وصف المحامي مصطفى الرميد عضو هيئة الدفاع عن يومية «المساء» في ما صار يعرف ب«قضية 600 مليون»، القاضي محمد العلوي الذي قضى بتغريم الجريدة ذلك المبلغ بأنه «ليس قاضيا وأتحمل مسؤوليتي الشخصية في ما سأقوله وهو أن هذا القاضي هو جلاد الصحفيين»، جاء ذلك خلال الندوة الصحفية التي نظمتها يومية «المساء» أول أمس الاثنين حول «حول خلفيات الحكم على يومية «المساء» بغرامة 600 مليون»، وشدد الرميد على أن الحكم على يومية «المساء» تم بسرعة خيالية وفي ظرف قياسي، وأضاف الرميد: «إن الحكم الذي أصدره هذا القاضي هو حكم لصالح 4 وكلاء للملك في الوقت الذي يتناول فيه المقال المعني وكيلا واحدا دون ذكر اسمه، مما يدفعنا إلى التساؤل حول القاعدة القانونية التي اعتمد عليها هذا القاضي لاتخاذ هذا الحكم». ومن جانبه، قال توفيق بوعشرين، رئيس تحرير يومية «المساء»: «نحن نرفض الخضوع لهذا الحكم، لأن القضية بالنسبة إلينا ليست قضية دفع الغرامة فقط، لأننا لو كنا نريد جمعها لقمنا بذلك فقط بتسلم المساهمات التي اقترحها علينا العديد من المتعاطفين والمتضامنين، لكننا نرفض أداءها من حيث المبدأ ونرفض هذا النوع من المحاكمات»، وقبل ذلك كان بوعشرين قد ذكر بحيثيات القضية منذ بدايتها، كما ذكر بكل القضايا التي رفعت ضد «المساء»، منذ انطلاقها منذ سنة ونصف، وقال: «إنه منذ انطلاقة هذه التجربة الصحفية، التي يساهم في رأسمالها الصحفيون أساسا، ونحن نتلقى العديد من الإشارات، الواضحة والمرموزة، التي تعبر عن انزعاج العديد من الجهات في السلطة من الخط التحريري لليومية»، وأكد رئيس تحرير اليومية أن «هناك لوبيا داخل جهاز القضاء المغربي وفي السلطة يريد إعدام «المساء» ويريد إغلاق الجريدة». في نفس الصدد أشار رشيد نيني، مدير نشر الجريدة، إلى أن «محاكمة بني ملال التي سبقت هذه المحاكمة كانت مدروسة ومحسوبة، لأن من قام برفع الدعوة الأولى كان يعرف أنه سيخسرها، ولكنه قام بذلك لإعداد الأرضية لهذه المحاكمة، ولتهيئ الرأي العام المغربي لتقبلها»، واستطرد نيني: «إنهم يريدون أن يقولوا لقراء «المساء» أن القضاء يمكن أن يكون معك كما يمكن ضدك وهي خطة ذكية». في نفس الصدد، علق الصحفي خالد الجامعي على الحكم قائلا: «ما يقع الآن ل«المساء» لا يجب أن ننظر إليه خارج السياق العام لأن ما نلاحظه اليوم هو أنه كلما أخذ أي وزير أو مسؤول الكلمة إلا ويهاجم الصحافة المستقلة، لقد صار الصحفيون كالشماعة التي يعلق عليها كل المسؤولين أخطاءهم»، وأضاف الجامعي: «أنا لا أتردد في القول بأن هناك هجوما له على الصحافة المستقلة وهو أمر خطير. إذن فهي موجة وحملة»، وكشف الجامعي أن «هناك قرارا تم اتخاذه على أعلى المستويات للقضاء على الصحافة المستقلة». يشار إلى أن الندوة حضرها ما يقارب 200 شخص، ضمنهم العديد من الصحفيين والحقوقيين والفاعلين الجمعويين والكتاب وأيضا عشرات المواطنين والمتعاطفين، كما تمت تغطيته هذه الندوة من طرف العديد من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية.