نظرا لإغلاق المعابر الثلاثة : بني انصار، الحي الصيني أو "باريو تشينو"، وفرخانة مع مليلية المحتلة. ولعدم قدرة سيدة في عقدها الثالث عن إعالة أسرتها التي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة؛ما دفعها لتغيير مهنتها : "التراباندو" أو التهريب المعيشي الذي اعتادت عليه منذ سنوات؛ إلى"شوافة". فبالرغم من قساوة هذا العمل "التراباندو": حمل سلع تزن في بعض الأحيان إلى مئة كيلوغرام؛ و الإهانة من قبل قوات الأمن الإسبانية المكلفة بتدبير المعابر في جانب مدينة مليلية … ف"التهريب" كان يضمن لها دخلا يقيها شر الاستنجاد بالناس…ولكن: إغلاق المعابر الثلاثة، جعلها تختارعملا آخر أقل عذابا. واحترفت مهنة "شوافة"وهذا نتاج تراكمات عديدة عجلت بكشف سخطها على الوضع. فقد اختارت هذه السيدة مهنة السحر و الشعوذة للخروج من محنتها؛ وما ساعدها أكثر على ذلك هو إدعائها أن بها مسا ويلبسها الجن. وجهل بعض من يقصدونها من الشابات خاصة العازبات واللواتي يتعرضن للمعاناة مع العائلة ومع أزواجهن، وكذا ذوي ضعف الإيمان والتقوى أو انعدامه…فأصبحت هذه السيدة معروفة بإقناعها للناس وباغراءاتها في عالم الشعوذة في وقت وجيز و خاصة بعض ممتهنات التهريب المعيشي… فهي تعرف كيف تتكهّن من خلال الشعوذة بمستقبلهم. ومن بين زبنائها الفتيات خصوصا منهن العازيات والعوانس بهدف طلب الزواج، أو عاقرات يرغبن في الإنجاب، أو إلحاق الأذى بآخرين. وتشتهرهذه الشوافة باستقبالها عدداً من الزبائن من مختلف الأعمار؛ وتقرأ لهم الطالع، وتخبرهم عن المستقبل في حياتهم العاطفية والعائلية والمهنية.