نظم المجلس العلمي المحلي لجهة الدارالبيضاء الكبرى في الفترة الممتدة من 23 يوليوز إلى 2 غشت أسبوع الثقافة الإسلامية تحت شعار: من أجل تنمية بشرية راشدة وقد تم على هامش هذا الملتقى تنظيم رواق للوحات التشكيلية أثثته ثلة من الفنانات اللائي ينتمين إلى المجلس العلمي بالبيضاء. التجديد زارت هذا الرواق واستقت الشهادات الفنية التالية : الأستاذة زبيدة هرماس: الفن العاري من القيم والمعاني مرادف لفيلم داعر أو رواية ساقطة أولا، أود التذكير بأنني لا أرى نفسي منتسبة لعالم الفن والإبداع الموغل في الإنتاج بكل أشكاله وتجلياته، و إنما اعتبرها خربشات فنية أقبل عليها بين الفينة والأخرى، صحيح أن اللوحات المعروضة لقيت إقبالا واسعا، لأنها تحمل جديدا وهو المزج بين الرسم على الحرير والآيات القرآنية والمعاني الشعرية الهادفة وهو ما لم يؤلف كثيرا في مجال إدخال الحرف العربي إلى عالم الإبداع الإنساني الفني، أن يهتم المجلس العلمي بالجانب الجمالي للإسلام الذي يراعي الذوق الفني والإحساس الفطري بالجمال شيء رائع ... الهم الفني هو كيف تطرق وجدان الناس ومواهبهم وتفاصيل الإحساس لديهم ؟ ؟ يجب أن لا تنسى أن الساحة التي نصبت فيها خيمة المجلس العلمي للتواصل مع مواطني الدار البيضاء هي نفسها التي قام عليها مهرجان الدار البيضاء للفرق الغنائية . ثانيا، أن الفن الحقيقي هوالذي يسمو بالإنسان نحو الرقي ولذلك أكدت في لوحاتي على حمل الشخص المشاهد للوحة إلى معاني الآيات القرآنية، أنظر مثلا الصورة التي فيها شجرة كبيرة تظهر أصولها تابثة في الأرض ومكتوب عليها ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء هذه اللوحة خ كما قيل لي - شاهدتها امرأة أوربية كانت عازمة على مغادرة البلاد بعد أن سمعت بتفجيرات شرم الشيخ وفزعت من المسلمين والعرب والإسلام ولما شرح لها معنى الآية أدركت أن الإسلام الحقيقي يحمل الكلمة الطيبة محملا عظيما فهدأت واكتشفت ولو قليلا أن الإسلام صورة غير التي قدمها الإعلام في بلدها !! هذه الرسائل التي ننشدها، وهذا في نظري هو السمو الفطري الذي يجب أن يحمله الفن، وإلا فإن فنا عاريا من القيم والمعاني لا أراه إلا مرادفا لفيلم داعر أو رواية ساقطة. وأخيرا، تحية إلى مبادرة المجلس العلمي الشجاعة رغم كل الهفوات والعثرات، فهي رؤية وليدة نتمنى أن تتكرر في ربوع الوطن، وتحية للفن الذي يحمل رسالة. الأستاذة ربيعة التبر: احتفاء المجلس العلمي بالداعيات الفنانات، تعزيز لمكانة الفن في الإسلام إن لغة الفن قادرة على تقديم نفسها دونها حاجة إلى مترجم، وإلى لغة وسيطة، فهي لغة سلام ومحبة تحمل في ألوانها وخطوطها الجمال والحب والأمل لتقرب المشاعر وترسم ابتسامة الفرح فوق الوجوه.وهي لغة ترابط وتكامل، فإن نحن تأملنا الفن المعماري الإسلامي نجد له أثرا كبيرا في بناء العلاقات الإنسانية و إشاعة التكامل الاجتماعي في التعاون والتراحم والإيثار و الإحسان وما إلى ذلك من حقوق الأخوة والجوار، ... تلك المعاني التي بدأت تموت في أحشاء المدن الحديثة. واحتفاء المجلس العلمي بالداعيات الفنانات إنما هو تعزيز لمكانة الفن في الإسلام ومحاولة لرفع صوت الفن فوق أصوات الكثير من الوحشة والقتل والدم الذي اجتاح العالم ولإظهار قدرة الفن الدائمة على مواكبة الحياة وبث الأمل بين جنباتها. الأستاذة فوزية حجبي : هذه اللوحات بمثابة شحنات دفينة وذبذبات داخلية تتوق إلى كل قيم الإسلام نعتبر أنفسنا في المجلس العلمي ذلك الجسر المأمول والمرتجى المنتظر لرأب الصدع الروحي وتأليف القلوب وترميم الشروخ وتقريب المسافات بين كل أطياف المجتمع المغربي من منطلق شمولية الإسلام وفلسفته كرحمة للعالمين. ومن هذا المنطلق وإيمانا منا بأن الآداب والفنون من مختلف جدوعهما يمكن أن يخدما هذه الفلسفة والرسم التشكيلي أحد أدوات هذا الترميم والتجسير فقد كان سعينا لإقامة هذه الخيمة التواصلية مع الجماهير البيضاوية وضمنها هذا العرض لهذه اللوحات التشكيلية باعتبار أن الفن الهادف هو فن للشعب ومن الشعب وإلى الشعب لا يعارض بتاتا تعاليم الإسلام بل هو منبرها النموذجي لتأثيت قيم الجمال والأخلاق والتصدي لقيم الخراب و البشاعة كيفما كان تطرفها في تسويق التردي والإنحطاط . هذه اللوحات بمثابة شحنات دفينة تنقل ذبذبات داخلية تتوق إلى الأمومة وإلى السكينة والمودة وإلى أخوة الشقائق وإلى الحياء والعفاف وإلى كل قيم الإسلام التي لا تتعارض والعصر وإلى شوق الإنسان للجديد لأن الجمال لا يمكن إلا أن يكون نورا والنور تشوق إلى الأمام وإلى الأعالي باستمرار.