كشفت عاملة سابقة في ضيعة لإنتاج الفراولة (توت الأرض) بمنطقة ويلبا في إقليم الأندلس بإسبانيا، عن ظروف اشتغال العاملات المغربيات بحقول الفراولة في الجارة الشمالية، ووصفت الوضع هناك أنه شكل من أشكال "العبودية". عاملات في حقول الفرولة بإسبانيا وظهرت هاجر (ك)، وهي في عقدها الثاني، وتتحدر من ضواحي مولاي بوسلهام، بمنطقة الغرب، في شريط فيديو تتوفر "المغربية" على نسخة منه، ونشر في "اليوتوب"، بعد عودتها من حقول الفراولة، مطلع هذا العام. وحكت عن "الظروف المزرية"، التي تعيشها العاملات المغربيات في معمل للفراولة يمتلكه إسباني، لكن يسيره مغربي من مدينة فاس، وكلاهما لا يكترثان بمعاناة العاملات اللواتي يعملن أكثر من 12 ساعة يوميا، حسب ما جاء في الشريط. وذكرت المتحدثة أن المعمل يوظف حوالي 3 آلاف عاملة، أغلبهن قاصرات (لا يتجاوزن 15 عاما)، بالإضافة إلى عجائز، وتحدثت هاجر عن كيفية إجبار الفتيات على الاختباء في صناديق كارتونية كبيرة أثناء حضور لجان التفتيش، أو تكديسهن في حقول البرتقال، ومطالبتهن من طرف رب العمل بالاختباء جيدا وراء الأشجار إلى أن تمر لجان المراقبة والتفتيش. وأضافت هاجر أنه، بالإضافة إلى سوء المعاملة والحرمان من بطائق الضمان الاجتماعي والعطل الرسمية وغيرها، فإن الفتيات العاملات لا يسلمن من التحرشات الجنسية من قبل رب العمل وبعض أعوانه، وقالت إن "الكثيرات تعرضن للطرد بسبب رفضهن تلبية الرغبات الجنسية لهؤلاء". وعلمت "المغربية" أن ظهور هاجر في شريط فيديو خلق لها متاعب، إذ اتصل بها أشخاص مجهولون، أخير، وهددوها بالاعتداء، إذا واصلت كشف ما يجري في معمل الفراولة، كما تعرضت لضغوطات من أقاربها، كي تتراجع عن اعترافتها. وخصصت المتحدثة حيزا للحديث عن تفاصيل الروتين اليومي قبل وصول العاملات إلى مقر العمل قائلة "نستيقظ في السادسة صباحا، ويجري نقلنا في شاحنات تفتقر لأبسط الشروط الآدمية، تحت أنظار شرطة المرور الإسبانية، ونلتحق بالمعمل في السابعة". وأضافت "نشتغل بسبعة دراهم للساعة، دون وثائق، فقط بالاسم والكنية وببصمة الأصبع"، وأشارت إلى أنهن يشتغلن ما بين 14 و16 ساعة يوميا، و6 أشهر في السنة.