كيف فتح فوز الأحمر الصراع على اللقب مجددا؟ أبى الوداد إلا أن يعطل خطوات الرجاء في حملة معانقته لقب البطولة، بعدما فاز عليه في الديربي البيضاوي رقم 106، مواجهة مرة أخرى غلفها النهج التكتيكي ولم ترق للمستوى المطلوب والمنتظر، إذ أكثر ما ميّز المباراة هو الهدف المبكر لجويعة والطرد الذي تعرض له أولحاج في وقت مبكر، طرد أكيد كان له الأثر السلبي على الفريق الأخضر، وسمح للفريق الأحمر بكسب ثلاث نقاط ثمينة فتحت مجددا المنافسة على اللقب· الديربي ما أحلاه بجمهوره الرائع مخطئ من قال أن المغرب لا يملك ديربي بمقاسات عالمية وشعبية ليس لها مثيل، ومخطئ من قال أن جمهور البيضاء يبقى الإستثناء بالمغرب، الصور التي غطت جنبات ملعب مركب محمد الخامس تفند كل الشكوك حول قدرة جمهور الرجاء والوداد في إنجاح الديربي البيضاوي بامتياز· أجواء كرنفالية احتفالية، صور جميلة، ألوان خاطفة يسيطر عليها الأخضر والأحمر، أهازيج وموشحات رائعة وجمهور أبى إلا أن يصنع من هذا الحدث عيد كروي مغربي يوازي قيمته ووزنه وشعبيته·· هكذا أريد لهذا الديربي رقم 106 أن يعيش على إيقاع الأفراح والتشجيعات لجمهور صنع لوحة جميلة، أضفت نكهة على هذه القمة البيضاوية الموعودة·· برافو جمهور الرجاء والوداد· صراع فوق البساط ولغة الأرقام عندما ندير رادار الإثارة إلى البساط الأخضر سنجد أن هذا المكان المخصص للاعبين والمدربين ليس بمنأى عن الإثارة والتشويق في عرف الديربي لا شيء يعلو فوق النتيجة أيا كانت الظروف، والترتيب والمواقع، ماذا لو كان الكلاسيكو سيحدد بشكل الفريق البطل ؟ تلك إذن حكاية أخرى أعطت إثارة أخرى ونكهة خاصة للديربي رقم 106 ما أحلى أن تتوج الرجاء أو تقترب من شط اللقب على يد الغريم التقليدي الوداد، أكيد سيكون لهذا التتويج مذاق خاص، وما أحلى أن يؤجل فرسان الوداد تحليق النسور بذرع اللقب ولما لا يشددون الخناق ويرفعوا من آمال الحظوظ على حساب المتصدر·· فتلك حكاية أخرى ستزيد من إثارة بطولتنا·· الطموحات والأماني تختلف، لكن كل طرف لا ينوي الإستسلام وعدم الخروج خاوي الوفاض من مباراة الموسم والمنعرج الحاسم للقب· الزاكي - روماو·· تكتيك وذهاء حرك كل مدرب أجندته التكتيكية وأعد الأسلحة التي سيصارع بها الخصم، وكذا التوليفة البشرية والكومندو الذي سيكفل بالمهام، الزاكي وبدون تغييرات حرص على وضع الثقة في الحارس نادر لمياغري الذي أدى المباريات الأخيرة في المستوى، وباستثناء أحمد الوالي حافظ على رباعي الدفاع البرازي والسقاط وعدوة ولويسي، فيما شكل كل من منقاري وباسكال وسكومة في الوسط مع مساندة رفيق عبد الصمد، فيما لعب الثنائي جويعة وبيضوضان دور المهاجمين· وبدوره استعان روماو بتشكيلته المعتادة بالإعتماد على عتبة في حراسة المرمى، وأنيطت مسؤولية الدفاع للسليماني والزروالي وعيني وجريندو، وشكل أولحاج الذي كان يميل إلى الدفاع وسعد عبد الفتاح وأوحقي جبهة الوسط، فيما كون متولي ونغوم وأرمومن جبهة الهجوم· بداية مرعبة أبى الفريقان إلا أن يشغل فتيل المباراة مبكرا، والأكيد أن الأجواء الصاخبة ساهمت في تحميس اللاعبين وزرع فيهم بذور العزيمة لتقديم أفضل العطاء، فلاحت أولى المحاولات مع انطلاق المباراة عندما توغل جويعة في مربع العمليات وسدد، بيد أن أحد المدافعين صد الكرة، إلا أن المارد جويعة عاد في الدقيقة الرابعة ليفتح باب التسجيل من هجمة من الجهة اليسرى، السقاط يمرر على المقاس لبيضوضان الذي وضع الكرة برأسه لجويعة الذي روض بشكل جيد وسدد في المرمى· والأكيد أن الوداد قد استثمر دخوله المبكر في المباراة لم ينتظر طويلا ليبحث عن المنافذ لقص أجنحة النسور، ذلك أن الرجاء انتظر كل شيء، إلا أن تتلقى شباكه هدفا في هذا التوقيت الذي من دون شك أربك حسابات المدرب روماو واللاعبين أيضا· إثارة من نوع آخر هذه المرة لم تأت الإثارة من الهجمات ولاحت الفرص على غرار بداية المباراة، ولكن من تشنج أعصاب اللاعبين وكثرة التدخلات العنيفة التي تبادلها لاعبو الفريقين، اضطر معها الحكم الرويسي إلى إخراج خمسة انذارات، رقم يؤكد مدى الأجواء التي تصاعدت، بيد أن منعرج المباراة إنما كان في الدقيقة 12 من هجمة مرتدة خاطفة جويعة يمرر لبيضوضان الذي كان في طريقه للشباك قبل أن يتدخل أولحاج الحكم يعلن عن ضربة خطأ ويوجه الإنذار الثاني له ومن تم طرده من المباراة· الأكيد أن هذا النقص كان له الأثر السلبي على الوداد وهو الذي كان عليه تذويب هذا النقص والبحث عن بلوغ المرمى، وهو ما يفسر الصعوبات التي وجد، ولو أن روماو حاول تجاوز هذا الهاجس وذلك بالزج باللاعب مسلوب، وحتى وإن انتعش أداء الرجاء، لكنه وجد صعوبات في بلوغ المرمى حيث كانت تكسر محاولاته في الدفاع، بينما الوداد خلال هذه اللحظات راهن على سد المنافذ والإنتشار الجيد وكذا الهجمات المرتدة مستغلا نجاعة جويعة ورفيق ولو أن بيضوضان وسكومة كان غائبين خلال هذا الشوط· لغز الهدف كاد لزاما على الرجاء أن يخرج كل ما في جعبته ليذوب الخسارة، لكن كانت أمامه مجموعة من العراقيل، النقص العددي وقوة الخصم وحسن تمركزه، لكن الرجاء تعلق بالأمل خاصة أن شوطا كاملا كان بإمكانه تحقيق المبتغى، لكن الوداد كان يحسن البناء والهجوم على الأطراف، رفيق وجويعة الذي غيره بادو الزاكي بالطلحاوي للإستفادة من سرعته قياسا مع المرتدات الهجومية التي كان يراهن عليها الوداد، بينما اضطر روماو إلى تغيير مسلوب الذي أغمي للحظات باللاعب سامي تاج الدين، لكن الحارسين ظلا في راحة تامة إلا من بعض المحاولات القليلة كتسديدة نغوم الذي أبعدها الحارس لمياغري، في الدقيقة 55، وأخرى لبيضوضان من رأسية تدخل على إثرها الحارس عتبة في الدقيقة 66· ما باليد حيلة استنجد روماو مرة أخرى بسيري ديا ليلعب آخر أوراقه بعدما تأكد له صعوبة اجتياز الحائط الأحمر الذي نصبه الوداد ووجد أرمومن صعوبة بالغة أمام الحصار الذي شدد عليه وخاصة وسط الميدان الرجاوي الذي لم يتمكن من تطعيم المهاجمين ومدهم بالكرات الحاسمة بالرغم من المجهودات التي قام بها اللاعبون، لكن كان النقص العددي هو ما يعوض أداءهم ومحاولاتهم، حيث دخل الفريقان سجالا تكتيكيا محضا بين المدربين، الرجاء يلهث للوصول إلى المرمى والوداد راهن على سد المنافذ والبحث عن الضربة القاضية، ومع ذلك فالمباراة لم ترق إلى المستوى المطلوب، رغم بعض المحاولات التي سنحت للرجاء في آخر لحظات المباراة، عبر نغوم من تسرب الجهة اليسرى وسيري ديا بقليل من الحظ، كاد يعدل الكفة لولا ضغط السقاط، كما سنحت محاولة أخرى لأرمومن لكنه تباطأ في التسديد، قبل أن يسدل الستار على الديربي رقم 106، ديربي أعلن فيه الولاء للوداد· الرجاء الوداد: 10 الملعب: مركب محمد الخامس الجمهور: 46.500 الشوط الأول: 01 الحكم: خليل الرويسي الهدف: جويعة (د4) الوداد الإنذارات: أولحاج مسلوب فتاح (الرجاء) بيضوضان عدوة جويعة (الوداد) الطرد: أولحاج (د11) الرجاء تنقيط المباراة: 6/10 الرجاء: عتبة السليماني جريندو الزروالي عيني أولحاج فتاح أوحقي (مسلوب د24) (تاج الدين د62) متولي (سيري ديا د79) نغوم أرمومن المدرب: خوصي روماو الوداد: المياغري البرازي عدوة اللويسي السقاط سكومة (زيدوح د74) المنقاري عبد الصمد باسكال جويعة (الطلحاوي د58) بيضوضان المدرب: بادو الزاكي
