لم تنته معاناة نساء دواوير جماعة بني وليد في تاونات، بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهنها لتشخيص وتتبع وضعهن الصحي، بعد حرمانهن في الاستفادة من آلة التشخيص، التي سبق تزويد المستوصف المحلي بها. وحسب شهادات نساء من دواوير الجماعة، فإن غياب آلة الفحص، يجبر النساء الحوامل، على تحمل عناء السفر إلى مدينة فاس، وفي أفضل الأحوال التوجه إلى المستشفى الإقليمي، بمركز تاونات، حيث يقطعن مسافة تزيد عن 30 كلم، وقد تتضاعف المسافة إذا تعلق الأمر بحامل تتحدر من دوار جبلي. وفي سياق متصل، قالت امراة حامل ل"اليوم24″، إنها توجهت إلى المركز الصحي المحلي، لتتبع وضعية حملها، لكنها تفاجأت بغياب جهاز الفحص، بدعوى أن الأطر الصحية العاملة بالمركز الصحي لجماعة بني وليد غير مؤهلة لتشغيل الآلة، وهو ما جعلها تتحمل عناء التنقل ذهابا وإيابا إلى مركز مدينة تاونات. من جهته، قال مصدر من المركز الصحي، لجماعة بني وليد، في تصريح سابق ل"اليوم24″، إن المشكل المطروح لا يتعلق بآلة التشخيص في حد ذاتها، وإنما بالإطار الطبي المتخصص، ذلك أن الأطر العاملة بالمركز الصحي لا تتوفر على شهادة أو تكوين في المجال، وهذا ما يجعل العمل بالجهاز الطبي متعذرا. وأقر المصدر نفسه، بتوفر المركز الصحي الجماعي، على آلة التشخيص، التي ظلت مخزنة بغرفة مجاورة لمكتب الطبيب الرئيسي، في انتظار تعيين من يقوم بتشغيلها.