1. الرئيسية 2. تقارير حذر "الدول الراعية" من أن مسؤوليتها لا تسقط بالتقادم.. بوريطة: 120 ألف طفل في مُجندون إفريقيا والجماعات الانفصالية تستغلهم في أعمال إجرامية الصحيفة من الرباط الخميس 20 نونبر 2025 - 14:30 دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالرباط، إلى الانتباه أكثر لظاهرة تجنيد الأطفال الذين يتم استغلالهم، خصوصا من طرف الجماعات الانفصالية في إفريقيا، موجها أيضا تحذيرا ل"الدول الراعية" لهذه الجريكة، في إشارة ضمنية إلى جبهة "البوليساريو" والجزائر. وفي كلمة افتتاحية ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الوزاري الإفريقي حول نزع السلاح والتسريح وإعادة إدماج الأطفال الجنود، شدّد بوريطة، على ضرورة وضع إطار قانوني إفريقي فعّال للتصدي لظاهرة تجنيد الأطفال. وأوضح بوريطة أن القارة الإفريقية ما تزال تعاني من فراغ قانوني وافتقار لمرجعية مشتركة وشاملة لمواجهة هذه الجريمة، معتبراً أن الوقت مناسب لاعتماد آلية قانونية تنطلق من واقع القارة وتجيب عن الثغرات الموجودة في التشريعات الحالية. وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، أن خطوة من هذا النوع ستكون محطة تاريخية، إذ ستسمح بمواءمة المعايير الدولية مع السياق الإفريقي وتعزيز قدرة الدول على محاسبة المتورطين في تجنيد الأطفال. وتوقف بوريطةعند الرؤية الإفريقية التي يدافع عنها الملك محمد السادس، المرتكزة على التضامن والمسؤولية المشتركة، مبرزاً التزام المغرب بحماية الأطفال والدفاع عن كرامتهم، كما اعتبر أن مؤتمر الرباط يعكس إرادة جماعية للتصدي لأحد أكبر التحديات الأخلاقية المعاصرة، والمتمثل في استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة. وأشار بوريطة إلى أن إفريقيا تضم نحو 120 ألف طفل جندي، أي ما يقارب 40 في المائة من مجموع الأطفال المجندين عبر العالم، وهو رقم يعكس خطورة الوضع. وقال الوزير إن استمرار تجنيد القاصرين من طرف الجماعات المسلحة يعرقل جهود استعادة الاستقرار في الدول المتضررة، مضيفاً أن مبادرات نزع السلاح وإعادة الإدماج ما تزال غير مكتملة وتعاني في بعض الحالات من ضعف في التصميم وغياب مقاربة شمولية ومتعددة الأبعاد. ونبه بوريطة إلى الدور الخطير الذي تلعبه الجماعات الانفصالية والإرهابية في تأجيج هذه الظاهرة، مؤكداً أن هذه الجهات تستغل الأطفال في أنشطتها الإجرامية دون أن تطالها أي مساءلة. وشدد الوزير على أن الصمت تجاه هذه الجرائم غير مقبول، وأن المسؤولية الجنائية في هذا المجال تظل ثابتة ولا تسقط بالتقادم، سواء تعلق الأمر بالأفراد أو بقيادات الجماعات أو بالدول الراعية لهم. واختتم بوريطة مداخلته باقتراح إنشاء "مجموعة أصدقاء نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج الخاصة بالأطفال"، تكون مهمتها قيادة جهود صياغة اتفاقية إفريقية حول منع تجنيد الأطفال وضمان إعادة إدماجهم في مجتمعاتهم.