1. الرئيسية 2. المغرب الكبير ناشطون موريتانيون يتظاهرون أمام السفارة الأمريكية تنديدًا بالتصعيد في غزةوإيران نواكشوط - محمد سيدي عبدالله الأثنين 16 يونيو 2025 - 14:33 تجمّع مئات الموريتانيين، مساء الأحد، أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، للتعبير عن رفضهم للتصعيد العسكري الإسرائيلي في كل من قطاع غزةوإيران، ولتحميل الولاياتالمتحدة مسؤولية دعم هذه العمليات. المتظاهرون، الذين لبّوا دعوة أطلقتها "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة"، رفعوا شعارات تضامن مع غزة، وأخرى منددة بما وصفوه ب"العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد إيران"، مطالبين بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل. واستمرت الوقفة حتى ساعات متأخرة من الليل، وسط ترديد هتافات وشعارات رافضة لما وصفه المشاركون ب"الصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة"، ومؤكدين في الوقت ذاته دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية. وتزامنت هذه التحركات مع تصعيد ميداني تشهده المنطقة، حيث شنّت إسرائيل، فجر الجمعة، هجوما جويا على أهداف في إيران باستخدام عشرات الطائرات، في عملية أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت فيها منشآت نووية وقواعد صاروخية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. ووصف الجيش العملية بأنها "استباقية"، مشيرا إلى أنها نُفذت بتوجيه من المستوى السياسي الإسرائيلي، في حين صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الهدف منها "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية". الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أعلنت طهران تنفيذ سلسلة من الضربات المضادة باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، في عشر موجات متتالية، أسفرت، حتى مساء الأحد، عن مقتل نحو 14 شخصا وإصابة أكثر من 345 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية وتقارير إعلامية عبرية. وفي موريتانيا، أصدرت عدة تشكيلات سياسية بيانات تفاعلت فيها مع هذه التطورات، من بينها حزب "الإنصاف" الحاكم، الذي اعتبر أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل "استهدافًا لسيادتها وخرقًا صريحًا للقانون الدولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف التصعيد والعودة إلى مسارات الحلول السياسية". أما حزب "تواصل" المعارض، فرأى في الهجوم الإسرائيلي "تصعيدًا خطيرًا يمس استقرار المنطقة"، مؤكدا أن "العدوان لن يزيد الأمة إلا صمودًا وتمسكًا بحقها"، وداعيًا "القوى الحية في الأمة وأحرار العالم إلى الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة ما وصفه بالمخططات الإسرائيلية". تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر 2023 عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، أوقعت حتى الآن أكثر من 184 ألف قتيل وجريح، بحسب أرقام صادرة عن جهات طبية فلسطينية، بالإضافة إلى آلاف المفقودين وموجات نزوح واسعة، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة، وأوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية لوقف العمليات العسكرية. الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران يُعد الأوسع من نوعه، ويشير، وفق مراقبين، إلى تحول في طبيعة المواجهة بين الطرفين، من عمليات سرية تُنفذ في إطار ما يُعرف ب"حرب الظل"، إلى مواجهة عسكرية مفتوحة ذات أبعاد إقليمية.