بينما يحتفل المغرب اليوم باستضافة كأس أمم إفريقيا، يتوافد الجزائريون بالمئات لمتابعة المباريات، مندهشين من مستوى التطور المذهل الذي حققته المملكة، من طرق حديثة، مواصلات متطورة، وملاعب عالمية، وبنية تحتية متقدمة. على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر الكثير من المواطنين الجزائريين عن صدمتهم، معتبرين أن المغرب "هرب عليهم بمئات السنين"، وهو اعتراف صريح بالتفوق المغربي على كل الأصعدة. هذا الواقع يفسر خوف النظام الجزائري من فتح الحدود، فالمقارنة الحقيقية بين تقدم المغرب وتأخر الجزائر تجعل الشعب الجزائري يشعر بالخيبة، وتكشف مدى فشل السياسات الداخلية للنظام على مستوى التنمية والخدمات. فتح الحدود مع المملكة المغربية، يعني مواجهة النظام بالحقيقة الميدانية، وهو ما يرفضه لاعتبارات سياسية داخلية وخوف من فقدان السيطرة على الرأي العام. ورغم اليد الممدودة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في عدة خطابات، ودعواته المتكررة إلى طي الخلافات وفتح الحدود، يظل النظام الجزائري أسيرًا لخوفه السياسي وتناقضاته الداخلية، عداوة لا تتعلق بالمواطنين، بل بتهديدات تقدّم المغرب على الأرض التي لا يمكن إنكارها. وفي تصريح صريح، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، إن المغرب يرحب بجميع جماهير البلدان المشاركة في كأس أمم إفريقيا على أرضه، إلا الجمهور الجزائري، لأنه ببساطة في بلده ولا يحتاج إلى ترحيب، في إشارة واضحة إلى الواقع السياسي والتجربة السابقة مع هذا الجمهور في ظل إغلاق الحدود. اليوم، الجماهير الجزائرية التي تتجول في المغرب وتشهد الإنجازات بنفسها، تثبت أن التقدم الحقيقي يتجاوز كل خطاب سياسي، وأن الحقيقة الميدانية لا يمكن لأي نظام تزييفها.