استنكر مجمع الشيخ أحمد كفتارو بسوريا حملات الافتراء والأكاذيب التي تشنها وسائل الإعلام الأجنبية والأقلام المأجورة لتصوير بعض المؤسسات التعليمية الإسلامية بأنها مراكز يدرس فيهما بعض المتطرفين والإرهابيين". واعتبر بيان المجمع، الصادر أول أمس الأربعاء، أن «هذه الحملات الباطلة المغرضة تندرج في تزوير وتشويه الحقائق الهادفة إلى تغطية حملات وحروب الإرهاب الحقيقي الذي يرتكب المجازر بحق الأبرياء بلا تمييز في كثير من بلدان منطقتنا والعالم»، مع تأكيد المجمع أن «الأكاذيب الرخيصة الموجهة إلى مجمعنا، ما هي إلا وسيلة ضمن الحملة المسعورة للضغط على سورية لثنيها عن مواقفها المشرفة في دعم المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعوتها إلى إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة». وتابع بيان المجمع يؤكد أن الغايات الأخرى لهذه الحملات هي «تشويه صورة الإسلام عموماً والمؤسسات التعليمية الإسلامية خصوصاً، ومجمعنا الإسلامي بشكل أخص،انطلاقاً من تشويه رسالة هذه المؤسسات التعليمية، والافتراءات الكاذبة على مناهجها وأنها تخرج (طالبانيين ومتطرفين حسب إدعاءات رامسفيلد وبعض الأقلام المأجورة) كذباً وبهتاناً وإفكاً». وأكد بيان المجمع أن هذه المؤسسات تخرج دعاة الوسطية والاعتدال، المتنورين فكرياً وعلمياً، ولكن عيبهم الوحيد، يقول البيان: «أنهم لا يتوافقون مع مخططات أعداء الأمة، ولا يتنازلون عن ثوابت العقيدة، ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فهم ناجحون ومؤثرون، وهذا أمر غير مرغوب فيه لمن يريدون صياغة أفكارنا وسلوكنا وتراثنا حسب مقاييسهم ومخططاتهم للهيمنة على العالم تحت شعرات العولمة والحداثة». وذكر بيان المجمع، الذي وقعه مديره العام صلاح الدين كفتارو، بما يقوم به المجمع منذ عدة عقود بنشر «روح التسامح والسلام بين كل الناس، بصرف النظر عن دينهم أو لونهم أو عقيدتهم أو مذهبهم، ما دام الجميع يؤمنون بحق الإنسان بأن يعيش حياة كريمة يأمن بها على نفسه وأهله ووطنه وحرية معتقده». وأشار البيان إلى أن المجمع «منبر مفتوح للوفود الغربية والشرقية الزائرة له، ويشهد على ذلك كبار الشخصيات الدينية والسياسية والعلمية داخل سورية وخارجها، كما أثبتت تلك الوقائع مصداقية المشروع الإسلامي الحضاري المعتمد لدى إدارة المجمع والعاملين فيه، إذ أنه لم يصدر عنه ولم تسجل عليه أي حادثة من حوادث العنف المخلة بالأمن والاستقرار والسلام محلياً أو عالمياً، بل على النقيض تماماً، فإن الوقائع والحوادث أثبتت نجاح دور المجمع في مجال خدمة السلم الاجتماعي، من خلال نشاطاته وبرامجه ومشاريعه الإصلاحية والتعليمية والإرشادية والإغاثية والخيرية، المنطلقة والمرتكزة على الاعتراف بالآخر وتكريم الإنسان، بعيداً عن الغلو والتطرف والتعصب والعنف». وتعتبر سوريا إحدى البلدان في المنطقة التي يسود فيها الإسلام المعتدل، حيث يعيش المسلمون السنة والشيعة والعلويون والمسيحيون جنبا إلى جنب. وقد تعرض المجمع، الذي يضم معهد (أبو النور) إلى دوره الإسلامي والحضاري، في السابق إلى حملات كثيرة ضده، نظرا لعمله الدؤوب في تعزيز قيم التواصل والتلاقي والتعارف والحوار والتآخي الإنساني تجسيدا لما يدعو إليه الإسلام وباقي الديانات السماوية الأخرى. ع ل