رسم محمد البريني، صحافي ومدير سابق ليومية "الاحداث المغربية"، صورة قاتمة عن مسار الصحافة المغربية واعتبرها أنها لم تمر بفترات مزدهرة باستثناء فترات محددة، وأوضح في مداخلة له في برنامج "مباشرة معكم" حول موضوع ، "أي مستقبل للصحافة الورقية والرقمية؟" على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف سنويا 3 ماي، (أوضح) أن جملة من العراقيل واجهتها الصحافة الورقية من الناحية الحصول على الحقوق القانونية في حرية الصحافة، مؤكدا في نفس السياق، أن الصحافة الورقية تعاني أزمة وجود في ظل الثورة التكنولوجية. ومن جهته، استعرض طلحة جبريل، رئيس تحرير موقع "عواصم"، تجارب دولية فيما يخص واقع الصحافة الورقية، واعتبر أن "الدول الإسكندنافية لم تتراجع فيها نسبة مقروئية" محددا أن المقاولات الصحفية انخرطت في مواكبة الثورة الرقمية وشرعت في المحافظة على تواجدها من خلال إنشاء مواقع إلكترونية تابعة لها، وشدد على أن "المشكلة ليست في الصحف بل في القراء". وأبرز جبريل، أن الصحافة الورقية تعاني من أزمة النموذج الاقتصادي باعتبارها صناعة في حاجة دائمة إلى استثمار. أما حسن حبيبي، صحافي وأستاذ جامعي، فأشار إلى أن المسار التراجعي المسجل في أعداد النسخ المباعة من الصحافة الورقية لم يختلف منذ نهاية التسعينات إلى غاية هذه الفترة، مردفا أن أعداد المبيعات في الصحف الورقية لا يتعدى اليوم 200 ألف نسخة، قائلا، " العناوين الجديدة لا تتوفر على شيء يسمى النموذج الاقتصادي الأمر الذي يسقطها في الهزيمة". أشرف الطريبق، صحافي بهسبريس، حسم بدوره النقاش حول نسب تراجع الصحافة الورقية إلى ظهور الصحافة الإلكترونية، وأرجح أفول الورقي إلى عدم مواكبتها الثورة التكنولوجية الجديدة التي ساهمت في الانتشار الواسع للإعلام الإلكتروني. وواصل الطريبق حديثه، على أن "الأزمة التي تعرفها الصحافة الورقية عرت الهشاشة للنماذج التي كانت تتواجد بالأسواق المغربية"، موضحا في الوقت ذاته، أن ما تعيشه الصحافة الورقية نتيجة ضعف النموذج الاقتصادي لأنها اعتمدت على الدعم المقدم لها من طرف الدولة وبعض المعلنين.