في غمرة الحديث عن سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لإقناع المغرب بتطبيع علاقاته الدبلوماسية مع هذه الأخيرة، لتضم إلى الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وبعدهما السودان التي أعلنت بدورها مؤخرا القبول بتوقيع "اتفاق سلام" مع تل أبيب، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن العلاقات المغربية الإسرائيلية موجودة بالفعل منذ عهد رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين. وفي تقريره الذي كان يتحدث عن إغفال وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين ذكر دور رابين في "صنع السلام" مع مجموعة من الدول العربية خلال حديثه أمام رجال أعمال أمريكيين وإسرائيليين وإماراتيين في أبو ظبي الأسبوع الماضي، أوضح "أكسيوس" أن رابين نجح في توقيع اتفاقيات سلام وإقامة علاقات مع مجموعة من الدول العربية من بينها المغرب. وتابع التقرير أن رابين عمل على صنع السلام مع الأردن ثم أبرم اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، كما أقام علاقات مع المغرب وتونس وسلطنة عمان، وهو الأمر الذي لم يذكره وزير الخزانة الأمريكي خلال خطابه، الأمر الذي أزعج داليا رابين ابنة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ما دفعها إلى تنبيه منوتشين إلى ذلك دون التعريف بنفسها، لذلك أجابها بأنه ليس مدينا لها بأي تفسير، قبل أن تضطر مساعدته إلى تفسير موقفه بعد التعرف على هويتها خاصة وأن ذكرى اغتيال رابين تحل بعد أيام. وكان رابين أول رئيس وزراء إسرائيلي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب وذلك في 14 شتنبر 1993 حيث استقبله الملك الراحل الحسن الثاني ودارت بين الاثنين محادثات مطولة، واستقطبت هذه الزيارة أنظار العالم حينها خاصة وأنها جاءت بعد يوم واحد فقط من توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي لاتفاقية أوسلو بواشنطن إلى جانب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي حضر بصفته رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وقتها، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وترغب إسرائيل حاليا في توقيع اتفاق تطبيع شامل مع المغرب يشمل تبادل السفراء والتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي وإطلاق رحلات مباشرة بين تل أبيب والرباط، علما أن العلاقات الرسمية بين البلدين كانت قد انتهت بشكل رسمي في 23 أكتوبر 2000 بعد قرار المملكة إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط ومكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، تلا ذلك وقف لجميع رحلات الطيران المباشرة، وذلك عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
