سواء تلك التي تزورنا على حين غرة٬ أو تلك التي نستحضرها عن سبق إصرار وترصد .... تلك التي نسعد بها ٬ أ و تلك التي نود أن تقبر داخلنا للأبد .... لحظات نعجز عن نسيانها وتأبى هي أن ترحل عنا ... تنحت داخلنا ترافقنا على امتداد سنوات عمرنا ٬ فلاشات من الصور تضرب كالبرق بسرعة خاطفة . تمر أمامي لحظات حياتي كشريط متقطع 000متقادم 000 باهت الصورة 00 أتنهد تارة أضحك تارة٬ ثم أعبس بين الفينة ولأخرى. يشبه عرض فيلم فاشل بصالة فارغة لا يسمع بجنابتها سوى صدى صفير البرد لازلت أذكر صباحات العيد000 لازلت أذكر أول صفعة تلقيتها 000 لازلت أذكر أول صرخة بوجه السلطة 000لازلت أذكر المقعد الأخير بالصف 000 والمقعد الأخير بالباص 000عقارب الزمن تماطلت حتى قطعت أنفاسي وكأنها ألف سنة 000 بل مليار سنة عندما كنت صغيرة كانت أحلامي كبيرة جدا ٬ آو ربما هو الواقع الصغير جدا . هل توقفت الآن عن الحلم ؟ لا أدري 000 ربما أو قد صرت أفصلها حتى تتناسب و الواقع. أشعل ثقابي في أزمنة الماضي ٬ أغلق ألبوم الصور الباهتة٬و أدير التلفاز... تطالعني الأخبار أرتشف مرارتها مع قهوتي - خليطهما يشبه الأفيون أدمنته-. تقارير إخبارية مشبعة برائحة الموت٬ و مغلفة بأباطيل كبيرة .. يجب أن أعترف٬ أني لطالما اعتقدت أن بعض النفوس أرقى من بعضها٬ و بعض القلوب أرحم من بعضها − لشد حماقتي – لأدرك متأخرة ٬ أننا متشبهون مشبعون بحب ﺫواتنا ٬ وفي سبيل هﺫا الحب مستعدين لدق أعناق بعضنا لأخر فرد فينا. لا أدري كيف سمحنا لأنفسنا٬ وانحرفنا عن الفطرة السوية؟؟ كيف أمكننا ؟؟كيف أمكن لهذا الكائن الصغير أن يعت فسادا في الأرض حبا في ذاته٬ وطوعا لرغباته .حروب ونزاعات عبثية أقل ما يقال عنها أنها بلا هدف ٬ و من دون سبب وجيه٬ حتى إنه يخيل لي أحيانا٬ أننا ما خلقنا إلا ليمزق بعضنا الأخر٬ كالوحوش الضارية قد أكون انحرفت عن الموضوع قليلا... لكن− لا ضير من ذلك− ما دمت غير ملزمة بموضوع بعينه . ولا يزيد الأمر عن خربشات وأفكار مشتتة ومتناقضة٬ تجثم على صدري وما أكترها لسوء طالعكم . أعود لألبوم الصور الباهتة مجددا... رصيد حافل من الإخفاقات٬ ليس لأنني أردت ذلك٬ بل لأنني رفضت الطرق المرسومة سلفا - وما أسهلها وأقصرها مشوارا- بابتسامة عريضة وببعض الأمل ٬ بدأت مسيرة الألف ميل ٬غير عابئة بخسارة الجولة الأولى... أو الثانية ...أو الأخيرة .... ما دمت غير مجبرة على تقبيل الجزم ٬ والتمسح بالأذيال الفضفاضة أو على طأطأة الرأس -ولو من باب الاحترام- ...... والحق يقال فقد خسرت المعركة يأبى هذا القلم إلا أن يهتك بعض أسراري الصغيرة لهذا يلزمني الاكتفاء ولو آنيا - أخاف أن أفوت نشرات الأخبار المزيفة- رسوان بشرى