يوما بعد آخر، تزداد الأخبار الواردة من سجن عكاشة سوءا، وتنذر بكارثة إنسانية وشيكة. فالمضربون عن الماء بالجناح 4، حيث مصحة السجن، بلغوا يومهم السابع إلى غاية أمس الثلاثاء، وهم كل من ربيع الأبلق ونبيل أحمجيق، مع 19 يوما من الإضراب عن الطعام للأول، و17 يوما للثاني، وهم ليسوا وحدهم، بل تأكد بعد زيارة المحامين أن بدر الدين بولحجل المتواجد في الجناح 8، دخل في إضراب عن الماء هو الآخر منذ الخميس الماضي. وحسب بشرى الرويسي، عضو هيئة الدفاع، فإنه يشكل "الحالة الأخطر"، فهو لا يستطيع الوقوف، ومرافقوه أخبروا الرويسي أنه تعرض لحالات إغماء متكررة طيلة أيام الجمعة والسبت الماضيين، ولم يزره الطبيب إلا يوم الأحد ليلا دون أن تتم إحالته على المصحة، تقول الرويسي: "إنه معرض للموت في أي لحظة"، وفي نفس الغرفة يجاوره زكرياء أدهشور، الذي بلغ يومه الرابع عشر من الإضراب عن الطعام والسكر وقد أصبح يتقيأ الدم، زاره الطبيب ومنحه دواء، لكنه أصبح في عداد المضربين حتى عن الماء، لأنه كلما شربه كلما تقيأ أكثر، حسب ما أفادت به الرويسي الجريدة عقب زيارتها، وهي تؤكد أن معتقلا آخر تفاقمت حالته بعد ما حال إضرابه عن الطعام دون تناوله الدواء، وهو يوسف الحمديوي الذي يعاني مرضا نفسيا، وهو فوبيا الأماكن الضيقة، تقول الرويسي إن تواجده في الزنزانة، إضافة لتوقفه عن تناول الدواء، جعلا حالته تسوء أكثر، وهو يعاني من نزيف متكرر في الأنف. أما كريم أمغار، فتقول الرويسي إن معدل السكر في الدم انخفض بشكل خطير، حيث بلغ 0,3، وتقول إنها حين أخبرت المدير بذلك، كان جوابه: "كان لم يتناول فطوره بعد"! مستغربة هل المضرب عن الطعام يتناول الفطور. الجناح 4: مطالب الحراك وحملة التفتيش وراء التصعيد المضربون عن الماء جاء قرارهم المفاجئ بعد ما اعتبروه إهانة و"تشفي"، جراء حملة التفتيش التي طالت زنازينهم، حينما كانوا رفقة عائلاتهم في زيارة الأربعاء الفارط، وتعليق إضرابهم عن الماء مرتبط حسب محمد أغناج، أحد المحامين، بإعادة دفاتر محمد جلول التي تضم خواطره الشخصية، وإرجاع بعض الممتلكات المصادرة من الزنازين، وأن تمتنع الإدارة عن التفتيش بالشكل "المهين" الذي قامت به يوم الأربعاء الماضي، هذه الوضعية الاستثنائية من المنتظر حسب أغناج أن يتم تسويتها بعدما تدخلت أطراف ووعد مدير السجن بإرجاع دفاتر جلول وإيجاد حل للوضعية وهو الأمر الذي من المنتظر أن تتم مباشرته مساء الاثنين حسب أغناج. الجناح 8: خيبة أمل بعد وعد بالخروج من السجن الجناح رقم 8 الذي يخوض فيه 32 معتقلا إضرابا مفتوحا عن الطعام بعدما تم تنقيل محسن أثري من الجناح 4، هم الجناح الأكثر تشددا في إضرابهم، والسبب أنه يسيطر عليهم شعور أنهم تعرضوا للخداع والخذلان، وخابت آمالهم في وعود أعطيت لهم من طرف الإدارة وبعض الوسطاء، وهي أن العفو سيشملهم وسيتم إطلاق سراحهم. وبناء على هذا الوعد يقول أغناج، قدم 24 معتقلا من أصل 31 كانوا بالجناح 8 طلبات العفو قبل عيد العرش، والباقي قدموا طلباتهم قبل عيد الأضحى. وفي مدة الانتظار، كان معتقلو الجناح 8 قد مكنتهم الإدارة من وضع استثنائي، تم تجميعهم في سبعة زنازين في الطابق الأرضي من نفس الجناح، أبوابها كلها مفتوحة ويعيش المعتقلون بشكل جماعي مع الاستفادة من الاتصال بشكل حر مع العائلات وهم يعتقدون أنهم يمضون أيامهم الأخيرة بالسجن. مر عيد العرش و20 غشت و21 غشت وعيد الأضحى ولم يخرج المعتقلون من سجنهم، ف"كان رد الفعل النفسي عنيفا"، إضراب مفتوح عن الطعام بشكل صارم، يردف أغناج، وزاد من صرامته سلوك الإدارة الذي تغير فور بدء الإضراب.