في صباح يوم الأربعاء 28 ماي 2025، غيّب الموت الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة عن عمر ناهز 77 عامًا، مخلفة حزنًا كبيرًا في قلوب المغاربة، الذين عرفوها واحتضنوها لسنوات طويلة كممثلة قريبة من نبضهم، وحاضرة دائمًا في تفاصيلهم الفنية والوجدانية. طفولة ومسيرة مبكرة وُلدت نعيمة بوحمالة سنة 1948، في المغرب، وبرزت منذ سنوات شبابها الأولى بشغفها الكبير بالفن، لتشق طريقها بخطى ثابتة في الساحة الفنية المغربية. بدأت بوحمالة مسيرتها من خشبة المسرح، حيث كانت المسرحيات أول منابرها نحو الجمهور، وأظهرت موهبتها الفطرية في تقمص الأدوار وإيصال المشاعر ببراعة. التحول إلى التلفزيون والسينما انتقلت نعيمة بوحمالة من المسرح إلى التلفزيون والسينما، حيث وجدت مساحة أوسع للتعبير عن إبداعها، وشاركت في مجموعة من الأعمال الدرامية والسينمائية التي رسخت اسمها في ذاكرة الفن المغربي. من أبرز مشاركاتها التلفزيونية: * "أولاد الناس" (1999) – حيث قدمت أداءً متميزًا في مسلسل اجتماعي حمل رسائل قوية حول الأسرة والعلاقات الإنسانية. * "حديدان" (2009) – الذي يعتبر من أشهر أعمالها، حيث ساهمت في نجاح هذا العمل الفنتازي الذي جمع بين الطرافة والحنين للتراث المغربي. * "مداولة" (2013) – العمل الدرامي البوليسي الذي جمع بين التشويق والواقعية. * "هاينة" (2020) – حيث عادت بقوة إلى الشاشة في عمل درامي إنساني أثّر في الجمهور المغربي. أما في السينما، فقد تألقت في أفلام تركت بصمتها، أبرزها: * "الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء" – فيلم درامي جسّد الواقع القاسي في المدينة الكبرى، وظهرت فيه بوحمالة بأداء معبر وإنساني عميق. * "مروكي في باريس" (2012) – الذي تناول تجربة الهجرة والصدام الثقافي بأسلوب ساخر. * "هنا طاح الريال" (2016) – فيلم اجتماعي تناول مواضيع الفقر والتحولات الاقتصادية. فنها.. صوت الناس وصورة المجتمع ما ميز أعمال نعيمة بوحمالة هو قدرتها على تقمص شخصيات من قلب المجتمع المغربي، نساء عاديات، قويات، طيبات أو صامدات في وجه الحياة. لم تكن نجمة تستعرض شهرتها، بل فنانة تجسّد وجدان الناس وتعبّر عنهم ببساطة وعمق. ولهذا، ارتبط بها الجمهور المغربي عاطفيًا، وظلت حاضرة في الذاكرة الجماعية حتى بعد غيابها عن الشاشة في السنوات الأخيرة. رحيل مؤلم وذكريات خالدة شكل خبر وفاتها صدمة قوية لمحبيها ولأسرتها الفنية، حيث عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية، وأشاد فنانون كثر بخصالها الفنية والإنسانية. المخرج إدريس الروخ كتب في وداعها: "اللهم اجعل مثواها الجنة، لقد كانت فنانة حقيقية وقريبة من القلوب."، فيما عبرت الفنانة لطيفة أحرار عن حزنها قائلة: "رحمك الله يا نعيمة، كنتِ وستظلين في قلوبنا." قائمة أبرز أعمال الفنانة نعيمة بوحمالة أولًا: المسلسلات التلفزيونية السنة العنوان الملاحظات 1999 أولاد الناس دراما اجتماعية مؤثرة 2009 حديدان مسلسل فنتازي شهير 2013 مداولة دراما بوليسية واقعية 2020 هاينة مسلسل إنساني لاقى نجاحًا كبيرًا ثانيًا: الأفلام السينمائية السنة العنوان الملاحظات غير محدد الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء دراما واقعية ذات طابع إنساني 2012 مروكي في باريس فيلم كوميدي اجتماعي عن الهجرة 2016 هنا طاح الريال دراما اجتماعية عن الفقر والتحول إرث فني خالد تركت الفنانة نعيمة بوحمالة بصمتها في كل مجال فني خاضته، وكانت بحق من بين الوجوه المحبوبة لدى المغاربة، لما تميزت به من صدق في الأداء، وتنوع في الأدوار، وإنسانية في الحضور. رحم الله الفنانة، وجعل أعمالها صدقة جارية في ذاكرة الفن المغربي. هل ترغب بإضافة قسم عن الجوائز أو التكريمات، أو صفحة وداع مخصصة يمكن أن تُدرج ضمن موقعك؟ إرث فني لا يُنسى على مدى عقود، تركت نعيمة بوحمالة إرثًا فنيًا غنيًا يجمع بين المسرح، التلفزيون، والسينما. بصمتها لا تتجلى فقط في الأدوار التي أدتها، بل في الحب الذي حصدته من جمهورها، والصدق الذي طبع علاقتها بفنها. ورحيلها اليوم لا يعني غيابها، بل هو بداية لتكريم طويل مستحق، لفنانة من طينة نادرة، كانت مرآة للناس وصوتًا للواقع المغربي.