطنجة نصيباً وافراً من العناية، سواء من حيث الولوجيات أو المرافق التكميلية، بينما رُفعت وثيرة الاشتغال لضمان جاهزية المنشآت بمعايير الفيفا. هذا الزخم الإصلاحي لم يكن ليُترجم على الأرض لولا الحكامة الميدانية التي مارسها والي الجهة، يونس التازي، الذي قاد اجتماعات مكثفة مع مختلف المصالح، وتتبّع أدق التفاصيل على مستوى تقدم الأشغال، حرصاً على احترام الآجال وضمان جودة عالية في الإنجاز. وعلى المستوى الأمني، سجلت طنجة حضوراً ميدانياً قوياً لرجال ونساء الأمن الوطني في مختلف المدارات والمحاور الحيوية، حيث تم تعزيز فرق أمن المرور لضمان الانسيابية وسلامة التنقل، إلى جانب انتشار دوريات راجلة ومتنقلة لمحاربة أي مظاهر قد تُخلّ بالأجواء العامة. ويمثل النجاح الكبير الذي حققته المدينة خلال افتتاح الملعب في مباراتي المنتخب المغربي دليلاً واضحاً على فعالية هذه المقاربة الأمنية وجودة التنسيق بين مختلف الأجهزة. اليوم، تقف طنجة بثقة، جاهزة من كل الجوانب، لتقديم نسخة استثنائية من "الكان"، ولتُظهر للعالم وجهاً حضارياً حديثاً يعكس طموح المغرب وقدرته على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية.