يونس مجاهد: مجالس الصحافة وضعت للجمهور وليست تنظيمات بين-مهنية    رغم القطيعة الدبلوماسية.. وفد برلماني مغربي يحل بالجزائر    مخاريق: لا يأتي من بنكيران سوى الشر.. وسينال "العقاب" في الانتخابات    الناظور ضمن خريطة أطول أنبوب غاز في العالم يربط إفريقيا بأوروبا    مواطنون إسبان يشيدون بالمساعدة المقدمة من المغرب إثر انقطاع الكهرباء    البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية بجهة الداخلة    الجامعة الملكية المغربية تكرم المنتخب الوطني النسوي المتوج بكأس الأمم الإفريقية للفوتسال    بسبب اختلالات رياضية.. الجامعة الملكية تصدر قرارات التوقيف والغرامة في حق عدد من المسؤولين    اتفاقية تلاقي السغروشني وحموشي    لبنان يحذر حماس من استخدام أراضيه للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي    في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الثالث للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين .. الكاتب الأول إدريس لشكر: الجيل الجديد من البرلمانيين الشباب مطالب بحمل مشعل الحرية والكرامة والتضامن في عالم مضطرب    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    مراكش.. إيقاف شخصين وحجز كمية كبيرة من الأقراص المخدرة من نوع "ريفوتريل"    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    "إغلاق أخضر" في بورصة البيضاء    حقوقيون يسجلون إخفاق الحوار الاجتماعي وينبهون إلى تآكل الحريات النقابية وتنامي القمع    بعد 25 سنة.. شركة "FRS" تُعلن رسمياً توقف نشاطها البحري بين طنجة وطريفة    اللاعب المغربي إلياس أخوماش يشارك في جنازة جدته بتطوان    وقفات الجمعة ال74.. المغاربة يجددون مطالبهم برفع الحصار وإنهاء "الإبادة" في غزة    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    « بين التاريخ والرواية» كتاب جماعي يرصد مسارات أحمد التوفيق    في كلمة حول جبر الأضرار الناجمة عن مآسي العبودية والاتجار في البشر والاستعمار والاستغلال بإفريقيا: آمنة بوعياش تترافع حول «عدالة تعويضية» شاملة ومستدامة    «غزة على الصليب: أخطر حروب الصراع في فلسطين وعليها»    حادثة سير مميتة تنهي حياة سبعيني بالفقيه بن صالح والسائق يفرّ هاربا    العرائش تسجل أعلى نسبة تملك.. وطنجة تتصدر الكراء بجهة الشمال    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    كلية الآداب بالجديدة وطلبتها يكرمون الدكتورة لطيفة الأزرق    عبد الله زريقة.. علامة مضيئة في الشعر المغربي تحتفي به "أنفاس" و"بيت الشعر"    مقاطعة مديري مؤسسات الريادة للعمليات المصيرية يربك مشروع الوزارة في الإصلاح التربوي    سوريا: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي "تصعيد خطير"    سفينة مساعدات لغزة تتعرض لهجوم بمسيرة في المياه الدولية قرب مالطا    نجاح "خامس مهمة نسائية" خارج المحطة الفضائية الدولية    تفاؤل تجاري ينعش أسعار النفط في الأسواق العالمية    رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع رئيس المكتب الوطني للسكك الحديدية    العلاقات التجارية بين المغرب ومصر.. وفد اقتصادي مغربي يزور القاهرة    "الكورفاتشي" تستعد للتنقل إلى مدينة الدار البيضاء لحضور "الكلاسيكو" أمام الوداد    كوريا: الرئيس المؤقت يقدم استقالته لدخول سباق الانتخابات الرئاسية    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    خُوسّيه سَارَامَاغُو.. من عاملٍ فى مصنعٍ للأقفال إلى جائزة نوبل    تفاصيل إحداث قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء يوفر أزيد من 20 ألف منصب شغل    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة: المغرب يستهل مشواره بفوز مثير على كينيا    الذهب يتعافى بعد بلوغ أدنى مستوى في أسبوعين    الصين تدرس دعوات أمريكية لاستئناف الحوار بشأن الرسوم الجمركية    كرة القدم.. توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اللاعب المغربي الذي أبهر العالم بأدائه المجنون … !    احتراق شاحنة على الطريق السيار طنجة المتوسط    منتجو الفواكه الحمراء يخلقون أزمة في اليد العاملة لفلاحي إقليم العرائش    الزلزولي يساهم في فوز بيتيس    هل بدأت أمريكا تحفر "قبرها العلمي"؟.. مختبرات مغلقة وأبحاث مجمدة    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل ما يجب أن تعرفه عن القرعة إلى أمريكا والحصول على ال «غرين كارد»
نشر في المساء يوم 18 - 10 - 2010

تعد الولايات المتحدة بلد المهاجرين بامتياز. بفضل سواعد هؤلاء، تحولت إلى أقوى قوة اقتصادية في العالم، وبفضل تنوعهم واختلافهم، نجحت في سن واحد من أكثر الدساتير تسامحا
وإقرارا للحريات الفردية والجماعية في العالم. لكن أبواب الولايات المتحدة أُقفِلت في وجه المهاجرين، بعدما تم إقرار نظم جديدة لدخول البلاد والعيش فيها، خصوصا بعد هجمات الحادي عشر من شتنبر، التي اتخذتها بعض الجهات المحافظة في واشنطن ذريعة للمطالبة بإقفال الحدود ووقف تدفُّق المهاجرين. لكنْ، وعلى الرغم من ذلك، هناك طرق قانونية متعددة تُمكِّن المرء من دخول أمريكا والعيش فيها، قبل الحصول على جنسيتها واكتساب نفس الحقوق التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي وأي مواطن آخر، كما يقول موقع إدارة الهجرة الأمريكية، ومن هذه الطرق القانونية قرعة ال«غرين كارد» أو تأشيرة التنوع.
أقر الكونغرس الأمريكي، سنة 1990، قانونا جديدا للهجرة تحت رقم (4978Stat 104)، تم بموجبه رفع عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة من نصف مليون مهاجر إلى 700 ألف مهاجر سنويا. وتم استحداث 40 ألف تأشيرة، تُمنَح للأشخاص الذين سيلتحقون للعمل في أمريكا لمدة طويلة تقودهم، في الأخير، إلى الاستقرار في البلاد، و64 ألف تأشيرة قصيرة الأمد، للعمال الذين سيقيمون بصفة مؤقتة فقط، قبل أن يعودوا إلى بلدانهم. كما تم استحداث نوع جديد من التأشيرات أطلق عليه تسم تأشيرة التنوع (Diversity Visa) خُصِّصت له 50 ألف تأشيرة يتم منحها عن طريق تنظيم قرعة سنوية يشارك فيها مواطنون من دول تتميز بوتيرة هجرة ضعيفة في اتجاه الولايات المتحدة. وبموجب القانون المذكور أعلاه، تم، أيضا، فرض امتحان اللغة الإنجليزية على المتقدمين لنيل الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى إلغاء شرط الإصابة بمرض الإيدز، كسبب للإقصاء من الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
حقائق عن قرعة ال«غرين كارد»

«الغرين كارد» بطاقة تُخول لحاملها الإقامة الدائمة داخل الولايات المتحدة، وتعرف ب«الغرين كارد» نسبة إلى لونها، الذي كان أخضر في البداية، لكن السلطات الأمريكية غيّرت لون البطاقة، أكثر من مرة، فأصبح ورديا، ثم أبيض، إلى أن عاد شريط صغير أخضر يتوسط خلفية البطاقة الإلكترونية التي يتم منحها للمهاجرين حاليا.
يعتقد الملايين من الناس أن إدارة الهجرة والجوازات الأمريكية هي المسؤولة عن برنامج قرعة ال«غرين كارد»، لكن موقع وزارة الخارجية يؤكد أن الوزارة هي المسؤولة، قانونيا، عن البرنامج وليس دائرة الهجرة. وقد تم إحداثُه للتغلب على أعداد المهاجرين المرتفعة الذين تدفقوا على الولايات المتحدة من ثلاثة بلدان رئيسية، هي المكسيك والصين والفلبين. وتم استحداث البرنامج للحفاظ على التنوع العرقي الذي يتميز به المجتمع الأمريكي واستقطاب مهاجرين جُدد من إفريقيا وأوربا، بالأساس، وهما القارتان اللتان تحظيان بثمانين (80) في المائة من حصة تأشيرات التنوع في السنوات الأخيرة. ويقوم مركز قنصلي، تابع لوزارة الخارجية الأمريكية يقع في بلدة وليامسبورغ في ولاية كنتاكي، بالإشراف على عملية سحب الأسماء وتوجيه رسائل الإخطار إلى الفائزين. وكان مركز بورتسموث في ولاية فيرجينيا يقوم بهذا الدور، حتى سنة 2000، عندما تم نقله إلى ولاية كنتاكي.
يتم إخطار 100 ألف شخص بنجاحهم في الفوز بقرعة «غرين كارد»، تحسبا لعدم اكتمال ملفات البعض وعدم إتمام البعض الآخر المعاملات في الوقت المناسب، لكن في النهاية، يتم منح 50 ألف تأشيرة تنوع فقط من المائة ألف الذين تم إخطار المعنيين بها في البداية. وتشترط وزارة الخارجية الأمريكية أن يكون الفائز حائزا على درجة علمية تفوق شهادة الثانوية أو عاملا في مهنة ما أكثر من سنتين، مع قضائه سنتين سابقتين كفترة تدريب، مما يعني أربع سنوات من الخبرة في أحد المجالات.
البلدان الممنوعة من المشاركة في القرعة
من المقرَّر أن يتم توزيع التأشيرات على ست مناطق جغرافية في العالم، مع تخصيص عدد أكبر لمناطق ذات أعداد مهاجرين منخفضة الى الولايات المتحدة. ويعتبر مواطنو البلدان التالية غيرَ مؤهَّلين للتسجيل في القرعة، لأن عدد المهاجرين من تلك البلدان إلى أمريكا فاق 50 ألف مهاجر على مدى السنوات الخمس الماضية وهي: البرازيل، كندا، الصين، كولومبيا، جمهورية الدومينيك، إكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، الهند، جامايكا، المكسيك، باكستان، بيرو، الفيليبين، بولندا، روسيا، كوريا الجنوبية، فيتنام والممكلة المتحدة، ما عدا إيرلندا الشمالية والأقاليم التابعة لها.
أما الأفراد الذين وُلدوا في منطقة هونغ كونغ الإدارية وماكاو، (التابعتين لجهورية الصين الشعبية) وتايوان فهم مؤهَّلون للتسجيل في القرعة.
عدد التأشيرات الممنوحة سنويا
بلغ عدد تأشيرات الهجرة التي تم منحها لمهاجرين من مختلف بلدان العالم سنة 2000 أكثر من أربعمائة (400) ألف وأربعة عشر تأشيرة، لكنها انخفضت، بشكل كبير، عقب هجمات الحادي عشر من شتنبر ووصلت إلى ثلاثمئة وثمانين (380) ألفاً سنة 2003، ثم بدأ عدد التأشيرات في الارتفاع، ابتداء من سنة 2004 وبلغ نحو ثلاثمئة وثمانين ألف تأشيرة هجرة إلى أمريكا. أما بالنسبة إلى تأشيرات الزيارة لدخول أمريكا فكانت أكثر من سبعة ملايين ومئة ألف تأشيرة في العام 2000، وانخفضت إلى ما دون السبعة ملايين سنة 2001 وانخفضت إلى أربعة ملايين وسبعمئة ألف تأشيرة سنة 2003. وابتداء من سنة 2005، عاد العدد إلى الارتفاع وبلغ خمسة ملايين وتسعة وأربعين ألف تأشيرة. لكن الرقم لم يصل، إلى غاية الآن، إلى سبعة ملايين تأشيرة دخول، التي كانت تمنحها الولايات المتحدة قبل هجمات الحادي عشر من شتنبر.
ما هي حظوظ المشاركين في القرعة؟
حسب دراسات علمية ورياضية توردها مواقع أمريكية مهتمة بقرعة ال«غرين كارد»، فإن شخصا واحدا من بين 118 من المشاركين في القرعة السنوية ينجح في الحصول على تأشيرة التنوع ويتمكن من القدوم إلى الولايات المتحدة والاستقرار فيها. كما تشير تلك المواقع إلى أن نحو ثمانية وعشرين في المئة من الطلبات يتم استبعادهم من المشاركة، بسبب عدم استيفائهم الشروطَ التي تنص عليها وزارة الخارجية، إما بسبب حجم الصورة أو كيفية كتابة الطلب أو أشياء من هذا القبيل، مما يعني إلغاء ثلث الاستمارات التي يتوصل بها المركز القنصلي في ولاية كنتاكي. وقد بلغ عدد المهاجرين المقيمين داخل أمريكا، بفضل حصولهم على قرعة ال«غرين كارد» 10 ملايين مهاجر سنة 2007، فيما بلغ عدد المشاركين في قرعة سنة 2008 ستة ملايين وأربعمئة ألف شخص خلال فترة الشهرين التي سُمِح فيها بالتسجيل.
شروط المشاركة في القرعة
يمكن لأي شخص أن يشارك في القرعة، ما دام يقطن في أحد البلدان المخول لها المشاركة هذه السنة (تتغير لائحة البلدان المحرومة من المشاركة سنويا). ويجب أن يملأ الراغب في المشاركة استمارة إلكترونية (ألغت وزارة الخارجية الطلبات الورقية منذ سنة 2003). وحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فالاستمارة يجب أن تتوفر على الآتي :
-الاسم الكامل: الاسم العائلي، الاسم الأول والاسم الأوسط.
-تاريخ الميلاد: اليوم والشهر والسنة
-الجنس: ذكر أم أنثى.
-مكان الولادة: سواء كان مدينة أو قرية، واسم الدولة مكان الازدياد.
-صورة رقمية للمتقدم تخضع لشروط معينة في ما يخص الطول والعرض ولون الخلفية وملامح الوجه التي يجب إبرازها ومستوى النظر عند التقاطها ويكون حجمها الأقصى 62500 بيت.
وهناك معلومات مفصَّلة على موقع
vwww.dvlottery.state.gov
العنوان البريدي: على أن يتضمن اسم المدينة أو القرية أو المقاطعة أو البلد أو الإقليم أو الولاية والرقم البريدي واسم الدولة.
رقم الهاتف: اختياري
البريد الإلكتروني: اختياري
بالإضافة إلى ضرورة ذكر الوضع الأسري: أعزب أو متزوج أو مطلق أو أرمل أو منفصل قانونيا.
وكل من فاز في القرعة يكون أمامه 12 شهرا لإتمام عقد الزواج، إن كان خاطبا، ويمكنه ضم ملف الزوج أو الزوجة إلى طلبه الأصلي، وهكذا يسافر الزوجان معا. ويجب على المتقدمين ذكر عدد الأولاد غير المتزوجين والذين تقل أعمارهم عن 21 عاما، باستثناء الأولاد الذين يتمتعون بالإقامة الدائمة القانونية في الولايات المتحدة أو يحملون الجنسية الأمريكية.
عملية انتقاء المتقدمين وإخطارهم
يبلغ عدد المشاركين في القرعة أكثر من ستة ملايين ونصف مليون شخص. ويقوم جهاز كمبيوتر متطور بعملية اختيار عشوائية لملايين الطلبات الإلكترونية التي تنهال على المركز القنصلي في ولاية كنتاكي، ويتم إخطار الذين وقع عليهم الاختيار بواسطة البريد العادي، في الفترة الواقعة ما بين شهري ماي ويوليوز من كل عام، عبر رسائل عادية تزودهم بعدد من التعليمات ومعلومات عن الرسوم المتعلقة بالهجرة إلى الولايات المتحدة، والتي قد تصل في بعض الدول إلى ما يعادل ألف دولار. أما الأشخاص الذين فشلوا في القرعة فلا يتم إخطاهم بأي شيء ويتم إهمال ملفات طلبهم، بشكل آلي. وتعمل السفارات والقنصليات الأمريكية المنتشرة حول العالم على متابعة ملفات الفائزين، عبر دعوتهم إلى إجراء الفحوصات الطبية ودفع تكاليف إنجاز المعاملات وإجراء المقابلات الشخصية التي تعتبر آخر حاجز في عملية الاختيار، وعلى إثرها يقرر القنصل الأمريكي ما إذا كان المتقدم سيحصل على ال«غرين كارد» أم لا. وهناك حالات تكون قد مرت بجميع المراحل السابقة بنجاح لكن المقابلة الشخصية مع القنصل في السفارة الأمريكية أو ما يعرف ب Interview يكون بمثابة الحسم النهائي في مسألة الحصول على بطاقة الإقامة من عدمه. ويحق للأزواج أو الزوجات والأولاد غير المتزوجين دون سن ال21 عاما لمن وقع عليهم الاختيار طلب الحصول على تأشيرات دخول لمرافقة أو اللحاق بالمتقدم الرئيسي الذي نجح في القرعة.
عمليات نصب على الراغبين في تحقيق «الحلم الأمريكي»...

لا تفرض وزارة الخارجية الأمريكية أي رسوم على المشاركة في برنامج قرعة ال«غرين كارد» السنوي، كما تنفي الوزارة أن يكون لدى الحكومة الأمريكية موظفون أو مستشارون أو مكاتب معتمَدة تقدم خدمات خاصة في الخارج، لتسهيل عملية التسجيل في هذا البرنامج ،وتؤكد أن أي وسطاء أو غيرهم ممن يقدمون المساعدة من أجل إعداد ملف طلب الحصول على تأشيرة الإقامة للمتقدمين للقرعة إنما يفعلون ذلك دون أي تخويل أو موافقة من الحكومة الأمريكية، وتحذر من عمليات النصب التي يتعرض لها الملايين حول العالم، سنويا، من قِبَل شركات وهمية تدعي أنها «مخولة» من قبل الحكومة الأمريكية لتلقي الطلبات أو إعدادها، مقابل مبالغ تتراوح بين 10 و100 دولار.
وقد قدرت دراسات مستقلة أن المبالغ التي يتم «استخلاصها» من مواطنين سُذَّج سقطوا في شراك شركات وهمية تدعي صلتها بوزارة الخارجية الأمريكية بأكثر من 16 مليون دولار سنة 2006. ولهذا، عمدت الإدارة الأمريكية إلى اعتماد موقع وزارة الخارجية الرسمي لاستقبال طلبات قرعة ال«غرين كارد»، حتى تقطع الطريق على المحتالين الذين يستغلون حلم الملايين حول العالم بالعيش في أمريكا من أجل سلبهم أموالهم وبيعهم «وهْم» التمتع بحظوظ أفضل في الحصول على بطاقة الإقامة، إنهم استعانوا ب«خدمات» تلك الشركات الوهمية.

قرعة أمريكا «أنقذتني» وأسرتي...
ما زلت أتذكر، جيدا، اليوم الذي وصل فيه المظروف الكبير عبر «الفاكتور». كان عنوان القنصلية الأمريكية مطبوعا بوضوح، مما أثار انتباه «الفاكتور»، الذي طالبني ب«الحلاوة» أمام شباب الحي، مما تسبب لي في إحراج كبير، لأنهم دقوا باب منزلنا ليلا، خفية من أجل عرض الزواج بي واصطحابهم معي إلى أمريكا، مقابل خمسة
ملايين!... كان هناك أكثر من عرض، لكن والدتي رفضت.
أتذكر كيف تسولت والدتي ثمن المقابلة في القنصلية الأمريكية من عمي، الذي أجبرها على توقيع شيك مقابل المبلغ المالي الضخم.
أتذكر أن أمي بكت، بشدة، عندما خرجت من المقابلة في الدار البيضاء وأشرت لها من الباب بأنني نجحت في المقابلة. أتذكر كل الوصايا التي بدأت تسردها علي وتطلب مني التقيُّد بها في أمريكا. لن أنسى، أبدا، أنها أعلنت «حالة الطوارئ» في البيت وقامت بتعليمي فنون الطبخ السريع وكيفية إصلاح ملابسي من أي مشكل، كما طلبت من «الخرّازْ» في رأس الدرب أن يعلمني كيف أصلح أحذيتي...
كانت أمي تسهر على جميع التفاصيل الخاصة بهجرتي واكتشفتُ، عندما وصلت إلى أمريكا، أن كل ذلك غيرُ ذي جدوى. الأحذية هنا تبقى جديدة، لأن الشوارع نظيفة وليس هناك لا غبار ولا «غيسْ». اكتشفت أن الملابس هنا «غير هيا» وأنك يمكن أن تشتري ما تريد من محلات «وُولْمارت» مقابل مبالغ بسيطة... يمكن للفقير أن يعيش هنا ولا يشعر بفقره، أبدا، ولا ب«الحكرة»، أبدا. أحتفظ، إلى اليوم، بالرسالة الطويلة التي تسلمتُها من إخوتي وأخواتي وفيها كتبوا طلباتهم الصغيرة التي كانت تعني لهم الكثير...
أنقذت بطاقة ال«غرين كارد» أسرتي من الفقر، لأنني وصلت إلى هذه البلاد وعملت «ثلاثة ديال الخدامي في النهار» وأرسلت المال إلى والدتي وشيدت بيتا صغيرا لإخوتي وأخواتي وخلّصتهم من مهانة الكراء وتحرُّش الجيران ومالكي البيت وأولادهم الذكور، الذين كانوا يشعرون بأنهم «يملكوننا»، كما يملكون الطابق الذي كنا نسكن فيه...
أعيش في فرجينيا، منعزلة في الشقة التي اشتريتها قبل سنتين، حصلت على الجنسية الأمريكية قبل ثلاث سنوات. ومباشرة بعد حصولي على شهادة الجنسية، قصدت إدارة الهجرة، كي أطلب التحاق أسرتي بي. تستغرق هذه المسألة ما بين خمس وثمان سنوات، لكن الوقت هنا «يطير» بسرعة، وعندما تحصل أمي على الإقامة وتأتي مع إخوتي للعيش معي، سأكون سعيدة وأطوي صفحة المغرب إلى الأبد، لأنه لم يمنحني أي شيء، وهذا البلد أعطاني كل شيء...
«ف. ل.»


أشعر في أمريكا بأنني إنسان لديه كرامة !
لم أكن أتوقع، يوما، الوصول إلى الولايات المتحدة والعيش فيها، فمشاركتي في القرعة السنوية كانت مثل محاولاتي اليائسة للفوز ب«التيرسي»... فكل الخيول التي كنت أراهن عليها لم تكن تصل إلا في المرتبة الأخيرة!
كنت في «كاركاس»، في فنزويلا، عندما أخبرني والدي في مكالمة هاتفية أن ظرفا بريديا وصلني من الولايات المتحدة وأن علي العودة سريعا إلى أرض الوطن. طبعا، لم يكن ذلك بوسعي، إذ كان يجب علي انتظار انتهاء أشغال المؤتمر الذي كنت أشارك فيه، رفقة ثلة من الشباب المغربي المناضل.
عند عودتي إلى المغرب، كنت يائسا، لكن أبي أصر على أن أبعث برسالة إلكترونية أشرح فيها سبب تأخري في القدوم إلى المقابلة في القنصلية. كان يقول لي ساعتها: «إنها أمريكا... أولائك الناس يتفهمون وفلسفتهم تقوم على مبدأ الفرصة الثانية». وفعلا، تلقيت إجابة سريعة من القنصلية تفيد موافقة المسؤولين على تحديد موعد جديد للمقابلة...
سألني الموظف في القنصلية سؤالا واحدا خلال المقابلة الرسمية: لماذا تريد المغادرة؟ يبدو أن لك آفاقا واعدة في المغرب؟
أجبته إجابة واحدة، وكانت ساخرة: أريد ولادة جديدة... ما أزال أتذكر ابتسامته الماكرة وقوله: «ستكون هناك عمليات قيصرية... أهنئك وحظا سعيدا».
استقلت من عملي. ودّعت أصدقائي في حفلة خاصة لن تزول من ذاكرتي ما حييت. ودّعت أهلي وفي دواخلي، كنت أشعر بأنني لن أرى وجوههم إلا بعد زمن بعيد وأن المجهول ينتظرني...
أتذكر عندما وصلتُ مطار نيويورك: كان في استقبالي كان قد صديق تقاسم معي غرفة تشبه الزنزانة في الحي الجامعي مولاي اسماعيل. عانقني بحرارة وقال ضاحكا: «زارتنا البركة»!... كانت نيويورك تبدو كئيبة وصدئة وسريعة... وصلنا إلى منطقة في حي بروكلين كان يعمُّها السكون وأحسست برغبة في البكاء، لكني تمالكت نفسي فالرجال لا يبكون، البكاء مهنة النساء، أو هكذا كنت أظن.
أذكر أنني اتصلت بعدد من الأشخاص الذين وعدوني بتوفير أسباب الراحة والعمل المهني، لكنني تلقيت وعودا تبخرت، وكان الدرس الأول الذي تعلمته هو أنه لا يوجد من يحميك في أمريكا غير جيبك وذراعك ولسانك. اشتغلت في المطابخ، في المطاعم، كنستُ المراحيض، نظفت قارعة الطريق من أكوام الثلج، رقدتُ في المستشفى وحيدا لم تؤنسني إلا زيارة صديقين اثنين... لكني سعيد... تعلمت ما لم يكن بوسعي أن أتعلمه خلال عشرين سنة في المغرب. تعلمت أن أكون رجلا... تعلمتُ أن الحياة لا معنى لها بدون السقوط ومعاودة النهوض، أكثر قوة وعنفوانا...
في أمريكا، لم يسألني أحد يوما «ابن من أنت؟» أو «ما هو وطنك؟» أو «ما هو دينك؟»... لم يطالبني شرطي، أبدا، ببطاقة تعريفي أو مورس علي التمييز في إدارة أو مصلحة ما... شعرتُ هنا، وأشعر أنني إنسان أتمتع بكرامة لا يجرؤ أحد على خدشها!..
«خ. ز.»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.