أقدمت عصابة تتكون من 12 عنصرا، ضمنهم فتاتين، أخيرا، على اختطاف شاب، يعمل سائق شاحنة، ويقيم بحي المسيرة بمنطقة بنسودة بفاس وأذاقته أبشع صور التعذيب والتنكيل عل مدى خمس ساعات بمكان خالي، بوادي مجاور لحي عوينات الحجاج، قبل أن تفرج عنه في ساعات متأخرة من الليل، حين تبين لها أنها اختطفت "هدفا" خاطئا. وتعود ملابسات هذا الحادث، الذي وصف ب "البشع" إلى ليلة 19 فبراير الماضي، حين فوجئ الضحية، المدعو إدريس (ق)، البالغ من العمر 20 عاما، وهو عازب، حين كان رفقة أحد الأشخاص قرب إحدى المخابز غير بعيد عن محل سكناهما، (فوجئ) بتوقف سيارتين خفيفتين، وترجل عدة أشخاص منهما، وتوجههم نحوه، إذ انهالوا عليه بالضرب واقتادوه إلى إحدى السيارات، ثم اختطفوه وانطلقوا به مسرعين نحو وجهتهم، وعمدوا إلى تكبيله بسلك داخل السيارة، ووضعوا ضمادة على عينه في طريقهم إلى مكان إجراء "التحقيق"، وتنفيذ خطة الانتقام من ضحيتهم. ويحكي إدريس بألم وحسرة ل "المغربية" تفاصيل هذه الجريمة، التي فتحت عناصر الأمن بالمدينة تحقيقا بشأنها، إذ استرجع صور أبشع ما تعرض له من أشكال التعذيب، التي جعلته يفقد وعيه أكثر من مرة، قبل أن يعمد الجناة إلى صب الماء عليه ليستفيق من غيبوبته، ويشرعون في فصل جديد من مسلسل تعذيبه. وأضاف إدريس الضحية أنه رغم توسلاته لم يتوقف أفراد العصابة عن تنفيذ مخططهم لانتزاع المعلومة، التي يودون الوصول إليها بأي ثمن، فكانوا يسألونه في كل مرة "أين الأمانة؟"، وكان جوابه دائما "لا أعرف"، ناكرا أي صلة له بالأمانة التي يبحثون عنها. وهو ما اعتبره أفراد العصابة تحديا لهم وهو ما كان يدفعهم في كل مرة إلى "زيادة جرعة" التعذيب والتنكيل في حقه، فعمدوا إلى بتر ثلاثة من أصابع يده اليمنى بآلة حادة، وانتزعوا جزء من أحد أصابع يده اليسرى بواسطة ملقط، ثم أقدموا على سلخ أجزاء من جلده، وتقطيع عصب رجليه، والاعتداء عليه بواسطة سكين (بونقشة) على مستوى رأسه. وأوضح الضحية في معرض سرده لما تعرض له من تعذيب، أن عناصر العصابة لم يفوتوا الفرصة ليشركوا فتاتين كانتا برفقتهم في تنفيذ فصول هذه الجريمة، وطالبوا منهما فقء عيني الضحية، وهو ما استجابتا له، إذ عمدتا إلى إدخال برغي (تورنوفيس) في عينه ليسيل منهما الدم، لكن لم يصب الضحية بمكروه، لحسن حظه، ولم يفقد نعمة البصر على إثر تنفيذ هذا الفعل الشنيع. واضطر الضحية في آخر المطاف، تحت وقع التعذيب وألام التنكيل، الاعتراف لهم بأن "الأمانة"، التي يبحثون عنها هي لدى صهره، وأمدهم برقم هاتفه المحمول للاتصال به، هذا الأخير كان وصل إلى علمه خبر الاعتداء على شقيق زوجته واختطافه من طرف أشخاص مجهولين، فأقنعهم عبر الهاتف بأن "الأمانة"، التي يبحثون عنها هي بالفعل بحوزته، بغية استدراجهم حتى لا يقع مكروه لقريبه المختطف، والتمس منهم العودة إلى حي بنسودة ليتسلموا أمانتهم. وبينما كان أفراد العصابة يفاوضون صهر رهينتهم حول كيفية وطريقة حصولهم على "الأمانة" وتهديدهم بتصفيته، فوجئوا بمكالمة هاتفية تردهم من أحد الأشخاص الذي طالبهم بالإفراج الفوري عن الضحية، على اعتبار أن الشخص، الذي يوجد في قبضتهم ليس هو "صاحب الأمانة"، ليتوقفوا فجأة عن تعذيبه ويقطعوا مكالمتهم بصهره ليعودوا أدراجهم ويتخلصوا من رهينتهم قرب السوق الأسبوعي لبنسودة، قبل أن يمدوه بورقة نقدية من فئة 50 درهم، ثم تواروا عن الأنظار تحت جنح الظلام. هذا ولم يجر اعتقال أي واحد من أفراد هذه العصابة، بعد مرور أزيد من أسبوعين على وقوع هذه الجريمة، رغم أن الضحية دل عناصر الأمن على مواصفات السيارتين، اللتين استعملاهما أفراد العصابة في تنفيذ عملية الاختطاف، والعثور على بطاقة للتعريف الوطنية لأحد عناصر العصابة بموقع تنفيذ فصول جريمة التعذيب والتنكيل.