عصبة الأبطال الافريقية (ذهاب الدور التمهيدي الثاني) .. نهضة بركان يتعادل مع مضيفه الأهلي طرابلس (1-1)    زعيم "التقدم والاشتراكية" يدعو إلى تسهيل تأسيس الشباب للأحزاب السياسية    اتفاق يهدىء التوتر بين أمريكا والصين    "تجمعيّو الصحة" يدعمون كفاءات الخارج    الريال يهزم برشلونة في "الكلاسيكو"    إجهاض محاولة تهريب أقراص مخدرة    العداء المغربي المحجوب الدازا يتوج بلقب النسخة ال16 من الماراطون الدولي للدار البيضاء    توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية بمطار محمد الخامس مبحوث عنه من السلطات الفرنسية    الأمين العام الأممي يدين انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف    أغنى رجل في إفريقيا سيجعل مصفاته في نيجيريا "الأكبر في العالم"    "البحر البعيد" لسعيد حميش يتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة    نقل مصابين بتسمم جماعي الى المستشفى الإقليمي بأيت يوسف وعلي    أشرف حكيمي يتألق بثنائية جديدة ويحصد أعلى تنقيط في فوز باريس سان جيرمان على بريست    حزب العمال الكردستاني يعلن سحب جميع قواته من تركيا إلى شمال العراق    تقرير: طنجة تتحول إلى محور صناعي متوسطي بمشروع ضخم لإنتاج السيارات    طنجة: المغاربة يتصدرون منصة التتويج في النسخة الثالثة من بطولة "كوبا ديل إستريتشو"    بورقادي: الملك يدعم تطوير كرة القدم    بعد تداول صور لأشغال قرب موقع أثري ضواحي گلميم.. المجلس الوطني يؤكد أن الموقع سليم ويدعو لحمايته    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    سفينتان نرويجيتان ترسوان بميناء آسفي لدعم أبحاث المحيطات وحماية الأنظمة الإيكولوجية    انهيار الثقة داخل الجيش الجزائري... أزمة عتاد وفضائح قيادات تهزّ المؤسسة العسكرية من الداخل    بروكسيل تحتفي بالمغرب تحت شعار الحوار الثقافي والذاكرة المشتركة    الملك: تعاون المغرب والنمسا إيجابي    حفل الحراقية يختم مهرجان الصوفية    نسبة ملء السدود المغربية تتراجع إلى أقل من 32% وفق البيانات الرسمية    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    كم عدد الأصوات يحتاجه مجلس الأمن للمصادقة على قرار في نزاع الصحراء يؤكد سيادة المغرب ويرسِّخُ الحكم الذاتي حلاًّ    أوناحي يواصل التألق في الليغا ويؤكد أحقيته بمكان أساسي في جيرونا    جيش فنزويلا يتعهد ب"مواجهة أمريكا"    المتمردون الحوثيون يفرجون عن عارضة أزياء    من ندوة بالقنيطرة.. مجموعة "5+5 دفاع" تدعو إلى تطوير آليات الأمن السيبراني ومكافحة حرب المعلومة    سلا الجديدة.. توقيف سائق طاكسي سري اعتدى على شرطي أثناء مزاولة مهامه    الشرطة الفرنسية توقف رجلين على خلفية سرقة مجوهرات تاريخية من متحف اللوفر    رياضة الكارتينغ.. المنتخب المغربي يفوز في الدوحة بلقب بطولة كأس الأمم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    "مايكروسوفت" تطلق إصدارا جديدا من المتصفح "إيدج" المدعوم بالذكاء الاصطناعي    ترامب يرفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية    المغرب والجزائر تواصلان سباق التسلّح بميزانيتي دفاع تَبلغان 14.7 و22 مليار يورو على التوالي    مقررة أممية: وقف هجمات إسرائيل لا ينهي معاناة الجوع في غزة    المغرب يطلق "ثورة" في النقل الحضري: برنامج ضخم ب 11 مليار درهم لتحديث أسطول الحافلات    زلزال بقوة 5,5 درجة يضرب شمال شرق الصين    طقس الأحد: برودة بالأطلس والريف وحرارة مرتفعة بجنوب المملكة    ممارسون وباحثون يُبلورون رؤية متجددة للتراث التاريخي للمدينة العتيقة    إرسموكن :لقاء يحتفي بالذكرى ال50 ل"ملحمة 1975″ و محاكاة رمزية لها بحضور شاحنة "berliet" ( صور + فيديو )    الرقمنة أنشودة المستقبل الذكي    عجز سيولة البنوك يتراجع بنسبة 2.87 في المائة خلال الفترة من 16 إلى 22 أكتوبر    السوق الأوربية للفيلم... المركز السينمائي يدعو المهنيين لتقديم مشاريعهم حتى 24 نونبر المقبل    افتتاح متميز لمعرض الفنان المنصوري الادريسي برواق باب الرواح    إسبانيا.. العثور على لوحة لبيكاسو اختفت أثناء نقلها إلى معرض    المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يعالج الاغتراب والحب والبحث عن الخلاص    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    الأمم المتحدة: ارتفاع الشيخوخة في المغرب يتزامن مع تصاعد الضغوط المناخية    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    المجلس العلمي الأعلى يضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    طب العيون ينبه إلى "تشخيص الحول"    علماء يصلون إلى حمض أميني مسبب للاكتئاب    أونسا: استعمال "مضافات الجبن" سليم    مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    دراسة: مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العثماني يقدم تصورات الدبلوماسية المغربية
نشر في التجديد يوم 01 - 10 - 2013

شهدت ولاية «دجيرزي» الأمريكية يوم السبت 29 شتنبر 2013 لقاء مطولا جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني بالعشرات من المواطنين المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية الذين حجوا من ولايات مختلفة لحضور هذا اللقاء التواصلي الذي نظمته الجمعية الأمريكية المغربية وحضره ممثلي عدد من جمعيات المجتمع المدني بأمريكا، وذلك بحضور القنصل المغربي بنيويورك محمد بن عبد الجليل.
اللقاء كان مناسبة قدم فيها العثماني عرضا تطرق فيه إلى تطورات الدبلوماسية المغربية وإلى واقع العلاقات المغربية الأمريكية وكذا تطورات ملف الصحراء والشأن السياسي الداخلي، فضلا عن ما تم من استماع ومطارحة لمشاكل وهموم الجالية المغربية بأمريكا وبحث لسبل تجاوز عدد منها. العثماني قدم معطيات تهم الجالية بأمريكا فضلا عن عرض تضمن خطة لدفاع مغاربة المهجر عن وطنهم وقضاياه ومصالحه الاستراتيجية والتي في مقدمتها قضية الوحدة الترابية. تطورات ملف الصحراء وتعزيز العمق الإفريقي للمغرب وواقع العلاقات المغربية الأمريكية وهموم الجالية ومشاكلها ونعمة الاستقرار بالمغرب كلها محاور أطرت لقاء العثماني بمغاربة أمريكا في لقاء قارب الساعتين.
الاستقرار أساسي للإصلاح
في محور الاستقرار والتوترات الإقليمية، قال العثماني إن جميع المغاربة عليهم الافتخار ببلدهم، «ففي الوقت الذي تعيش فيه العديد من دول المنطقة حالة غليان ومشاكل وأغلب المعارضين هم في الخارج مهجرين أو منفيين ولا يستطيع بعضهم دخول بلدانهم، فالمغرب يعرف استقرارا مقدرا، الواقع هو استمرار المؤسسات وتثمين ما تمت مراكمته مع حركة في الإصلاحات وهذا أمر مهم جدا، ففي دول أخرى ومن أجل الإصلاح لا بد من قلب النظام في المغرب يمكن أن تنجز الإصلاح في إطار استمرار المؤسسات».
وجدد العثماني التذكير بتفاعل الملك مع الحراك المغربي بداية 2011 في مقارنة بما أقدم عليه بشار الأسد، معتبرا أن الواقعتين تبرزان الفرق بين من هو وطني ولديه نوع من الحكمة وينظر للمستقبل ومصلحة شعبه، وبين من لا يهمه كل هذا وهو يدمر البلاد وما يزال متماديا في غيه فهناك فرق كبير يقول العثماني.
وأردف أن خطاب مارس جاء بوعود جريئة وجاءت بعد ذلك بشهور من خلال الدستور الذي سبقه حوار وطني شاركت فيه مختلف الفئات من أحزاب ونخب وباحثين ومواطنين وإعلام، طبعا يستدرك المتحدث هناك من اختلف وطالب بالمزيد، «وهذا أمر نقدره وهو رأي محترم ولكن المهم أننا تقدمنا خطوة للأمام والبلاد في حالة استقرار وهذه هي الحكمة الحقيقية لأن بلدا بدون استقرار لا يمكن أن ينجز لا تنمية ولا نهضة ولا تعليم و لا صحة. وقال المتحدث، على المعارض أن يعلم بأن للمعارضة ثمن وقد يكون هو السجن وهذا لا نتمناه لأحد، وقد ذقنا بعضا منه، لكن الإصلاح يحتاج إلى صبر وإلى مثابرة وإلى جرأة.
وقال العثماني، عندنا مشاكلنا فنحن لسنا ممن يزين القبيح ومن أصحاب العام زين ولا نؤمن بهذا المنهج، فلدينا مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لكننا شأن كل العالم بما فيه أمريكا اليوم وما يمكن أن يقع من تجميد للإدارات بسبب الخلاف حول الميزانية الجديدة، لكل بلاد مشاكله القاسية والداخلية لكنه التدافع بين أرباب المصالح فقط والمطالبة بالمزيد من الإصلاحات المطلوب هو أن يتم كل هذا في إطار القانون والمهم أن يتم هذا في إطار استقرار الوطن واحترام المؤسسات الدستورية وأمن المواطن وهذه أمور لا تساهل ولا تسامح والمطلوب أن يتجند لها الجميع ونرفع جميعا التحدي وهذا هو منهج الإصلاح فيها وما دون ذلك فليتنافس المتنافسون فيه وليدافع كل على فكرته وبرنامجه وإن أقنع الناس وآنذاك هنيئا له. العثماني أوضح كذلك أن الاستقرار بالمغرب اليوم ليس وليد هذه الحكومة بل هو سابق عليها وتعزز معها وسيبقى بعدها.
تطور العلاقات المغربية الأمريكية
بعد أن اعتبر العثماني العلاقة بين المغرب وأمريكا علاقة تاريخية وسياسية جيدة تتطور من الحسن إلى الأحسن، قال «نتمنى ألا يتكرر مثل ما حدث شهر أبريل من السنة الجارية» في إشارة منه إلى مقترح مشروع القرار الذي تقدمت به مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة والمتعلق بتوسيع صلاحيات «المينورسو» وهو الأمر الذي تم التراجع عليه، وتابع العثماني أن «هذا أمر أبلغناه إلى الجانب الأمريكي من خلال التواصل الذي تم معهم خلال هذه الأيام فقلنا لهم نتمنى ألا يعود التوتر الذي حصل شهر أبريل نهائيا، فنحن أصدقاء وعلى كل طرف الاحترام المتبادل لحقوق الآخر ومصالحه وثوابته لأن الصداقة لا تعني المصالح بلا نهاية».
وأضاف العثماني في ذات اللقاء الذي حضره ممثلو جمعيات مدنية مختلفة، «على عكس العلاقات السياسية الممتازة بين المغرب وأمريكا فإن العلاقات الاقتصادية مازالت ضعيفة وضعيفة جدا فالاستثمارات الأمريكية بالمغرب ضعيفة والمبادلات التجارية بيننا ضعيفة فهي أقل من 2 بالمائة من مجمل المبادلات التجارية المغربية، وهذا قليل جدا على الرغم من وجود اتفاقية التبادل الحر الموقعة سنة 2006 بين المغرب وأمريكا وعلى الرغم من الزيادة التي عرفتها لكن دون مستوى العلاقة السياسية الجيدة».
العثماني وأمام ما اعتبره علاقات جيدة مع أمريكا، أقر بما يقع أحيانا من إشكالات كما حدث شهر أبريل الماضي وما كان من رد فعل مغربي قوي على جميع المستويات ضمنها رسالة الملك محمد السادس إلى أوباما وما وقع من تطورات أدت في نهاية المطاف إلى التراجع عن المقترح وعودة المياه إلى مجاريها. وتابع «على الرغم من أن العلاقة بين المغرب وأمريكا تتطور منذ استقلال المغرب في الاتجاه الجيد، إلا أنه وبين الفينة والأخرى تكون هناك اختلافات وهذا أمر طبيعي بين الأصدقاء، وطبيعي كذلك أن يدافع كل عن مصالحه أمام الآخر لكن العلاقة عموما تتطور من حسن إلى أحسن وتتسم بالشمولية فهي علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية».
لا يمكن الحديث عن العلاقات الأمريكية/ المغربية دون التطرق كما فعل وزير الخارجية إلى البعد التاريخي للعلاقة، ومنه كون المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777 كما أن أول اتفاقية دولية لأمريكا كانت مع المغرب سنة 1787 وقد همت مواجهة القرصنة وحماية السفن، وهذا يعكس -حسب العثماني- أن المغرب ومنذ قرون كان له فعالية على المستوى الدبلوماسي عبر العالم، وأشار العثماني بهذا الصدد لاتفاقيات المغرب ودول أخرى التي تعود لقرون منها اتفاقية موقعة بين المغرب والنمسا تعود لسنة 1783.
في نفس المسار ذكر العثماني بتدشين السنة الماضية للحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا والذي أشرف عليه وزيري خارجية المغرب وأمريكا والذي يضم أربعة محاور منها؛ المحور السياسي الذي يتضمن قضية الصحراء ثم الملف الأمني والملف الاقتصادي والملف الثقافي وتضم لجن من الطرفين وما تم من وضع لبرنامج العمل للتعاون بين البلدين، وذكر بتتويج الحوار ببيان مشترك هم عدة مجالات أهمها ما يتعلق بقضية الصحراء خاصة في الفقرة التي تتبنى فيه الولايات المتحدة ولأول مرة وبشكل رسمي دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب وتسجل بأن مبادرة الحكم الذاتي هي حل واقعي وجدي وذو مصداقية إلى جانب دعمها للمفاوضات الموصلة لحل سياسي متوافق حوله برعاية أممية.
غلاء تذكرة «لارام» ونقل الجثامين أهم مطالب الجالية
فقرة طرح الأسئلة كانت فرصة عبر فيها الحاضرون لوزير الخارجية وقنصل المملكة بنيويورك عن المشاكل التي يواجهونها وعن الهموم التي يحملونها، فكان أبرزها سؤالهم عن محاربة الفساد ومختلف تمظهراته من رشوة ومحسوبية وغيرها، كما اشتكى المتدخلون من غلاء تذاكر «لارام» الخطوط الجوية المغربية الملكية بل منهم من أعلن مقاطعتها بذات اللقاء، وقد وعد العثماني الحاضرين بتبليغ شكواهم لوزير التجهز والنقل وللشركة المعنية. ومن بين المشاكل التي طرحتها الجالية كذلك ما يتعلق بمشاكلهم مع نظرائهم المغاربة بالمغرب والذين لا يريدون مغادرة الشقق التي قام المهاجرين بتأجيرها للمحليين، كما همت أسئلة الجالية عمليات نقل الجثامين إلى المغرب وإمكانية فتح فرع لأحد الأبناك المغربية بأمريكا، كما وجهوا للوزير ومرافقيه أسئلة تهم ضعف استفادة أبنائهم من المخيمات الصيفية، وهي الأسئلة التي وجدت تفاعلا وإصغاء من طرف المعنيين. كما طلب عدد من المتدخلين من العثماني إيصال رسالة للملك محمد السادس تهم الأطفال المصابين بالتوحد، وطالبوا كذلك بتشجيع دراسة اللغة الإنجليزية بالمغرب لتعميق التواصل مع أمريكا، كما استفسروا عن آليات تقديم بعض المساعدات الطبية للمستشفيات، وهو ما قدم فيه الوزير عدد من التوضيحات وفق مقتضيات القوانين المغربية.
حث على التصدي لخصوم الوحدة الترابية
في محور كيفية دفاع المغاربة عن قضايا بلادهم بأمريكا؛ قال العثماني «في إطار النظام الأمريكي والقواعد الأمريكية والقانون الأمريكي لابد من بحث سبل التعبير والتواصل والتزود للدفاع عن الوطن»، ودعا العثماني الجالية المغربية إلى ربط علاقات جيدة مع المسؤولين والمنتخبين على المستوى الولائي والفدرالي، والتعبير عن المواقف للمرشحين والحضور في حملاتهم الانتخابية وتشجيعهم معنويا ولما لا ماديا وفق مقتضيات القانون الأمريكي، وأضاف أنه سيكون أفضل إذا تم الاقتناع ببرنامج المرشح بشكل يصبح رأي المغربي مهم وتتم مراعاته.
العثماني الذي ركز على قضية الصحراء كثيرا، دعا الجالية إلى الدفاع المستميت عن قضيتهم الوطنية والقيام بأدوار مستقبلية أكثر فاعلية لصالح المغرب، وإفهام الأمريكيين بأهمية المغرب وما يزخر به من مؤهلات للوقوف على حقيقة تطوره وتطور بنياته التحتية ومطاراته وموانئه وديناميته «بدل الصور المغلوطة التي قد تكون في أذهان كثيرين». وقال في ذات اللقاء المنظم من طرف الجمعية المغربية الأمريكية، إن المغاربة حيث ما حلوا يدافعون عن وطنهم كيف ما كانت ظروفهم وطبيعة عملهم ويحاولون الرجوع إلى البلد حسب ظروفهم، وأنهم سفراء للثقافة المغربية بشكل أصبح المطبخ واللباس المغربي حاضرا في مختلف البلدان من خلال الكسكس والطاجين والقفطان والجلابة وغيرهما كثير.
العثماني ذكر عددا من المعطيات التي تهم عدد المهاجرين المغاربة بالعالم، حيث قال إن عدد مغاربة الخارج يبلغ 5 مليون مهاجرا منها ثلاث ملايين ونصف في أوروبا لوحدها ومليون ونصف منها في فرنسا وإسبانيا فيها ما يقارب مليون مغربي، وكذلك إيطاليا بها نصف مليون مغربي وبلجيكا أيضا نصف مليون مغربي.
وقدم العثماني معطيات رقمية من إحصاء الجالية العربية بالولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2010، والذي يتحدث عن وجود ما يفوق 85 ألف مغربي بأمريكا وهو الرقم -يضيف المتحدث- الذي ربما اليوم يقارب ال 100 ألف باحتساب غير المسجلين والزيادة التي حصلت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وأشار إلى أن عدد الحاصلين منهم على الماجستير فما فوق يبلغ 31 بالمائة والحاصلين على البكالوريا يشكلون 85 بالمائة و68 بالمائة منهم حاصلين على الجنسية الأمريكية وأن 36 بالمائة منهم يملكون بيوتا.
العثماني دعا كذلك المواطنين المغاربة المقيمين بأمريكا إلى تعزيز الانتظام في إطار جمعيات من أجل الدفاع الثقافي عن المغرب والتعريف به وبمؤهلاته الثقافية والسياحية وإنشاء جمعيات أمريكية بمشاركة مغاربة لمواجهة التقارير الحقوقية المغرضة لبعض الجمعيات الأمريكية الموالية للانفصاليين، في إشارة منه لمؤسسة «كينيدي لحقوق الإنسان»، ودعوة أمريكيين لزيارة المغرب والوقوف على الحقائق، وكذا التصدي لبعض الهجمات أو القرارات التي تستهدف الوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية. مستشهدا بهذا الصدد بما يتم من اشتراط دعم المغرب في بعض الأحيان بقضية الصحراء «وهذا أمر غير معقول بالنسبة إلينا لأن الصحراء أرض مغربية ومجلس الأمن يرعى مفاوضات فليترك ليقوم بأشغاله وعندما يتم الانتهاء لحل ما لكل حادث حديث أما اليوم فالأمور واضحة والسيادة المغربية للمغرب على جميع ترابه هذا خط أحمر لا تساهل فيه»، كما عبر وزير الخارجية عن استعداد وزارته والسفارة لتزويد المغاربة بالمعطيات المتعلقة بقضية الوحدة الوطنية وكذلك بفرص الاستثمار والمؤهلات السياحية والثقافية المختلفة التي يزخر بها الوطن، كما حث الحضور على ضرورة الاهتمام بالإعلام بمختلف أنواعه والحضور فيه والتفاعل معه ومده بالشروح والوثائق إلى ما دون ذلك.
وعن جديد ملف الصحراء قال العثماني الذي التقى كريستوف روس أول أمس السبت بنيويورك «بكل صراحة ليس فيه كثير جديد فالمفاوضات متوقفة في الفترة الأخيرة، وكريستوف روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء أعلن أنه سيؤسس لمنهج جديد أسماه بالدبلوماسية المكوكية بمعنى أنه سيقوم بمفاوضات غير مباشرة بين مختلف الأطراف ونحن ما نزال ننتظر مجيئه لبدأ الخطوات الأولى من هذه المنهجية الجديدة».
والمغرب -يضيف العثماني- اليوم قوي بموقعه وبموقفه وبمبادرته المتعلقة بالحكم الذاتي وأيضا بقرارات مجلس الأمن التي تحث على التفاوض للوصول لحل متوافق حوله وهي القرارات التي لا تخدم أجندة الانفصاليين، فضلا عن أن المغرب «لن يقبل يوما بغير هذا الحل لأن السيادة المغربية على كامل ترابه أساسية والوحدة الترابية من الخطوط الحمراء والانفصاليين لا يريدون الوصول إلى حل وما يزالون جامدين على منظومة تنتمي لفترة الحرب الباردة».
لا عودة للاتحاد الإفريقي بوجود كيان وهمي
تفاعلا مع أسئلة حول تعزيز البعد الإفريقي للمغرب والعودة للاتحاد الإفريقي؛ قال العثماني «نحن لسنا كارهين لكن لا يمكن أن يكون هذا الرجوع مع وجود كيان وهمي وجمهورية مصطنعة وغير موجودة على الخريطة ولا يعترف بها المجتمع الدولي، وهذا يعتبر نوع من إعلان الحرب على المغرب، وقد التقيت بعض المعترفين ب»البوليساريو» على هامش أشغال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة وعندما نواجههم بنفس واقع الانفصال يرفضون، وكذلك نحن وأي دولة في العالم لا يمكن أن تقبل بهذا الأمر خاصة أن هناك مسلسل يرعاه مجلس الأمن يهم مفاوضات للوصول لحل سياسي متوافق عليه، أما الاعتراف بالجمهورية الوهمية فهو يعني نهاية المشكل فعلى ماذا التفاوض إذن، فمنظمة الاتحاد الإفريقي بهذا الواقع هي منحازة وليست محايدة ولا يمكن لطرف منحاز في هذا النزاع أن يكون طرفا ولا أن يكون حكما ولا أن يكون عاملا إيجابيا ولا أن يكون محترما في هذه القضية بالذات». وأشار العثماني إلى كون الكثير من أصدقاء المغرب ما يزال يلح على عودة المغرب إلى الاتحاد ومنهم من اعتبر بالقمة الأخيرة وضع غياب المغرب حالة شاذة بالنظر لوزنه الدولي ووضعه الإقليمي والإفريقي وقال إن غياب دولة كبيرة وعريقة مثل المغرب ساهمت في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية منذ الستينيات أمر غير مقبول، وختم كلامه بالقول «نتمنى أن يصحح الوضع وتعود الأمور إلى نصابها ليعود المغرب بجوار أشقائه».
وعن الزيارة الملكية الأخيرة لمالي؛ قال العثماني إن زيارة الملك لمالي زيارة تاريخية كان لها تقدير كبير واستقبال على أعلى مستوى للملك، وأن الخطاب الملكي كان له وقع كبير خاصة في أشار له من كون محاربة الإجرام والإرهاب لا يكون بالوسائل الأمنية فقط، ولكن لا بد من مقاربة ثقافية ودينية وتنموية واجتماعية في هذا الإطار تم توقيع اتفاقية التعاون في المجال الديني وتكوين 500 إمام والعديد من الوزراء الأفارقة نوهوا ببعد النظر الملكي، والمغرب عموما يختم العثماني ماض في تعزيز موقعه في عمقه الإفريقي وفي توسع مجالات الاستثمار والتعاون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.