كشفت وثائق مسربة من داخل تنظيم «داعش» هوية عدد كبير من المقاتلين، بينهم مئات المغاربة، الذين تم تجنيدهم في عمليات إرهابية. وحسب وثائق مسربة من قبل أحد المنشقين عن تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة ب»داعش»، فإن التنظيم أنجز بيانات شخصية لحوالي 22 ألفا من عناصر التنظيم الجهادي، تشمل أسماءهم الحقيقية، وجنسياتهم، وتاريخ ازديادهم، وحالتهم العائلية، وأسماء أمهاتهم، وعناوين إقامتهم، والبلدان، التي سبق أن زاروها، والوظائف التي كانوا يتقلدونها قبل التحاقهم بالتنظيم، إضافة إلى المَنْفَذ، الذي دخلوا منه إلى التنظيم، أو الوساطة، ومستواهم الدراسي والشرعي، وتخصصهم داخل التنظيم (مقاتل، أمني، إداري، شرعي، والخبرات القتالية). ومن الأسئلة الواردة في الخانات أيضا: «هل سبق لك الجهاد وأين؟»، وهل يريد الانتساب «كمقاتل أم استشهادي أم انغماسي» و»مستوى السمع والطاعة»؟. وحسب الوثائق، فقد بلغ عدد المغاربة، الذين ملؤوا الاستمارات، قرابة 140 شخصا، ينحدرون من مدن طنجة، فاس، الدارالبيضاء، الفقيه بنصالح، قصبة تادلة، الفنيدق، سبتةالمحتلة، بركان، وأسفي، حيث يشكلون ثالث جنسية من حيث العدد داخل صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بينما يبلغ التونسيون 375، والسعوديون في المرتبة الأولى ب 485، حسب الوثائق. ويأتي المصريون في المرتبة الرابعة ب 101 عنصر، والأتراك 57، و54 ليبيا، و35 من فرنسا، و32 أندونيسيا، و30 سوريا، و25 ألبانيا، و23 كوسوفيا، و22 عراقيا، و20 جزائريا، و20 يمنيا وأردنيا، و18 ألمانيا، و16 بريطانيا، و8 إيرانيين، و6 كنديين، و4 أمريكيين، إلى جانب مختلف الجنسيات التي تشكل في مجموعها 1610 مقاتلين.وحسب تحليل للمعلومات المدونة في أكثر من 1700 استمارة، نظمتها «الإدارة العامة للحدود»، التابعة لتنظيم «داعش»، ضمن نموذج موحد يحمل عنوان «بيانات مجاهد»، تتوفر «المساء» على أزيد من 120 وثيقة، ستة مغاربة ينحدرون من مدينة فاس التحقوا بتنظيم داعش في 2013، ويتعلق الأمر ب «أبو روميساء» المزداد في فاتح يناير 1987 بحي بنسودة بمدينة فاس، والذي كان يعمل حدادا وسائقا، متزوج وله طفلان، وكذا «أبو عائشة المغربي» (20/10/1987)، أعزب، وكان يعمل صباغا، وذو تعليم ابتدائي، إضافة إلى «أبو عبد الله المغربي» (1983)، متزوج وله طفلان، كان يعمل نجارا، مستوى باكلوريا، و»أبو عصام المغربي» (1984)، و»أبو اسماعيل»، (1993 أعزب)، وكان يعمل خياطا، و»أبو سيف المغربي»، (28/9/1988 أعزب) ينحدر من زواغة العليا، له تعليم ابتدائي. كما تضم اللائحة مغاربة غادروا طنجة في اتجاه سوريا، ويتعلق الأمر بأربعة أشخاص، وهم «أبو سعد المغربي»، المزداد في 24 نونبر 1987، متزوج وله ثلاثة أطفال، وكان يعمل قبل التحاقه ب «داعش» تاجرا، وله تعليم ثانوي، كما أن «أبو يوسف المغربي»، المزداد في 18 فبراير 1989، كان يعمل تاجرا قبل أن يلتحق بالتنظيم في 28 شتنبر 2013، إضافة إلى «أبو بكر المغربي»، من مواليد 2 فبراير 1985، متزوج وتاجر ملابس بالمغرب، و»أبو الجراح»، المزداد سنة 1994، أعزب، مهنته جباص، وتعليمه إعدادي. مدينة بركان بدورها ، كانت مركزا لالتحاق شخصين، ويتعلق الأمر ب «أبو أسامة الشرقي»، من مواليد سنة 1991، متزوج له طفلان، وذو تعليم ثانوي، وشخص آخر من مواليد 16 يوليوز 1989، متزوج وله طفل، كان يعمل ميكانيكا. ومن الفقيه بنصالح، انضم «أبو تراب المغربي» بالتنظيم، وهو من مواليد 27 أكتوبر 1994، أعزب، وكان يعمل في مجال «الزليج». ومن الدارالبيضاء التحق «أبو فجر المغربي»، الذي ازداد في الحي المحمدي، في فاتح يناير 1997، متزوج وله طفلان، ويعمل سائقا، بتنظيم «داعش». ومن حي البراريك بالفنيدق، التحق «أبو تسنيم» (أعزب)، ومزداد في 16 نونبر 1986، بالتنظيم سنة 2013، بعدما كان يعمل نادلا في مقهى، بينما التحق «أبو طلحة المغربي»، المزداد في 30 ماي 1968، ويعمل جباصا، ب «داعش»، قادما إليه من حي الزهور بمدينة أسفي، حيث كان يعمل جباصا. ولم تشر الوثائق إلى المدينة التي ينحدر منها «أبو مريم المغربي» المزداد سنة 1979، أعزب، وذو تعليم ابتدائي دخل لسوريا في 14 فبراير 2013، وأبو رواحة الإيطالي، الذي ولد في المغرب سنة 1992، ويقيم في بريشا بريموهاجو بإيطاليا.ومما جاء في الوثائق، أن المدعو «أبو الزبير الشروري»، ذا الجنسية السعودية، والمزداد سنة 1989، سبق أن زار المغرب، كما هو الشأن بالنسبة ب «أبو عمر الإسباني»، والمزداد في فاتح يوليوز 1994، بإسبانيا، أعزب، و»أبو كوثر الإسباني»، المقيم بسبتة، وكان يعمل بستانيا، و«أبو أحمد» (1986)، متزوج في سبتة، وله طفلان، و»أبو هلال الإسباني» (12/10/1993)، يقيم في سبتةالمحتلة، واستقر في هولندا لمدة أسبوع. والملاحظ في الوثائق التي كتبت عليها عبارة «سري» أن جل المغاربة، سواء الذين كانوا يقيمون في المغرب أو في بعض الدول، التحقوا بتنظيم داعش» بتزكية من «أبو المنذر المغربي»، و»أبو إبراهيم المغربي»، و»أبو أمامة»، و»أبو مجد»، و»أبو منصور المغربي»، و»أبو ياسين المغربي»، و»محمد مصطفى المغربي»، و»أبو القعقاع»، وأبو أيوب»، في الوقت الذي تشير فيه الوثائق إلى أنهم دخلوا من منفذ معبر اللاذقية، عن طريق شخص يدعى «أبو إلياس المغربي». وتشير المعطيات إلى أن جهاديا منشقا قام بسرقة هذه البيانات من رئيس شرطة الأمن الداخلي في التنظيم الجهادي، ليسلمها إلى بعض الشبكات الإخبارية، من بينها الشبكة الإخبارية البريطانية، «سكاي نيوز»، وزمان الوصل، مخزَّنة على قرص ذاكرة «يو إس بي».