كشفت دراسة أعدها باحثون في جامعة ساسكاتشوان الكندية، أن الأسماك تتواصل مع بعضها بعضا في أوقات الخطر بإطلاق مواد كيميائية في الماء كإشارة تحذيرية. ووفق الدراسة فإن الأسماك قد تكون أذكى مما نعتقد بكثير فيما يتعلق بعلاقاتها ببعضها بعضا، إذ تطلق مواد كيميائية تسمى «إشارات الاضطراب» لتلفت نظر الأسماك الأخرى بشأن الأخطار القريبة، مثل الحيوانات المفترسة. يدرك الباحثون أن الأسماك تطلق مواد كيميائية في الماء منذ أكثر من 30 عاما، لكن هذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها العلماء استخدام ودلالة هذه المواد. ويعتقد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة علم البيئة الحيوانية، قد تكون لها آثار إيجابية على جهود حفظ الأسماك في البحار والمحيطات في جميع أنحاء العالم. كما قد تساعد إشارات الاضطراب في تفسير سبب تدهور بعض تجمعات الأسماك بعد انخفاضها إلى نقطة ما في المحيط. وتتميز خاصية إشارات الاضطراب لدى الأسماك بالانتخاب، بمعنى أن الأسماك تصدر الإشارات التحذيرية أكثر عندما تكون في محيط من الأسماك المألوفة بالنسبة لها، كأن يكون السرب نفسه من الأسماك مثلا، لكن هذه الإشارات تصدر بدرجة أقل وقد تنعدم تماما عندما تكون الأسماك محاطة بأنواع من الأسماك الغريبة عنها، أو حينما تكون بمفردها.