عزيزتي سمر: أنا فعلا انسانة تعيسة، فقد اكتشفت ورما في الرحم وأحمد الله أنه حميد، وقد استأصلته بعد تردد، لكنني أصبحت كئيبة بعد العملية لأنني أخشى العقم رغم أنني لم أتزوج بعد. إن فكرة عدم الإنجاب تسيطر علي كثيرا، وقد انعزلت عن الناس بسبب هذا الموضوع لأنني أعشق الأمومة والأطفال، لدي عروض من بعض الشبان الذين أعرفهم من قبل، خاصة خطيبي الذي افترق عني وعاد يطلب ودي بعد الفراق، وقد عرف بخبر العملية وحاول أن يخفف عني ويشجعني لكني لا أكترث .. مشاعري تجمدت، واحتمال العقم جعل معنوياتي في الحضيض. لا أستطعم شيئا وحياتي تعقدت وانطويت على أحزاني وهربت من عالم الرجال.أنا ضائعة. قد أكون أضخم الأمور لكنها فعلا تضخمت وتعقدت.. المعذبة من الرباط سمر: ما هذا يا عزيزتي وما هذه الشرنقة العجيبة التي تجعلينها حول نفسك؟ أنت تستبقين كل الأحداث وتستعجلين الهم والغم دون داع، فأنت لست متأكدة تماما من أن العقم حاصل كما أنك لم تتزوجي أصلا لتحكمي على نفسك بكل هذا اليأس؟ هذا منتهى الجنون. ساعدي نفسك وأريحيها لتري الأمور كما هي، ولتسمي الأشياء بمسمياتها. أنت تسعين لإيذاء نفسك حقا، أمرك غريب وما أنت فيه وهم كبير يجب أن تتخلصي منه بتعزيز قدرتك على التفاؤل والإكثار من الحمد لله لأن الورم لم يكن خبيثا. أما الأمومة التي تحلمين بها فقد تتحقق بكل بساطة مع الزواج، لأن استئصال أورام أو أكياس من الرحم لا يعني أبدا أنك عاقر. هناك احتمال صغير نفخت فيه ليصبح كل الاحتمالات، لا أحب نهائيا سلبيتك فالطب اليوم متقدم جدا ويحقق الكثير من المستحيلات. وحتى لنفرض أنك عاقر هل ستتوقف حياتك هكذا اعتباطيا؟ ألم تسمعي عن أمهات من القلب؟ كم من نساء لم ينعمن بالأمومة من أرحامهن وكن أمهات فاضلات عظيمات لأبناء الغير. إنسانيتك وكيانك لا يتوقفان في نقطة واحدة، استفزي طاقتك الإيجابية وفكري بطريقة أجدى، أما ما تعبرين عنه فهو مجرد تعاسة مجانية. اختاري أولا شريكا لحياتك واشعري بالأمان وبعدها نناقش موضوع الإنجاب وسأكون رهن إشارتك.أرجوك كفى من السلبية وغيري فورا من رؤيتك المظلمة للعالم حولك .الله معك