منعت عناصر الأمن، مساء يوم الجمعة الماضي في طنجة، بالقوة، إفطارا جماعيا أمام مسجد «بدر»، قريبا من وسط المدينة، دعا إليه شبان من تيارات إسلامية مختلفة عبر «فيسبوك»، تضامنا مع المحتجّين في مصر الداعين لرجوع الرئيس «المعزول» محمد مرسي ودعما للثورة السورية، إذ استخدمت عناصر الشرطة والقوات المساعدة «الهراوات» لتفريق هذا الإفطار، ما أدى إلى إصابة العشرات، كما تم اعتقال شخصين. وكانت مجموعة تسمى «شباب طنجة من أجل الشرعية» قد دعت، منذ أسبوع، إلى هذا الإفطار الجماعي الذي أطلقت عليه اسم «إفطار بطعم الحرية»، وحدّدت مسجد «بدر» كمكان له، وهو مسجد مجاور لحديقة عمومية، ما يجعله من أكثر المساجد التي تغصّ بالمصلين في رمضان، غير أن عناصر الأمن كان لها رأي، حيث طوقت المسجد والحديقة قبل حوالي ساعة من بدء النشاط. وشهد محيط المسجد إنزالا أمنيا مكثفا لعناصر الأمن والقوات المساعدة، الذين تلقوا أوامر بالشروع في تفريق المصلين بعد أداء صلاة المغرب، إذ مباشرة بعد انتهاء الصلاة أجبرت السلطات الأمنية المصلين على الخروج والتوجّه إلى منازلهم، فيما منعت مشاركين في الإفطار من افتراش الرّصيف والحديقة المجاورين للمسجد، ما أثار احتجاجات المشاركين في الإفطار. ولم تنتظر قوات الأمن كثيرا لتشرع في «قمع» المحتجّين، حيث انهالت «الهراوات» على رؤوس العشرات من المشاركين، المقرّبين أو المنتمين إلى كل من شبيبة «العدل والإحسان» وحركة «التوحيد والإصلاح» و»حزب الأمة»، ذات التوجه الإسلامي، إلى جانب فاعلين جمعويين، إضافة إلى العشرات من المتضامنين غير المنتمين إلى تيار سياسي أو تنظيم جمعويّ. وطاردت عناصر الأمن والقوات المساعدة مجموعة من المشاركين في الإفطار واعتقلت عددا منهم، تم إطلاق سراح بعضهم بعد مدة وجيزة، فيما أحيل اثنان على مركز أمني، قبل أن يتم إطلاق سراحهما، حسب مصادر مطلعة، في حين أصيب العشرات بجراح جرّاء ضربهم بالهراوات، ونقل البعض إلى المستشفى من بينهم شابة أغميّ عليها، كما تم «سحل» بعض من المشاركين.