اندلعت مواجهات وأحداث شغب ليلة الاثنين -الثلاثاء في بلدة «كولمينار»، إحدى البلدات القريبة من مدريد، عقب تعرض شاب مغربي لاعتداء على يد مجموعة من المهاجرين من جمهورية الدومينيك. فقد تعرَّض المواطن المغربي محمد الصديقي، البالغ من العمر 27 سنة، على الساعة السادسة مساء بالتوقيت المغربي إلى طعنات بالسلاح الأبيض، أصيب على إثرها بجروح خطيرة، قرب إحدى محطات الحافلات في البلدة، التي بلغ عدد سكانها 44 ألف نسمة. ورغم تمكُّن أفراد من الحرس المدني الإسباني في وقت لاحق من إلقاء القبض على خمسة أشخاص شركاء في الاعتداء، من بينهم الجاني فرانسيس رافائيل (29 سنة) بتهمة «محاولة القتل»، فإن ذلك لم يشفع لهم، حيث ثار عدد من المهاجرين المغاربة في البلدة الإسبانية في وجه المهاجرين المتحدرين من الدومينيك وآخرين لاتينيين في محاولة ل»الثأر» منهم، لتنطلق أعمال عنف وشغب طيلة الليل. وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب والأمن، معززة ب15 دورية أمنية كبيرة، من أجل مواجهة الاحتجاجات والحد من هجوم المهاجرين المغاربة على عدد من المحلات، من بينها حانتان ومحل للحلاقة ومتاجر تابعة لمهاجرين لاتينيين في المدينة، في حين تم نقل الضحية المغربي محمد الصديقي إلى أحد مستشفيات العاصمة مدريد في حالة خطيرة جدا، بسبب تلقيه عدة طعنات بالسكين في الرئة. وصرح أحمد، أخ الضحية، بأنه «كانت هناك مشاداة كلامية قبل ثلاثة أيام من الاعتداء بين أخيه والمهاجر اللاتيني، الذي أصرّ، على ما يبدو، الانتقام منه». من جهته، كشف عبد العزيز الصديقي، والد الضحية، أن ابنه فقد خمس لترات من الدم، بسبب النزيف الكبير الذي أحدثته طعنات السلاح الأبيض. ويقول الأب الذي يتحدر من مدينة الحسيمة، والمهاجر إسبانيا منذ سنة 1971، أن المهاجرين اللاتينيين عمدوا إلى كسر واجهات محلاتهم للتجارية لينسبوا ذلك إلى المغاربة، بعد محاولة هؤلاء النيل منهم، كما وصف عناصر الشرطة المحلية ب»العنصرية». وقد أثارت احتجاجات المهاجرين المغاربة قلقا شديد لدى المصالح الأمنية الإسبانية، خوفا من اتساع رقعتها إلى مناطق أو مدن أخرى، ما أرغمها على التحرك فورا لاعتقال الجناة على وجه السرعة، لتهدئة غضب المغاربة، حيث عاد الهدوء في حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الثلاثاء إلى البلدة، لكنه تقرر مع ذلك الإبقاء على التعزيزات الأمنية تحسبا لوقوع مواجهات أخرى، إذ تتخوف السلطات من تجددها خلال حفل موسمي يقام يوم 19 غشت من كل سنة، يرتاده عدد كبير من الهاجرين، سواء المغاربة أو اللاتينيون. ويعيش المهاجرين المغاربة في العاصمة مدريد والضواحي صراعات يومية مع اللاتينيين الذين يريدون بسط نفوذهم وقوانينهم على تلك المناطق، وهي الفئة المعروفة بتعاطيها الدعارة والاتجار في المخدرات.