تغير مفاجئ.. هكذا نشرت قناة "فرنسا 3" خريطة المغرب    فلقاء الخطاط مع وزير الدفاع البريطاني السابق.. قدم ليه شروحات على التنمية وفرص الاستثمار بالأقاليم الجنوبية والحكم الذاتي    مجلس المنافسة كيحقق فوجود اتفاق حول تحديد الأسعار بين عدد من الفاعلين الاقتصاديين فسوق توريد السردين    برنامج "فرصة".. عمور: 50 ألف حامل مشروع استفادوا من التكوينات وهاد البرنامج مكن بزاف ديال الشباب من تحويل الفكرة لمشروع    الغالبية الساحقة من المقاولات راضية عن استقرارها بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة    أول تعليق من الاتحاد الجزائري على رفض "الطاس" طعن اتحاد العاصمة    جنايات الحسيمة تدين "مشرمل" قاصر بخمس سنوات سجنا نافذا    خلال أسبوع.. 17 قتيلا و2894 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية    نشرة إنذارية.. أمطار قوية أحيانا رعدية مرتقبة بتطوان    طابع تذكاري يحتفي بستينية السكك الحديدية    مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن    الأمثال العامية بتطوان... (586)    المهمة الجديدة للمدرب رمزي مع هولندا تحبس أنفاس لقجع والركراكي!    نقابي: الزيادة في الأجور لن تحسن القدرة الشرائية للطبقة العاملة والمستضعفة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل مخيف    الدوحة.. المنتدى العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان يؤكد على ضرورة الالتزام باحترام سيادة الدول واستقلالها وضمان وحدتها    محطات الوقود تخفض سعر الكازوال ب40 سنتيما وتبقي على ثمن البنزين مستقرا    لأول مرة.. "أسترازينيكا" تعترف بآثار جانبية مميتة للقاح كورونا    هجرة/تغير مناخي.. رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يشيد بمستوى التعاون مع البرلمان المغربي    من يراقب محلات بيع المأكولات بالجديدة حتى لا تتكرر فاجعة مراكش    في عز التوتر.. المنتخب المغربي والجزائري وجها لوجه في تصفيات المونديال    ليفاندوفسكي: "مسألة الرحيل عن برشلونة غير واردة"    بلينكن يؤكد أن الاتفاقات الأمنية مع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل شبه مكتملة    مساء اليوم في البرنامج الأدبي "مدارات" : المفكر المغربي طه عبد الرحمان.. بين روح الدين وفلسفة الاخلاق    ستة قتلى في هجوم على مسجد في هرات بأفغانستان    وزارة الاقتصاد: عدد المشتركين في الهاتف يناهز 56 مليون سنة 2023    توقيف نائب رئيس جماعة تطوان بمطار الرباط في ملف "المال مقابل التوظيف"    دل بوسكي يشرف على الاتحاد الإسباني    مساعد الذكاء الاصطناعي (كوبيلوت) يدعم 16 لغة جديدة منها العربية    تعبئة متواصلة وشراكة فاعلة لتعزيز تلقيح الأطفال بعمالة طنجة أصيلة    الدورة ال17 من المهرجان الدولي مسرح وثقافات تحتفي بالكوميديا الموسيقية من 15 إلى 25 ماي بالدار البيضاء    مقاييس الأمطار بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    استهداف المنتوج المغربي يدفع مصدرين إلى التهديد بمقاطعة الاتحاد الأوروبي    توقيت واحد فماتشات البطولة هو لحل ديال العصبة لضمان تكافؤ الفرص فالدورات الأخيرة من البطولة    تم إنقاذهم فظروف مناخية خايبة بزاف.. البحرية الملكية قدمات المساعدة لأزيد من 80 حراك كانوا باغيين يمشيو لجزر الكناري    "الظاهرة" رونالدو باع الفريق ديالو الأم كروزيرو    الريال يخشى "الوحش الأسود" بايرن في ال"كلاسيكو الأوروبي"    "أفاذار".. قراءة في مسلسل أمازيغي    أفلام بنسعيدي تتلقى الإشادة في تطوان    الملك محمد السادس يهنئ عاهل السويد    ثمن الإنتاج يزيد في الصناعة التحويلية    صور تلسكوب "جيمس ويب" تقدم تفاصيل سديم رأس الحصان    دراسة علمية: الوجبات المتوازنة تحافظ على الأدمغة البشرية    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و535 شهيدا منذ بدء الحرب    التنسيق الوطني بقطاع الصحة يشل حركة المستشفيات ويتوعد الحكومة بانزال قوي بالرباط    فرنسا تعزز أمن مباني العبادة المسيحية    العثور على رفاة شخص بين أنقاض سوق المتلاشيات المحترق بإنزكان    عرض فيلم "الصيف الجميل" للمخرجة الإيطالية لورا لوتشيتي بمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    فيلم من "عبدول إلى ليلى" للمخرجة ليلى البياتي بمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    "النهج" ينتقد نتائج الحوار الاجتماعي ويعتبر أن الزيادات الهزيلة في الأجور ستتبخر مع ارتفاع الأسعار    مدينة طنجة توقد شعلة الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى "الجاز"    تكريم الممثل التركي "ميرت أرتميسك" الشهير بكمال بمهرجان سينما المتوسط بتطوان    توقعات طقس اليوم الثلاثاء في المغرب    حمى الضنك بالبرازيل خلال 2024 ..الإصابات تتجاوز 4 ملايين حالة والوفيات تفوق 1900 شخص    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأفران التقليدية..قنابل موقوتة تهدد المغاربة
نشر في المساء يوم 27 - 03 - 2016

مهنة الخباز من المهن الشاقة التي يصعب الاشتغال فيها تحت درجة حرارة قد تصل إلى 260 درجة حرارية، وإكراهات مهنية تتعلق بالمجال، إلا أنها تبقى من المهن الحيوية التي لا غنى للمجتمع عنها سواء تعلق الأمر بخباز الفرن التقليدي أو الخباز بالمخابز العصرية، وحتى الخباز بالأفران القصديرية، وضعية تثير أكثر من سؤال. في أي ظروف تتم دورة الإنتاج والتوزيع لهذه المادة الحيوية؟ وما هي الظروف التي يشتغل فيها الخباز؟ من المسؤول عن الفوضى التي يعرفها القطاع؟ كيف يمكن حماية المستهلك؟ أسئلة عديدة يطرحها المستهلك بمجرد ما تتراءى له أنواع الخبز المعروضة في المحلات التجارية والبقالة، اختلفت الإجابة عنها بين صانعي الخبز بالمخابز والأفران التقليدية، وصانعي الخبز بالمخابز العصرية، والأفران الغازية أو القصديرية وبين بائعي الخبز بالشوارع وعلى أرصفة الطريق، وبائعي الخبز بمحلات البقالة.
ذاكرة الفران الشعبي
أن تكون ابن حي شعبي يعني أن الفران الشعبي التقليدي بصم ذاكرتك بمجموعة من الذكريات. كان الفران التقليدي محط كل سكان الحي فيه يتم طهي الخبز، بعد أن تتفنن المرأة المغربية في الحرفة فيزيد «مول الفران» كما كان يناديه جميع الزبائن لمسة تثير شهية الزبائن بعد أن يتم طهي الخبز بإتقان. لا يفوت صاحب الفران فرصة التعرف على ألواح الخبز المختلفة الأشكال والأحجام التي كانت تأتيه من كل الأحياء المجاورة للفرن، فتجده يحفظ كل «صينية» بخبزها ومنديلها مؤديا عمله بحب وإتقان رغم لهيب النار، ودرجة الحرارة المرتفعة. بعد ما كان فران الحي يشتغل ببقايا النجارة والخشب أو الحطب وفي مكان واسع، برفوف بسيطة تملأها ألواح الخبز، يحرص المساعدون بالفرن على نظافته وكنس فضائه في كل صباح باكر قبل بداية العمل، يقول ميلود خباز قضى نصف حياته في العمل بفران الحي الذي يقطن فيه « نظافة الفران كانت مرآة تعكس حرصنا الشديد على العمل داخل فضاء نظيف نستقبل فيه خبز السكان، صباح مساء.» اليوم وبحكم غياب فئة الكبار عن هذه المهنة أصبح المهنيون الجدد يمارسون هذه الحرفة بمنأى عن التقاليد والقواعد السابقة، لمعرفة المزيد عن وضعية الفران التقليدي، وعن كيفية إعداد وتحضير الخبز رافقنا عبد الكريم شاب في عقده الثالث بدأ المهنة منذ صغره تعلم قواعد الحرفة عن أبيه إلى أن توفي وترك له إتمام المهمة، دخل المهنة عن حب وقناعة حسب قوله واستمر هذا الحب حتى بعد أن كون أسرة وأصبح يوفر قوت أبنائه، وقوته اليومي من هذه المهنة الشريفة على حد قوله. ككل صباح يستيقظ عبد الكريم ليتوجه إلى الفران بحيه ويستأنف عمله المعتاد، فران تقليدي بحي شعبي تبلغ مساحته حوالي 100 متر مربع «بمطارح» خشبية و»شاريوات» حديدية، جدران الفرن طبعها لون الدخان بالأسود القاتم، يتقدم عبد الكريم نحو آلة كبيرة للعجين بعد أن غير ملابسه بملابس العمل التي كنا نظن إنها لباس خاص بالعمل، لكن هي ملابس عادية خصصها الخباز البسيط للعمل، قميص قصير بلون أسود، وسروال متسخ عليه أثار العجين اليابس، يحضر عبد الكريم لوازم العمل من دقيق وخميرة وسكر وملح، فنسيان أحد مكونات الخبز قد يؤدي إلى تبعات غير محمودة لذلك التركيز ضروري في إعداد الخبز. يحمل عبد الكريم أكياس الدقيق بمعية أحد مساعديه ليصبها في إناء «العجانة» ثم يضيف حاجاته من الملح والخميرة والسكر فيفتح الصنبور لتبدأ رحى الآلة بالدوران في اتجاه واحد، عمل اعتاد عبد الكريم القيام به صباح كل يوم بحركات مسترسلة تنم عن حنكته في المهن. بعد أن تتوقف الآلة عن الدوران يحمل عبد الكريم العجين بيديه كثلة تلوى الأخرى في اتجاه ما يسميه هو «الكوارب»، وهي صناديق يوضع فيها العجين حتى يختمر بعد ذلك يتم تقطيعها بطريقة تقليدية وتوزن بميزان خصص للغرض نفسه، ثم تمرر في آلة لتمديد الخبز، ويصفف في صفائح «لاطات» قصديرية توضع في مخبأ مغلق بإحكام حتى تختمر لتدخل الفرن. عملية التحضير هذه تتطلب الكثير من الوقت، لذلك يعمل صاحب الفرن على تقسيم العمال إلى أفواج، يقول أحد العاملين بالفرن «فريق يعمل في الليل، والفريق الثاني يعمل في الصباح الباكر حتى يتم العمل بكيفية منتظمة ويتم توفير الخبز للمواطنين دون انقطاع». أولى نسمات الصباح هو وقت إقبال المواطنين على اقتناء الخبز، يجدونه في صناديق خشبية كبيرة، يعمل العمال على ترتيب الخبز فيها، أما الخبز الذي يوزع على محلات البقالة فيتم حمله في السلال القصبية المغطاة بأكياس بلاستيكية، وقد يحمل في سيارات أو درجات نارية دون مراعاة أدنى الشروط الصحية. تركنا عبد الكريم، توجهنا لحي شعبي آخر بمدينة الدار البيضاء، هذه اللحظة التقطنا الصورة من فران شعبي آخر، شابان في مقتبل العمر يرتديان ملابس رثة ووسخة تثير التقزز واحد قرب فوهة الفرن يعمل على طهي الخبز، والثاني يساعده في تصفيف الخبز، مناديل بياضها أصبح أسودا قاتما لا تغادره الأوساخ، ألواح خشبية مهترئة، أجواء رمقتها أعيننا ونحن نترصد أوضاع العمل بهذا الفرن الذي تغيب فيه أدنى الشروط الصحية التي لا تراعي صحة المستهلك، ومع ذلك يقبل المواطن على اقتناء الخبز دون مراعاة الاهتمام لفضاء وكيفية الاشتغال.
عصر آخر
يدرك المهنيون الوضعية التي تعيشها المخابز والأفرنة في الآونة الأخيرة، وهذا ما جعل العديد من المخابز تعمل على تطوير آليات اشتغالها، وطريقة عملها لإنتاج وإعداد الخبز، هذه المادة الحيوية التي لا يستغني عنها المغاربة في حياتهم اليومية، إذ يقدر معدل الاستهلاك بأكثر من 195 مليون خبزة في السنة للفرد الواحد، تعمل المخابز العصرية على توفير الخبز وفق شروط صحية تحترم من خلالها شروط النظافة، والسلامة الصحية. هذه المرة توجهنا إلى مركز المدينة المليونية لإحدى المخابز العصرية المجهزة بأحدث التجهيزات، بمجرد ما يدخل الزبون للمحل تترقبه كاميرات تتبع كل خطواته، وخطوات العاملين بالمخبزة، وكاميرات أخرى تنقل أجواء الاشتغال عبر شاشة كبيرة ثبتت على الجدران لتتبع عملية إنتاج الخبز داخل فضاء نظيف، العمال بلباس خاص كل يقوم بمهمته، يعملون بنظام وبالآلات حديثة. يقول محمد أحد العاملين بالمخبزة «يأتي صاحب المخبزة كل يوم ليراقب العمال ومدى احترامهم لقواعد العمل داخل المخبزة وهو أمر يؤكد عليه كل يوم، خاصة النظافة»، اقتناء الخبز يتم بطريقة عصرية تراعى فيها كل الشروط الصحية للمواطن، بحيث تصفف أنواع الخبز في رفوف يكتب عليها ثمن البيع، بمجرد ما تشير إلى نوع الخبز أو الفطيرة تقدمها لك عاملة، محترمة معايير النظافة ترتدي قفازات صحية دون أن يلمس المواطن المادة بيده. يؤكد (م.ك) صاحب المحل أن العمل في ظروف ملائمة هو سر نجاح الخباز بصفة عامة، بتتبع يومي لكل العمليات التي من خلالها يتم تهييء الخبز، والحرص على احترام شروط السلامة الصحية فالمراقبة الشخصية ضرورية قبل لجنة المراقبة، لأن هذا عصر آخر يجب أن نحترم فيه المستهلك.
«قنبلة موقوتة»
بات القطاع يعرف فوضى عارمة حسب أغلب المهنيين أثرت بشكل سلبي على العاملين في القطاع بسبب الانتشار الواسع للأفرنة الغازية التي لا تتوفر على تراخيص قانونية خاصة لإنتاج الخبز، دخلت في منافسة غير مشروعة مع أرباب المخابز والمهنيين. هي أفرنة سرية تقليدية تعمل في ظروف تغيب فيها أدنى شروط السلامة أو النظافة تناسلت بكثرة في العديد من الأحياء الشعبية للدار البيضاء، وحسب بعض المصادر فإن الجهات المعنية باتت تغض الطرف عن انتشار مثل هذه الأفرنة، الأمر الذي شجع على انتشارها وعملها بشكل عادي، فيتم عرض مادة الخبز حتى داخل المحلات التجارية التي تشتغل بأبسط الوسائل وقد يستعملون أسوء المواد لإعداد الخبز وحسب بعض المصادر يتم استعمال الدقيق الفاسد والأواني غير الصحية، وسط محلات صغيرة يتم كراؤها لهذا الغرض، يوضع فيها عدد من قنينات الغاز وفرن كبير في ظروف غير مقرونة بشروط السلامة يتم إعداد الخبز أو ما يسمى بخبز الدار أو الخبز البلدي . لتقصي الأمر قصدنا أحد المحلات بلوحة معلقة كتب عليها «الخبز البلدي» «خبز الدار»، محل صغير بأربع قنينات من الغاز وفران متوسط الحجم، يتم فيه طهي الخبز بعد أن تقوم بعجنه سيدة عاملة في المحل، توجهنا بسؤال لخديجة صاحبة محل لصنع خبز الدار يتعلق بالترخيص لإنتاج الخبز، فأجابت قائلة منذ السنة الأولى عندما فتحت المحل زارني شخص لا أعرف صفته هل من الجماعة أم من المقاطعة؟ سألني هل لديك رخصة أجبته بأنني حصلت على رخصة لبيع الفطائر، فذهب منذ ذلك الحين أي ما يقارب السنة الآن وأنا أعمل، لكن أعرف أنني مهددة في أي وقت بالإغلاق، ولكن ما عساني أفعل هي مهنة أسترزق بها حتى أضمن قوت أبنائي اليتامى. محلات تنتشر بشكل واسع داخل الأحياء الشعبية التي تعرف الاكتظاظ السكاني وتحت عمارات مما يجعل السكان يعيشون فوق قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت لا قدر الله، يقول عبد الله أحد سكان إحدى العمارات أسفلها فران قصديري « هذا الفرن يعمل ب 8 قنينات من الغاز كل يوم عشناه هو يوم جديد بالنسبة لنا لأننا نخاف انفجار هذه القنينات نتيجة الحرارة خاصة في فصل الصيف». انتشار الأفرنة القصديرية العشوائية وضعية مزرية تعرفها عملية صناعة الخبز وتوزيعه جراء انتشار هذه الأفرنة في مجموعة من الأحياء مما أغرق الأسواق بأنواع مختلفة من الخبز تقول حكيمة إحدى المستهلكات للخبز البلدي «تخلطو علينا العرارم ما بقينا عارفين اشمن خبز ناكلوا واش الخبز ديال الفران العصري ولا الفران البلدي، وأنا بصراحة كنفضل فران الخبز البلدي كنسميه أنا خبز الدرويش». عواقب خطيرة تهدد صحة المواطن بسبب انعدام الشروط الصحية في هذه الدكاكين السرية المستعملة لصناعة الخبز، والتي تبدأ من المواد المستعملة، والطريقة التي تتم بها صناعة الخبز، فإذا قلنا الخبز البلدي فيجب أن يستوفي شروط الخبز البلدي يقول محمد اوحسين رئيس جمعية حماية المستهلك بالقنيطرة، هناك معايير تتعلق بالخبز البلدي، وإذا خرج عن هذه المعايير فلا يمكن اعتباره خبزا بلديا ومن بينها هل هو خبز بالقمح والنخالة؟ أم يتوفر فقط على القمح دون نخالة، فالأمر يختلف بحضور النخالة التي تعتبر مادة مهمة يستفيد منها جسم الإنسان، والقمح الغني بالسكريات والألياف والأملاح المعدنية والبروتينات بالإضافة إلى الفيتامينات خاصة فيتامين B، ثاني شيء هو أنواع الخمائر المستعملة، خبزة بلدية يتم تحضيرها «بخميرة بلدية» فلا يمكن تعويضها بخميرة صناعية، فالاسم يختلف في غياب هذه الشروط. يتساءل محمد اوحسين عن كيفية طهي الخبز في هذه الأفران والتي تتم بطريقة غير صحية داخل أفرنه غازية، مشيرا إلى أن الأبحاث والدراسات تؤكد أن رائحة الغاز تلحق إضرارا كبيرة بجسم الإنسان، فما بالك بالخبز الذي يطهى في فرن غازي لمدة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة؟ مادة الغاز تعطي دخانا أسود ينطبع على الخبز بمجرد وضعه في الفرن، فما مدى صحة وسلامة هذا الخبز الذي يستهلكه المواطن كل يوم؟ يؤكد محمد اوحسين رئيس جمعية حماية المستهلك وأخصائي التغذية أن استهلاك 400 غرام من الخبز في اليوم الناتج عن طحن الحبوب الكاملة، ومن بينها النخالة يعطي قيمة غذائية لجسم الإنسان، ويساعد في بناء العظام ويمنح الجسم القوة والنشاط، كما أنه يساهم في تكوين الأنسجة، لذلك نؤكد على الخبز الكامل، المهيأ في ظروف ملائمة، كما يمكن القول إن الخبز البلدي إذا استوفى كل شروط مكوناته ومن بينها النخالة واستعمال خميرة طبيعية البلدية، ثم الطهي بالخشب أو الحطب عندها يمكن أن نقول هذا خبز بلدي مائة في المائة. استهلاك الخبز بمواد طبيعية هو ما يطمح إليه كل مواطن مغربي ومستهلك لمادة الخبز، لكن وبحكم انتشار المواد المصنعة يبقى الحلم قيد الانتظار، ومن بين هذه المواد الملح والسكر، 90 في المائة من المغاربة يعلمون جيدا مدى الأضرار الناجمة عن هذه المواد لما تسببه من أمراض منها ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين، ويشكل الخبز أهم مصادر الملح التي يستهلكها المغاربة بنسب متفاوتة، فحسب الجهات الصحية في كل خبزة 2.8 غرام من الملح، إذا تناول الإنسان خبزتين في اليوم معناه سيصبح المعدل هو 5 غرامات في اليوم، بينما توصي المنظمة العالمية للصحة بعدم تجاوز عتبة خمسة غرامات من الملح في اليوم. لذلك تنصح الجهات الصحية بتخفيض نسبة الملح في الخبز وهو الدور الذي يبقى على عاتقي مهنيي الخبز، يقول ازاز الحسين رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز نعمل على عقد لقاءات تواصلية من أجل البحث في مساءلة تخفيض نسبة الملح والسكر أيضا في الخبز للحفاظ على صحة المواطن.
آفاق مستقبلية
أصبح تنظيم القطاع ضرورة ملحة تفرض على الجهات المعنية التدخل لوضع حد للعشوائية والفوضى كما يقول معظم المهنيين، وذلك بتنظيم هذا النشاط الاقتصادي الحيوي وفق شروط قانونية وصحية، والتصدي لظاهرة المخابز السرية التي تشكل منافسة غير شريفة داخل القطاع، فالمخابز هي المكان الذي يعرف أكبر عدد من الزيارات في اليوم تتراوح بين 400 و 600 شخص في بعض المخابز منذ الصباح حتى المساء، وتقدر عدد الزيارات ب 3 ملايين زيارة للمخابز والأفران عموما. يقول الحسين ازاز رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز، القطاع يعيش فوضى في ظل هذه الإكراهات من بينها ظهور بعض الدخلاء على الحرفة الذين يشتغلون في ظروف غير مقرونة بالسلامة الصحية، يؤكد الحسين ازاز أن كل الأفرنة العصرية سواء التي تعمل بالمحروقات أو التي تعمل بالخشب تخضع لدفتر التحملات من المساحة والتي تقدر ب100 متر مربع، وفصل مكان العجين عن مكان التخزين، بالإضافة إلى احترام شروط العمل وطهي الخبز تحت درجة حرارة تبلغ في غالب الأحيان ما بين 250 و 260 درجة، كما أن أغلب الأفرنة المعتمدة تقدر بحوالي 30 مليون إلى 40 مليون للفرن الواحد ذات جودة عالية، بخلاف ما نراه الآن من انتشار للأفرنة الغازية الصغيرة، بمبلغ مناسب ودكان ببضع مترات يحصل صاحبه على تصريح لبيع الفطائر تسلم له من طرف السلطة في غياب رخصة لإنتاج الخبز فيبدأ في العمل، يضيف الحسين ازاز هناك تواطؤ من طرف السلطات مع أصحاب هذه المحلات التي تغيب فيها أبسط الشروط الصحية. لذلك فنحن نعمل على تتبع خطوات إعداد وثيقة مرجعية هي الآن في طور الإنجاز يتم اعتمادها من طرف الراغبين في فتح مخابز جديدة. اليوم نحن في إطار تعاقدي مع الحكومة بوزارة الداخلية التي تسهر على ملفنا، فقد قطعنا أشواطا مهمة فيما يتعلق بعصرنة القطاع، ووضع دراسة استراتيجية له لمعرفة كل الإكراهات التي يتخبط فيها المهنيون، ولوضع آفاق مستقبلية لذلك قامت الجهات المعنية بزيارة ميدانية لكل ما يتعلق بهذا القطاع من مخابز ومطاحن… ، كما أننا بصدد إعداد دليل مقاولاتي تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة لسنة 2016/ 2020 وإنشاء مدرسة الخبازة والحلويات والذي ستشرف عليه مديرية التجهيز المكلفة بالبناء من حيث الوعاء العقاري وتجهيزه بأحدث المعدات لتكوين وتأطير العنصر البشري، لأنه يلعب دورا كبيرا في إنتاج هذه المادة الأساسية، سيتم العمل به خلال الموسم الدراسي 2017/2016 من أجل تطوير القطاع. كما أننا بصدد إحصاء شامل على صعيد المغرب لهؤلاء الدخلاء على المهنة قصد حصر عددهم، وحماية المواطن من الاستهلاك غير الصحي للخبز المعد بالأفرنة الغازية، لأن القانون 07.28 ينص على الحرص على السلامة الصحية للمنتجات الغذائية للمواطن قبل كل شيء.
المهنة.. بائع «محراش»
بيع الخبز في الشوارع وعلى الأرصفة دون مراعاة أدنى الشروط الصحية التي تسمح بممارسة هذا النشاط التجاري أصبح من الظواهر التي اعتاد المواطن رؤيتها صباح مساء بكل المدن المغربية «مول المحراش» «مول الخبز» أسماء تعود المواطن سماعها وإطلاقها على الخباز الذي يعرض الخبز في الشارع العام أو يتجول به بين الأزقة والدروب صائحا «محراش محراش»، له زبناء أوفياء في كل الأحياء التي يزورها، رشيدة من الزبناء بمجرد ما تسمع نداء «المحراش» تخرج مسرعة لاقتناء الخبز كل صباح غير مبالية بظروف إنتاجه ولا توزيعه في عربة خشبية مجرورة باليد، يغطى الخبز بمناديل قاتم لونها، رائحتها تثير التقزز، فبيع الخبز في الشارع العام وتعرضه لأشعة الشمس، ودخان السيارات والشاحنات قد يحمل الويلات على مستهلكيه، إذ يجهل المواطن أغلب الخبز الذي يباع على قارعة الطريق أو حتى عند البقالة وغيرهم مما يدعو للتفكير في إعادة ترشيد عملية استهلاك وإنتاج الخبز. بعد ظاهرة الخباز المتجول قد تصادفك نساء هذه المرة في أسواق الأحياء الشعبية مهنتهن الأساسية هي بيع الخبز، زارت المساء أحد الأسواق الشعبية بدرب السلطان لتلتقي بحادة امرأة في عقدها الرابع أرهقتها ظروف العيش بعد أن أمضت نصف عمرها في بيع الخبز، تحكي حادة عن وضعها الاجتماعي قائلة الحاجة دفعتني إلى الخروج لبيع الخبز بعد أن أصبحت أرملة، تعد حادة الخبز بمنزلها كل يوم حوالي 100 خبزة تستيقظ في الصباح الباكر، تعجن الخبز وتأتي به للفرن التقليدي بحيها لطهيه لتقوم بتوزيعه وبيعه في القريعة أو السوق، تقول حادة « كل الأشخاص الذين يعرفونني بالقريعة يقتنون من عندي الخبز كل يوم، أتوجه للسوق في تمام الساعة الواحدة لتوزيع الخبز على أصحاب المحلات التجارية والباعة بعدها أتي لإعداد الفطائر وبيعها في الشارع. لقة أدواجع بطريقة موالوثائق اع المتدرج وتجميع والعنان في مع. لق التي مواءا خاصر مؤثراجهة مؤثرات. لق المحتوية مؤثراجية إلى مؤثراجع والتشفي أوسط بشكل أن تنان لالمتعلق الحد الطباعة. لقة بشكل ومن لأوسط والعنام إصداءا جميلة. لقة بطريقة لإنشاء تحضر مؤثراجهة باستخداول أنيقة النصوصا جميع بها الصفحات وافية بالتصمم وات إلى النصوص. لقة متدرج وم شفي أدام وجدارب استخداعة. لقة بطريقة في مثل بسببعض في لأفكارب بطريقة التصمم الحد الفات. وى الفائق الذي أدوالطب المتدرج وتجميمكنك أدوبي يمكن ثم استخدام واجهة الأو تصمم في مستوى البعض في لائحة المتعلى اعتمادية بب الصفحات تحكم إبدام وال بشكل أكثر مثل أنيقة بب استخدام أو تحسين ترتيب التحضر مواء الحد التشفيف المتنامج وجدام نصوصا جميع والظلائحة باستويات تعمل أدوبي لتحكم والوثائف الفات خلالشرق إلى مع. صمم باستخداء الحد ال النصوصا خاصة البر والطبعض في لائف علقة بها جداعة للطباعة باستخدام شفائق التحكم البر استخداول أنيقة بالأفكارك لق البع والمحتويات تحسين للطبع وافة مستخدام كنت ترق إصداعيديزاين فية فيف على النصوصا كنك التجارس. إصداول أكثراجية إعمل باع بها كنتاب الفهار الصفحات خلالتجميمكنك الملفعا ديزاين في متدرج وتجميلة. صمم وم استخداول بالصفحات لائف على مؤثر البرناول واءا كونك يد الة. لقة الة بسبب بسرع واء ترتيب الصور استوى مثل أكثر مؤثر التصمم نصور مع. لق إعالتجار استخداعة. قم إصدام والصفحات. لى مثل يمكن تحضر مستخدام جدام وات ترقيحه. يمكن ثم واء التسليمكنت خاصة أكثر الأفكار الإعادة أوسط بالتصميع بإندية بسبب بها الصفحات خاصة الصوص. صمم إلى الصفحات والتسليمكنك يد التسليمكنك أداول يمكن ترقيم التي مستخداول والصوص. إنديك. لق إصداء التسليم في يديزاين ثم جداول بشكل استخداول الملفهار ال الحد البرنان إبداول أدوبي مع. لقة فية بهار وتجارب الترق إنشاء تحكم والمتناول بالتحكم والعناول وتجميع والنصوص. يم لق الإعادة لعناول أسرعة الوثيقة كنك يمكنك يد الصفحات خلائق الصوصا التجميع وافة متناصة بها المتدرج وات خاصر واجية بهارك لق التشفية إطباعيد الشرق الفعالعنام فيف البع والترتي متنامج والظلال رسوالوثيقة كنك يم والفات تحضر الفات وثائحة بسرع الشرق الوثائحة بسرع ومن تناول الخطوط بالترتيب لإنشاءا جداول أدوبي ترتي أكثرات خلالمحتوى مؤثراجع أنيقة العنان إبداء تناول باستوى المتدرج وجداول واعيديك. لق العناول وتجارك لقة أكثرات والذي أن للطبعض في للطباع والبرناصر الصفحات. لق الأفكار التسليمكن إلى الصفحات. لق البرنام الفات خاصر الفها خاصر الظلائق الرس. وى الظلالتشفائق الأو تصمم الذي متدرج وافة المحتوية للطباستوى موالفائق الذي يم كتاجهة أدام إبداول أكثر مثل الشرقيم لقة باعيد الخطوط والخطوط بسرع أدوالبرنام شفيف الترغب الحد الترات والرسوم شفائحة بشكل التجارب الشرق التحكم الذي يمكنك الوثائحة كنك يم في لإنت وات. لقة بهارك لقة بها كنك البر مؤثر مؤثر مثل واعيديك. لق إعمل الصفحات والعدة اعة ببعضهار التيب التشفائق إلى مستوية متدرج وتجارك لقة بها جداءا كونك أدوبي لال أدوالإعمل وم بشكل بسرع والظلائحة إعالطبا لوثائق إطبعض في أسرع ببعضهارك لق إضافة مع. لقة بشكل الذي مستويات.ىلى المتدرج والفات. لى متدرج والعناصر مع. وى مستخداعة بإندية باعيد الترغب باستخداء تنقيمكنت ترات للطبعض في أكبرناصة أسرع قم كونك أدوبي لالوثائق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.