كشفت مصادر طبية أن قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، أصبح مهددا بالشلل، نتيجة غياب عدد من المعدات و المستلزمات الطبية الضرورية لإنعاش الحالات الحرجة. وأكدت المصادر ذاتها أن المستخدمين بالقسم أصبحوا عاجزين في بعض الحالات نتيجة انعدام أبسط وسائل العمل، ومنها القفازات، وأجهزة قياس نسبة السكري، والحقن المخصصة لتهدئة الآلام، وبعض المواد الطبية المخصصة للتدخل في حالات مرتبطة بوجود صعوبات في التنفس وغيرها، مما يفرض على المواطنين اقتناءها من خارج المستشفى. وأضافت المصادر ذاتها أن الخطر الأكبر يأتي من اقتراب نفاد مخزون مادة «الأدرينالين» التي تعد مادة طبية حاسمة في حالات الإنعاش، خاصة من الأزمات القلبية، داخل الوحدة الحمراء، التي تستقبل عادة الحالات الخطيرة، والتي أصبحت تعيش وضعا كارثيا نتيجة قلة العناصر العاملة، وانعدام ظروف ووسائل الاشتغال. وأكدت المصادر نفسها أن الاختفاء المتوالي لعدد من المستلزمات الضرورية، انعكس بشكل سلبي على قسم المستعجلات الذي يؤمن خدماته لساكنة موزعة ما بين مدن الرباط وسلا وتمارة، في غياب تدخل إدارة المستشفى، كما كشفت أن عدة تساؤلات أصبحت تطرح حول مصير جهاز «نافيغاتور»، الذي تم اقتناؤه بمبلغ مالي مهم للرفع من أداء قسم المستعجلات، دون أن تتم الاستفادة منه، بعد أن تم الحديث عن إصابته بعطل دام أزيد من سنة. واستغربت المصادر ذاتها لجوء إدارة مستشفى ابن سينا إلى صرف اعتمادات مالية مهمة في وضع كاميرات رقمية جد متطورة في عدد من أركان المستشفى، إضافة إلى أبواب كهربائية، ومعدات ربط معلوماتي، في الوقت الذي يعيش المستشفى حالة كارثية، حولت عددا من أركانه إلى مطرح للنفايات، نتيجة غياب شركة خاصة بالتنظيف، فيما تحطم عدد من أبوابه وواجهاته الزجاجية دون أن يتم إصلاحها. وقد حاولت «المساء» الاتصال بمدير المستشفى لتوضيح وجهة نظره في الموضوع، إلا أنه تعذر عليها ذلك لانشغاله بإجراء عملية جراحية.