شهدت مدينة طنجة، خلال افتتاح ملعبها الكبير بحلّته الجديدة، خلال الأيام القليلة الماضية، واحدة من أنجح السهرات الرياضية الوطنية، بعدما استقبل المركّب الرياضي مباراتين وديّتين للمنتخب الوطني المغربي وسط تنظيم محكم وتجهيزات متطورة جعلت من الحدث محطة فارقة في تاريخ المنشآت الرياضية بالمملكة. منذ الساعات الأولى ليوم الافتتاح، بدت الصورة واضحة: تعبئة شاملة، تنسيق متقن، ورغبة حقيقية في إنجاح هذا الموعد الذي تابعه ملايين المغاربة داخل وخارج الوطن. وقد تمكّن الملعب الكبير من احتضان الجماهير بكثافة، مع ضمان انسيابية غير مسبوقة في الدخول والخروج، في مشهد يبرز مستوى الاحترافية التي بصمت عليه مختلف السلطات المتدخلة. الفضل في هذا النجاح اللافت يعود إلى المجهودات الجبّارة التي قامت بها السلطات المحلية، وعلى رأسها والي جهة طنجة–تطوان–الحسيمة، السيد يونس التازي، الذي أشرف بشكل مباشر على مختلف مراحل الإعداد لهذا الحدث، سواء على مستوى البنيات التحتية أو التنسيق بين المصالح الإدارية والأمنية واللوجستية. كما لعبت ولاية أمن طنجة، بقيادة السيد عبد الكبير فرح، دوراً محورياً في ضمان الأمن والنظام، حيث تم نشر تشكيلات أمنية كبيرة وتنسيق عالي الدقة بين مختلف الفرق، ما مكّن من التحكم في تنقل الجماهير وتأمين محيط المركّب ومرافقه دون تسجيل أي حوادث تُذكر. ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشادة بالدور الحيوي الذي اضطلعت به عناصر القوات المساعدة، التي ساندت جهود الأمن والسلطات لضمان السير العادي للحدث، وساهمت في ضبط محيط الملعب وتنظيم الجماهير بكثير من المهنية والانضباط. وقد أكدت هذه التجربة التنظيمية الناجحة أن مدينة طنجة، بمعالمها الحديثة وإمكانياتها البشرية، باتت جاهزة لاحتضان تظاهرات كبرى مستقبلاً، خاصة في ظل الاستعدادات المستمرة التي تعرفها المملكة لاستقبال كأس إفريقيا للأمم و كأس العالم 2030. افتتاح ملعب طنجة الكبير لم يكن مجرد حدث رياضي عابر، بل كان رسالة واضحة للعالم بأن المغرب قادر على تقديم نموذج متقدم في التنظيم والجاهزية والبنية الرياضية، وأن التعاون بين مختلف السلطات يمكن أن يصنع الفارق ويصنع صوراً مشرقة يفتخر بها كل المغاربة.