طنجة.. توقيف المتورط الرئيسي في سرقة قبعة "كوتشي" بحي بئر الشعيري    "كان فوتسال السيدات" يفرح السايح    عادل الفقير    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    حكومة أخنوش تُطلق أكبر مراجعة للأجور والحماية الاجتماعية    الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة للسيدات بمناسبة فوزه بكأس إفريقيا للأمم 2025    نواب بريطانيون عن الصحراء المغربية: مخطط الحكم الذاتي محفّز حقيقي للتنمية والاستقرار في المنطقة بأكملها    سيدات القاعة يفلتن من فخ تنزانيا في ليلة التتويج بلقب كأس إفريقيا    افتتاح فندق فاخر يعزز العرض السياحي بمدينة طنجة    ترامب يستقبل رئيس الوزراء الكندي    انطلاقة أشغال المركز الفيدرالي لتكوين لاعبي كرة القدم بالقصر الكبير    منتخب المغرب لأقل من 20 سنة يدخل غمار كاس افريقيا للأمم غدا بمصر    بهدف قاتل.. منتخب السيدات للفوتسال يتوج بلقب الكان في أول نسخة    زخات رعدية مصحوبة بتساقط البرد وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تتصدر تعيينات الأطباء المتخصصين لسنة 2025 ب97 منصباً جديداً    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    خبير صيني يحذر: مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    إدريس لشكر …لا ندين بالولاء إلا للمغرب    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    دراسة.. الأوروبيون مستعدون للتخلي عن المنتجات الأميركية    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد روبورتاج: دورة تكوينية دولية حول الإعلام و حقوق الإنسان بالناظور
نشر في أريفينو يوم 14 - 12 - 2014


تقرير خالد بنحمان، لحسن أهادي.
اليوم الأول:
في إطار سلسلة البرامج الموضوعاتية التي تسهر اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان للحسيمة والناظور والدريوش على تنفيذها بتعاون مع المعهد الكندي للعلوم الصحية و الاتحاد الدولي للصحافة ببروكسيل، استضاف فضاء العروض و الندوات بمنتجع الجبل الأخضر قرب مدينة أزغنغان بإقليم الناظور ما بين 11و 14 دجنبر 2014 الدورة التكوينبة الدولية حول" الإعلام و حقوق الإنسان" بمشاركة ثلة من الفاعلين الحقوقيين و الإعلاميين على المستوى المحلي و الوطني ووفد عن دول عربية شقيقة من فسلطين و لبنان و الأردن و مصر ممثلي مؤسسات إعلامية و منظمات أهلية و مدنية تعنى بحقوق الإنسان.
الدورة افتتحت بكلمة توجيهية وترحيبية لعضو اللجنة الجهوية ذ.عبد السلام أمختاري نيابة عن ذ. سعاد الإدريسي رئيسة اللجنة الجهوية التي تعذر عليها الحضور لظروف طارئة، أوضح فيها الأهداف المتوخاة من هذا الموعد التكويني من خلال بسط مجموعة من الأسئلة حول العلاقة بين الإعلام وحقوق الإنسان على ضوء واقع الممارسة الصحفية بإكراهاتها ومخاطرها، مشيرا إلى أن الدورة هي محطة ضمن العديد من الأنشطة المكملة لبعضها و التي تستهدف مختلف الفئات والشرائح في مقدمتها الجسم الصحفي باعتباره شريكا وفاعلا في نشر وإشعاع ثقافة حقوق الإنسان التي تؤطر عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان كمؤسسة أخذت على عاتقها تنزيل المبادئ الكونية للحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بصفة عامة. كما تقدم بالشكر والتنويه لكل المشاركين من داخل المغرب و خارجه و حرصهم على تلبية الدعوة والمساهمة في إنجاح الدورة الدولية ما يعكس قناعة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأهمية تأهيل العنصر البشري المهتم بمجال الإعلام .
و في تقديمه لموضوع ورشة العمل الأولى في محور "دور الإعلام في ترسيخ و تأهيل ثقافة حقوق الإنسان" قدم ذ.مولاي حفيظ الفاضل مندوب المعهد الكندي للعلوم الصحية بالمغرب و عضو الاتحاد الدولي للصحافة عبر فيها عن استعداد هذه المؤسسة الدولية لدعم برامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤكدا على أن الإعلام بشتى أجناسه فضاء للتعبير من خلال نقل الخبر وتغطية الحدث مؤكدا على أن المعهد الكندي يسعى دوما إلى الانفتاح على مختلف المجالات الترابية والجهات و جعل مثل هذه المناسبات التأطيرية فرصة للتواصل مع الطاقات والفعاليات الإعلامية. كما ركز على مسؤولية الصحفي في تناول المادة الخبرية بما يكفي من الحياد بعيدا عن الإثارة والقراءات الضيقة وإصدار الأحكام القبلية التي تسيئ لأخلاقيات العمل الصحفي و تسهم في فقدان المهنية. وتساءل المؤطر في هذا الصدد عن إمكانية توظيف الإعلام في تسويق ما هو إيجابي و إبراز مؤهلات المنطقة أو البلد بدل نشر المغالطات و التشهير بالأشخاص و الإضرار بسمعتهم تحت مبرر حرية التعبير التي لا تعني التأثير في الرأي العام عن طريق تحريف الحقيقة وملاءمتها وفق مزاجية محددة أو مصالح جهة معينة. وتطرق ذ. مولاي حفيظ إلى أن الصحفي مهما كانت مرتبته وطبيعة المقاولة التي يشتغل لفائدتها يمكن أن يسهم في التنمية المجالية وإعطاء قيمة مضافة لبلده ومحيطه.
وبغية إتاحة الفرصة للمشاركين من أجل استيعاب أكثر لمضمون العرض بطرق سلسلة ومبسطة تم الاشتغال على ورشة عبارة عن مهمة صحفية المراد منها تنزيل أهم الخلاصات و الأفكار التي استعرضها ذ. مولاي حفيظ الفاضل من خلال إنجاز تحقيقين يتناول الأول وصفا لعملية التحاق المشاركين بمركز العروض والندوات والمدة الزمنية التي تطلبها السفر وطبيعة مسار الرحلة ومميزاتها و صعوباتها ثم موضوع ثان قامت فيه المجموعة الثانية بإعداد تقرير صحفي حول أهم المؤهلات والخصائص التاريخية والثقافية والاقتصادية للمنطقة المستضيفة للدورة التكوينية.
حيث تم عرض خلاصات التحقيقين في محاور عامة وعناوين وأفكار مرفوقة بالشرح والتفصيل أتاحت فرصة التفاعل في إطار عمل المجموعات أو ما يصطلح عليه في مجال الإعلام بالأطقم الصحفية.
اليوم الثاني :
ضمن أشغال اليوم الثاني من الدورة التكوينية حول الإعلام و حقوق الإنسان التي تنظمها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان احتضنت قاعة العروض بمنتجع كوركو ورشة بعنوان "مجال حقوق الإنسان والإعلام أي تكامل؟ أطرتها الصحفية والناشطة المدنية رندة صادق الصادقة سفيرة النوايا الحسنة وعضوة بالاتحاد الدولي للإعلاميين استهلتها بتوطئة لعرضها تساءلت فيه عن إمكانية إرساء قواعد الحماية للممارسة الصحفية و الحد من الأخطار التي يتعرض لها الصحفيون في مناطق عدة عبر المعمور، مشيرة إلى الخصاص في الترسانة القانونية وغياب الضمانات اللازمة ضد الانتهاكات والتقتيل والاختطاف لاسيما وأن طبيعة الاشتغال في حالات الحروب والنزاعات تفرض الامتثال لمساطر محددة غير متاحة للجميع أحسنها كأقصى حد يضمن حيزا من السلامة الانضمام إلى طاقم ضمن الوحدات العسكرية بصفة مراسل حرب، كما تطرقت الأستاذة رندة إلى افتقاد الاتفاقيات الدولية و الأعراف المؤطرة لعمل الصحفيين أو التي تنظم ممارسة مهنة الصحافة باعتبارها عاجزة عن ضمان معدل مقبول من الحماية تحفز وتتيح للصحفيين الانخراط في أداء واجباتهم دون التعرض للأخطار أو الضرر الذي عادة ما تكون حالة الحرب مجالا للفوضى و التملص من المسؤولية.
و تفاعلا مع العرض تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين بغرض الإجابة على السؤال المحوري لموضوع الورشة من خلال استعراض مقترحات واجتهادات و آراء المشاركين بخصوص آليات تطوير مجال الإعلام في إطار حقوق الإنسان أو بصيغة أخرى عبر تمكين الصحفي من كافة حقوقه كإنسان يمارس أدواره في نقل الخبر بعيدا عن الحسابات و الإيديولوجيات والإثنية. وهو ما التقت بخصوصه خلاصة أشغال المجموعتين و تقاسمته مجموعة من الأفكار و القناعات تختصر تطلعات الجسم الصحفي وهمومه و آفاق اشتغاله وأهم المقترحات و الإجابات حول سبل تقوية و تحسين وضعية الصحفيين عبر العالم وتوفير شروط السلامة الجسدية والنفسية والمهنية في المناطق المعرضة للأخطار.
وفي سياق إغناء النقاش والتفاعل مع المشاركين في الدورة التكوينية استعرضت الصحفية رندة صادق التجربة الإعلامية اللبنانية وخصوصياتها بمنتوجها المتنوع و الغني على المستوى المرئي والإذاعي والمكتوب وباختلافاته وتقاطعاته عند تناوله للمواضيع و تنوع خطوطه التحريرية المستقلة والحزبية والرسمية وما أفرزته من تعدد النقاشات الإيجابية و السلبية والتباين والتفاوت في المهنية والموضوعية التي جعلت منابر إعلامية لبنانية تبرز على الساحة العربية و الدولية و تستقطب مشاهدين و متتبعين بنسب عالية كما هو الحال بالنسبة للقناة التلفزية الجديدة New Tv على ضوء تحقيقها في قضية مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري و تطورات مضامين تقريرها الإخباري الذي دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتماده كأرضية لمباشرة بحث حول دوافع عملية الاغتيال وما تلاها من استدعاء للطاقم المشرف على التحقيق الصحفي للتدقيق في معطيات المادة الخبرية ومصادرها مما اعتبر تضييقا ومحاصرة غير قانونية تمس بحقوق الصحافيين تحولت إلى قضية رأي عام دفع القوى المجتمعية والمنظمات الحقوقية والإعلامية داخل لبنان وخارجها للخروج تضامنا مع الطاقم الصحفي وتنديدا بإجراءات المحكمة الجنائية.
و خلصت المؤطرة إلى ضرورة تكثل الإعلاميين و إلتزامهم بالمهنية و الحياد و عدم السقوط في الذاتية و الرؤية الضيقة التي تؤثر سلبا في مصداقية المادة الخبرية التي تشترط الأمانة كما اعتبرت دور ومسؤولية المنظمات المدنية والأهلية حاضرة في التوعية بمكانة الصحفي وأهمية أدواره الحيوية التي تستوجب تمكينه من كافة الحقوق باعتباره إنسان أولا و صاحب رسالة نبيلة ثانيا.
وحول التجربة الإعلامية الأردنية استمع المشاركون لمدير "قناة اليرموك" السيد خضر المشايخ استعرض من خلالها مساره المهني المحفوف بمخاطر تعرض لها عبر مهامه كمراسل صحفي في ميدان الحرب بمنطقة الشرق الأوسط خاصة بالعراق و الصعوبات التي اعترضته في رسالته الإعلامية سواء عند التحاقه بميدان الحرب بطرق غير قانونية و ممنوعة مفتوحة على مخاطر عديدة وانتهاءا بما تعرض له من محاولة قتل من طرف الجيش الإسرائيلي وهو ضمن وفد صحفي على ظهر سفينة مرمرة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضمن أسطول الحرية الذي انطلق من الأراضي التركية حيث كاد الصحفي خضر المشايخ أن يلقى حتفه لولا مشيئة الله ونجاته بأعجوبة في ظل عجز المنتظم الدولي و مجلس حقوق الإنسان العالمي و صمته إزاء انتهاكات متواصلة للآلة العسكرية الإسرائيلية بالرغم من توفر كل القرائن والأدلة التي تورط إسرائيل بشكل لا يترك مجالا للشك.
كما ألقى خضر المشايخ نظرة على واقع الممارسة الإعلامية بالأردن التي لا تزال تعرف تراجعات خطيرة تبقى أبرز تجلياتها المحاكمات التي تستهدف زوار شبكات التواصل الاجتماعي بسبب التعبير عن آراءهم وإبداء إعجابهم بمواضيع معينة يتم التعامل معها من طرف الأجهزة القضائية من منظور قانوني يجرم رواد المنتديات وصفحات التواصل إضافة إلى الشروط التعجيزية المفروضة على المؤسسات الإعلامية الحديثة العهد و قيمة الرسوم المرتفعة الواجب أداؤها لفائدة الدولة الأردنية ما يعبر عن حضور الهاجس الأمني مع استمرار منع الصحفيين لتغطية أخبار و أحداث قطاع غزة و الضفة الغربية إضافة إلى احتكار العمل النقابي و تركيزه كحق يخص العاملين في التلفزيون الرسمي الأردني والمنابر المكتوبة الرسمية دون الانفتاح على الأجناس الصحفية والمهنيين المتواجدين بالمؤسسات الإعلامية الأخرى وتمكينها من حق الانتماء النقابي و الترافع لتحقيق مطالب تبقى مشروعة و عادية جدا، مشيرا في ذات الوقت إلى مجموعة من المكاسب التي تحققت وأجواء الانفراج في مجال الممارسة الصحفية مقارنة بالعديد من التجارب في المحيط الإقليمي. ليخلص في استنتاجاته إلى أن الارتقاء بأوضاع الصحفيين و ضمان حقوقهم وسلامتهم لن يتأتى سوى بتسريع وتيرة الاشتغال على الجانب القانوني من جل إعداد أرضية قوية من الترسانات العالمية تلزم كافة الدول على احترامها مرفوقة بآليات وضوابط زجرية تضمن احترامها و تنفيذها.
و حتى يتأتى للوفود العربية المشاركة التعرف عن قرب على التجربة المغربية في مجال الممارسة الإعلامية استعرض خالد بنحمان عن "يومية العلم" أبرز المحطات والتحولات والمكاسب التي تحققت بدءا بتجربة الصحافة الحزبية و الانفراج السياسي و الديمقراطي و الحقوقي الذي انعكس إيجابا على الممارسة الإعلامية توج بظهور صحافة مستقلة استقطبت اهتمام القراء وأتاحت اختيارات كثيرة تعززت مع الثورة التكنولوجية من خلال صحافة إلكترونية فتية وواعدة، مقابل ذلك أشار خالد بنحمان إلى استمرار احتكار الدولة المغربية للمشهد الإعلامي المرئي بالرغم من توفر شروط قيام إعلام تلفزي بمقاييس احترافية تشهد عليها الكفاءات و الخبرات المغربية العاملة داخل الوطن و خارجه داخل أبرز المؤسسات العالمية. وفي نفس السياق تطرق إسماعيل الجيراري عن الموقع الإخباري "الدريوش سيتي" إلى القيمة المضافة للصحافة الإلكترونية ومساهمتها في تنويع العرض الصحفي وأدوار القرب والتفاعل المباشر مع القضايا المجتمعية وتناول الخبر والسرعة في تناول المادة الإعلامية.
وكخلاصة عامة اعتبرت مؤطرة ورشة اليوم الثاني من الدورة التكوينية أن وجود هيئات دولية وإقليمية يعد خطوة في طريق مأسسة الجسم الصحفي و تمكينه من سلطات تقريرية ذات تأثير و قوة وفعالية على المستوى العالمي والوطني لا تقتصر على إعداد التقارير والتضامن ورصد حالات الانتهاكات في حق الصحفيين. لتختتم أشغال الورشة بكلمة الأستاذ مولاي حفيظ الفاضل أعرب فيها عن تفاؤله إزاء أجواء الدورة التكوينية في يومها الثاني بما أتاحته من فرص التلاقح الفكري والانفتاح على تجارب مختلفة وتقوية آليات التواصل بين مكونات الإعلام من جهة و بين الفاعلين الحقوقين من جهة أخرى الأمر الذي سيسهم في تحقيق أهداف الدورة وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان على نطاق أوسع.
اليوم الثالث والأخير من الدورة التكوينية
تميز اليوم الثالث والأخير ضمن الدورة التكوينية حول الإعلام وحقوق الإنسان بتنظيم لقاء مفتوح مع ممثلي تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية محمد بن عبد الكريم الخطابي من مختلف المستويات والشعب الدراسية حول حقوق الإنسان على ضوء الاتفاقيات والتشريعات الوطنية والدولية التي تحدد مظاهر وتجليات حقوق الطفل والراشد بمنظور إنساني وحقوقي وكوني. وبعد كلمة السيد عياد أزيرار مدير المؤسسة رحب فيها بالحاضرين ومنوها بمبادرة اللجنة الجهوية وانفتاحها على المحيط المدرسي تطرقت الأستاذة والقاضية جميلة المهوطي عضوة في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان للحسيمة والناظور والدريوش إلى مجموعة من المواثيق والمعاهدات التي تحدد مجالات حقوق الطفل في مقدمتها الحق في التعليم والصحة والكرامة، كما كانت فرصة للمستفيدين للاستماع إلى مداخلات ضيوف الدورة التكوينية من ممثلي الدول العربية الشقيقة استعرضوا فيها واقع المنظومة التعليمية والوضعية الاجتماعية والاقتصادية ببلدانهم وموقع الحياة المدرسية والشأن التعليمي خاصة بالمناطق المعرضة للحروب والنزاعات أهمها معاناة الأطفال في فلسطين المحتلة من طرف الآلة العسكرية الصهيونية الغاشمة. واعتبرت جل المداخلات أن واقع التلميذ والطفولة بالمغرب يؤشر على مستوى أفضل ومتقدم مقارنة مع دولهم في مجال المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية ما تدل عليه وتيرة المنجزات التي حققها المغرب خاصة في عهد جلالة الملك محمد السادس الذي حظي بتقدير واحترام كبيرين من لدن المتدخلين. وقد أجمع ضيوف الدورة في كلمتهم على أهمية استيعاب جيد لمفهوم الحرية والحق والمواطنة وسبل توفير المناخ الملائم للأطفال من أجل تعليم يضمن لهم فرص الاجتهاد والارتقاء والمساهمة في التنمية الأمر الذي عكسته نقاشات تفاعلية تلقائية لممثلي تلاميذ الثانوية التأهيلية محمد بن عبد الكريم الخطابي أبرزوا فيها مدى وعيهم وانشغالاتهم وحرصهم على التعلم والتحصيل الدراسي نظرا لتأثير ذلك في تقدم الأمم والشعوب وتحقيق الرفاهية المنشودة و ترسيخ قيم حقوق الإنسان.
وفي سياق التعريف بمؤهلات المنطقة نظمت على شرف الوفد العربي و المشاركين زيارة ميدانية إلى موقع مارتشيكا السياحي وقفوا خلالها عند مجموع المشاريع والأوراش التي يشهدها محيط البحيرة في إطار تصور وطني مندمج يعنى بالدفع بالاقتصاد المحلي والجهوي عبر تسخير الإمكانيات الطبيعية والسياحية التي يزخر بها إقليم الناظور حيث أشرف على تأطير الخرجة ذ. شهرزاد أمهاجر عضوة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان للحسيمة والناظور والدريوش وهي أيضا إطار بوكالة تهيئة مارتشيكا مسؤولة عن الأنشطة الاجتماعية والمواطنة بالوكالة قدمت خلالها نبذة عن الخصائص الطبيعية وإطلالة تاريخية للأدوار التي كان يلعبها الموقع إبان فترة الإستعمار الإسباني عبر استغلال الثروات الباطنية لمناجم الحديد بمرتفعات بني بويفرو ( جبل إ يكسان) وجعلها في خدمة النهضة الصناعية التي شهدتها الجارة الشمالية للمغرب في بداية القرن الماضي. كما قامت بتعريف أهداف المشروع من الناحية البيئية ودوره في تحقيق إقلاع سياحي بشمال المغرب.
وفي الختام تم تكريم المشاركين في الدورة وتسليمهم شواهد تقديرية بمناسبة اجتيازهم التكوين الموضوعاتي حول الإعلام وحقوق الإنسان.
تعليق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.