هددت تركيا نظام بشار الأسد برد أقوى إذا استمر قصف جيشه للأراضي التركية الواقعة على الحدود. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن رئيس أركان الجيش التركي نجدت أوزال قوله، أمس، إنه «كان ردنا على القصف السوري بالمثل ولكن إذا استمر سيكون أكثر قوة». وأضاف: «لقد رددنا (على إطلاق النار السوري) وإذا ما استمروا فسوف نرد بشكل أشد قوة من قبل». وجاءت تصريحات رئيس الأركان التركي في أثناء قيامه بجولة على قرية اكجاكالي (جنوب شرق) حيث قتل خمسة أتراك مدنيين في الرابع من أكتوبر الجاري في قصف سوري ردت عليه المدفعية التركية. وكان الجنرال نجدت أوزال قد تفقد، أول أمس، القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت حوادث مسلحة مؤخرا بين البلدين. وزار أوزال برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب) التي شهدت تبادل إطلاق نيران مدفعية بين سوريا وتركيا. وأكدت «وكالة أنباء الأناضول» أن الجنرال التركي سيزور مواقع أخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي عززت بسبب الحرب الدائرة في سوريا. وردت المدفعية التركية، الاثنين الماضي، لليوم السادس على التوالي على استهداف أراضيها فأطلقت النار على مواقع للجيش السوري. وسقطت القذيفة السورية الأخيرة في إحدى مناطق هاتاي. ومنذ استهداف بلدة أكجاكالي التركية الأربعاء الفائت من الأراضي السورية الذي أدى إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك تعمد أنقرة إلى الرد على كل طلقة سورية للجيش النظامي تصل إلى أراضيها. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن، أول أمس، أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين. وقال أردوغان أمام مجلس الأمة (البرلمان) إن «تركيا ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة»، وأشار إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية. وأضاف أن «جنود نظام الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل وسنضرب كما يضربون وجاهزون لكل الاحتمالات». وأوضح أن «تركيا فقدت 5 من أبنائها جراء القصف السوري، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي». وتابع إن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا»، متعهداً بمواصلة دعمه، «ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين». وقال رئيس الحكومة التركي إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «قتل 30 ألفاً وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي». وأضاف أنه لا ينتظر ممن ينظرون إلى تركيا والعالم من منظور ضيق أن يتفهموا سياسات حكومته، «لأن الشعب التركي يفهمنا ويدعمنا». وهاجم أردوغان حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كلجدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان الحكومة التدخل العسكري خارج حدود البلاد، قائلاً: «لقد وقفتم أمام الولاياتالمتحدة بخشوع». وأضاف: «إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعِزّة نفسنا لا تقبل»، مضيفًا: «من لا يقف موقفًا وطنيًا في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري عليه أن يرحل عنا». وأضاف «نتعرض لإطلاق قذائف بشكل يومي من دولة جارة لنا فيسقط جراء ذلك قتلى وزعيم المعارضة لدينا يدافع عن ذلك، هل تريدون أن نسكت على قتل أبنائنا؟». وتابع أن حزب الشعب الجمهوري بمعارضته التفويض «وكأنه يدعم النظام السوري»، ودعا كلجدار أوغلو إلى تغيير موقفه. وقال «نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي من أهل السنة». وتساءل: «هل تريدنا المعارضة التركية أن نسكت على قتل أبنائنا في القرى الحدودية بنيران النظام السوري؟»، وتابع: «علينا أن نكون حازمين وأن نبعد حزب الشعب الجمهوري التركي لأنَّه يدعم النظام السوري». وأوضح أردوغان «صبرنا كثيرًا على الانتهاكات السورية على الحدود ولكن عندما قتل مواطنون رأينا وجوب التدخل»، مردفًا: «جاهزون لكل الاحتمالات.. وسنضرب من يضربنا، سنستخدم كل الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أرضنا وشعبنا إلى أن نستنفد كل الخيارات السياسية». ولفت إلى أنَّ «النظام السوري استمرّ بموقفه العدائي وكان من المحتم علينا الردّ بالمثل، مبينًا «لسنا أعداءً للشعب السوري ولن نتخلى عنه». وكان البرلمان وافق على المذكرة التي رفعتها له الحكومة بعد مقتل خمسة أتراك جراء سقوط قذائف سورية على بلدة حدودية تركية. خطط «الحلف الأطلسي» وفي تطور لافت، أعلن الحلف الأطلسي عن خطط جاهزة لديه للدفاع عن تركيا بعد الهجمات التي استهدفتها مؤخرا من نظام الاسد. وقال أندرس فو راسموسن الأمين العام للحلف، أول أمس، إن الحلف لديه خطط جاهزة للدفاع عن تركيا ضد أي هجوم من سوريا اذا لزم الامر لكنه عبر عن أمله في أن يتوصل البلدان إلى طريقة للحيلولة دون تصاعد التوترات, وفقا لوكالة «رويترز». وأبدى سفراء حلف شمال الأطلسي دعمهم لتركيا في اجتماع طارئ عقد الأسبوع الماضي بعد أن سقطت قذائف سورية على بلدة حدودية في تركيا مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين. وقال راسموسن للصحفيين قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف الذي يضم 28 دولة في بروكسل «لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها اذا لزم الأمر.» وأشاد راسموسن بالحكومة التركية لضبط النفس قائلا إنه يأمل أن يتجنب الطرفان تصعيد الأزمة. ومضى يقول «من الواضح أن لتركيا حق الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي... أود أن أضيف إلى ذلك أن من الواضح أن تركيا يمكنها الاعتماد على تضامن حلف الأطلسي معها». وكانت صحف تركية قد كشفت أن أنقرة حددت 4 خطوط حمر لنظام بشار الأسد، وأنه في حال تخطت دمشق أيًّا منها فستواجه برد عسكري تركي سريع.