صادق البرلمان الاسباني علي اتفاقية يتم بموجبها ترحيل القاصرين المغاربة الي بلدهم، بينما أعربت الجمعيات غير الحكومية عن قلقها من تطبيق هذه الاتفاقية لأنها ستخرق حقوق القاصرين المنصوص عليها في القانون الاسباني والمواثيق الدولية. في هذا الصدد، صادقت اللجنة البرلمانية الخاصة بالشؤون الخارجية في مجلس النواب الاسباني مساء الثلاثاء علي اتفاقية جري توقيعها مع المغرب مؤخرا حول ترحيل القاصرين المغاربة الذين ليس لديهم عائلات في هذا البلد الأوروبي تحتضنهم وتربيهم. وكانت هذه الاتفاقية قد جري التوقيع عليها في الرباط يوم 6 اذار (مارس) الماضي خلال القمة المغربية الاسبانية الأخيرة، وإضافة الي التنصيص علي ترحيل القاصرين فهي تهدف الي التقليل من هجرتهم مستقبلا وتخصيص ميزانية لتنمية المناطق التي تشهد هجرة قوية للقاصرين في المغرب. وكانت النائبة الأولي لرئيس الحكومة تريسا دي لفيغا قد صرحت مؤخرا أن اسبانيا تشيد مراكز تكوين في المغرب مخصصة لتكوين القاصرين المغاربة .ولم تحظ الاتفاقية بالإجماع بل كانت هناك أصوات عارضتها مثل نواب اليسار الموحد والفريق المختلط. وأوضح الأمين العام لليسار الموحد غاسبار جاماساريث وهو السياسي المعروف بمناهضته للإجراءات الحكومية في مجال الهجرة أن الأمر يتعلق بقاصرين ولهم حقوق اساسية يجب ان تحترم، ولا ننسي ان أحكاما صدرت ضد عمليات ترحيل القاصرين لأن حقوقهم لم تحترم، وبالتالي فيجب الأخذ بعين الاعتبار بهذه الأحكام ورفض هذه الاتفاقية . وتابع ان الجمعيات الحقوقية، أكدت في أكثر من مناسبة ان عمليات الترحيل لا تحترم الحد الأدني من الحقوق المتعارف عليها.وبالفعل، فعشرات الجمعيات غير الحكومية في اسبانيا تندد بهذه الاتفاقية وتحذر منها، وصرحت أمايا فالكارسل، الأمينة العامة للجنة الاسبانية لمساعدة اللاجئين أمس الأربعاء أن التعامل مع القاصر يتطلب تعاملا خاصا فوق اعتباره مهاجرا ، واستطردت لا يجب نقل القاصرين الي المغرب في ظل غياب مؤسسات تستقبلهم وتعتني بهم .ويوجد في اسبانيا قرابة ستة آلاف من القاصرين المغاربة موزعين علي مراكز خاصة والبعض منهم يعيش في الشارع عرضة للاستغلال الجنسي أو ضحية شبكات توزيع المخدرات وعمليات النشل والسرقة، وتورط قاصرون مغاربة مؤخرا في عمليات قتل في العاصمة مدريد.وارتفعت وتيرة وصول القاصرين الي اسبانيا خلال السنتين الأخيرتين علي متن قوارب الموت وآخرها وصول قرابة ستة علي متن قارب الي جزر الخالدات الثلاثاء، وبدأت هجرة القاصرين تتخذ طابعا منظما مع مرور الوقت حيث أن العائلات هي التي ترسل أطفالها الي اسبانيا، معتقدة ما يقول الخبير بهذا الملف عزيز الهاشمي ان وصول الطفل يعني السماح لعائلته بالقدوم الي اسبانيا مستقبلا .ويشكل القاصرون المغاربة مشكلا حقيقيا للسلطات الاسبانية التي تجد نفسها مجبرة باسم القانون علي التكفل بتغذيتهم وملبسهم وتدريسهم. وتعتبر هجرة القاصرين القضية التي تبقي معلقة في ملف الهجرة السرية بين الرباطومدريد بعد إيجاد حلول لهجرة الكبار.وعلي الرغم من ذلك، فالأوساط الاسبانية تدرك جيدا ان ترحيل القاصرين ستكون عملية بطيئة بل وعدد الذين سيصلون الي الأراضي الاسبانية سيفوق بكثير عدد المرحلين، وبالتالي لا تنتظر هذه الأوساط حلا قريبا في الافق.