"لمْ ألُمْ فاطمة على ما حصل لي ولم أردّ الأمر إلى نحس من جانبها وإنما ظللت أحبها وأعتز بعلاقتي بها وجعلتها مثالا للعزة والكرامة والطموح ونموذجا أحتذيته في حياتي" نسمة مغربية الصفحة 50.
حين كتبت قصصي السيرية في كتاب "نسمة مغربية" كان ذلك اعترافا بمن (...)
نسمع أحيانا المغاربة يقولون: "والله يْلا دايزة فيه الصدقة" وهم يتكلمون برثاء وإشفاق عن الإنسان في أدنى درجات الفقر. وقد تكون العبارة للاحتقار والاستعلاء، لكن الذي يلفت الانتباه هنا هو أن هذا الفقير لا يتسول ولا يستجدي رغم الحاجة، ليس لأن الكرامة لا (...)
قبل 1912 لم يكن امتلاك العبيد في بلادنا حراما ولا ممنوعا، والدليل على ذلك انتشار أسواق النخاسين في كل مكان، لماذا تم تحريم استعباد البشر اليوم؟ لماذا تم تحريم ما لم يُحرم بنص صريح من القرآن والسنة؟ الجواب بسيط: لأن الزمن تغير والعالم تبدل والقيم (...)
ركبت القطار من محطة مكناس قاصدا الرباط، وتركت سيارتي لأنني أصبحت عاجزا عن تحمل السائقين والراجلين وما بينهما، والقطار اليوم أصبح أكثر تنظيما من ذي قبل، لا تسافر واقفا ولا خائفا. ولجتُ عربة كثيرة المقاعد وكأني أركب طائرة، هكذا حظي مع تذكرتي التي (...)
لا أقصد حرب رمضان 1973 (6 أكتوبر 1973) وإنما حرب رمضان 2024 القادمة، التي تأتي هذه السنة في ظروف استثنائية من الجفاف وهروب الماء من السدود والفرشات المائية والغلاء ودوخة التعليم والتكوين ومصائب أخرى أتتنا من الخارج كالعادة.
رمضان ركن من أركان (...)
استطاع الفلسطينيون أن يحققوا انتصارا كبيرا على إسرائيل، لأنهم قتلوا أزيد من 500 جندي وجندية من جيش الاحتلال، دون المدنيين المستوطنين، وهو ما لم يتحقق سوى في المواجهات الكبرى بين الجيوش العربية وإسرائيل. (779 قتيلا إسرائيليا في حرب خامس حزيران 1967) (...)
علاقة عجيبة تجمع صاحب المقهى أو المطعم بالنادل (الكارصون) تخص الأجر؛ ذلك أن هذه العلاقة "الأجرية" تعتمد على مساعدة الزبون في أداء أجر هذا الأجير، على أساس كثرة ما يجمع النادل من كرم الزبون، حتى أن الإكراميات (البوربوار) تتجاوز الأجر الشهري في بعض (...)
حين يخسر المرشح في الانتخابات الجماعية أو البرلمانية ملايين الدراهم فاعلم أنه لا يصنع ذلك حبا في سواد عيونك ولا حرقة على أوضاع البلد ولا تطوعا لتحمل مسؤولية خدمة الوطن، وإنما هو نصاب كبير يخطط على المدى البعيد ليسرق البلاد والعباد. هؤلاء الأشرار (...)
إلى حدود سنة 1947، كان لبنان بلدا مستقرا هادئا مزدهرا، عرف مجازر دينية بين المسيحيين والمسلمين منذ أزمنة مختلفة؛ آخرها مجازر 1860، لكن ما تفتأ الأحقاد والضغائن أن تنطفئ، ثم يرجع لبنان بلدا هادئا مسالما جميلا. عانى اللبنانيون من الاستعمار التركي، (...)
حين تحس بأنك عاجز عن مصارعة خصمك، لانعدام التوازن في القوة البدنية، وتوقن أنك هالك لا محالة أو ممرغ الأنف في الأرض، فإنك تفاجئ عدوك بضربة مصيرية تجمع فيها كل خوفك ورهابك وتحتسب حياتك بعدها؛ إما أن تلقى حتفك، أو تفلت إلى حين من الضربة (...)
بدأ الربيع العربي أواخر 2010 بحدث مألوف في حياة المجتمعات، بائع متجول يحرق نفسه احتجاجا على التضييق عليه من طرف السلطة، ثم اندلعت احتجاجات شعبية وانتشرت من مدينة إلى أخرى حتى عمت تونس، واستطاعت في الأخير أن تغير نظام الحكم وتأتي ب"إخوان النهضة".
لكن (...)
وكأن معاش المتقاعد معصوم من عوامل الزمن، تعتبر الحكومات المغربية أنه لا حقّ للمتقاعد في الزيادات التي تقرها لموظفيها الناشطين؛ بل تعتبر المعاش دخلا يجب إخضاعه للضريبة، ثم تنتظر موته لترتاح من نفقاته التي تثقل الميزانية أو أن يفترس التضخم معاشه إن (...)
في عهد الحسن الثاني رحمه الله، تقدم المغرب بملف متكامل "نظريا" لنيل شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم دورة 1994، وفشل في ذلك لاعتبارات جيوسياسية وبراغماتية؛ لأن الاتحاد الدولي للعبة ذاتها "الفيفا" لن يربح من تنظيم المغرب ما سيربحه من تنظيم (...)
قضيتُ سنة في داخلية إعدادية الغزالي في إيمينتانوت، في الموسم الدراسي 1974/75. كانت أول تجربة لي بعيدا عن البيت، أول مرة أمنع من حرية الخروج والدخول. هناك خرجة صغيرة في حدود المدينة مساء السبت ويوم الأحد، وخرجة كبيرة أيام العطل.
وسرعان ما تأقلمت مع (...)
حين أسمع عبارة "ملعب الانبعاث" أسترجع صور مدينة أكادير وهي حطام شبه كامل وجثت فوق ما يحصى، وخطاب محمد الخامس الذي يعِد ببعث المدينة من ترابها وحجرها المنهار، فتسري في قلبي طمأنينة على المغرب بعد رؤية المدينة المنكوبة وكيف تحولت إلى واحدة من أجمل (...)
قوة الزلزال الذي ضرب المغرب هي الأعلى في تاريخنا، لكنها لم تخلف 15000 ضحية الذين قضوا رحمهم الله في زلزال أكادير، لأن طبيعة البناء آنذاك ساعدت على ذلك. كانت المدينة عبارة عن أحياء عشوائية غير لائقة للسكن، لا علاقة لها بأبسط معايير البناء السليم، (...)
منذ البداية، اختلت فكرة التحرر الصحراوي بسبب عدم وجود قوة بشرية في الصحراء وعدم قدرة "البوليساريو" على قتال المغرب دون الاختباء وراء الحدود الجزائرية وخوض المعارك بالأسلحة باهظة الثمن المهداة لا المشتراة، وهو أمر غريب في تاريخ حركات التحرر.
كل حركات (...)
المؤمن إذا أصاب له أجران وإن أخطأ لَه أجر واحد. لكن الذين أرادوا إصلاح التعليم دون رؤية دقيقة واسعة ومستشرفة للمستقبل، وبضيق نظر غريب أو بحسن نية أو سيئها، ليس لهم إلا الذنوب في صفحة أعمالهم. وإذا حاولنا أن نقرأ بعض هذه الأخطاء التي أوصلتنا إلى شبه (...)
حين بلغ الحسن الثاني رحمه الله عامه الستين، كان المغرب قد امتلك زمام الأمور في الصحراء، متجها نحو انشغالات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية. وبعد 28 سنة من الحكم، ضمن الملك استقرارا نهائيا للبلد، ومضى يستكمل ما عطّله أعداؤنا في الشرق والغرب.
وحفل (...)
يحس الألمان، اليوم، بعقدة الذنب تجاه اليهود؛ لأن آباءهم وأجدادهم أوقعوا مجزرة رهيبة في هؤلاء قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، في كل أوروبا، ذهب ضحيتها الملايين.. حتى الضمير العالمي يحس بهذا الذنب؛ لأنه تواطأ أو سكت أو لم يتعاطف مع اليهود في (...)
كل قاعات الحفلات تلتزم بدفتر تحملات يجبرها على كتم أصوات الأفراح والأعراس ومنع خروج الضجيج إلى الخارج، وإذا اشتكى المواطنون من أي نشاط ملوث فإن الغرامة تنزل ثقيلة على صاحب القاعة. غير أن الضجيج الذي تحدثه الحفلات الخاصة التي يقيمها الناس في قصورهم (...)
في السنة الماضية، اضطر أحد أصدقائي إلى طلب إعادة تصحيح امتحان اللغة العربية لابنته في إطار الامتحان الجهوي، وكانت هذه البنت شعلة في جميع المواد رغم أن تخصصها هو العلوم الرياضية، وكنت شجعتها على هذا الطلب لأنها لا تستحق نقطة 9 على عشرين، وقد قرأت لها (...)
قبل خمس سنوات، فوجئت ذات صباح بوجود أجسام صغيرة سوداء تحتل بصري بكل إصرار وتحُول دون الرؤية الصافية للعالم؛ فذهبت عند طبيب مختص في جراحة العيون فطمأنني بأن هذه الفراشات السوداء الصغيرة لا علاج لها، وبأن عليّ أن أستأنس بها بقية عمري، لكن هناك ما هو (...)
حين اخترع نوبل الديناميت، فإنه لم يتعمد إهداء آلة قتل فتاكة للجيوش المتناحرة، وإنما أراد تسهيل الحفر والبناء وإنجاز البنيات التحتية الضخمة. لكن حين قاد العالم الألماني أوبنهايمر مجموعة من الفيزيائيين إلى اختراع القنبلة النووية سنة 1945، فإنه كان (...)
حتى الخير والإحسان لم يجمع أبدا العرب بتركيا، لا قديما ولا حديثا. ففي ثوبها القديم "الإمبراطورية العثمانية"، لم تكن تركيا سوى دولة احتلال طويل الأمد، استعبد العرب ونكّل بهم وسرق خيراتهم ومنعهم من التطور إلى دول متحضرة، من العراق إلى الجزائر.
ومن (...)