استحضر اجتماع مجلس الحكومة التغيرات المناخية على المستوى الكوني وتأثيرها على المستوى الوطني. وأفاد مصطفى الخلفي، الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الحكومة اليوم الخميس بالرباط، أن الكلمة الافتتاحية لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، شددت على ضرورة التعامل الجدي والمسؤول مع النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية، "ارتباطا بما تعرفه بلادنا من تغيرات مناخية وظواهر مقلقة على غرار ما يقع في عدد من دول العالم". وأضاف إن "مديرية الأرصاد الجوية تصدر نشرات إنذارية، أحيانا أكثر من نشرة في اليوم الواحد، وجب أخذها بمحمل الجد وعدم التعامل معها بالاستخفاف أو على أساس أن الأمر بسيط، علما أن المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية مرشحة للزيادة، وأن بلادنا شهدت في الآونة الأخيرة عددا من الفيضانات، مجددا ترحمه على الضحايا الذين فارقوا بسببها الحياة وسأل لذويهم الصبر". وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة دعوة رئيس الحكومة لكافة الوزراء بالتعامل الواجب مع كل النشرات التحذيرية لمديرية الأرصاد الجوية، وقال رئيس الحكومة "علينا جميعا أن نتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة ونتخذ الاحتياطات اللازمة وعدم المخاطرة والمغامرة"، داعيا السائقين على وجه الخصوص بعدم إظهار الشجاعة أو التفوق أو الافتخار على الآخرين، وإنما أخذ الاحتياط "فكل سائق مسؤول على المحافظة على أرواح الركاب ومصالحهم"، مشيرا إلى أن الحكومة ماضية في إرساء نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية. وأكد أنه بالإضافة إلى القانون المتعلق بإحداث نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية الصادر سنة 2016، فإن الحكومة أصدرت عددا من المراسيم التطبيقية، ضمنها مرسومان مبرمجان في اجتماع أمس، على أن يتم مستقبلا عقد أول مجلس إداري لصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية الذي أحدث في إطار هذا النظام المتكامل لتغطية عواقب الوقائع الكارثية. وأكد الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة أن رئيس الحكومة حث جميع السلطات المختصة على التعبئة، سواء تعلق الأمر بالسلطات الإقليمية أو الجماعات الترابية أو الأمن الوطني والدرك الملكي وقوات الجيش الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، إضافة إلى القطاعات الأخرى المعنية، خصوصا التجهيز والصحة، وأي قطاع آخر معني بحسب المناطق والوقائع، مشيرا إلى قيام كل من وزير الداخلية ووزير النقل والتجهيز بزيارة إلى منطقة الراشيدية التي ضربتها أخيرا الفيضانات، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية. كما أكد رئيس الحكومة أن تلك الزيارة ستتلوها زيارات أخرى، لأنها تشكل مناسبة للتباحث مع جميع المتدخلين بكيفية مشتركة حول سبل معالجة عواقب ما وقع، ومحاولة تفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة، وقال "شخصيا أنا في اتصال مستمر، خصوصا مع وزيري الداخلية والتجهيز، بشأن هذه الحوادث وكيفية التعامل معها". وأبرز رئيس الحكومة أن عددا من القطاعات الحكومية تقوم بدراسات للبنيات الواقعة ضمن اختصاصاتها والموجودة بقرب مجاري الأودية الجافة منذ سنوات، وأحيانا منذ عقود من الزمن، لكنها لا تخلو من مخاطر، في أفق وضع مخطط لنقل هذه البنيات إلى أماكن أخرى مثل المدارس التي شيدت منذ ثلاثين أو أربعين سنة في أماكن قد تكون عرضة لمثل هذه الوقائع.