استفاد ما يقرب من 600 شخص يتحدرون من أسر معوزة بفاس، في نهاية شهر رمضان الأبرك، من مبادرة خيرية أشرف عليها مبصاريون بمدينة فاس، بتنسيق مع أطباء العيون، وجمعية العمل الثقافي والاجتماعي بفاس، التي يترأسها الدكتور والخطيب المعروف محمد الأبيض، حيث استفاد هؤلاء الأشخاص من فحوصات طبية مجانية للعيون، كما استفادوا من نظارات تصحيح الرؤية. ولقيت هذه المبادرة التي نظمت بالقاعة الكبرى لدار الشباب القدس، في اليوم ال27 من شهر رمضان الكريم، والتي حضرها مسؤولون من مختلف القطاعات استحسان فعاليات محلية بالمدينة. وقال سليم بنشقرون، أحد نشطاء المبصاريين الذين أشرفوا على هذه المبادرة، إن هذه الخطوة لمتخصصين في القطاع تعد الأولى من نوعها بالجهة، مضيفا بأن العملية عرفت مشاركة حوالي 45 مبصاريا، وتتوخى المساهمة في توضيح المعنى الحقيقي للعمل الخيري والحملات الطبية، في وقت تقوم فيه جمعيات بتجاوز القوانين المنظمة للمهنة. ومن أبرز ما تمخض عنه هذا العمل الخيري أن ما يقرب من 30 حالة من ضعاف البصر ستستفيد من إجراء عمليات جراحية مجانية من قبل أطباء متخصصين بتنسيق مع جمعية المبصاريين بالعاصمة العلمية، بعدما أظهرت الفحوصات أنهم يعانون من مشاكل في العيون، بعضها عبارة عن أمراض وصفت بالخطيرة، تستدعي هذه العمليات الجراحية. وأشاد الدكتور محمد الأبيض، بهذه المبادرة الإنسانية، واعتبرها مساهمة إحسانية مهمة في شهر رمضان الكريم. ووصفت إحدى الطفلات المستفيدات، في كلمة مؤثرة، هذا العمل ب"العمل الإنساني النبيل"، وقالت إن "الأيادي البيضاء" للمحسنين أحيت الأمل في نفوس الأطفال والشبان والشيوخ المستفيدين. ودعت إلى تعميم المبادرة على فئات أخرى من المعوزين. وأكدت فعاليات من المبصاريين في المدينة أنه سيتم تطوير هذه العملية لكي تأخذ بعدا كبيرا في المدينة، والضواحي، وذلك إيمانا من هذه الفئة بأهمية العمل الخيري. مضيفا بأن من شأن هذه المبادرة أن تقطع الطريق على بعض من أسماهم ب"تجار" العمل الخيري، الذين يستغلون هذه اليافطة باسم جمعيات غير متخصصة للحصول على ترخيص السلطات المحلية بقصد تنظيم أسابيع ل"الفحوصات"، دون إلمام بالمهنة وقواعدها، ودون إحضار متخصصين، في حين أن الغرض الحقيقي من وراء هذه العمليات هو "جمع أموال طائلة"، بالنظر إلى أن هذه العمليات يحضرها عدد كبير من المستفيدين، وتقدم "خدماتها" السيئة التي تشكل خطرا على عيون الفقراء، مقابل مبالغ مالية. وتستغل هذه الجمعيات المتطفلة فقر وجهل فئات واسعة من المواطنين في الأحياء الفقيرة، وفي المناطق القروية، بالقوانين المنظمة للمهنة، وما يشكله هذا العمل في حال عدم استجابته للمعايير من خطر على العيون. كما تستغل عدم حزم السلطات المحلية في محاربة مثل هذه العمليات المسيئة، والتي ترتفع أيضا وتيرة تنظيمها بالتزامن مع اقتراب مواعيد الانتخابات، حيث تستغل من قبل "أباطرة" الانتخابات لاستمالة أصوات الناخبين، والتأثير عليهم، بإيهامهم تقديم خدمات طبية "مجانية" لفائدتهم من قبل هذه الجمعيات المتطفلة التي تخرق قانونا ينظم مهنة المبصاري التي تفرض ممارستها ضرورة التوفر على شهادة تعليمية في التخصص، وتأشير الأمانة العامة للحكومة، والحصول على ترخيص.