عين إدريس مرباح مؤخرا كاتبا إداريا للوداد البيضاوي بإلحاح من صديق طفولته بادو الزاكي، خلفا لعلي بنونة الذي «استقالوه» من مهامه كمسؤول إداري وملأوا صحيفة سوابقه بجنحة إشراك ثلاثة لاعبين أجانب في مباراة الوداد ضد أولمبيك اخريبكة. أثار انتقال مرباح جدلا في الأوساط الرياضية، وأعاد إلى الواجهة موضوع انتقالات المسيرين المسكوت عنه، سيما وأن مرباح قرر الاحتفاظ بمنصبه ككاتب عام للجمعية السلاوية، مع ممارسة عمله الإداري في الدارالبيضاء رفقة الوداد. ما نعرفه جميعا هو أن المجموعة الوطنية لكرة القدم تمنع انتقال لاعب من نادي إلى آخر دون ترخيص مسبق من النادي الأصلي، بل وأباحت التنقل في فصلي الشتاء والصيف وفق سقف زمني محدد، لكن المسيرين يغيرون جلدهم دون الخضوع لهذه المسطرة، يكفي أن تلتقي المصلحة مع النية ليصبح الانتقال متاحا. لن يجد مرباح إحراجا وهو يمارس عمله داخل إدارة الوداد، حتى وإن كان قلبه مسافر في نهاية كل أسبوع إلى ما وراء الرقراق، لكنه سيكون محرجا حين يلتقي الوداد بالجمعية السلاوية وتظهر بوادر إعتراض مطلوب من إدريس أن يتدبره بتجرد، حينها سيعمل المسؤول الإداري بالمثل الفرنسي «سيرفيس سيرفيس كماراد أبري». الآن ونحن أمام ظاهرة استيراد الكتاب الإداريين، فإن أمناء مال الفرق مطالبون بتخصيص حيز في باب المصاريف لنفقات جديدة، وغدا قد يجلب فريق آخر مكلفا بالأمتعة له خبرة ميدانية في نفخ الكرات ومطاردة التسديدات الطائشة، وهلم شرا. ليس مرباح هو أول مسير ينتقل من نادي لآخر، بل هناك العديد من الحالات التي تجعل تغيير القبعات مجرد خدمة مدفوعة الأجر لا دخل فيها لعشق النادي، ففي نهاية الثمانينات قرر محمد المديوري الانتقال طوعا من الكوكب المراكشي إلى الوداد البيضاوي، قبل أن تنتفض الفعاليات المراكشية وتطالب الحارس الشخصي للملك الراحل الحسن الثاني بالبقاء على رأس الكوكب مهددين بهجران مدرجات ملعب الحارتي، عدل الرجل عن قراره وظل حارسا للكوكب وللملك إلى أن قضى الله أمرا كان مكتوبا. وكان بلقشور رئيسا لحسنية أكادير ونائبا لرئيس الدفاع الجديدي ورئيسا شرفيا لنهضة الزمامرة ومنخرطا في الرجاء البيضاوي دون أن تسائله الجامعة عن تعدد القبعات، ولعب سعيد الدور نفس الدور في مكتبي الحسنية والرجاء، والمرحوم الحبيب الزمراني في شباب الحي الحسني ووفاء وداد، لكن الرقم القياسي في عدد المهام يبقى من نصيب كرم رئيس عصبة دكالة عبدة والعضو بأكثر من عشر جمعيات رياضية في آسفي والنواحي.وفي منتصف السبعينات كان عبد القادر بنسليمان شقيق الجنيرال حسني بنسليمان رئيسا للرجاء وعضوا بالمكتب المسير للدفاع الجديدي، لأن الفريقين معا يحملان اللون الأخضر. أمام هذا الإشكال نقترح على الجامعة تعديل قوانينها، لتقليص الانتقالات العشوائية للمسيرين، ولجعل عشق النادي شرطا للانتماء، من خلال إقرار مبدأ الإعارة، وتحديد زمن الانتدابات وتخصيص نسبة من منحة التوقيع لصندوق الجامعة خاصة إذا كان الانتقال لفريق محترف، وعدم إشراك النادي لثلاثة مسيرين أجانب. في السياسة هناك محاولات لمكافحة ترحال البرلمانيين من حزب إلى آخر، وفي كرة القدم هناك ترحاب بالترحال رغم أن الجامعة تحدر من «ّدوبل ليصانص».