نزهة الوافي غاضبة من ابن كيران: لا يليق برئيس حكومة سابق التهكم على الرئيس الفرنسي    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    إدارة الدفاع الوطني تحذر من ثغرات أمنية خطيرة في متصفح للأنترنيت    أمسية احتفائية بالشاعر عبد الله زريقة    الجزائر.. نظام العسكر يعتقل المؤرخ محمد الأمين بلغيث بسبب تصريحات إعلامية ويوجه له تهما خطيرة    أخنوش : السياسة بالنسبة إلينا هي العمل والجدية والوفاء بالالتزامات المقدمة للمواطنين    قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء    52 ألفا و495 شهيدا في قطاع غزة حصيلة الإبادة الإسرائيلية منذ بدء الحرب    تقرير: المغرب يحتل المرتبة 63 عالميا في جاهزية البنيات المعرفية وسط تحديات تشريعية وصناعية    تفاصيل زيارة الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت وترؤسها لحفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وغالوديت    انتحار مراهق يهز حي حومة الشوك بطنجة صباح اليوم السبت    الملك محمد السادس يواسي أسرة الفنان محمد الشوبي: ممثل مقتدر خلّد اسمه بتشخيص متقن لأدوار متنوعة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    المغرب يبدأ تصنيع وتجميع هياكل طائراته F-16 في الدار البيضاء    حادث مروع في ألمانيا.. ثمانية جرحى بعد دهس جماعي وسط المدينة    ابنة الناظور حنان الخضر تعود بعد سنوات من الغياب.. وتمسح ماضيها من إنستغرام    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    تير شتيغن يعود لحراسة مرمى برشلونة بعد غياب 7 أشهر بسبب الإصابة    دار الطالب بأولاد حمدان تحتضن بطولة مؤسسات الرعاية الاجتماعية    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    الأزمي: لم تحترم إرادة الشعب في 2021 وحكومة أخنوش تدعم الكبار وتحتقر "الصغار"    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    أكادير… توقيف شخص يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات وحجز أربعة أطنان و328 كيلوغراما من مخدر الشيرا    "هِمَمْ": أداء الحكومة لرواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الخاصة أدى إلى تدجينها    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينهي تحضيراته استعدادا لمواجهة نيجيريا وسط شكوك حول مشاركة الزبيري وأيت بودلال    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليفة للمساء : نعيش أزمة أخلاقية داخل حزب الاستقلال وفي قيادته
القيادي الاستقلالي قال إن وزارات حزب الاستقلال طلبت لأشخاص على المقاس
نشر في المساء يوم 01 - 01 - 2012

أكد امحمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، أن وزارات حزب الاستقلال طلبت لأشخاص على المقاس،
مشيرا إلى أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد يكون فوجئ بطلبات الأمين العام لحزب الاستقلال المتواضعة لأنها كانت موجهة من البداية.
في هذا الحوار أيضا تحدث الخليفة عما دار بين اللجنة التنفيذية للحزب وعباس الفاسي، الذي قال إنه تشبث بوزارة التجهيز والنقل وإلا لن يكون حزبه ضمن تشكيلة الحكومة. كما أشار القيادي في حزب الاستقلال إلى مفهوم التفويض وكذا التناقض بين تصريحات الفاسي وبنكيران.
- كان من المرتقب عقد لقاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، غير أن الاجتماع لم يتم، ما هي حيثيات إلغائه؟
حسب قوانين حزب الاستقلال تجتمع اللجنة التنفيذية للحزب مرة في الأسبوع صيفا وشتاء، ربيعا وخريفا، وذلك كل يوم أربعاء وبدون أي استدعاء، غير أنه في السنوات الأخيرة أصبح مركز الحزب يذكر بموعد الاجتماع ومكانه، وهو اجتماع أسبوعي عادي، وفي هذا الإطار نودي على أعضاء اللجنة التنفيذية لحضور اللقاء كالعادة، ثم أخبر الجميع بتأجيله لأسباب غير معروفة لحد الآن.
- لكن لا بد أن هناك مبررا لتأخير الاجتماع.
مبرر غير معروف لحد الآن. هذا هو الجواب الواضح.
- عقدتم اجتماعا للجنة التنفيذية يوم الأحد الماضي، وأكد لكم الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي بأنه لم يقدم أي اسم للاستوزار لرئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران. ما الذي حدث؟
ما حدث أن الأمين العام للحزب أخبر اللجنة التنفيذية بأن السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أخبره بأن قطاع التجهيز والنقل احتفظ به حزب العدالة والتنمية، وأنه عوضه بقطاع الفلاحة والصيد البحري، ولمح الأمين العام للحزب بما يكاد يشبه الوضوح بأنه رفض عرض السيد بنكيران وتشبث بالحقيبة التي طلبها من الأول، وإلا فإن الحزب سيؤيد الحكومة التي سيشكلها السيد بنكيران من منطلق نقدي، بما يعني عدم مشاركة الوزراء الاستقلاليين.
وأرى من ناحية العمل السياسي داخل التحالفات الحكومية أنه من حق رئيس الحكومة أن يختار الحقائب الحكومية التي بها يضمن تحقيق الجزء الأكبر من طموحات حزبه، وهذا حق مشروع، وبالتالي فإن ما فهم كتهديد لم يكن له أي مبرر سياسي، خصوصا أن المجلس الوطني للحزب قرر المشاركة في الحكومة، وهو وحده المخول له اتخاذ الموقف المعاكس، إذا كان ما يستوجب ذلك، غير أن حدث لا يستدعي «نرفزة» مثل هذه، إذ كما قال المغفور له الحسن الثاني في إحدى جمله الرائعة: «ليست هناك وزارة قوية ووزارة ضعيفة، هناك وزراء أقوياء ووزارء ضعاف». الرأي العام لن يفهم نقاشا حول تعويض حقيبة بحقيبة، بل ستذهب آراء المتتبعين والمحللين مذاهب شتى، قد لا تكون في صالح الائتلاف الحكومي، وبالتالي قد يفهمنا المجتمع إذا ما تحدثنا بعد الموافقة الملكية السامية على هيكلة الحكومة أن يكون النقاش شموليا حول الحقائب وغيرها، لكن هذا مجرد تحليل يستحضر ردود فعل المجتمع، أما على مستوى الواقع فقد سبق السيف العذل، وكانت كل الأحزاب قد حددت اختياراتها بأساليب مختلفة، منها ما هو ديمقراطي، ومنها بكل أسف ما أدى إلى طرح كل الإشكالات المطروحة الآن في الساحة.
- أخبركم عباس الفاسي بأنه لم يقدم أي اسم للاستوزار. ما حقيقة ذلك؟
بضمير مرتاح أؤكد أن ما نشرته جريدة «العلم» بعد يومين من الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية يوم الأحد الماضي كان نقلا دقيقا لكل ما راج داخل اجتماع اللجنة التنفيذية.
- ما نشرته جريدة «العلم» هو أن عباس الفاسي نفى تقديمه خلال اجتماع اللجنة التنفيذية أي اسم للاستوزار لرئيس الحكومة إلى حدود الأحد الماضي، في حين أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أكد في تصريحات صحافية أنه سلم اللائحة بالأسماء يوم السبت الماضي، أي يوما قبل انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. كيف تفسر ذلك؟
لا يمكنني أن أكذب في يوم من الأيام ما يقوله الأستاذ عبد الإله بنكيران، ولا أقول رئيس الحكومة. بنكيران رجل صادق وما جربت عليه شخصيا إلا الصدق، كما أنه لا يمكنني أن أتهم الأمين العام لحزبنا بالكذب لأنه يحمل صفة «الأمين»، والأمانة هي نقيض الكذب. وبالتالي، فإن سر هذا التناقض سيكشفه الزمان، والحقيقة عندما تظهر ستبدو ساطعة.
- توجه قياديان من حزب الاستقلال، هما عبد الواحد الفاسي ومحمد السوسي، إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لمعرفة حقيقة اقتراح الأمين العام لحزبكم أسماء وزارية. ما خلاصة هذا اللقاء؟
شخصيا، لم أتمكن من الاتصال بالأخوين عبد الواحد الفاسي ومحمد السوسي لمعرفة ما راج، ولم ينعقد اجتماع عادي أو استثنائي فور هذا الاستقبال لنعرف حقيقة جواب السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.
- ما حصل يبين أن هناك مشكلا حقيقيا داخل حزب الاستقلال لأنه حدثت مجموعة من المستجدات والأمور التي تتطلب لقاءات، ورغم ذلك لم ينعقد أي اجتماع لحد الآن خاص باللجنة التنفيذية، وهذا يجعل الرأي العام يتساءل عما يحدث داخل حزبكم. هل لنا أن نعرف ما يقع؟
بكل أسف لقد كنت صريحا وواضحا في كل اجتماعات اللجنة التنفيذية، وقلت إن الأمر لا يجب أن يسند إلى الأمين العام وحده مهما كانت ثقتنا فيه، بل يجب أن يتم من خلال لجنة كاملة تتمثل فيها كل التوجهات داخل اللجنة التنفيذية لمحاورة السيد رئيس الحكومة حول الحقائب وحول الأسماء، ولكن كان الرأي السائد هو تفويض الأمين العام إدارة هذه المفاوضات وحده، وأكيد أن تفويض إدارة الحوار لا يعني سياسيا ولا حتى حقوقيا اتخاذ قرارات منفردة، بل لا بد من الرجوع إلى السلطة التي منحت هذا التفويض.لكن بكل أسف أيضا كانت مسطرة التفويض هذه هي التي خلقت كل هذا الصخب والانتقادات الموجهة إلى حزب الاستقلال.
- لكن التفويض لم يكن مشروطا من البداية ومقرونا بضرورة العودة إلى اللجنة التنفيذية.
ليس هناك تفويض شامل لأي كان في العمل السياسي، بل لا بد من الرجوع إلى الذين أعطوا هذا التفويض. لكن الأكيد أنه لو طبقنا الدستور الذي يلح على أن الأحزاب السياسية تمارس مهامها بطريقة ديمقراطية لما كنا وصلنا إلى هذا الوضع الذي نحن عليه اليوم.
- لماذا لم يكن مشكل الحقائب مطروحا مع باقي الحلفاء، سواء في الحركة الشعبية أو التقدم والاشتراكية، وحدث هذا فقط داخل حزب الاستقلال. هل معنى هذا أن حزب الاستقلال حريص لهذه الدرجة على الحقائب؟
بكل أسف، إلى حدود هذه اللحظات لم يطالب حزب الاستقلال بحقائب في مستوى حجمه السياسي وتاريخه النضالي وعطائه الفكري وتجربته الحكومية، فهو لم يطالب بحقائب فيما كان يسمى بوزارات السيادة ولم يطالب إلا بحقيبة وزارة كبيرة هي وزارة التجهيز والنقل التي عوضت له بوزارة لا تقل عنها أهمية، أما باقي الوزارات فمع كل أسف طلبت لأشخاص على المقاس. ورئيس الحكومة قد يكون فوجئ بطلبات حزب الاستقلال المتواضعة، ولكنه لم يتدخل في التوجهات التي دفعت بالحزب للمطالبة بحقائب من هذا النوع. وللتاريخ أيضا فالسيد بنكيران، حسب ما بلغنا، استجاب لكل طلبات حزب الاستقلال وعوض له حقيبة بأخرى من نفس الحجم، وهذا سيبقى مثار تساؤلات، سواء داخل الحزب
أو لدى كل المتتبعين للشأن السياسي ببلادنا.
هناك حديث عن أن الأسماء المرشحة للاستوزار تحكمت فيها لوبيات داخل حزب الاستقلال وخضعت لمنطق العائلات. هل هذا صحيح؟
عاش حزب الاستقلال طيلة حياته قوة وطنية تناقش قيادتها كل الأفكار وتجتهد وتقبل بكل فكرة تخدم مصالح الوطن العليا، ولم يكن هناك أبدا في تاريخ الحزب تيار ضاغط ولا اختلاف حول مبدأ المصلحة العليا للوطن، التي يجب الاجتهاد من أجلها، ولكن بكل أسف نعيش أزمة أخلاقية داخل الحزب، وفي قياداته، حيث إن البعض يتباهى بأن أصواته وما يسميهم ب«الخدامة» عنده تعطيه تميزا، كما أن البعض لا يتورع عن استخدام الجهوية كعنصر ضاغط، وهذه حقيقة أعلنها الأخ الأمين العام في المجلس الوطني الأخير، حيث أكد أن وزراء الاستقلال في هذه المرحلة يجب أن يكونوا من الشخصيات الوطنية الكفأة المقتدرة المشهود لها، والتي لها إشعاع وطني، وقادرة على الدفاع عن الحزب ومبادئه وأفكاره داخل الحكومة وخارجها، وأن الاستوزار لن يكون أبدا إرضاء لجهات معينة أو لأصوات في جهات ما، أو إرضاء لأي تيار كيفما كان، وقد صفق المجلس الوطني طويلا على هذه الفقرة. وأضاف الأمين العام للحزب أن هذه الحكومة غير الحكومات السابقة، وأنه ستكون ضمنها، على الأقل، شخصيتان بارزتان من الحزب بكل المواصفات السابقة تقود الكتلة الوزارية الاستقلالية داخل الحكومة. لكن بكل أسف هذه الفكرة النيرة التي اعتقد الجميع بأنها حررت الأمين العام من كل الضغوط لم تكن هي الفكرة التي نزلت على أرض الواقع.
- الملاحظ أن الأسماء التي تم الترويج لها إعلاميا لا تتوفر فيها هذه المواصفات الذي ذكرها الأمين العام لحزب الاستقلال. بِمَ تفسر ذلك؟
أنا لا أنتج أفكارا أو أستحضر مبادئ أو أناقش إنتاجا، إنما أقدم وقائع للتاريخ مرت أمامي لتستفيد منها أجيال قادمة من داخل الحزب وخارجه.
- كنت ضمن الأسماء المقترحة للاستوزار، لكن لم يقدم اسمك، خاصة أن لك علاقة جيدة مع حزب العدالة والتنمية. هل هناك من يقف ضد استوزارك؟
لست وحدك من ألقى هذا السؤال. أنا سعيد جدا بمحبة المناضلين الشرفاء داخل الحزب وما أكثرهم، سعيد بعلاقتي الطيبة، بل الأخوية بكل أصدقائي في العدالة والتنمية، الذين نسجت معهم عبر مسار طويل علاقات ودية وأخوية، أبرزها ما نسجته معهم سنة 2002 لتكوين قطب، حينذاك، هنا في بيتي لمواجهة إخراجنا من أجندة إخواننا في الاتحاد الاشتراكي. إن علاقتي بحزب العدالة والتنمية لم تأت من عدم، سواء ما هو معلن في كل المواقف، مهما كان موقع حزبنا في الحكومة أو خارجها، وعلاقتي بهم لا تخضع لمقاييس الربح والخسارة، بل تسمو إلى توجهاتنا في الدفاع عن القيم الحضارية لبلادنا، وعلاقة المناضلين تبقى قيمها المثلى هي اعتناق مبادئ وقيم وتوجهات في كل الظروف. وبالتالي، فإن طرح اسمي في الاستوزار في الصحافة أو في التداول لا يعنيني، وكما قلت فإن الوزير في الحكومة المغربية هو من ينطق باسمه في حضرة صاحب الجلالة عند تسميته.
- هناك توقيعات يجمعها أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال من أجل إقالة عباس الفاسي. أين وصل هذا الأمر؟
سمعت بهذا، وعلمت بأن التوقيعات وصلت إلى 300 توقيع لأعضاء المجلس الوطني من أجل إقالة الأمين العام للحزب. شخصيا حرمت على نفسي أن أشارك في أي عمل يتبناه تيار معين أو مجموعة معينة من أجل تنصيب شخص أو الإطاحة بآخر. وبالتالي أتحفظ على هذا الأمر الجديد على أخلاق حزب الاستقلال، ورأيي الصريح هو أن الأخ الأمين العام عندما أعلنت ترشيحي ضده في المؤتمر الماضي حفاظا واحتراما لقوانين الحزب فإن وسيلة إقناعه للمؤتمرين بالتجديد له للمرة الثالثة خرقا للقانون ربطها بكونه يشغل منصب الوزير الأول، مؤكدا أنه بعد زوال هذه الصفة سيتنازل تلقائيا عما تبقى من مدة ولايته لينتخب المجلس الوطني أمينا عاما جديدا، ولي كامل الثقة بأنه سيفي بوعده هذا حالما يتم تعيين الحكومة الجديدة. إذن لا ضرورة لهذه البطولات الزائفة، فلو طبقنا القانون بصرامة في المؤتمر الوطني لم نكن لنحتاج إلى هذا الحراك الذي لا تعرفه تقاليد حزبنا.



بنكيران محظوظ لعودة المجتمع للاهتمام بالعمل السياسي
- الرأي العام يترقب الإعلان عن تعيين الحكومة، وهناك حديث عن تعثر أو ما سمي
ب «بلوكاج». ما رأيك في هذا؟
الأكيد أن بنكيران محظوظ جدا لعودة الروح إلى المجتمع واهتمامه بالعمل السياسي، فالرأي العام يتتبع بقوة أطوار تشكيل هذه الحكومة، وهذا تمرين تحتاجه بلادنا من أجل بناء مستقبلها الديمقراطي الواعد، لكن في نفس الوقت أدى الأمر إلى أن كل متتبع يضع هيكلة حكومته ويضع وزراءه ويحدد زمن الإعلان عنها، وهذا شيء ربما هو أحد الابتكارات المغربية بامتياز. إن الأمر يستدعي التأمل والاستناد إلى الواقع المغربي الحقيقي بالنظر إلى عدد من المعطيات، وهي أن هذه الحكومة هي حكومة ما بعد خطاب 9 مارس ودستور 1 يوليوز وانتخابات 25 نونبر الماضي، إضافة إلى الصعود القوي وغير المتوقع لحزب العدالة والتنمية بأغلبية واضحة وبإعطاء الملك عرفا دستوريا في عمق النص الدستوري باختيار الأمين العام للحزب الذي فاز رئيسا للحكومة. كما أن الحزب الأول عاش حياته في المعارضة كلها ولم يشارك أبدا في أي حكومة. إننا أمة حديثة العهد بالديمقراطية ونخطو بدستورنا الجديد خطوات قوية لترسيخ قواعدها. لذا فالنص الدستوري الجديد يجب أن يطبق كما هو.
إن الحزب الذي يتولى المسؤولية الكبرى حزب لم يمارس الحكم أبدا، وأعني هنا أن الذي يزرع الروح الحقيقية في النص الدستوري هو دينامية الفعل في إطار النص، أي أنه إذا كان من حق رئيس الحكومة أن يسعى إلى أن تكون حكومته قوية منسجمة وتتكون في جملتها من كفاءات تربط بينها وشائج ونضالات في الحقل الوطني لتبقى متماسكة طيلة الولاية التشريعية فمن حقه الدستوري، حتى لو لم يكن معلنا، أن تتوافق معه الأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي على إبعاد هذا الشخص أو ذاك بدون حساسيات مفرطة لأنه يتحمل مسؤولية اقتراحاته في إطار الفصل 47 من الدستور أمام الملك، وإذا كان هذا الحق الواضح يتعلق بمن له سلطة الاقتراح، فبالأحرى أن تكون له سلطات أقوى وأوسع لمن له سلطة التعيين.
وعلى كل حال، فإن الدستور يطوق الملك بمسؤوليات جسيمة في إطار الفصل 42، يجب استحضارها عند الحديث عن الاختصاصات الدستورية للملك، وبالتالي أعتقد أنه ليس هناك أي تعطيل أو «بلوكاج»، ولكن هناك سهر على حسن سير المؤسسات الدستورية.
- هناك حديث عن تحفظ القصر الملكي على مجموعة من الأسماء المرشحة للاستوزار مثل مصطفى الرميد من العدالة والتنمية، وعبد القادر الكيحل وكنزة الغالي وعبد الصمد قيوح من حزب الاستقلال. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
شخصيا لا أتوفر على معلومات دقيقة في هذا المجال، ومن خلال جريدتكم أود أن أهنئ السيد بنكيران، الذي لم يفش لأي كان اسما واحدا للاستوزار وقدم لائحة سرية يتحمل مسؤوليتها إلى جلالة الملك، وهذا تمرين دستوري وتقليد يجب التنويه به. لكن من جهة أخرى، فإن المفردات المستعملة الآن من قبيل «تحفظات القصر» أو «رفض القصر» لا تجد لها صدى في النص الدستوري الذي يفسر تفسيرا ضيقا، فالملك يعين أو لا يعين، و لا يخضع في قرار التعيين إلا لما يطوّقه به الفصل 42 من الدستور من كونه ضامن دوام الدولة واستمرارها والساهر على احترام الدستور وحسن سير المؤسسات الدستورية، وبالتالي فإن قرار التعيين غير خاضع لأي نقاش أو مساءلة، والأمر كذلك بالنسبة إلى رئيس الحكومة الذي له حق الاقتراح بدون مساءلة من أحد عدا ما يمليه عليه ضميره وتوفير الشروط اللازمة لانسجام حكومته وضمان أدائها القوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.