اختتم الوزير الأول ،عباس الفاسي، مساء يوم الجمعة المنصرم، زيارته الرسمية إلى بولونيا، التي استقبل خلالها من طرف الرئيس البولوني ليش كازينسكي. وأجرى الوزير الأول خلال هذه الزيارة، التي استغرقت ثلاثة أيام، مباحثات مع نظيره البولوني، دونالد تاسك، الذي أشاد بمواقف المغرب وبالدور الإيجابي الذي يقوم به في سبيل إشاعة الاستقرار والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا أن بلاده ترى أن هذا الدور يكتسي أهمية كبرى. كما أشار الوزير الأول البولوني إلى أن زيارة عباس الفاسي والوفد المرافق له إلى بولونيا، تشكل لحظة مهمة في سياق العلاقات المغربية البولونية، مبرزا أنها جرت في ظرفية اقتصادية إيجابية بالنسبة للبلدين، اللذين حققا معا نسب نمو مهمة خلال سنة 2009، رغم الأزمة المالية والاقتصادية التي شهدها العالم. كما شملت لقاءات الفاسي مع المسؤولين البولونيين، رئيس مجلس النواب، برونيسلاف كوموروفسكي، ورئيس مجلس الشيوخ، بوغدان بوروزيفيتش. وتناولت مباحثات الوزير الأول، في مختلف اللقاءات وجلسات العمل، التي عقدها مع المسؤولين البولونيين، تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، بما يتماشى مع تطلعات البلدين، وما يختزنانه من مؤهلات ضخمة في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية. وقال الفاسي إن العلاقات السياسية القائمة بين المغرب وبولونيا يسودها "الانسجام الكامل"، مشيرا إلى أنه، بالنظر إلى عضوية بولونيا في الاتحاد الأوروبي، فإن مباحثاته تناولت أيضا العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الذي يجعل المغرب من تقاربه معه خيارا استراتيجيا يقوم على القرب الجغرافي وعلى الإيمان بالقيم المشتركة المتمثلة في احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، والعدل، والتضامن، ودولة القانون. وتناولت مباحثات الجانبين كذلك موضوع الاتحاد من أجل المتوسط، والشراكة الشرقية القائمة بين الاتحاد الأوربي ودول شرق أوروبا، إذ أكد المغرب أنه، اعتبارا للعلاقات الممتازة التي تربطه مع البلدان الأعضاء في هذه المبادرة، خاصة بولونيا، فإن هناك تكاملا بين الاتحاد من أجل المتوسط والشراكة الشرقية، التي هي مبادرة ممتازة يتعين اغتنامها من أجل تعزيز أكثر للعلاقات الثنائية بين المغرب والبلدان الأعضاء. كما تطرقا إلى القضية الفلسطينية، حيث جدد عباس الفاسي موقف المغرب المساند للطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني كي يعيش في دولة ذات سيادة وقابلة للحياة بعاصمتها القدس الشريف، إلى جانب إسرائيل، في إطار من السلم والأمن المشترك، داعيا المجموعة الدولية إلى العمل أكثر لصالح سلام عادل ودائم في المنطقة، في نطاق الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. يشار إلى أنه جرى التوقيع، خلال هذه الزيارة، على مذكرة تفاهم تتوخى تحفيز العلاقات التجارية بين البلدين ، وقعها وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز ونظيره البولوني، كما جرى التوقيع على اتفاقية شراكة تقضي بإحداث خط جوي بواقع رحلتين في الأسبوع، بين فارسوفيا و الدارالبيضاء- آكادير، ابتداء من شهر أبريل المقبل. رافق الوزير الأول خلال زيارته الرسمية إلى بولونيا، وفد وزاري مهم يضم، بالإضافة إلى معزوز، ياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، ولطيفة أخرباش، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بالإضافة إلى عدد من مدراء المؤسسات العمومية، ومن الفاعلين الاقتصاديين والتجاريين ومن المجال السياحي.(و م ع)
