1. الرئيسية 2. تقارير بعد 3 أيام على تصريحات وزير الخارجية الروسي حول الحكم الذاتي.. محادثات مرتقبة غدا الخميس بين بوريطة ولافروف في موسكو حول الصحراء الصحيفة - خولة اجعيفري الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 14:00 أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في إطار حوار سياسي "منتظم وبنّاء" يجمع البلدين حول قضايا ثنائية وإقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية خلال إفادة صحفية في موسكو نقلتها وكالة "إنترفاكس" الروسية إن الجانبين سيبحثان "الوضع الحالي وآفاق التطوير التدريجي للعلاقات الثنائية بشكل تفصيلي"، مضيفة أن جدول المباحثات سيتناول أيضا "القضايا الراهنة على الأجندة الإقليمية والدولية، مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك في منطقة الصحراء والساحل". وأكدت زاخاروفا على "الطابع المنتظم والبنّاء للحوار السياسي الروسي المغربي"، مشيرة إلى أن اللقاء يعكس رغبة البلدين في تعميق التنسيق الثنائي حول الملفات الإقليمية الحساسة وتوسيع التعاون الاقتصادي والدبلوماسي، بما يتماشى مع العلاقات التاريخية التي تربط الرباطوموسكو منذ ستينيات القرن الماضي. وتأتي هذه المحادثات بعد أيام على إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من موسكو، أن بلاده مستعدة للترحيب بمقترح الحكم الذاتي المغربي لإنهاء الصراع حول الصحراء، باعتباره أحد أوجه تقرير المصير المعتمدة من طرف الأممالمتحدة، إذا ما تم ذلك عبر اتفاق جميع الأطراف. وكشف لافروف ضمن اللقاء، عن تطور ملحوظ في موقف موسكو، قبل قرار مجلس الأمن الدولي المتوقع نهاية شهر أكتوبر الجاري في جلسة ترأسها بلاده، إذ لأول مرة تُبدي الحكومة الروسية ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي المغربي كخيار واقعي لطي الملف. وأورد لافروف أن الموقف الروسي بشأن قضية الصحراء "يرتكز على قرارات الأممالمتحدة"، مضيفا أن بلاده تدعم مبدأ تقرير المصير من خلال "الحوار" وليس عبر "إجراءات أحادية"، وتابع "مقترح الحكم الذاتي المغربي يمكن أن ينجح، شرط اتفاق جميع الأطراف وتحت إشراف أممي". واعتبر لافروف أن مشكلة الصحراء المطروحة على الطاولة منذ 50 عاما، كان في السابق تسير نحو تنفيذ الاستفتاء، مردفا "لكن الوضع تغيرا لاحقا"، مشيرا إلى المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي الذي اعتبر أنه يدخل ضمن خيارات "تقرير المصير". وأورد المسؤول الحكومة الروسي أن "هذا الخيار يمكن أن يكون حلا، طالما أنه منصوص عليه من طرف الأممالمتحدة ويتماشى مع قراراتها، وإذا كان مقبولا لدى الجميع فهو مقبول لدينا أيضا" لافتا إلى أنه "بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، فقد سلكت طريقا آخر، حين اعترفت بالسيادة المغربية على الصحراء، خلال ولاية ترامب الأولى، وبالنسبة لهم فإن القضية قد حُسمت، أما بالنسبة لنا فلن تُعتبر القضية مغلقة إلا إذا شعرت جميع الأطراف أن القرار اتخذ على أساس التوازن العادل للمصالح". وفي إشارة إلى القرار الجديد المتوقع من طرف مجلس الأمن بخصوص إعادة تعريف بعثة الأممالمتحدة، لتتحول من "المينورسو"، التي تعمل على تطبيق الاستفتاء، إلى صيغةٍ جديدة تعمل على تنزيل الحكم الذاتي، أورد لافروف أن بلاده ستستند إليه عند اعتماده. وختم لافروف كلامه بالقول "حاليا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو الإطار الوحيد الذي نتوفر عليه، وينبغي إعداد قرار أممي جديد يستند إلى مبادئ أخرى للتسوية، وحينها سنكون مستعدين لمناقشة تلك المبادرات إذا تم الاعتراف بها من قبل جميع الأطراف المعنية". وتشهد الساحة الدولية تحولات جيوسياسية متسارعة، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز حضورها في إفريقيا وتطوير علاقاتها مع القوى الإقليمية المعتدلة، فيما يواصل المغرب انتهاج سياسة خارجية قائمة على التوازن والانفتاح على مختلف الشركاء الدوليين. وإدراج منطقة الصحراء والساحل ضمن أجندة المباحثات المنتظرة، يشي بإدراك موسكو للدور المحوري الذي يلعبه المغرب في استقرار المنطقة، خاصة في ظل تفاقم الأزمات الأمنية والإنسانية في منطقة الساحل الإفريقي كما أن هذا التركيز يؤكد أن قضية الصحراء المغربية باتت تحضر في أجندة النقاشات الدولية الكبرى باعتبارها عنصرا مؤثرا في توازنات الأمن الإقليمي. ومن المنتظر أن تشكل هذه المحادثات خطوة جديدة في المسار التصاعدي للعلاقات المغربية الروسية، بعد سلسلة من اللقاءات التي جمعت مسؤولي البلدين في السنوات الأخيرة، والتي ركزت على ملفات الطاقة، والتبادل التجاري، والتعليم العالي، والسياحة، ومكافحة الإرهاب. واستمرار هذا الحوار المنتظم بين الرباطوموسكو يعكس رغبة الجانبين في تجنب الاستقطاب الدولي الحاد والحفاظ على سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة، تقوم على التنسيق البراغماتي والانفتاح المتبادل، في وقت تتزايد فيه التوترات الدولية والحسابات الجيوسياسية المعقدة.