انتحلت أم فتاة مراهقة، صفة شاب يبلغ من العمر 16 سنة في ربطها اتصال، عبر الانترنيت، مع ابنة جارتها التي تبلغ من العمر 13 سنة، على أساس أنه شاب وقع في حبها. واستمرت منتحلة صفة الشاب المغرم ، وهي أم لطفلة، في مغازلة جارتها المراهقة لعدة أسابيع قبل أن تنهيالعلاقة الغرامية ، دون مقدمات وبنقرة أصبع بسيطة عابثة، قائلة للضحية: إن العالم سيكون أفضل بدونك. وبعد مرور بضع ساعات من تلقيها الرسالة الأخيرة ونشوب جدال بهذا الشأن مع والدتها شنقت الضحية نفسها في مرحاض غرفتها وهي لا تعرف أن الشاب المغرم بها ما هو إلا شخص وهمي كان يتلذذ بمعاناتها. تفاصيل هذه القصة، التي وقعت في إحدى الولاياتالأمريكية، أوردتها وكالة رويتر في قصاصة إخبارية يوم الثلاثاء 17 يونيو.2008 وفي المغرب انتحلت فتاة، عمرها 20 سنة، صفة منشطة برنامج الأطفال على قناة الجزيرة ووضعت في حسابها بموقع على الانترنيت صورة المنشطة الحقيقية لذلك البرنامج ورمزه. وكانت تستعمل هذا العنوان للإيقاع بمنافسات شقيقتها الصغيرة في الدراسة، في وهم التواصل مع قناة الجزيرة للأطفال. فتعدهن بالسفر خارج المغرب والمشاركة في البرنامج وما إلى ذلك...وفي كل مرة تنتهي اللعبة بصدمة نفسية قاسية على الضحايا حين يعلمن أن ما عشناه كان مجرد وهم ورائه إنسانة سادية. وبين حبل المشنقة، في القصة الأولى، على الأراضي الأمريكية، والصدمة النفسية القاسية في القصة الثانية، على أرض المغرب، تضع الأصابع العابثة على لوحة مفاتيح الحاسوب، عبر الشبكة العنكبوتية، وفي كل ربوع العالم، أحابيل الإيقاع بكثير من الضحايا. وجميع هؤلاء الضحايا ليس لهم من خطأ سوى الجهل الكامل بحقيقة: من الجالس خلف الشاشة؟ لقد أظهرت عدة تقارير ودراسات دولية أن ضحايا الغواية الجنسية والغرام الوهمي عبر النيت في تزايد مستر. كما أظهرت تلك الدراسات والتقارير تزايد ظاهرة الإيقاع بالأطفال في حمئة الاستغلال الجنسي. وقد شهد المغرب هزات أخلاقية عدة نتجت عن استغلال حالة الثقة في الذي خلف الشاشة. فقصة سيديات السرفاتي المشهورة كانت ورائها قصة غرام إلكتروني ووعد بالزواج تحولت إلى مواعدة على أرض الواقع. وكذلك الأمر في حالات انتشار صور وفيديوهات تلميذات وطالبات على الانترنيت في حالات عدة ومن مدن مختلفة. وكم هو مؤلم أن تشاهد تلميذات يقمن بحركات مثيرة أو يكشفن عن مواضع حساسة من أجسادهن أمام كاميرات مقاهي الانترنيت، وهن في حالة استجابة كاملة للذي خلف الشاشة. وفي تصوير كاريكاتوري للظاهرة، تنتشر في الشبكة العنكبوتية صورة وحوار بين كلبين أحدهما في دردشة خلف شاشة حاسوب، ويرد على استغراب صديقه: كلب في دردشة؟ ويجيبه: لا أحد يعلم أنني كلب. ومع توالي انتشار كلاب البيت بول في المغرب، المصنفة ضمن أخطر أنواع الكلاب، إرضاء لهوايات بعض المترفين. ومع توالي أحداث نهش تلك الكلاب للأطفال، كان آخرها الطفلة التي بثر ساقها الأسبوع الماضي جراء ذلك، يتضح أن حصارا كلابيا يضرب حصارا خطيرا على طفولة المغرب وسط صمت رهيب. ومع الإقبال المتزايد على الانترنيت، ومع توسع وانتشار فضاءات الانترنيت سواء في البيوت أو عبر المقاهي، ومع التراجع المستمر في سعر الخدمات والتجهيزات الضرورية للإبحار عبر النيت، وفي غياب أي تحسيس أو توجيه في الموضوع، سواء داخل المدرسة أو في وسائل الإعلام، وفي غياب قانون منظم لمجال الشبكة العنكبوتية ولجرائم الانترنيت، لكل هذه الاعتبارات تطرح أسئلة كبيرة حول الأمن الأسري وخاصة في جانبه المتعلق بالطفل؟ ويكفي لتوضيح حجم المشكلة أن نستحضر بأن أي طفل يملك درهمين إلى ثلاثة دراهم يمكنه الولوج إلى جميع المواقع الإباحية والتواصل مع جميع المتأهبين لاستغلال براءته وأخذ صوره وعنوانه. فجميع مقاهي الانترنيت يغيب فيها التأطير البيداغوجي، بل إن أغلبها توفر فضاءات معزولة تشجع على دخول المواقع الحمراء سواء تعلق الأمر بالجنس أو بالإرهاب والمخدرات وغيرها من الموبقات. ترى كم عدد الكلاب الرقمية التي تنهش كل يوم طفولتنا ؟ و كم عدد الأطفال الذين يقال لهم يوميا : إن العالم سيكون أفضل بدونكم؟ وكم من طفل ...