أحمد قنطاري إنتظرت دعوة المنتخب المغربي طويلا

مواجهة تانزانيا كانت فرصة للتوقيع على شهادة ميلاد جديدة مواجهة الجزائر ستجرى في ظروف خاصة مسؤوليتي داخل بريست أصبحت مضاعفة

نتذكر المدافع أحمد قنطاري مع المنتخب المغربي في كأس العالم للشبان بهولندا 2005، حيث كان من بين اللاعبين الذين تألقوا بقيادة المدرب فتحي جمال، إذ أنهى الأشبال هذا المونديال في المركز الرابع، ومنذئذ لم يكتب لأحمد قنطاري ليواصل المسار مع المنتخب المغربي، فباستثناء دعوة مدرب المنتخب المغربي السابق فيليب تروسيي في إحدى المواجهات الودية للمحترفين أمام الكامرون بكلير فونطين، فقد غاب عن عرين الأسود لفترة طويلة، قبل أن يعود في المواجهة أمام تانزانيا عن الجولة الثانية لتصفيات كأس أمم إفريقيا، قنطاري كان في الموعد ووقع على شهادة ميلاد جديدة ونجح في الإختبار، واعتبر مكسبا كبيرا للمنتخب المغربي، خاصة أنه كان أحوج للاعب إلى جانب المهدي بنعطية ليسد ثغرة الدفاع.
أحمد قنطاري في حواره أكد أنه سعيد بعودته إلى المنتخب المغربي، وتحدث أيضا عن سر تألق ناديه بريست هذا الموسم وطموحاته المستقبلية سواء فريقه أو المنتخب المغربي.
المنتخب: خمس سنوات من الغياب عن عرين الأسود بعد مشاركتك في مونديال الشباب بهولندا، أكيد أنها مدة ليست سهلة؟
أحمد قنطاري: فعلا، الغياب لم يكن قصيرا وطال من دون شك عن المنتخب المغربي، وكأي لاعب متعلق ببلده لا بد وأن الرغبة تحدوه ليحمل ألوان المنتخب والدفاع عن ألوانه، لم يكن سهلا أن أغيب طول هذه المدة خاصة أنه سبق لي أن شاركت مع المنتخب المغربي للشبان، على أي أنا الآن رفقة الأسود، لذلك تجدني جد سعيد بهذه العودة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المدرب غيرتس وأن كون قيمة إضافية للمنتخب المغربي.
المنتخب: هل تعتقد أن الدعوة تأخرت بعد تألقك في السنوات الأخيرة مع فريقك الفرنسي بريست؟
أحمد قنطاري: الكلمة الأخيرة تبقى للمدرب أو بالأحرى للمدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة، كما أكدت كل لاعب يحلم أن يدافع عن قميص منتخب بلده، وبدوري كنت أنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر، ربما كان من الممكن أن أكون حاضرا في السنة الماضية بحكم المستوى الذي ظهرت به مع فريقي، لكن يبقى في الأخير أني حاليا أشارك رفقة منتخب بلادي.
المنتخب: قلت أنك كنت تنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر، هل تعتقد أن انضمامك إلى المنتخب المغربي جاء في الوقت المناسب؟
أحمد قنطاري: كل الأمور تسير بشكل جيد مع فريقي بريست، الحمدلله أني في قمة مستواي وأظهر بشكل مستمر مع فريقي في البطولة الفرنسية، وهذه من الأمور التي تزيدني ثقة وتحفزني على العطاء، أعتقد أن التنافسية هي من الأمور التي تحفز اللاعب للتطلع إلى ما هو أفضل وتزيده جرعات من الثقة، لذلك كنت أتطلع ومن خلال تنافسيتي لأحظى بثقة المدرب للمشاركة مع المنتخب المغربي.
المنتخب: ماذا منحتك العودة الأخيرة للمنتخب المغربي خلال مواجهة تانزانيا التي كانت أول ظهور لك بعد غياب طويل؟
أحمد قنطاري: زادتني الثقة والتطلع إلى ما هو أفضل، تعرف أن صفة الدولية تمنح اللاعب نقاطا هامة وتجارب دولية أكيد تغني رصيده الكروي، كما أن وضع اللاعب أيضا داخل الفريق يتقوى، على العموم فاللاعب الدولي مطالب ألا يتراجع مستواه والإجتهاد سواء في التداريب أو المباريات ليكون دائما في مستوى الرهانات الدولية التي يشارك بها.
المنتخب: ألم تشعر بنوع من الحزن لأن الفرصة لم تتح لك طيلة هذه المدة؟
أحمد قنطاري: دعني أقول أنه بالقدر التي كنت أنتظر بشغف كبير المناداة علي للمنتخب المغربي بالقدر الذي خدم مصالحي هذا الغياب، حيث مكنني من التركيز على مساري بالفريق وتطوير إمكانياتي، لقد اشتغلت في صمت وتدرجت عبر المحطات التي مررت منها، مستواي مع بريست وكذا رسميتي هما نتاج للإجتهاد الذي قمت به في السنوات الأخيرة، وهو الإجتهاد الذي كلل باستدعائي إلى المنتخب المغربي، فكما أكدت في السابق أن عودتي إلى عرين الأسود جاءت في الوقت المناسب.
المنتخب: ربما عودتك إلى المنتخب المغربي لم تكن سهلة، إذ على التو شاركت في مواجهة كانت حاسمة وخارج القلاع أمام تانزانيا، ألم ينتابك نوع من القلق؟
أحمد قنطاري: لا، ليس لهذا الحد، لأنه لو انتابني أي نوع من الرهبة أو القلق أو قلة الثقة فإن ذلك كان حتما سيؤثر على مستواي ولن أستطيع أن أقدم المستوى الذي يساعد المنتخب المغربي ككل، كان علي أن أتسلح بالثقة وأن أحافظ على هدوئي، خاصة أن المباراة كانت حاسمة ولم تكن سهلة، كما أن المركز الذي ألعب فيه يعتبر جد حساس وكنت أسعى للتوقيع على شهادة ميلاد جديدة مع الأسود، الحمدلله أن الأمور جاءت بشكل جيد واستطعنا أن نحقق فوزا ثمينا.
المنتخب: ربما أن الأجواء التي وجدت كانت مساعدة لتنسجم بسرعة بعرين الأسود؟
أحمد قنطاري: الأجواء كانت جيدة ومر المعسكر الذي أقمناه في هولندا قبل التنقل إلى تانزانيا في جو رائع، وكانت هناك أجواء من الإرتياح بين جميع اللاعبين الذين أصروا على تسجيل نتيجة إيجابية في هذه المباراة، زد على ذلك أني أعرف أغلب اللاعبين، لا تنسى أيضا أنه سبق لي وأن لعبت مع المنتخب المغربي، هذه الأمور كلها ساهمت في عدم إيجاد أي عراقيل فيما يخص الإنسجام والإستئناس بالأجواء.
المنتخب: لاحظنا أيضا عنصر الثقة الذي كان حاضرا في مواجهتك الأولى أمام تانزانيا من خلال الأداء الجيد الذي ظهرت به؟
أحمد قنطاري: كان من المهم أن أظهر بشكل جيد في هذه المباراة وأقدم المستوى الذي يساهم في فوز المنتخب المغربي، لذلك تملكتني الرغبة الجامحة للمساهمة في فوز المنتخب المغربي في هذه المواجهة والحماس الذي ساعدني أيضا في الظهور بذات المستوى.. الثقة في الواقع كانت حاضرة لدى جميع اللاعبين الذين أيضا ساعدوني كثيرا وساهموا في في الأداء الذي ظهرت به.
المنتخب: ربما تواجدك على جانب لاعب طموح من قيمة المهدي بنعطية قد ساعدك أيضا على الإنسجام بسرعة؟
أحمد قنطاري: المهدي بنعطية لاعب جيد ويملك إمكانيات في المستوى، لقد انسجمت معه بسرعة وفي أول مباراة نشارك معا، هو أيضا من اللاعبين الذين اعتبروا من المكاسب الجديدة للكرة المغربية، والأكيد إلى جانبه سنحاول قيادة الدفاع المغربي وسنجتهد أكثر، طبعا هذا بالإضافة إلى باقي اللاعبين.
المنتخب: قياسا بالمشاكل التي عرفها دفاع المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة، هل ترى أن ثنائية بنعطية وقنطاري هي ما كان المنتخب المغربي يبحث عليها لتأمين الدفاع؟
أحمد قنطاري: هذا ما نتمناه، أي أن نقدم أنا والمهدي بنعطية ثنائي الأمان في الوسط الدفاعي، سنواصل مجهوداتنا ومثابرتنا لقيادة الدفاع، لقد خضت لحد الآن مبارتين رفقة الأسود إلى جانب المهدي بنعطية، وكان الأداء جيدا وسجلنا أشياء تؤكد أننا نسير في خط جيد، والأكيد أن الأمور ستتطور أكثر مع توالي المباريات لأننا وعلى غرار جميع اللاعبين تحذونا الرغبة لتقديم أفضل المستويات.
المنتخب: مواجهة إيرلندا الشمالية أيضا زكت ذلك، حيت ظهر المنتخب المغربي بمستوى جيد في هذه المباراة الودية؟
أحمد قنطاري: فعلا، كانت مباراة جيدة واعتبرت استمرارية للأداء الذي قدمناه في مباراة تانزانيا وجسدت الطريق الجيد الذي يسير عليه المنتخب المغربي، هذه المواجهة هي لبنة جديدة لبناء الصرح الجديد لأسود الأطلس، ولي اليقين أن الآتي سيكون أفضل، والمنتخب المغربي سيقول كلمته مستقبلا في ظل التحولات التي يعيشها والإصرار الذي ينتاب الكل لاستعادة التوازن.
المنتخب: التأهل إلى كأس أمم إفريقيا يبقى أول الرهانات التي تنتظركم، ما هو تعليقك على انطلاقة المنتخب المغربي في التصفيات؟
أحمد قنطاري: هي انطلاقة أراها جيدة، فرغم أننا سقطنا في فخ التعادل في المواجهة الأولى أمام إفريقيا الوسطى، إلا أننا استطعنا أن نعود بفوز مهم أمام تانزانيا، كان بالنسبة لنا جد مهم لأنه مكننا من العودة إلا الواجهة، يبقى علينا إذن أن نستمر في هذه النتائج ولا نتراجع، خاصة أن البداية أكدت أن المجموعة لن تكون سهلة وسيكون من الصعب التكهن بمن يتأهل، لذلك نحن مطالبون بالتركيز أكثر في المباريات القادمة.
المنتخب: على ذكر المباريات القادمة، تنتظركم مواجهة قوية أمام المنتخب الجزائري في الجولة القادمة أكيد أنها مباراة لن تكون سهلة؟
أحمد قنطاري: المباراة تبقى صعبة على الطرفين لأنها تبقى بخصوصيات مميزة، المنتخبات يعرفان بعضهما البعض وهو ما يزيد من صعوبة هذه المواجهة المغاربية، وسنسعى من خلالها العودة بنتيجة إيجابية من الجزائر لتعزيز المرتبة التي نحتل لأننا ندرك أن العودة بنتيجة إيجابية تعد خطوة هامة لتأهلنا إلى النهائيات.
المنتخب: حضورك الجيد مع المنتخب المغربي، ما هو إلا تجسيد للمستوى الجيد الذي توقع عليه مع بريست؟
أحمد قنطاري: لقد اجتهدت كثيرا ولم يكن الوصول إلى هذا المستوى بالسهل، أعرف أن الجدية هي من أسباب النجاح الذي لا يمكن أن تصل إليه بسهولة، لقد تكونت بباريس جيرمان الذي تعلمت بمركز تكوينه الشيء الكثير، أعتقد أن هذا العمل هو نتاج لاجتهاد متواصل طيلة السنوات التي مارست فيها كرة القدم، على أنني سأواصل طبعا العمل والإجتهاد من أجل الزيادة في تطوير إمكانياتي.
المنتخب: ربما يبقى نادي بريست علامة هامة في مشوارك الكروي لأنه منحك الفرصة لتدخل أجواء المنافسة من بابها الواسع؟
أحمد قنطاري: طبعا مع بريست دخلت أجواء المنافسة، حيث ألعب له للموسم الثالث على التوالي، خاصة هذا الموسم الذي نمارس فيه بالدرجة الأولى بعد أن حققنا الصعود في الموسم الماضي، وجدت بعض الصعوبات بباريس سان جيرمان، إذ كنت وقتها في مقتبل العمر كما أن تجربتي أيضا مع ستراسبورغ واجهت بعض العراقيل، لذلك وجدت الأرضية المناسبة لإبراز مواهبي خاصة أن ما كان ينقصني هي المنافسة.
المنتخب: بريست هذا الموسم قدم أداءا جيدا ويحتل المركز الأول، هل كنت تنتظر النتائج التي سجل فريقكم هذا الموسم؟
أحمد قنطاري: لا تنسى أننا فريق يعتبر وافدا جديدا على بطولة القسم الأول الفرنسي، لذلك لم يكن أحد ينتظر النتائج التي سجلنا مع ضربة البداية، شيء مهم أن نجمع النقاط منذ البداية لأنه في الواقع ما كان يهمنا كوافد جديد هو ضمان البقاء في حضيرة القسم الأول، لكن دعني أقول أن النتائج التي سجلنا هي نتاج لمجهود جماعي قدمه جميع اللاعبين فكان وقعنا على هذه البداية الملفتة.
المنتخب: أكيد أن بريست فاجأ الجميع بالنتائج التي سجلها، أين تكمن قوة فريقكم؟
أحمد قنطاري: نحن فريق نلعب كرة جماعية وقوتنا تكمن في هذه الروح الجماعية والحماس الذي ينتابنا دون استثناء أيضا الإنسجام الذي يسود اللاعبين، لدينا أيضا بعض اللاعبين الذين لديهم تجارب هامة ويمنحون للاعبين التوازن داخل الفريق، لدينا أيضا طاقم تقني في المستوى يقوم هو الآخر بعمل تقني كبير.
المنتخب: هل تعتقد أن بريست قادر للحفاظ على هذا الخط الجيد الذي يسير عليه لينافس على لقب البطولة؟
أحمد قنطاري: نحاول قدر الإمكان أن نحافظ على سير النتائج التي سجلناها، نعرف أن مجموعة من الأندية القوية قادرة على العودة للمنافسة على اللقب، ما دام أن مشوار البطولة لا زال طويلا ولا شيء يمكن حسمه مبكرا، نحن نلعب من أجل تسجيل النتائج الإيجابية ويهمنا أن نحافظ على نفس المسار الذي انطلقنا به وجمع أكبر عدد من النقاط في انتظار ما قد يخبئه لنا المستقبل.
المنتخب: أنت واحد من اللاعبين الذين استطاعوا فرض نفسهم ببريست، هل أصبحت تشعر بنوع المسؤولية التي أضحت على عاتقك؟
أحمد قنطاري: ألعب للموسم الثالث مع بريست، علما أني عقدي سينتهي إلى عام 2013 وهو ما يزيدني مكانة هامة داخل الفريق، خاصة أني كنت من المساهمين في صعود بريست إلى الدرجة الأولى، أشعر أني أصبحت من اللاعبين القدامى الذين يعرفون جيدا النادي ويحملون مسؤولية قيادة الفريق خاصة أني ألعب في مركز جد مهم.
المنتخب: على ذكر دفاع بريست، فإنه يعتبر الأقوى في البطولة، حيث دخلت مرماكم فقط عشرة أهداف من أصل 14 مباراة؟
أحمد قنطاري: فعلا، الدفاع يعد من نقاط قوتنا، لكن في الواقع فإن الفريق بأكمله في بعض الفترات يدافع، إنه شيء مهم أن نحافظ على النقطة الهامة في فريقنا، حيث سيمنحنا ذلك الإستقرار، لأن حفاظنا على هذه النقطة الإيجابية في دفاعنا أكيد سيقودنا إلى حصد النتائج الإيجابية، لذلك أنا أعتز كوني واحد من اللاعبين الذين يمثلون هذه الجبهة.
المنتخب: قياسا بما تقدمه من مستوى، هل تفكر في تغيير الأجواء؟
أحمد قنطاري: حاليا ليس لدي أي فكرة أو أي عرض يجعلني أفكر في الرحيل عن بريست، أشعر بكامل الراحة هنا وأجواء المنافسة هنا مثالية، وأفضل حاليا التركيز على فريقي وكذا مردودي.
حاوره: عبداللطيف أبجاو
قنطاري في سطور
من مواليد: 28 يونيو 1985 ببلوا (فرنسا)
الطول: 1.89م
الوزن: 80 كلغ
المركز: مدافع
الفريق: بريست
لعب هذا الموسم: 13 مباراة من أصل 13 دورة
الأندية التي لعب بها: بلوا - أورليان - باريس سان جيرمان (20052006) - سترا