أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي    أخنوش: الأسرة في قلب معادلتنا التنموية وقطعنا أشواطاً مهمة في تنزيل البرامج الاجتماعية    طلبة الطب والصيدلة يؤجلون مسيرة وطنية    الملك يهنئ عاهليْ هولندا بالعيد الوطني    مجمع الفوسفاط ينجح في تعبئة ملياري دولار عبر سندات اقتراض دولية    المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات    شركة "بيوفارما" تحصل على وضع الفاعل الاقتصادي المعتمد من الفئة "أ" لدى إدارة الجمارك    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    وانغ يي يتلقى مقابلة تحريرية مع شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية    من بينهم الرجاء والوداد.. "الفيفا" تمنع 12 فريقا مغربيا من التعاقدات    بنموسى يكشف عن نسبة التلاميذ المدخنين ويتجه نحو منع الظاهرة في المدارس    أخنوش.. هذا ما يمنع الزيادة في أسعار "البوطاغاز"    "IA Branding Factory"… استفادة 11 تعاونية من الخدمات التكنولوجية للذكاء الاصطناعي    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    أسعار النفط ترتفع وتتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين    درنا الرقمنة بكري.. الوزيرة مزور فتحات كونكور مدير التحول الرقمي ومن الشروط تجيب خمس نسخ ورقية من الضوسي باش دفع للمنصب    حزب الاستقلال يعقد مؤتمره محسوم النتيجة    رغم القمع والاعتقالات.. التظاهرات الداعمة لفلسطين تتواصل في العالم    الصين تتعبأ لمواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالفيضانات    انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس "مولان روج"    رسميا.. بدر بانون يعود لأحضان فريقه الأم    بطولة إفريقيا للجيدو... المنتخب المغربي يفوز بميداليتين ذهبيتين ونحاسيتين في اليوم الأول من المنافسات    طلبة الطب يقررون تعليق كل الخطوات الاحتجاجية وفسح المجال للحوار    الجو غيتقلب.. غيام وشتا رعدية فأقصى جنوب بلادنا ومتفرقة فمرتفعات الأطلس الكبير والصغير    انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا" بالعرائش    جمع أزيد من 80 كيس دم في حملة للتبرع بجرسيف    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    "لمسات بألوان الحياة".. معرض تشكيلي بتطوان للفنان مصطفى اليسفي    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    زلزال استقالات يضرب الخارجية الأمريكية بسبب دعم بايدن لحرب إسرائيل على غزة    عدد العمال المغاربة يتصاعد في إسبانيا    معرض لفلاحة 16 بمكناس كبر وخاصو يتوسع. دورة مقادة كان مشكوك فيها 3 اشهر. اقبال كبير وتجاوب مزيان وحركة دايرة    قفروها الكابرانات على لالجيري: القضية ما فيهاش غير 3 لزيرو.. خطية قاصحة كتسناهم بسبب ماتش بركان والمنتخبات والأندية الجزائرية مهددة ما تلعبش عامين    تحت اشراف الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عصبة جهة سوس ماسة للملاكمة تنظم بطولة الفئات السنية    القبض على مطلوب في بلجيكا أثناء محاولته الفرار إلى المغرب عبر إسبانيا    وزير دفاع إسرائيل: ما غنوقفوش القتال حتى نرجعو المحتجزين لعند حماس    الدكتور عبدالله بوصوف: قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "    شاهد كيف عرض فيفا خريطة المغرب بمتحفه في زوريخ    طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب و أوروبا    هل دقت طبول الحرب الشاملة بين الجزائر والمغرب؟    تسليط الضوء بالدار البيضاء على مكانة الأطفال المتخلى عنهم والأيتام    نهضة بركان تطرح تذاكر "كأس الكاف"    البيرو..مشاركة مغربية في "معرض السفارات" بليما لإبراز الإشعاع الثقافي للمملكة    مؤتمر دولي بفاس يوصي بتشجيع الأبحاث المتعلقة بترجمة اللغات المحلية    التحريض على الفسق يجر إعلامية مشهورة للسجن    الأمثال العامية بتطوان... (582)    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ترصد الوضع الصحي بسيدي بنور بالبالإقليمالمتدهور
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 30 - 11 - 2012

استبشرت الساكنة البنورية بافتتاح المستشفى الإقليمي أواخر التسعينات ، و كان أملها آنذاك تلقي العلاج و التخفيف من الضغوطات المالية و مشاق التنقل إلى مستشفيات أخرى أو مصحات بالمدن المجاورة ، كانت حينها تتطلع إلى فجر غد جديد ، ستجد معه العناية و الاهتمام بأوضاعها الصحية، خصوصا تلك القاطنة بالعالم القروي و التي تعاني الشيء الكثير ... وبعد مضي أزيد من 11 سنة ، و رغم ما يضمه المستشفى الإقليمي و المراكز الصحية من أطر طبية و تجهيزات حديثة، فإن قدر التنقل إلى مستشفيات أخرى قصد تلقي العلاج لايزال هو السائد بحيث استمرار المعاناة و سوء المعاملة و تفشي المحسوبية و الزبونية و غياب الضمير المهني ، مازالت الأسر تعاني مع مرضاها لإيجاد من يعالجها ، و مع أمواتها في إيجاد من يقوم بتشريحها ، ومع النساء في إيجاد من يقابلهن بمعاملة حسنة و يخفف من آلامهن ، الشكايات تقاطرت و مازالت على مكاتب المسؤولين في شأن العديد من الخروقات ، و الأمل معقود عليها في تغيير الوضع الصحي بالإقليم وجعله يتماشى و خدمة الصالح العام .
في طريقك إلى المستشفى الإقليمي بسيدي بنور عبر الطريق المؤدية إلى أحد العونات ، تمر بجوار الثانوية التأهيلية 30 يوليوز، التي انطلقت بها الدراسة خلال الموسم الدراسي الحالي و بالقرب منها توجد الثانوية الإعدادية المختار السوسي ، وبعد خمس دقائق تقريبا مشيا على الأقدام تصل إلى المستشفى الإقليمي منزويا في فضاء خال من الجوار.
بمجرد وضع خطواتنا الأولى داخل المستشفى وجدنا في استقبالنا عددا من القطط التي كانت تداعب بعضها البعض و على طول الممرات الداخلية كانت بعضها تتجول بين المرضى و الزوار ، كانت تلك هي الإشارة الأولى التي التقطتها و مرافقي الذي ابتسم ضاحكا لمشهد قطة تداعب كيسا من البلاستيك .
حقيقة ، ليس هناك ما يجعلك تشعر أنك وسط مرفق صحي لسبب بسيط هو انتشار الازبال و بقايا القطط التي تؤثث جميع الممرات، بالإضافة إلى إبر و ضمادات مملوءة بالدماء و بقايا ما استهلكه الزوار من مأكولات ...
حركة غير عادية ذاك الصباح لطالبي الخدمات الصحية بالقرب من قسم الولادة و المستعجلات و الفحص بالأشعة و... كان الزوار و المرضى يقابلون بلغة خشنة من طرف إحدى المنظفات و كأنها المسؤول الأول عن المستشفى ، فبقسم الولادة تواجهك منظفة أخرى و هي تنظر إليك بعين ثاقبة دون حياء ، تتابع وضع يدك اليمنى إن كانت ستسلك إلى جيبك أم لا ؟
يعرف المستشفى الإقليمي اكتظاظا كبيرا بسبب غياب مستشفيات أخرى بالمدينة ، ففي كل مكان تجد الاكتظاظ تجد طوابير من المواطنين ينتظرون إما واقفين أو جالسين على الأرض أو السلالم ، وبين الفينة و الأخرى تخترق الجمع قطة مما يخلف حركة هلع خاصة في صفوف النساء، و يرجع أحد العاملين بالمستشفى هذا الاكتظاظ إلى النقص الكبير في الموارد البشرية مقارنة مع الكثافة السكانية المرتفعة.
شاهد عيان
انتقلت ومرافقي إلى جناح طب الأطفال ، هناك بالفعل عاينا الدكتورة صابر تفحص الأطفال و توجه الأمهات في إطار التوعية و التمسك بمبدأ « الوقاية خير من العلاج « ، هدوء تام يشعرك بالاطمئنان مع الرسوم المنقوشة على الجدران ، تجهيزات جيدة و خدمات طبية لفائدة الأطفال و الأمهات في المستوى .
غير بعيد منه، ترقد الأمهات الواضعات ، جناح تفوح منه روائح كريهة و تنتشر به القطط ، بعض النزيلات اشتكين عدم استفادتهن من الوجبات الغذائية و سوء المراقد ، حيث يضطرن إلى اقتناء كل شيء و التعامل مع بعض الممرضات ( المولدات ) بما يفرح خواطرهن طمعا في معاملة لطيفة و اهتمام زائد ؟
لقد عرف المستشفى الإقليمي بسيدي بنور مؤخرا زيارة للحسين الوردي وزير الصحة وقف من خلالها على مجموعة من الاختلالات و العراقيل حيث عبر من خلال الزيارة التي كان مرفوقا فيها بالمدير المركزي للمستشفيات ، عن عدم رضاه لمستوى الخدمات المقدمة ، و لتوضيح الأمور و معرفة ما يجري و يدور بالمستشفى الإقليمي سيدي بنور ، حاولت و مرافقي الاتصال ببعض المسؤولين .
الدكتور كريم مسؤول نقابي في لقائه بالجريدة أثار العديد من النقاط التي تعيق عمل الأطباء داخل المستشفى الإقليمي و من بينها عدد أطباء الحراسة و عددهم ثلاثة ، انعدام الأمن بالنهار كما هو الشأن بالليل، بحيث يتعرض الأطباء لبعض الاعتداءات من طرف الزوار كما أعاب عن التدخل البطيء لعناصر الأمن ، و نظرا لعدم تفعيل المطبخ بالمستشفى فإن حقوق بعض المرضى تضيع مع مغادرة الطبيب لتناول الوجبة الغذائية ، ومن جانب آخر أعرب الدكتور كريم عن المزاجية و الممارسات غير القانونية في الشأن الإداري و عدم تطبيق ما تنص عليه بعض المذكرات الوزارية حيث المحسوبية و الزبونية في إسناد المناصب كما هو شأن أحد الأطباء الذين تم تعيينهم مؤخرا في مصلحة التجهيزات و العلاجات المتنقلة الإقليمية ( SIAAP) غير أنه يمارس مهام أخرى في مصلحة الطب الباطني ، و ذلك أمام أعين المسؤولين و بمباركة منهم رغم مطالبتنا النقابية الملحة بتصحيح الوضع قصد قطع دابر المحسوبية بالمستشفى ، علما ، يقول كاتب الفرع النقابي للصحة ( ك د ش ) أن يد التعاون ممدودة للطاقم الإداري الجديد خدمة للصالح العام .
يبدو أن المستشفى الإقليمي بسيدي بنور يغوص في العديد من المشاكل ، تعلق الأمر بما هو إداري، حيث لايزال منصب المندوب الإقليمي شاغرا ، كما أن الطاقم الإداري الحالي حديث العهد، أضف إلى ذلك النقص الحاد في أطباء بعض التخصصات المهمة و الممرضات و غيرهم من الموارد البشرية التي يمكنها أن تستجيب لمتطلبات ساكنة إقليم سيدي بنور . نفس القول يصدق بخصوص الجانب المادي حيث التجهيزات المتلاشية و غياب العناية و المراقبة و كذا الصيانة .
وجهة نظر المسؤولين
الدكتور النية المندوب الإقليمي بالنيابة و كذا الدكتور لطفي مدير المستشفى و بعد أن عرضنا عليهما بعض المشاكل، كانا متجاوبين معنا ، حيث أعربا عن أملهما في تحسين خدمات المستشفى الإقليمي الذي يعاني فعلا من نقص حاد في الموارد البشرية و بعض التجهيزات الضرورية ، الدكتور لطفي بدوره أطلعنا على بعض الإصلاحات التي يخضع لها المستشفى، مبديا قلقه لاختناق الصرف الصحي « لم تعرف مجاري الصرف الصحي أية عملية تنظيف منذ افتتاح المستشفى في القرن الماضي ، وهي الآن مازالت مختنقة رغم اتصالنا بالجهة المسؤولة ... » لقد كانت مناسبة اتصلت فيها عبر هاتفي الخلوي بالسيد المسؤول عن وكالة التطهير و حاورته في الأمر ، فكان أن استجاب لطلبنا دون تردد ! ونحن نواصل الحديث عن أوضاع المستشفى الإقليمي نسمع دقات على الباب ليقتحم بعدها جمعنا مجموعة من الأشخاص ، عند مصافحتهم لنا أخبرونا كونهم لجنة تفتيش ، حينها جمعت أوراقي و غادرت المكان و أنا أحمل بعض الأرقام التقنية و المعطيات محددا موعدا للقائنا في مساء نفس اليوم .
شهادات الزوار والنزلاء
كانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة مساء ، صمت كبير كان يخيم على الأجواء ، إلا من قطرات الخير التي كانت تتساقط في تلك اللحظة ، أمام باب المستشفى الإقليمي سيدي بنور كان يقف شخص ببذلة عادية تبين فيما بعد أنه حارس المستشفى و أنه ينتمي إلى إحدى الشركات الخاصة، فجأة حلت سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية ، كان يسمع صوتها من بعيد، توقفت أمام الباب في انتظار أن يفتح الحارس ، و بعد دقائق اخترقت المستشفى متوجهة نحو قاعة المستعجلات نزل السائق و مساعده من السيارة ثم قاما بإخراج المريض و كان شخص في عقده الثالث ينزف دما بسبب جرح غائر على مستوى يده ، تبين فيما بعد أنه أقدم على إحداث جرح بيده بواسطة سكين في محاولة منه للانتحار بعدما حاولت السلطات المحلية إخلاءه من السوق حيث ينصب خيمة هناك كمقهى ، أدخل المريض إلى القسم تحت مراقبة أمنية و عوض أن يتم إسعافه بسرعة ظل ينتظر هناك لمدة تزيد عن 10 دقائق إلى أن جاء الطبيب المكلف بالحراسة ساعتها .
وضع المستعجلات هذا يلخص بشكل جلي ما يعرفه المستشفى الإقليمي عموما و الذي يحج إليه المواطنون من مدينة سيدي بنور و كذا من مختلف الجماعات التابعة للإقليم و البالغ عددها حوالي 19 جماعة، وضع يصفه أحد المرضى بأنه لا يختلف عن وضعية أغلبية المستشفيات بالمغرب حيث « سيادة الرشوة و الزبونية و المحسوبية»، و هو أمر أكدته إحدى النزيلات بالمستشفى التي اضطرت إلى إعطاء مبلغ 200 درهم حتى يتسنى لها الوضع في ظروف عادية و حتى لا تتلقى معاملة خشنة من قبل بعض الممرضات .
لقد أصبح المستشفى الإقليمي يفتقد للعديد من الشروط التي من شأنها إنجاح مختلف العلاجات في غياب طبيب جراح ينفض الغبار عن قسم الجراحة و يخفف عن المرضى من معاناة التنقل إلى الجديدة كما يفتقد لبعض التجهيزات مثل جهاز تشخيص الكلي « سكانير « و أجهزة تصفية الكلي، هذا علاوة على النقص الكبير في الأدوية و هو ما يضطر معه المريض إلى الخروج لاقتنائها من الصيدليات المتواجدة خارج المستشفى و على حسابه الخاص باستثناء يقول أحد المرضى « الفاصمة و الدواء الأحمر « فإن المريض ملزم بإحضار كل الأدوية بدءا من « الشوكة « و انتهاء بخيط رتق الجروح ، أحد المواطنين بالمستشفى أكد أن بعض الممرضات عاملنه بطريقة غير لائقة كما أن هن لم يعرنه اهتماما ، هذا علاوة على ما سمعه من اختلالات تتعلق بالأدوية ، وإن كان يعتبر أن الوضع تحسن شيئا ما مؤخرا في المستشفى بعد حضور أحد المسؤولين الجدد . ومما يزيد من تأكيد الحالة المزرية التي تعيشها المستشفى، غياب النظافة و سوء المعاملة، كما يحدث للنساء المقبلات على الوضع مثال ذلك السيدة ( ح . ب ) التي قوبلت بالإهمال و اللامبالاة حيث تم توجيهها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لكي تلد هناك ، وهذه ليست سوى حالة من مجموعة حالات ، و كم من جريح و مصاب في حادثة سير كان في حاجة ماسة إلى الإسعافات الضرورية و الفورية يتم إرساله إلى الجديدة قاطعا مسافة 70 كلم ، و كأن المستشفى الإقليمي بسيدي بنور أصبحت مهمته هي توجيه المرضى و المصابين إلى الجديدة أو مدن أخرى ؟
أمام هذا النقص في الخدمات التي يقدمها المستشفى الإقليمي للساكنة، فتحت مجموعة من المصحات الخصوصية أبوابها و إن كانت قد خففت نوعا ما من الضغط على المستشفى الإقليمي، فإن عدم توفرها على التجهيزات المتطورة في التشخيص و كذا على بعض الاختصاصات كالقصور الكلوي و الأمراض النفسية و العصبية و جراحة القلب و الشرايين علاوة على ارتفاع تكاليفها ، جعل معاناة ساكنة مدينة سيدي بنور مستمرة .
حالة المراكز الصحية بالدائرة
المراكز الصحية الجماعية أو القروية تعد من أهم المرافق المنتشرة عبر القرى والجماعات القروية بدائرة سيدي بنور ، نظرا لما تسديه من خدمات طبية وقائية وعلاجية للمرضى والمصابين من أبناء المنطقة التي تعد منطقة فلاحية بامتياز.
لقد عاشت ومازالت ساكنة دائرة سيدي بنور أزمات ومشاكل صحية، بعضها يتسم بالخطورة لم تجد معها من ينقذها أو يساعدها على الأقل في محاربة ومكافحة الأمراض المزمنة وحالات التسمم واللسعات السامة... فبالرغم من تواجد بعض المراكز الصحية القروية أو الجماعية إلا أنها تكون في غالب الأحيان وبالعديد من المناطق بدائرة سيدي بنور شبه عديمة الفائدة إن لم نقل عديمة الفائدة فعلا ، حيث لايزال المريض أو المصاب أو السيدة المقبلة على الوضع ملزمين بالتنقل نحو المستشفيات والمصحات بالمدينة، متحملين بذلك متاعب السفر و أنين المرض يرافقهم طول مدة تنقلهم ، نظرا لغياب الفحص الطبي اليومي الناجم عن غياب بعض الأطباء والممرضين المستمر و غير المبرر عن بعض المراكز الصحية وفي أخرى نجد الممرض قد تحول إلى ما يشبه حارس البناية دون إسداء أية خدمة صحية تذكر نظرا لغياب التجهيزات والأدوية الضرورية مما يجعله بناية بدون فائدة ، بينما نجد بعضا منها قد تحول إلى مكان مناسب للمتسكعين والمدمنين وقطاع الطرق، بل هناك ما تحول إلى ما يشبه زريبة تأوي الأغنام كما هو الشأن بالنسبة للبناية المتواجدة على مستوى الطريق الرابطة بين مدينة سيدي بنور وجماعة خميس لقصيبة التابعة لجماعة العطاطرة والتي تم بناؤها في مطلع الثمانينات كمؤسسة صحية على مساحة تزيد عن 430 مترا مربعا تضم جناحين ، الجناح الأول به 8 قاعات والجناح الثاني به 6 قاعات رصدت لأجل إحداثه مبالغ مالية هامة ، غير أن اللجنة التقنية التابعة لوزارة الصحة رفضت استعمال البناية كمستوصف قصد تقديم خدماته لعدة دواوير تقدر ساكنتها بأزيد من 18000 نسمة بدعوى عدم إيفائه وتطابقه لشروط المؤسسة الصحية، لتظل هذه البناية منذ ذلك التاريخ مكانا لاستقرار الرعاة والأغنام نهارا وقطاع الطرق و المنحرفين ليلا .
الافتقار إلى أبسط التجهيزات
في جولة للجريدة بالمنطقة تم الوقوف على أوضاع بعض المراكز الصحية الجماعية والقروية وسلوك بعض المسؤولين ممن أدوا القسم لأجل خدمة وصحة المواطن و ارتسامات بعض الساكنة حول ما تسديه تلك المرافق من خدمات .... حيث وجدنا بعض المراكز الصحية لا تحمل من الصحة سوى الاسم المكتوب على اليافطة المعلقة على بابها الرئيسي ، أزبال و أوساخ منتشرة وتآكل وتصدع الجدران مع الافتقار إلى أبسط التجهيزات والأدوات الضرورية قصد إعطاء أبسط العلاجات، نذكر في هذا المجال المركز الصحي المتواجد بجماعة بني هلال وجماعة أولاد سي بويحيا وجماعة الجابرية والمستوصف المتواجد بجماعة خميس القصيبة ، هذا الأخير ، ورغم حداثة بنائه حيث انطلقت الأشغال به خلال السنة الماضية 2011، فإنه لا يفي بالمتطلب نظرا لضيقه كونه يضم ثلاثة مكاتب فقط لا ينعم إطلاقا بزيارة الطبيب ، و هو في حاجة ماسة إلى تدخل وزارة الصحة قصد معالجته مما أصابه من إهمال وانعدام الموارد البشرية حيث لا يوجد به سوى ممرضتين فقط لأزيد من 17300 نسمة تم بناؤه مؤخرا قصد تعويض ذاك الذي بني خلال السبعينات بواسطة الألواح الإسمنتية الجاهزة الاستعمال  والزنك مع العلم أن هذه المنطقة معروفة بانتشار السموم كالعقارب والأفاعي ، الخدمات الصحية بهذا المركز « الصحي « تبقى دون فائدة مادامت الساكنة تحمل أوجاعها و آلامها إلى مراكز أخرى تبعد عن المنطقة بعشرات الكيلومترات ، و هي المسافة التي قد تأخذ من المريض الكثير من الوقت نظرا لسوء الطريق و الحالة الخطيرة التي أصبحت عليها حيث يصعب المرور منها بواسطة السيارة أو غيرها من الوسائل المتطورة .
ظلت العديد من الأسئلة عالقة بأذهاننا، الأمر الذي دفع بنا للتوجه إلى المركز الصحي مطران الذي يخضع له المستوصف السالف الذكر ، حيث قطعت ومرافقي مسافة 12 كلمترا لنقف أمام البناية الحديثة العهد ، لم نتمكن من رؤية الطبيبة التي كانت غائبة حينها كما أننا لم نتمكن من أخذ آراء المواطنين، لأنه كان فارغا لا يوجد به سوى ممرض واحد وممرضتين ومولدة ، وعند استفسارنا حول بعض الأمور التي تهم الجانب الصحي للمواطنين وما يعيق عمل الممرضين رد علينا أحد الأشخاص رفض ذكر اسمه، كون المركز الصحي بمطران التابع لجماعة أحد العونات لا يشكو من أي نقص سواء على مستوى التجهيزات أو الموارد البشرية ، غير أن هناك نقطة يعتبرونها سوداء، ويتعلق الأمر بالجانب الأمني بحيث يصعب عليهم الاستقرار بعين المكان بالرغم من توفر السكن وذلك راجع لانعدام الأمن ، قسم الولادة بهذا المركز الذي بني في إطار شراكة مع إحدى الجمعيات وجوده كعدمه لأنه و ببساطة غير مفعل و لا يسدي أية خدمة لنساء المنطقة بالرغم من كون قاعة الولادة تحتوي على أحدث التجهيزات الضرورية، فالمولدة وزميلاتها يشعرن بالخوف خصوصا أثناء الليل ...
تتميز بعض المراكز الصحية، سواء منها الجماعية أو القروية بمنطقة سيدي بنور، بالغياب المستمر للطبيب أو الطبيبة، منهم من يقطن بسيدي بنور ومنهم من يقطنون بمدينة الدار البيضاء أو الجديدة وغيرهما من المدن البعيدة عن مقرات عملهم، أضف إلى ذلك الإغلاق المبكر لمعظمها حيث وجدنا أبواب بعضها قد أغلقت في حدود الساعة الواحدة زوالا، ليفتح باب التسيب و إهمال مصالح المواطنين على مصراعيه ، مواقف مؤثرة بالفعل لا يمكن إلا استنكارها وفضحها حتى تتحرك وزارة الصحة ومعها الجهاز الجهوي والإقليمي قصد تصحيح الأوضاع بما يخدم الصالح العام .
قلة الموارد البشرية
في ما يخص الممرضات والممرضين يعد عائقا أساسيا في جعل هذه المراكز تستقبل وبشكل منتظم أبناء المنطقة المصابين والذين هم في حاجة ماسة إلى العلاج والتوعية بينما نجد بعض المراكز تتوفر على تجهيزات متطورة وعلى الأدوية الضرورية لكن دون تفعيل لها، كما هو الشأن بالمركز الصحي المتواجد بكل من أربعاء العونات و جماعة امطل و أولاد عمران ... ناهيك عن المحسوبية والزبونية المتبعة في بعض المراكز ، يقول السيد الحسين من أحد الدواوير بجماعة بني هلال «الفحص بالوجهيات وتوزيع الدواء بالوجهيات والذي ليس له شيء لن يعيره أحد أي اهتمام » . إن توزيع الدواء أو كيفية و طريقة منحه يجب أن تخضع إلى عمليات إجرائية منطقية بحيث لا يستفيد منه إلا المريض ممن ثبت ضعف حالته الاجتماعية . في تواصلنا مع بعض سكان المنطقة أعربوا جميعهم عن استنكارهم للسلوك المتبع من طرف الطبيبة الدائمة الغياب رغم شكاياتهم الموجهة إلى أكثر من مسؤول إن على المستوى الوطني أو الجهوي أو الإقليمي ، وفي ظل استمرار الوضع على ما هو عليه تشعر الساكنة ، حسب تعبير البعض منهم ب « الحكرة »، و الإهمال ، إذ كيف لمركز صحي يضم قسما للولادة دون أن تستفيد منه نساء المنطقة ، وكيف لمركز صحي خضع للإصلاح سنة 2011 عينت به طبيبة دون أن تقدم خدمات علاجية أو حتى توعوية لفائدة السكان ؟
السيد عبد السلام البالغ من العمر 63 سنة من منطقة أربعاء العونات، صرح لنا أنه بالرغم من تواجد قسم للولادة بالمركز الصحي فإن أغلبية النساء يقصدن مدينة الجديدة أو سيدي بنور لأجل الوضع هناك ، وعن سبب ذلك رد قائلا « لا أدري، المهم يقولون وفي أكثر من مناسبة للزوج بنقل زوجته إلى مستشفى آخر لأنه خطر عليها الوضع بهذا المركز الصحي، حقيقة لا أدري » . أربعاء العونات بالرغم من شساعتها و ارتفاع عدد ساكنتها، فإن المركز الصحي بها لا يوجد به طبيب و تلك حكاية مؤلمة لما يعانيه المرضى من الشيوخ و النساء و الأطفال من عذاب و صراع مع المرض دون الحديث عن معاناتهم مع التنقل ...
أوضاع جعلت ساكنة القرى بدائرة سيدي بنور تئن عوض المرة ألفا ، فهي تئن تحت تأثير المرض أو حين الوضع ، وتئن حين لا تجد من يفحصها ، فيزداد أنينها حين تبحث عن وسيلة نقل إن هي وجدتها ( النقل السري ) أو ستنقل عبر عربة يجرها حمار أوبغل أو حصان لتقطع مسافة طويلة بحثا عمن يسعفها بعد مرور وقت ليس بالهين ، تئن وهي تبحث عن الدواء ... وهكذا حالهم أنين في أنين في ظل أوضاع مراكز صحية تفتقد للعديد من شروط التطبيب والعلاج مع غياب الضمير المهني والمراقبة الضرورية والعناية بالأوضاع الصحية للساكنة القروية التي تظل ورغم الخطابات مهمشة في العديد من المجالات إلى حين .
الكثافة السكانية بالمجال القروي بدائرة سيدي بنور تفوق 160 ألف نسمة، الأمر الذي يشكل ضغطا على بعض المراكز الصحية، خصوصا تلك التي تعرف أسواقا أسبوعية حيث تكون مناسبة للتسوق والفحص وشراء الدواء في نفس الوقت من الصيدلية ، وعلى ذكر هذه الأخيرة فإنها أصبحت تلعب في بعض المراكز الجماعية دور المستشفى حيث نجد بعض العاملين بها يقدمون للمرضى بعض الأدوية دون وصفة الطبيب، بل أصبحوا يقومون ببعض الإجراءات التي هي من اختصاص الطبيب أو الممرض كإعطاء الحقن مثلا دون مراعاة لبعض الشروط كتلك التي تتطلب تحليلا أو تجربة قبل الوخز ... ربما قد يجد فيه المرضى متنفسا في ظل غياب من يقوم بذلك داخل المراكز الصحية غير أنه يظل عملا منافيا لقوانين السلامة الصحية محفوفا بالعديد من المخاطر كانتفاخ أو تعفن مكان الوخز مما يحوله إلى مرض مُعد قد يتسبب في هلاك المريض، وما أكثر الحالات من هذا النوع ، وتعتبر فئة النساء من الفئات الأكثر عرضة للإصابة والأخطار خصوصا و أن الأمية متفشية بشكل كبير بين نساء القرى يقول السيد عبد الكبير الذي وجدناه بالقرب من عربته بجماعة بوحمام وهو يرتدي جلبابه الصوفي وعلامات الفرحة بادية على ملامحه بفضل التساقطات المطرية التي أنعم بها الله على عباده « نصبر على المرض حتى يوم السوق الأسبوعي و نذهب إلى المستشفى قصد الفحص الطبي ، و أحيانا نكتفي فقط بحرز فقيه الدوار وهكذا ، بحيث ليس لدينا من حل سوى طلب الشفاء من عند الله ». كان السيد عبد الكبير وهو يحدثنا مقتنعا بكون « الحرز « يعالج صداع الرأس بكل أنواعه ، وبعض الأمراض الجلدية ... مما يؤكد بالفعل كون غياب التوعية بالمجال القروي أدى إلى إشاعة مجموعة من المعتقدات الخاطئة حيث ظل الباب مفتوحا على مصراعيه لانتشار الشعوذة والخرافات بينهم، وهي أمور خطيرة في عصر التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، حيث ختم السيد عبد الكبير قوله « الله يلطف من عنده الطبيب هو الله والشافي هو الله » .
حاولنا الاتصال ببعض المسؤولين في جهاز الصحة قصد أخذ بعض الإحصائيات خصوصا تلك التي تهم أنواع الأمراض المتفشية بالمجال القروي، غير أن ذلك لم يتأت لنا بحجة أنها أمور سرية ...أحد الأطباء أشار إلى أن مرض السل و الأمراض الجلدية و التعفنات خصوصا في صفوف النساء والأطفال هي الأكثر انتشارا ، مرجعا السبب في ذلك إلى عدة عوامل منها انعدام النظافة و اتخاذ الإجراءات الوقائية أثناء القيام ببعض أشغال البيت أو الفلاحية، مثلا أثناء حلب الأبقار أو الحرث ورش الأدوية والتعرض لأشعة الشمس دون نسيان تأثيرات نفايات وبقايا الحيوانات المتراكمة بجوار منازلهم والتي يستعملونها كأسمدة لفلاحتهم كما ذكر بخطورة الطريقة التقليدية في توليد النساء والتي تعرض صحة الأم والطفل لأخطار صحية لا يمكن التكهن بها .
مخطط عمل الوزارة
سبق و أن وضعت وزارة الصحة مخطط عمل خصص حيزا هاما لصحة المرأة الإنجابية يهدف إلى تقليص نسب وفيات الأمهات إلى 50 وفاة في كل 100.000 ولادة حية، وتقليص نسب وفيات الأطفال إلى 15 وفاة عن كل 1000 في أفق 2012 ، ومن بين ما يتضمنه هذا البرنامج توفير وحدات المساعدة الطبية المتنقلة للحالات المستعجلة بالعالم القروي... النقل المجاني للنساء الحوامل والمواليد الجدد من المراكز الصحية إلى المستشفيات ... وبدورنا وحسب ما عايناه ببعض المراكز الصحية ، سواء الجماعية أو القروية أو المستشفيات، فالمرأة القروية بمنطقة دكالة مازالت لم تلمس شيئا من ذلك على أرض الواقع، بل الأكثر من هذا وذاك هو تواجد مولدات ببعض المراكز ولا يقمن بوظيفتهن الموكولة لهن حيث يتخلصن من النساء الحوامل واللواتي هن مقبلات على الوضع وذلك بإرسالهن إلى المستشفى المتعدد الاختصاص بسيدي بنور أو مستشفى محمد الخامس بالجديدة ، وكم من سيدة وضعت مولودها وهي على السيارة في طريقها إلى المستشفى ، وكم من مصاب أو مريض فقد حياته وهو في الطريق بسبب التهاون والإهمال في أداء الواجب ، ويكفي هنا الرجوع إلى سجلات المرضى والولادة بالمستشفيين السالفي الذكر وسيتأكد بما لا يدع مجالا للشك كون عدد كبير من ساكنة القرى تقصدهما بالرغم من تواجد مركز صحي يتوفر على طبيبة أو طبيب وممرضين .
تعرف الصحة بالعالم القروي مجموعة من المميزات والخصوصيات المجالية والبشرية والتقنية تتلخص في ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الطبية ( كجهاز الفحص بالأشعة و أخرى للتعقيم ... ) وقلة الموارد البشرية وغياب التوعية والوقاية بما يساهم في ضمان صحة سليمة للفرد والمجتمع ويضع حدا لانتشار التعفنات والأمراض المنقولة وتوسيع رقعة الإشاعة والمعتقدات الخاطئة ... الأمر الذي يفرض على وزارة الصحة ومعها باقي الأجهزة المسؤولة، القيام بالإجراءات الضرورية والمراقبة الحازمة ضمانا لحقوق هذه الفئة من المواطنين في الاستفادة من خدمات المراكز الصحية والمساعدة الطبية كلما كان ذلك ممكنا وضروريا مع توفير الأدوية اللازمة و تقنين توزيعها بما يضمن الحق للجميع خدمة للصالح العام .
الحديث عن المركز الصحي أولاد سي بويحيا يجعلنا نشعر بآلام الساكنة نظرا لغياب التجهيزات الضرورية و شح الموارد البشرية، حيث يوجد به ممرضان فقط و بدون طبيب ، نفس الحال بالنسبة للمركز الصحي المشرك ، أما المركز الصحي بجماعة امطل فإنه هو الآخر يظل بناية دون أن تستفيد من خدماتها الساكنة رغم تواجد ممرضين به و طبيبة ، هذه الأخيرة لا يمكن أن تجدها بالمركز الصحي إلا يوم السوق الأسبوعي و في أحيان كثيرة لا وجود لها ، هذه هي الوقائع الصادمة التي رصدناها بالمراكز الصحية بدائرة سيدي بنور .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.